سواليف:
2024-09-19@00:10:04 GMT

محاولة للثأر من يوم جمعة

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

محاولة للثأر من يوم جمعة

#محمد_طمليه

يوم منذور للكسل ، للصحو المتأخر من النوم . للحمام الاسبوعي في العاشرة صباحا . للطبيخ الدسم . لغسيل السجاد والبرادي . لدور السينما الرخيصة . لصلة الرحم . لعرائش العنب في باحات البيوت . للمقاهي . للاصدقاء الذين اعتذروا عن المجيء بحكم انهماكهم في مناسبات الاقارب ، للصبايا الذاهبات الى زفاف زميلة .

لسيارات العرائس الملفوفة بشرائط الفرح الملونه . للهاتف الذي لا يرن . للزوجات اللواتي هيأن المائدة . للرجال المسنين الذين اقتعدوا كراسي الخشب امام الدكان .

لجارتنا التي اشتبكت مع زوجة الابن ” الخبيثة ” ، للشجارات التي تسببت بها شقيقة الزوج . للصابون الرخيص الذي اغتسل به ” صبي ميكانيكي ” . للمتاجر الموصدة . لسيارات ( السرفيس ) التي لا تجيء . ل ( التكسي ) الذي افرط في الحمولة . لشرطي المرور عند المفترق ..

مقالات ذات صلة لسان حالي 2024/02/09

#الجمعة…

يوم رتيب كاغنية تقليدية تدندنها السيدة عند مهد وليدها الذي غفا ، او كساعة الحائط التي تدق !!

يوم … يشبه الاربعاء او الاحد ، ولكن باضافة مزيد من الرخاوة !

يشبه الظهيرة في قرية منسية … يشبه الجلوس في قاعة انتظار … يشبه حديث النساء اللواتي لا نحب ….

#يوم_ممطوط ، كموال مطرب في عرس ارملة .

هل بالغت في الوصف ؟ لقد تعمدت ذلك على اي حال . ربما لان يوم الجمعة يمثل بالنسبة لي حصاة في لقمة ( مجدرة ) امضغها . انه كذلك حقا وانني لأسال دائما : كيف يمكن حشو هذا اليوم بالحماس ؟ كيف يمكن ان ننفض غبار الترهل عن ساعاته ودقائقه ؟؟

التلفزيون لا يفي بالغرض . بل ان البث التلفزيوني المبكر ايام الجمع اتاح لنا فرصة اضافية للارتماء : ننكب امام التلفزيون ونشاهد ( الاخضر واليابس ) . والطريف اننا نعجز عن اتخاذ وضع مناسب للجلوس ، فتارة نرتمي على المقعد ، ونضع ارجلنا على ( التربيزة ) ، وطورا ننبطح على جنوبنا ، الى ان تتخذر مناكبنا ، وقد نغفو اثناء ذلك: يتهدل الجنان وينعجنا معا ، ثم اذا جاء الطبيخ ، صحونا نأكل..

رحلات ( الشواء ) لا تفي بالغرض ايضا ، اذ ما هو الفرق بين الارتماء على حصيرة في البيت ، والارتماء على اعشاب جافة تحت شجرة ؟ لا فرق …. اللهم رائحة الشواء ، وعملية البحث عن قطعة كرتون ( للتهويه ) بها على النار ، ومساعدة الاطفال على التبول في مكان غير مكشوف…

رحلاتنا … سأصف واحدة من هذه الرحلات : ثمة ، دائما ، رجل ب ( دشداشة ) ، وامرأة حويطة لا تنسى الملح ، وفتيات يافعات يضعن ( بشاكير ) خشية انحسار الثوب جراء الجلوس على الارض ، واطفال مندهشون يتبادلون قذف الكرة ، ( وتيرموس ) فيه ماء بارد مركون عند جذع الشجرة ، و ( بندورة وبصل ) في ( صينية ) حط عليها سرب من الذباب . و ( سكين ) تلوث مقبضها بفتين اللحم ، ودخان يتصاعد من بين الاسياخ المصفوفة على المنقل ، ورغيف مثلوم من الطرف زاد عن الحاجة ، فظل في ( كيس البلاستيك ) .. وعضو في اسرة مجاورة يستعير قليلا من ( الفلفل الأسود ) ، وكاسات شاي لها رائحة ( زنخة ) ، و ( بمبرز ) مجهول الهوية ملقى على مقربة ، وسيارات ( بيك اب ) مارة فيها اطفال يلوحون بأيديهم…

هل اكمل ؟ اعتقد ان الصورة اكتملت . بقي ان اقول ان الاسرة لا تنسى في طريق العودة ان تضع غصن ( دفلى ) في مقدنة السيارة …

الخروج في المساءات للتنزه في الشوارع لا يفي بالغرض ايضا ، بل هو اكثر بعثا علي الملل من المكوث في المنزل . لماذا ؟ سأقول :

زمان … حين كان ثمة ، بين الأصدقاء ما يقال . اعني : حين كان الحديث حارا لا يقبل القسمة على مكالمة هاتفية مقتضبة ، او على لقاء يتم صدفة عند باب المطعم ، او على بطاقة مطبوعة نرسلها بالبريد للم الناس، او على باقة ورد تحمل أسماءنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل ..

