إيران ليست لقمة سائغة، وعملية ضدها ليست بهذه البساطة. عن عدم جدوى الضغوط الأميركية على طهران، كتب مدير مركز دراسة تركيا الحديثة، يوري مواشيف، في "إزفيستيا":
هاجمت الولايات المتحدة، كما وعدت، أهدافاً لإيران، حليفة روسيا الرئيسية في المنطقة، في نهاية كانون الثاني/يناير. تم ضرب 85 هدفاً مرتبطاً بإيران في سوريا والعراق بأسلحة دقيقة.
وطالب نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال، واشنطن بزيادة الضغط على طهران لاستعادة الردع في الشرق الأوسط، وكتبا عن ضرورة "استعراض فوري ومباشر للقوة".
ولكن، سيكون من الصعب للغاية على واشنطن ترويض طهران لسبب آخر. يبدو أن شريكي إيران الاستراتيجيين، روسيا والصين، لا يعتزمان التخلي عن حليفتهما. وقد قال قائد البحرية الإيرانية الأميرال شهرام إيراني، إن الطرفين سيجريان في الأسابيع المقبلة مناورات بحرية مشتركة في مياه متاخمة لإيران. ناهيكم بأن موسكو تعتزم، من خلال وزارة الدفاع، توقيع اتفاقية كبيرة مع طهران في العام 2024.
التعاون بين روسيا وإيران، متعدد الأوجه؛ وليس مبالغة الحديث عن أهميته الكبيرة بالنسبة لبلدينا ولضمان الاستقرار في المنطقة.
علاوة على ذلك، وصل تعاوننا التجاري والاقتصادي إلى مستوى مرتفع غير مسبوق. البديل لقناة السويس، هو ممر النقل شمال-جنوب، الذي يعبر أراضي إيران، ويمتد من سان بطرسبرغ إلى موانئ الهند. وفي نهاية العام 2023، أبرم الاتحاد الاقتصادي الأوراسي اتفاقية تجارة حرة مع إيران.
وهكذا، وصلت إيران إلى مستوى فوق إقليمي، سواء في اتصالاتها مع روسيا والصين أو في إمكاناتها الدفاعية.
وبالتالي، فمن المستبعد أن تشن واشنطن حربًا مفتوحة ضد طهران. على الأقل بلا عواقب، لا يمكن إصلاحها، بالنسبة للولايات المتحدة. أما إيران، فمن الواضح أنها لن تتخلى عن مواقعها في المنطقة. وبالمثل، فإن روسيا والصين، المستعدتين لدعم الجمهورية الإسلامية، لن تتخليا عن مواقفهما أيضًا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
وعيد وإدانة ورفض.. هكذا ردت إيران على "ضرب الحوثيين"
توعد قائد الحرس الثوري الإيراني، الأحد، بالرد على أي هجوم، بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران على خلفية ضربات واشنطن للحوثيين في اليمن.
وحذر الرئيس الأميركي الحوثيين من أنه "إن لم تتوقفوا عن شن الهجمات فستشهدون جحيما لم تروا مثله من قبل".
كما حذر إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من استمرار دعمها للحوثيين، قائلا إنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة، "فإن أميركا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن!".
وعلى الصعيد السياسي، دانت إيران الضربات "الهمجية" التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف للحوثيين في اليمن، السبت، وأسفرت عن مقتل 31 شخصا على الأقل وفق الجماعة.
ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي "بشدة" الضربات، معتبرا في بيان أنها "انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي".
والأحد قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة بلاده الخارجية، بعدما دعا ترامب طهران إلى وقف دعم الحوثيين في اليمن "فورا".
وكتب عراقجي على منصة "إكس" "الحكومة الأميركية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية"، داعيا إلى "وقف قتل الشعب اليمني".
وأتى ذلك بعد ساعات من شن الجيش الأميركي بأمر من ترامب، ضربات في اليمن تستهدف الحوثيين المدعومين من طهران، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد من بينها صنعاء.
وكانت ضربات السبت الغارات الأميركية الأولى على الحوثيين، منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي.
وعقب اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين.
وفي المقابل، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل عمليات عسكرية على أهداف في اليمن أكثر من مرة، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وبعد وقف هجماتهم إثر دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير، أعلن الحوثيون في 11 مارس "استئناف حظر عبور" السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن، ردا على منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال عراقجي في منشوره على "إكس": "قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني والعالم يحمّل أميركا المسؤولية".
وكان ترامب أعلن السبت أن واشنطن أطلقت "عملا عسكريا حاسما وقويا" ضد الحوثيين، متوعدا باستخدام "القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، كما طالب إيران بأن "توقف فورا" دعمها "للإرهابيين الحوثيين".
ويأتي ذلك بعدما بعث ترامب برسالة إلى طهران يضغط فيها للتفاوض بشأن ملفها النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد ترامب العمل بسياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها حيال طهران خلال ولايته الأولى، لكنه تحدث في الوقت ذاته عن السعي لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، بدلا من اتفاق 2015 الذي سحب بلاده منه بشكل أحادي في 2018.
وأكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تفاوض واشنطن في ظل "الضغوط القصوى".