سواليف:
2025-04-08@05:47:00 GMT

محاولة للثأر من يوم جمعة

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

محاولة للثأر من يوم جمعة

#محمد_طمليه

يوم منذور للكسل ، للصحو المتأخر من النوم . للحمام الاسبوعي في العاشرة صباحا . للطبيخ الدسم . لغسيل السجاد والبرادي . لدور السينما الرخيصة . لصلة الرحم . لعرائش العنب في باحات البيوت . للمقاهي . للاصدقاء الذين اعتذروا عن المجيء بحكم انهماكهم في مناسبات الاقارب ، للصبايا الذاهبات الى زفاف زميلة .

لسيارات العرائس الملفوفة بشرائط الفرح الملونه . للهاتف الذي لا يرن . للزوجات اللواتي هيأن المائدة . للرجال المسنين الذين اقتعدوا كراسي الخشب امام الدكان .

لجارتنا التي اشتبكت مع زوجة الابن ” الخبيثة ” ، للشجارات التي تسببت بها شقيقة الزوج . للصابون الرخيص الذي اغتسل به ” صبي ميكانيكي ” . للمتاجر الموصدة . لسيارات ( السرفيس ) التي لا تجيء . ل ( التكسي ) الذي افرط في الحمولة . لشرطي المرور عند المفترق ..

مقالات ذات صلة لسان حالي 2024/02/09

#الجمعة…

يوم رتيب كاغنية تقليدية تدندنها السيدة عند مهد وليدها الذي غفا ، او كساعة الحائط التي تدق !!

يوم … يشبه الاربعاء او الاحد ، ولكن باضافة مزيد من الرخاوة !

يشبه الظهيرة في قرية منسية … يشبه الجلوس في قاعة انتظار … يشبه حديث النساء اللواتي لا نحب ….

#يوم_ممطوط ، كموال مطرب في عرس ارملة .

هل بالغت في الوصف ؟ لقد تعمدت ذلك على اي حال . ربما لان يوم الجمعة يمثل بالنسبة لي حصاة في لقمة ( مجدرة ) امضغها . انه كذلك حقا وانني لأسال دائما : كيف يمكن حشو هذا اليوم بالحماس ؟ كيف يمكن ان ننفض غبار الترهل عن ساعاته ودقائقه ؟؟

التلفزيون لا يفي بالغرض . بل ان البث التلفزيوني المبكر ايام الجمع اتاح لنا فرصة اضافية للارتماء : ننكب امام التلفزيون ونشاهد ( الاخضر واليابس ) . والطريف اننا نعجز عن اتخاذ وضع مناسب للجلوس ، فتارة نرتمي على المقعد ، ونضع ارجلنا على ( التربيزة ) ، وطورا ننبطح على جنوبنا ، الى ان تتخذر مناكبنا ، وقد نغفو اثناء ذلك: يتهدل الجنان وينعجنا معا ، ثم اذا جاء الطبيخ ، صحونا نأكل..

رحلات ( الشواء ) لا تفي بالغرض ايضا ، اذ ما هو الفرق بين الارتماء على حصيرة في البيت ، والارتماء على اعشاب جافة تحت شجرة ؟ لا فرق …. اللهم رائحة الشواء ، وعملية البحث عن قطعة كرتون ( للتهويه ) بها على النار ، ومساعدة الاطفال على التبول في مكان غير مكشوف…

رحلاتنا … سأصف واحدة من هذه الرحلات : ثمة ، دائما ، رجل ب ( دشداشة ) ، وامرأة حويطة لا تنسى الملح ، وفتيات يافعات يضعن ( بشاكير ) خشية انحسار الثوب جراء الجلوس على الارض ، واطفال مندهشون يتبادلون قذف الكرة ، ( وتيرموس ) فيه ماء بارد مركون عند جذع الشجرة ، و ( بندورة وبصل ) في ( صينية ) حط عليها سرب من الذباب . و ( سكين ) تلوث مقبضها بفتين اللحم ، ودخان يتصاعد من بين الاسياخ المصفوفة على المنقل ، ورغيف مثلوم من الطرف زاد عن الحاجة ، فظل في ( كيس البلاستيك ) .. وعضو في اسرة مجاورة يستعير قليلا من ( الفلفل الأسود ) ، وكاسات شاي لها رائحة ( زنخة ) ، و ( بمبرز ) مجهول الهوية ملقى على مقربة ، وسيارات ( بيك اب ) مارة فيها اطفال يلوحون بأيديهم…