انذاك … كان الصديقان يحملان كيسا صغيرا من الورق طافحا بالمكسرات ، ويظلا يذرعان الطريق الترابي غير المضاء ، ويتحدثان دون ان تبهرهما امرأة بملابس فاضحة ، او سيارة طائشة تنفر عن سياق المسرب المخصص لها ، او واجهة تاجر لبيع التفاهات ..

زمان … يا لتلك الايام ! هل تمة من يذكرها ؟ لا ضرر من انعاش الذاكرة : حفنة من الضوءفي كيس صفير من الكتان : انه ( الشمبر ) . ما زلت اذكر ( اللوكس ابو شمبر ) ، و ( اللمبة نمرة 4 ، وبابور الكاز ، ورغيف الصباح المدهون بالسمن المرشوش بالسكر ، والمدارس التي ترددنا عليها لمجرد ان نتعرض لضرب شديد ومبرح ، والاشجار التي سقطنا عن اغصانها ولم ( تتعور ) ، والاظافر التي لا نتذكرها الا حين يتجول المدير بين طوابير الصباح ، والمساء والطبيخ الذي يؤكل دون تسخين او تبريد ، والانبهار بأول ( حنفية ) في الحي ، والعجائز اللواتي يتنشقن ( الزعوط ) والعرائس ذوات الايدي والارجل المغموسة في الحناء ، والقطة المرقطة التي هاجمت ( صيصان ) الجيران ، وقصعات الطعام التي تستعيرها النساء ، وبنات الحب اللواتي منعن من اللعب معنا لان اثداءهن نمت بغتة …

اذكر …. الكلاب التي نبحت في الليل فانكمشنا في فراشنا والافعى التي قيل انها استوطنت في سلة معلقة في غرفة الخزين ، وحكايا الجدات عن الغول الذي عجزنا عن رسم صورة محددة له ، اذكر مساطب البيوت التي يحبو عليها أطفال بلا ( بمبرز ) ولا حليب مبستر ، ولا العاب كنا نجبل الرمل ونزعم انه حلوى ، كنا لا نحفل بوصايا الامهات المتعلقة بنظافة الملابس ، او تلوث المياه ، او دمنا الذي يجب ان لا يراق . كنا لا نحفل بقلق الاباء ازاء ارتفاع حرارتنا ، او التهاب اضراسنا . كانت الحياة لنا … كنا لها … كنا جزء منها . كالماء والشجر . كالندى والحصى .كنا زغبا ينمو تحت ابط الحياة ..

أعود للحديث حول التنزه والشوارع : لا نتحدث ، ولكن نتفرج على الاخرين ، ويتفرج علينا الاخرون ، اشبه ما نكون بصناديق صماء مجهولة المحتوى . افواج صماء من الصناديق على رصيف متلاطم الخشبات ..

ما من احد يحفل بأحد ، ثم اذا حانت ساعة النوم … غفونا بلا احلام …

الجمعة … يوم ممطوط مثل نداء افريقي لا افهمه..

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجمعة

إقرأ أيضاً:

مختار جمعة: سرقة الكهرباء نهب لجموع الشعب.. وفتاوى التحليل ضد الوطنية

عقب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، على الفيديو المنتشر لأستاذ في جامعة الأزهر يُحلل فيه سرقة الكهرباء.

وقال: "هذا لا يقره دين أو وطنية أو أخلاق، وللأسف بعض الأبواق تُؤيد هذا الكلام الفاسد، ومن يتقول بهذا يكذب على رسول الله". 

مختار جمعة يوجه الشكر للسيسي: "سر يا ريس على بركة الله ونحن جنودك"


وتابع "جمعة"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على القناة العاشرة المصرية "ten"، مساء الإثنين، أن تأويل كلام الرسول بشكل فاسد يعتبر كذب على رسول الله.

ونوه إلى أن الدين والقانون والإنسانية والوطنية تُجرم أن تأخذ ما ليس لك بدون وجه حق، ومن يسرق الكهرباء أو المياه فهو يسرق الشعب المصري أجمع ، وليس الدولة. 
وأضاف: "من يتحدث بهذا الأمر يهدم الدولة ويهدم الدين، هذا خلل، ويجب أن نحاسب ونعالج أمثال هؤلاء".

وشدد على ضرورة إصدار قوانين لتجريم مثل هذه الأفعال الشنعاء التي تعتبر جريمة في حق الوطن والدين.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • ولي العهد يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • خادم الحرمين الشريفين يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • القيادة تدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • “يشبه الجحيم”.. نيمار يحذر نجوم ريال مدريد من مبابي
  • مختار جمعة: سرقة الكهرباء نهب لجموع الشعب.. وفتاوى التحليل ضد الوطنية
  • لا يشبه ذوقان عبيدات أحدًا في الكتابة
  • جُمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا
  • تفاصيل محاولة الاغتيال الجديدة لدونالد ترامب: من هو المشتبه به الذي هدد ب"حرق الكرملين"؟
  • نيويورك تايمز: المسلح الذي حاول اغتيال ترامب دعم نظام كييف