تحت ستار الحرب.. سحب الإقامة من فلسطينيي القدس تعود من جديد
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
القدس المحتلة- منذ تضامنه مع نواب القدس المبعدين الذين اعتصموا في ساحة مقر الصليب الأحمر بالقدس يوم 17 يونيو/حزيران 2011، هُدد الشاب المقدسي ماجد الجعبة بإبعاده عن القدس وسحب حق الإقامة منه.
لم تأخذ عائلة الجعبة، وفقا لشقيقته بيان، هذا التهديد على محمل الجد آنذاك، وتوقعت أنه مجرد أمر عابر، لكنها اكتشفت لاحقا أن سلطات الاحتلال بيتت النيّة فعلا لطرد شقيقها ومعاقبته بإبعاده عن القدس بشكل دائم.
اليوم وبعد 13 عاما من التهديد الأول، صادقت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية جالي بهراب ميارا على سحب حق الإقامة في القدس من الشاب ماجد الجعبة، وذلك بعد نحو شهرين ونصف الشهر من إعلان وزارة الداخلية الإسرائيلية أنها تدرس سحب الإقامة منه بزعم عضويته في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووفق التسلسل القانوني، فإن طلب سحب الهوية المقدسية (الهوية الزرقاء) من الجعبة سيوضع على مكتب وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، للمصادقة عليه حتى تتمكن وزارة الداخلية من استكمال إجراءات حرمان هذا الشاب المقدسي من حق الإقامة في المدينة التي ولد وترعرع وتزوج وأنجب 6 من الأبناء فيها.
سلطات الاحتلال تقرر سحب "الهوية الزرقاء" من الأسير المقدسي ماجد الجعبة، بحجة الانتماء لمنظمات محظورة
وكان الجعبة اعتُقل في أكتوبر 2023، وحوكم بالاعتقال الإداري، وجدد له قرار الاعتقال الإداري قبل أيام لمدة 4 أشهر أخرى pic.twitter.com/31VoiQsGTE
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 15, 2024
الهدف تفريغ القدسوفي تعقيب العائلة على اعتزام سلطات الاحتلال طرد ابنها الأسير من القدس بشكل دائم، قالت شقيقته بيان الجعبة "إذا كان غريمك القاضي، فلمن تشكو؟ هدف الاحتلال تفريغ القدس وطردنا منها، ولا نستغرب هذه الخطوة".
وأضافت أنه خلال أحد الاقتحامات التي نفذها جنود وضباط مخابرات الاحتلال لمنزل العائلة وجدوا صورة الكعبة المشرفة على الحائط، وقال أحدهم لماجد حينها: "ما رأيك أن نبعدك إلى هناك؟ هذا أفضل لنا ولك".
وتابعت بيان "يريدون إبعاده عن القدس منذ سنوات، واستغلوا أحداث الحرب لتنفيذ مخططهم.. يحاربوننا في أبسط حقوقنا في العيش بحرية وبأمان مع عائلاتنا".
وُلد ماجد الجعبة في البلدة القديمة بالقدس في السادس من سبتمبر/أيلول 1980، واعتقل لأول مرة بعد إصابته في هبّة النفق التي اندلعت عام 1996، ثم توالت الملاحقات وتكثفت منذ عام 2000 عندما اندلعت الانتفاضة الثانية.
كان الأقصى هو وجهة الجعبة الأولى وعُين حارسا فيه، لكنه لم يهنأ بحراسة هذا المسجد لسنوات طويلة، وفقا لشقيقته التي قالت إنه بمجرد السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى عام 2003 عمل ماجد وزملاؤه الحراس على متابعة تحركات المستوطنين داخله، فلم يسلموا من الملاحقة.
"بدأ الاحتلال بمعاقبة ماجد بالإبعاد عن الأقصى عام 2005، ومنذ ذلك العام يتجدد إبعاده بشكل متواصل لـ6 أشهر، ولا يتمكن من دخوله سوى أسبوع أو أقل من ذلك، وعوقب عام 2019 بالإبعاد عن القدس لقرابة عامين"، تضيف بيان.
