السودان: طرح ست مربعات نفطية للاستثمار
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أبلغ وزير الطاقة والنفط الوفد الألماني عن عدد من الفرص المتاحة للاستثمار منها أربع مربعات نفطية بالبحر الأحمر داخل ومربعين آخرين في ولاية الجزيرة
التغيير: بورتسودان
كشف وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم محمد سعيد عن طرح ست مربعات نفطية جاهزة للاستثمار، واستعرض فرص الاستثمار وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في قطاعي النفط والكهرباء مشيراً إلى أهمية الاستفادة من التجارب المماثلة في العالم.
وبحث الوزير لدى لقائه وفد المجموعة الألمانية للخدمات والاستشارات برئاسة بروفيسور هانس رنكي كبير المستشارين بالمجموعة إمكانية التعاون بين الوزارة والمجموعة في قطاعي النفط والكهرباء.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مصفاة الجيلي للبترول بالخرطوم بحري منذ اندلاع الحرب في الـ 15 من أبريل 2023، وقد تعرضت للقصف في 6 ديسمبر 2023 للمرة الرابعة مع تبادل الاتهامات بين طرفي الحرب حول المسؤولية بما جعلها تخرج من الخدمة. وفي يوليو 2023، تعرضت مصفاة الابيض، وأًصبحت خارج الخدمة. والمصفاة الثالثة الوحيدة التي تعمل الآن هي مصفاة ببورتسودان الرئيسية.
وأبلغ وزير الطاقة والنفط الوفد الألماني عن عدد من الفرص المتاحة للاستثمار في قطاع النفط والغاز منها أربع مربعات نفطية بالبحر الأحمر داخل المياه الاقليمية؛ ومربعين آخرين في ولاية الجزيرة جميعها جاهزة للاستثمار وبها شواهد نفطية مكتشفة بالإضافة إلى مشروع مصفاة بورتسودان الجديد.
ويمتلك السودان احتياطيات نفط تبلغ حوالي 1.5 مليار برميل وذلك وفقًا لتقديرات عام 2022، وذلك دون تغيير منذ استقلال جنوب السودان في عام 2011، وخسر السودان بعد انفصال جنوب السودان أكثر من حوالي 75% من احتياطياته النفطية المؤكدة وذلك الدولة الوليدة.
واطلع الوزير، الوفد عن احتياجات قطاع الكهرباء لاعادة تأهيل محطة ام دباكر وتطوير عدد من محطات التوليد الكهربائي مبيناً حجم الدمار والسرقات التي تعرض لها قطاع الكهرباء والنفط كبير.
من جانبه قدم رئيس الوفد الألماني البروفيسور هانس رنكي كبير المستشارين بالمجموعة تصور المجموعة الالمانية لإعادة الإعمار في السودان والتخلص من مخلفات الحرب بالاستفادة من التجربة الالمانية في إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية بألمانيا.
وقال نائب رئيس مجلس العلاقات الخارجية بغرفة الصناعة والتجارة الألمانية حسين سليمان لدينا تجارب كثيرة في هذا المجال، وتعاون قديم مع قطاع النفط السوداني وتعهد بالعمل من خلال تنظيم ملتقى الاستثمار السوداني ـ الألماني على جمع الشركات الألمانية التي أبدت رغبتها للعمل في السودان مقدماً الدعوة لوزير الطاقة والنفط لزيارة ألمانيا والوقوف على التجربة. وقال إنَّ زيارتهم للسودان جاءت في إطار تلبية دعوة وزير المالية د. جبريل ابراهيم رئيس مجلس إعادة الإعمار وتعويض المتضررين.
وبحسب تقديرات مُعلنة فإن إجمالي احتياطيات السودان وجنوب السودان النفطية تبلغ حوالي 5 مليارات برميل وذلك في يناير من عام 2023.
