في طريق العودة رأيتُ قطار الجزيرة الأخضر يخب مُسرعاً تحت سحابة داكنة، كأنها تطارده، تذكرت أول مرة اعتليت ظهره وفي يدي كتاب، بدا مثل قطار غار دي ليون وهو يطوي المسافات بين باريس وجنيفا، بدت لي محطة المعيلق أشبه بمحطة حيدر باشا التي تقع في النطاق الآسيوي من إسطنبول، تذكرت أول رحلة لي إبان الحقبة البشيرية، وقد (دور حديدو) بالفعل في موعده المضروب من محطة بحري، تحركت الحجرات تباعًا، لاح لنا القصر الجمهوري، ذلك العرين الرحب للسُلطة، أسير الحرب الأكثر تعاسة اليوم، لم يعد يملك وصفة للحصول على الخبز والسكر والحليب والأمن، دعك من أن يخطط للمستقبل في بلد يموج بالكوارث ويتحفز لمجاعة ليست أقل فداحة من مجاعة سنة ستة، في ذلك الوقت انشغل الخليفة عبد الله التعايشي بالحرب وأهمل الزراعة والتجارة، عطفاً هلاك الماشية والمرض والهجرة، مثل ما يحدث حاليًا تماماً، عبرنا جسر الحرية، علّق أحدهم قميصه على الجسر، أظنه عامل حكومي لم يفهم المفارقة العميقة لجسر حرية يطل على السجانة! فوق مدخل حجرة القطار الأولى كانت تنتصب شاشة بلازما أنيقة، يغني منها محمد النصري بصوته المحزون ” طوّل وفجأة بان ذكّرني أيامنا الزمان يا حليلو .
عزمي عبد الرازق
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سكيكدة: توقيف مروجَين وحجز كمية من المخدرات والمهلوسات
تمكنت، فرقة مكافحة المخدرات سلسلة عملياتها ضد الشبكات الإجرامية ومروجي المهلوسات داخل الأحياء السكنية.
حيث تمكنت من وضع حد لمروجين ينشطون في كل من حي الإخوة عياشي بعاصمة الولاية، و الحروش وهذا في عمليات منفصلة .
تعود القضية الأولى إلى عملية البحث و التحري التي باشرتها الفرقة بعد رصدها لنشاط أحد الأشخاص اتخذ من حي الإخوة عياشي “لاسيا” بعاصمة الولاية، مكانا لترويج المخدرات بين شباب الحي .
الفرقة واستنادا إلى المعطيات المحصلة وضعت خطة أمنية بالتنسيق الدائم والمستمر مع النيابة المختصة لدى محكمة سكيكدة، مكنت من مداهمة مكان تواجد المشتبه فيه بعد تحديد محل تواجده ومن ثمة توقيفه مع حجز صفيحة من الكيف المعالج قدر وزنها بأكثر من 100 غرام .
العملية الثانية قادتها ذات الفرقة والتي مكنت من الإطاحة بأحد المروجين بمدينة الحروش جنوبي الولاية، وحجز كمية من المؤثرات العقلية قدرت بأكثر من 70 قرص مهلوس من مختلف الأنواع “بريغابالين” و” ترامادول” وهذا بالتنسيق الدائم والمستمر مع النيابة المختصة لدى محكمة الحروش .
هذا وقد تم إنجاز ملفات منفصلة وتقديم المشتبه فيهما أمام النيابة المختصة حسب كل قضية أين تم إيداعهما الحبس المؤقت.