قضى الجعبة ما مجموعه 7 أعوام ونصف العام في السجون الإسرائيلية، وكانت توجه له دائما تهمة النشاط في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وتنظيم حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، بالإضافة لاتهامه بالمسؤولية عن تأسيس "تنظيم شباب الأقصى" الذي اعتبُر محظورا، وفي كل مرة توجه له تهمة الانتماء لمنظمة تصنفها إسرائيل إرهابية وهي حركة حماس.
وتقول بيان الجعبة إن أطفال ماجد الستّة، أكبرهم راغب (16 عاما) وأصغرهم أُسيد (4 أعوام)، لا يعرفون شيئا عن والدهم منذ اعتقاله وتحويله للاعتقال الإداري (اعتقال بدون تهمة) يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مضيفة أن محاكم الاحتلال مددت اعتقاله إداريا لـ4 أشهر أخرى قبل أسبوع، وأن العائلة لم تعرف عن قرار سحب حق الإقامة منه إلا من الإعلام الإسرائيلي.
خرق للقوانين الدولية
ومنذ احتلال شرقي القدس عام 1967، أحدثت إسرائيل كثيرا من التغييرات في المدينة بهدف تقليل الوجود الفلسطيني فيها إلى الحد الأدنى، مقابل الحفاظ على أغلبية يهودية.
ومن بين تجاوزاتها تغيير الوضع القانوني للفلسطينيين وتعريفهم بوصفهم مقيمين لا مواطنين، وبناء على ذلك أصبح المقدسي يحمل بطاقة الهوية الزرقاء، بالإضافة للجواز الأردني المؤقت، ووثيقة السفر الإسرائيلية (لاسيباسيه).
وحسب مدير مركز العمل المجتمعي التابع لجامعة القدس منير نسيبة، في حديثه للجزيرة نت، فإن هذا الإجراء كان واحدا من أوائل الخروق الإسرائيلية للقانون الدولي، إذ عاملت الدولة المحتلة المواطنين الأصليين معاملة الأجانب المهاجرين إليها.
وتكمن المشكلة الكبرى في أن الحق بالإقامة لكل من يحمل هذه البطاقة هشّ، ومن الممكن أن تُلغي إسرائيل إقامة أي مقدسي بكل سهولة، ومنذ احتلال شرقي القدس عام 1967 حتى يومنا هذا ألغى الاحتلال إقامة أكثر من 14 ألفا و500 مقدسي ومقدسية.
وطوّر الاحتلال كثيرا من المعايير لإلغاء حق الإقامة للمقدسيين، فكانت -وفقا لنسيبة- تُسحب البطاقة الزرقاء (بطاقة الهوية الإسرائيلية) من المقدسيين الذين يسافرون ويقيمون مدة 7 أعوام خارج البلاد.
معايير وتشريعات
ومنذ عام 1994، أدخل الاحتلال معيار "مركز الحياة" الذي اعتبر بموجبه أن جميع من يسكن خارج مدينة القدس من المقدسيين "لا يستحق التمتع بوضعية المقيم".
أما المعيار الأخطر فجاء عام 2006، وبات حق الإقامة في القدس يُلغى بادعاء "خرق الولاء" لإسرائيل. ويُعد المحامي المقدسي صلاح الحموري، الذي أبعد إلى فرنسا في ديسمبر/كانون الأول 2022، واحدا من بين 14 مقدسيا سُحب منهم حق الإقامة في القدس كـ"عقاب" بادعاء "خرق الولاء لدولة إسرائيل".
وصادق الكنيست الإسرائيلي عام 2018 على قانون يخوّل وزير الداخلية سحب الإقامة من المقدسيين تحت هذا الادعاء، بخلاف نص القانون الإنساني الدولي على عدم توقّع الولاء من السكان القابعين تحت الاحتلال للدولة المحتلة.
ويصف مدير مركز العمل المجتمعي منير نسيبة إجراء إلغاء الإقامة بناء على معيار "خرق الولاء" بأنه "اضطهاد"، كما أنه يشكل مخالفة جسيمة للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي منعت بشكل مطلق نقل المدنيين وطردهم من بلادهم في الأرض المحتلة.