الوسومألمانيا البترول الدعم السريع السودان النفط مصفاة الجيلي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ألمانيا البترول الدعم السريع السودان النفط مصفاة الجيلي
إقرأ أيضاً:
مونيكا ويليم تكتب: كيف تؤثر الطاقة في مسار الصراع الروسي الأوكراني؟
مثلت الطاقة محورًا أساسيًا في النزاعات الدولية، لا سيما في الصراعات التي تتداخل فيها الأبعاد الاقتصادية والجيوسياسية. وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية، برزت مسألة استهداف البنية التحتية للطاقة كأحد الأدوات المستخدمة للضغط المتبادل بين الطرفين. ومع ذلك، شكّلت المباحثات التليفونية بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس بوتين والتي استمرت لمدة 90 دقيقة محطة هامة في مسار التهدئة وخفض التصعيد منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي توافقت على ضرورة إقرار السلام الدائم على أن يتم البدء بهدنة تفضي بعدم استهداف البنية التحتية الطاقية، وذلك على الرغم من تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاكه، وعلى هذا الأساس ينظر إلى هدنة الطاقة في الحرب الروسية الأوكرانية، كونها تخضع إلى الضرورات الاستراتيجية وحسابات القوى الدولية.
ومع تحليل البيانات الصادرة بين البيت الأبيض والكرملين بشأن المباحثات المشار إليها عاليه، تلاحظ اختلافات كبيرة بينهما، فأبرز تلك الاختلافات، تتمثل في أن البيان الصادر من قبل الكرملين، تناول المباحثات بشيء من التفاصيل برزت من خلال سرد شروط روسيا لوقف أطلاق النار بشكل شامل ومستدام في أوكرانيا وهو ما ينفذ من خلال وقف الإدارة الأمريكية عن تسليح أوكرانيا أو تقديم الدعم العسكري لها ، أو تعبئة أوكرانيا فضلا عن ذلك وقف التعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا خاصة في ظل حصار 10 ألف جندي أوكراني في العملية العسكرية في كورسك وفقدانها أبرز الوحدات القتالية وبالتالي فقدان عدد من الأسلحة النوعية والتكتيكية كالقذائف المدفعية، ومدافع هاو تزر والعربات لقتالية المطورة ، كما فقدت أوكرانيا حوالي 300 عربيات برادلي لنقل الجند من طراز M1s ؛ وهو بدوره ما يعرقل العمليات الهجومية لدي أوكرانيا، ويؤكد عدم تفعيل الاتفاق سريعًا بل سيترقب ويتوقف الأمر علي ضمانات من قبل الإدارة الأمريكية بوقف أطلاق النار.
في حين تناول بيان الولايات المتحدة بعض الملفات التي لم يتم الإشارة إليها؛ إلا أن النقطة المشتركة هو وقف استهداف البنية التحتية النفطية وقذف منشأت الطاقة والتي تمثل أداة أساسية للتفاوض وهو ما يعد تقدماً.
وفي هذا الإطار سوف تركز هذه المقالة على عدة أبعاد منها موقع الطاقة في المفاوضات مع التطرق إلى عمق الدوافع البرجماتية لدي الولايات المتحدة لحل الأزمة.
وعليه هناك عدة تساؤلات من قبيل هل تعد تلك الهدنة بمثابة هدنة تكتيكية جزئية خاصة بقطاعي الطاقة والبنية التحتية؟ هل سيدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟
باستذكار الملابسات المتعلقة بالهجمات على منشآت الطاقة كجزء من جهود كلا البلدين لإضعاف الآخر، إذ كانت الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا جزءاً أساسياً من جهودها لإخضاع البلاد ، قد بدأت روسيا بمهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في أكتوبر 2022 بعد أن اتضح ضرورة أن يصاحب خطتها الأولية حرب استنزاف لتحقيق نصر سريع على الأرض،وبالتالي أصبحت فيها البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هدفاً رئيسياً.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فتهدف الهجمات على المنشآت الروسية إلى خفض عائدات روسيا المترامية الأطراف، وعلى هذا الاساس بدأت أوكرانيا باستهداف البنية التحتية للطاقة الروسية بشكل متكرر في أوائل عام 2024، في محاولة لإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي خاصة قطاع النفط والغاز وذلك لتحقيق هدف مزدوج يتمثل في خفض عائدات النفط الروسية التي تُستخدم لتمويل الجيش الروسي والحد من إمدادات الوقود إلى جانب إحداث تأثير نفسي من خلال إشعال حرائق واسعة النطاق.
وعلي مدار العام الماضي، صعدت أوكرانيا هجماتها حيث تسللت طائرات أوكرانية مُسيّرة إلى عمق الأراضي الروسية، مُستهدفةً مصافي نفط ومستودعات ووحدات تخزين وأنابيب ومحطات ضخ؛ وقد أدت هذه الهجمات إلى تعطيل تدفقات النفط التي تمر عبر محطات النفط البحرية الروسية وخط أنابيب دروجبا.