هل اكمل ؟ اعتقد ان الصورة اكتملت . بقي ان اقول ان الاسرة لا تنسى في طريق العودة ان تضع غصن ( دفلى ) في مقدنة السيارة …

الخروج في المساءات للتنزه في الشوارع لا يفي بالغرض ايضا ، بل هو اكثر بعثا علي الملل من المكوث في المنزل . لماذا ؟ سأقول :

زمان … حين كان ثمة ، بين الأصدقاء ما يقال . اعني : حين كان الحديث حارا لا يقبل القسمة على مكالمة هاتفية مقتضبة ، او على لقاء يتم صدفة عند باب المطعم ، او على بطاقة مطبوعة نرسلها بالبريد للم الناس، او على باقة ورد تحمل أسماءنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل ..

انذاك … كان الصديقان يحملان كيسا صغيرا من الورق طافحا بالمكسرات ، ويظلا يذرعان الطريق الترابي غير المضاء ، ويتحدثان دون ان تبهرهما امرأة بملابس فاضحة ، او سيارة طائشة تنفر عن سياق المسرب المخصص لها ، او واجهة تاجر لبيع التفاهات ..

زمان … يا لتلك الايام ! هل تمة من يذكرها ؟ لا ضرر من انعاش الذاكرة : حفنة من الضوءفي كيس صفير من الكتان : انه ( الشمبر ) . ما زلت اذكر ( اللوكس ابو شمبر ) ، و ( اللمبة نمرة 4 ، وبابور الكاز ، ورغيف الصباح المدهون بالسمن المرشوش بالسكر ، والمدارس التي ترددنا عليها لمجرد ان نتعرض لضرب شديد ومبرح ، والاشجار التي سقطنا عن اغصانها ولم ( تتعور ) ، والاظافر التي لا نتذكرها الا حين يتجول المدير بين طوابير الصباح ، والمساء والطبيخ الذي يؤكل دون تسخين او تبريد ، والانبهار بأول ( حنفية ) في الحي ، والعجائز اللواتي يتنشقن ( الزعوط ) والعرائس ذوات الايدي والارجل المغموسة في الحناء ، والقطة المرقطة التي هاجمت ( صيصان ) الجيران ، وقصعات الطعام التي تستعيرها النساء ، وبنات الحب اللواتي منعن من اللعب معنا لان اثداءهن نمت بغتة …

اذكر …. الكلاب التي نبحت في الليل فانكمشنا في فراشنا والافعى التي قيل انها استوطنت في سلة معلقة في غرفة الخزين ، وحكايا الجدات عن الغول الذي عجزنا عن رسم صورة محددة له ، اذكر مساطب البيوت التي يحبو عليها أطفال بلا ( بمبرز ) ولا حليب مبستر ، ولا العاب كنا نجبل الرمل ونزعم انه حلوى ، كنا لا نحفل بوصايا الامهات المتعلقة بنظافة الملابس ، او تلوث المياه ، او دمنا الذي يجب ان لا يراق . كنا لا نحفل بقلق الاباء ازاء ارتفاع حرارتنا ، او التهاب اضراسنا . كانت الحياة لنا … كنا لها … كنا جزء منها . كالماء والشجر . كالندى والحصى .كنا زغبا ينمو تحت ابط الحياة ..