ويشكل هذا الإجراء، وفقا لنسيبة، أيضا انتهاكا لميثاق روما المنشِئ للمحكمة الجنائية الدولية الذي عرّف الطرد بأنه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية إذا كان يمارس بشكل ممنهج أو واسع النطاق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإقامة من عن القدس القدس من
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين ويحتجز صحفيين قرب مستشفى جنين
الثورة / متابعات
قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة «أوتشا»، إن العدوان الصهيوني على مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها « يحدث آثارًا إنسانية وخيمة».
وأضاف المكتب في تقريره اليومي، أن سلطات العدو الصهيوني بدأت بهدم أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس للاجئين، بعد تدمير أكثر من 20 منزلًا في المنطقة خلال الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن عمليات الهدم تجري في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، في حين أن معظم سكان المخيمات، عشرات آلاف الأشخاص، نازحون وغير قادرين على العودة إلى منازلهم.
ولفت إلى أن إغلاق حاجز «تياسير» منذ فبراير الماضي، قيد حركة أكثر من 60 ألف فلسطيني بين شمال غور الأردن وبقية محافظة طوباس، وكذلك تعرض الوصول إلى الأسواق وأماكن العمل والخدمات لقيود شديدة.
من جهته، حذّر «المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان» من تصاعد المخططات الاستيطانية الصهيونية التي تحاصر مدينة القدس المحتلة، وتدفع بها نحو دائرة التهويد والتهجير القسري، في خطوة تهدف إلى فرض «القدس الكبرى» كأمر واقع على الأرض.
وأوضح المكتب في تقريره الأسبوعي، الصادر أمس السبت، أن اللجنة الوزارية الصهيونية للتشريع بدأت الأسبوع الماضي مداولاتها حول مشروع قانون يمنح «شرعية» لضم مستوطنات القدس المحتلة إلى سلطة الاحتلال، في إطار خطط توسعية تستهدف فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المدينة، وتقويض أي إمكانية لوجود فلسطيني مستقل فيها.
وتوقع التقرير أن تشهد الفترة المقبلة إقرار خطة لبناء أكثر من 1000 وحدة استيطانية جديدة في شرق القدس، حيث ستُعرض للموافقة أمام اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لسلطات العدو.
ويشكل هذا التوسع جزءاً من مخطط أوسع يهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني، من خلال إنشاء حزام استيطاني متصل يحدّ من إمكانية التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية، ويفرض وقائع ديمغرافية جديدة.
وأشار التقرير إلى أن هذه المشاريع تندرج ضمن اجتماعات أسبوعية يعقدها المجلس الأعلى للتخطيط منذ ديسمبر 2024م، بهدف دفع عجلة الاستيطان بوتيرة متسارعة، حيث تشهد كل جلسة المصادقة على مئات أو حتى آلاف الوحدات السكنية.
وفي سياق متصل، أكد المكتب الوطني تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يواصلون مداهمة خيام المواطنين، وترهيبهم، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية والمراعي، لا سيما في مناطق الأغوار، ونابلس، وأريحا.
وتعكس هذه الاعتداءات، المدعومة من سلطات العدو، سياسة منظمة تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض من خلال التضييق على الفلسطينيين، ودفعهم إلى الهجرة القسرية، في وقت تتزايد فيه المطالبات الدولية بضرورة وقف الاستيطان غير القانوني، الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
كما اقتحمت قوات العدو، مناطق متفرقة من محافظة بيت لحم، حيث اقتحمت قوات العدو بلدة بيت فجار وتمركزت في عدة أحياء منها، كما اقتحمت قريتي مراح رباح وأم سلمونة جنوبا.