وعند محاولة استقراء تأثير تلك الهجمات علي مصافي النفط علي خفض قدرة التكرير في روسيا، تبين وفقاً للعديد من التقديرات أنها بلغت نحو 10% إلا ان الشركات الروسية تمكنت من تفادي تلك التأثيرات سريعاً.
واستكمالا للتطرق في هذا البعد، وبالنظر إلى أن الصراع الروسي الأوكراني قد غير خريطة إمدادات الطاقة عالمياً، فمن المتوقع أن تُغير نهايته العديد من المعادلات بالأسواق، فوفقا لتوقعات بنك جولد مان ساكس أن تنخفض أسعار الغاز في أوروبا بنسبة تتراوح ما بين 15-50% وذلك ترجيحاً بعودة جزء من الغاز الروسي إلى أوروبا، وفي الوقت نفسه تتباين التقديرات الدولية فيما يتعلق بالتأثير على أسواق النفط، ففي حين يرجح بنك جولد مان ساكس التأثير على أسواق النفط تأثيراً محدوداً، وذلك لان النفط الروسي محكومًا بالاساس بقرارات الأوبك بلس.
في حين أن بنك أوف أمريكا (Bank of America) يرجح أن الزيادة في أمدادات النفط الروسي للأسواق العالمية، بنحو 1.2 مليون برميل يومياً بعد رفع العقوبات قد يسهم في هبوط الأسعار بنحو 5- 10 دولار للبرميل ما تسعي إليه أيضا الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأسيسا على ذلك، وُيمكن النظر إلى كافة المحاولات بأنها مفاوضات تكتيكية لبحث آلية وقف أطلاق النار فأي مفاوضات مع الجانب الأوكراني هي مفاوضات جزئية كون روسيا لا تعترف بشرعية النظام الأوكراني علاوة على ذلك، حالة انعدام الثقة المرسخة بين الجانب الأوكراني والروسي والتي تنامت بعد توقيع اتفاقية الحبوب في تركيا عام 2022.
وهو الأمر الذي يدفعنا للبحث عن الأسباب البرجماتية الدافعة للولايات المتحدة لحل الأزمة، فهناك معضلة تبرز في رغبة روسيا في الاعتراف بانتصارها والضغط على أوكرانيا لاستسلامها، ولكن في المقابل ماذا تريد الولايات المتحدة؟
الإجابة تتلخص في عدة مشاهد متناثرة ومترابطة في آن واحد، وبالتالي هناك تفاهمات متشابكة أولاً، ثمة صفقات متعلقة بالحفاظ علي النفوذ الأمريكي داخل منطقة جنوب وشرق أسيا وأيضا الشرق الأوسط وذلك من خلال استغلال العلاقات الاستراتيجية التي تربط روسيا بالصين وأيضا بكوريا الشمالية و ايران ، وبالتالي فك الحلف العسكري الذي برز بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران علي خلفية تصاعد الصراع الروسي الأوكراني.
فضلا عن عودة الشركات الأمريكية إلى القطاع الاقتصادي الروسي وذلك بعد خسارتها قرابة 300 مليار دولار وتقدر عدد الشركات 1000 شركة ، وفي الوقت نفسه تتبلور البرجماتية الأمريكية في هذا الإطار لأنه باستمرار هذه الحرب تزداد المخاوف باحتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة.
ختاماً، يمثل الاتفاق على تحييد المنشآت النفطية من الاستهداف العسكري خطوة مهمة نحو احتواء التصعيد في الحرب الروسية الأوكرانية، كما يعكس الأهمية المتزايدة للطاقة كعامل مؤثر في مسار النزاعات الدولية. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تسهم في خلق بيئة أكثر استقرارًا للمفاوضات، فإنها تظل مرهونة بالتطورات الميدانية والسياسية ومدى التزام الأطراف المعنية بها. وفي ظل التوازنات الدولية المتغيرة، يبقى السؤال الأهم: هل يكون هذا الاتفاق مقدمة لحل شامل، أم مجرد هدنة مؤقتة في صراع أعمق تحكمه اعتبارات استراتيجية معقدة؟