كذلك اقتحمت قوات العدو، مدينة نابلس من الجهة الغربية، حيث داهمت بناية سكنية قرب مفرق زواتا، وانتشرت بكثافة في محيط جامعة القدس المفتوحة، وحيي إسكان الصيادلة، والمعاجين غربا، وسط إجراءات تفتيش في المنطقة، التي تتعرض لاقتحامات متكررة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وفي جنين التي يدخل عدوان الاحتلال على المدينة ومخيمها يومه ال47، مخلفا 30 شهيدا، وعشرات الاصابات والمعتقلين، احتجزت قوات العدو الصهيوني، أمس، عددا من الصحفيين قرب مستشفى جنين الحكومي.
وقالت مصادر محلية، إن قوات العدو احتجزت صحفيين أثناء عملهم وتغطيتهم لحصار آليات الاحتلال محيط مستشفى جنين الحكومي، ومحاولتهم اقتحام ساحة المستشفى، حيث منعتهم من العمل وأجبرتهم على المغادرة.
وكانت قوات العدو الصهيوني، قد نشرت آلياتها العسكرية أمام بوابة مستشفى جنين الحكومي، والقت قنابل غاز سامة باتجاه ساحته الرئيسية.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال، أمس، ثلاثة مواطنين فلسطينيين بعد تصديهم لاعتداء مستوطنين على قرية خلة الضبع في مسافر يطا جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
كما اعتقلت قوات العدو الصهيوني، مساء أمس، الصحفي أحمد جلاجل من باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس، وسلمته استدعاء للتحقيق غدا الأحد.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات العدو اعتقلت جلاجل من باحات المسجد الأقصى وقت الإفطار، واحتجزته لفترة من الوقت، قبل أن تسلمه استدعاء لأحد مراكزها اليوم الأحد.
ويواصل العدو استهدافه للصحفيين في القدس عبر الاعتقال وفرض الإقامة الجبرية والإبعاد عن المسجد الأقصى، وذلك على خلفية عملهم الصحفي أو بذريعة التحريض عبر منصات التواصل الاجتماعي.
من جانب آخر، ذكرت محافظة القدس أن قوات العدو اقتحمت حي كرم الشيخ ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وكانت قوات العدو قد اعتقلت في وقت سابق من مساء أمس، عددا من الشبان، خلال قيامهم بتوزيع وجبات إفطار في باحات المسجد الأقصى.
وفي تطور أمني آخر شددت قوات الاحتلال امس، من إجراءاتها العسكرية على الحواجز المحيطة بمدينة نابلس.
وأغلقت حاجز بيت فوريك شرق نابلس، ودير شرف غربا، ومنعت المركبات من الدخول والخروج من خلالهما.
وفي مدينة طولكرم، تواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ41 على التوالي، ولليوم الـ28 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية ومداهمات للمنازل وإطلاق النار على المواطنين.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات العدو دفعت بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، ونشرت آلياتها وفرق المشاة في الشوارع والأحياء، وتمركزت في محيط ومداخل مخيمي طولكرم ونور شمس، رافقها إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية والضوئية، مع سماع دوي انفجارات.
وطارد جنود العدو جموعا من المواطنين من سكانه، أثناء دخولهم المخيم ومحاولتهم الوصول الى منازلهم لتفقدها وجمع ما يمكن من مقتنياتهم منها.
ويشهد المخيم دمارا شاملا في البنية التحتية، وفي المنازل التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والتخريب والحرق، بينما تم تحويل المتبقية منها لثكنات عسكرية، مترافقة مع عمليات تفجير واسعة داخله، والتي يسمع دويها في فترات متقطعة.
ودفعت قوات العدو الصهيوني بتعزيزات عسكرية الى مخيم نور شمس، الذي يشهد حصارا مطبقا، مترافقا مع استمرارها في مداهمة المنازل وإجبار سكانها على إخلائها بالقوة، وتحويلها لثكنات عسكرية، متزامنة مع التدمير الذي ألحقته جرافاتها بالبنية التحتية وهدم المنازل في حارة المنشية بشكل كامل ضمن مخططها شق طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيم، حيث هدمت أكثر من 28 منزلا خلال أسبوع واحد.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات العدو أطلقت بعد منتصف الليل، القنابل الضوئية فوق حارة المسلخ في مخيم نور شمس، وسط اعمال تفتيش وتمشيط واسعة في المكان.