أعود للحديث حول التنزه والشوارع : لا نتحدث ، ولكن نتفرج على الاخرين ، ويتفرج علينا الاخرون ، اشبه ما نكون بصناديق صماء مجهولة المحتوى . افواج صماء من الصناديق على رصيف متلاطم الخشبات ..

ما من احد يحفل بأحد ، ثم اذا حانت ساعة النوم … غفونا بلا احلام …

الجمعة … يوم ممطوط مثل نداء افريقي لا افهمه..

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجمعة

إقرأ أيضاً:

ما علاج النفس الأمارة بالسوء؟.. علي جمعة يقدم الروشتة الشرعية

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أحد علماء النفس ذكر أن «النفس أمّارة بالسوء»، وقام بتأليف كتب كثيرة في وصف النفس الأمّارة بالسوء.

وأشار إلى أننا نحن المسلمون نقول إن النفس عندنا سبع درجات، أولها النفس الأمّارة بالسوء، ولذلك هو لم يضف لنا شيئًا جديدًا؛ لأننا مؤمنون بهذا، ولكنه يقول إن علاج النفس الأمّارة بالسوء يكون بأن تستمر في السوء، وتبيع نفسها للسوء حتى تهدأ وتستقيم مع الحياة الدنيا، وإلا فسيصيبها اكتئاب.

علاج النفس الأمارة بالسوء

ونوه أننا هنا نتوقف؛ لأنه يوجد اختلاف بيننا وبينه، فى طريقة علاج النفس الأمارة بالسوء، فطريقه يختلف عن طريقنا، هو في طريق الشيطان ونحن في طريق الرحمن.

النفس كلما أعطيتها طلبت المزيد، ولا ترتاح، بل تتعب أكثر؛ فأكبر نسبة انتحار تجدها فيمن اتبع هذا الفكر، يظل يعطي نفسه ما تريد ويفعل ما تشتهي، ثم لا يجد نفسه في النهاية قد وصل إلى ما يبحث عنه من سعادة وإشباع فينتحر!

هل يجوز الكذب خوفا من الحسد .. علي جمعة يوضح الموقف الشرعيعلي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟كيف تكون مسرورا؟.. علي جمعة يصحح مفاهيم خاطئة عن السعادة8 أمور أخفاها الله من يدركها ضمن الجنة واستجابة الدعاء.. علي جمعة يكشف عنها

لكن عندنا أن بعد هذه النفس الأمّارة بالسوء يصل المرء إلى النفس اللوّامة التي تنهاه وتلومه، والنفس اللوّامة تُسلمه إلى النفس المُلهمة، والنفس المُلهمة إلى الراضية، والراضية إلى المَرضيَّة، والمرضية إلى المطمئنة، والمطمئنة إلى الكاملة، وليس كما يزعم فرويد أن النفس فقط أمّارة بالسوء.

علاج النفس الأمارة بالسوء فى الإسلام

وذكر “جمعة” أنه بالفعل النفس الأمّارة بالسوء موجودة، ولكن ليس معنى ذلك أن نُسَلّمها إلى السوء، بل نسلّم النفس إلى ربها، نُقَوّمها ونضغط عليها ونجعلها تحت أقدامنا، فتستقيم وتثبت؛ لأنها مثل الطفل، كما يقول البوصيري في بردته:

والنَّفْسُ كالطِّفْلِ إنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى * حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ

فَحَاذِرِ النَّفْسَ والشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا * وَإِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فاتَّهِمِ

وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلاَ حَكَمًا * فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ

فلا تُطِعْ هذه النفس بسهولة ولا تَسِرْ وراءها، بل يجب أن تُقَوِّمَها، فإذا وقعت في المعصية فلا تيأس، وثق بالله، وارجع، وتُبْ (خيرُ الخطّائين التوّابون)، بادر بالمغفرة، وفِرَّ إلى الله، وسارع إلى المغفرة.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يكشف سر تراجع المسلمين في العلوم والاختراعات
  • العراق يحبط محاولة تهريب 400 ألف حبة كبتاغون عبر نهر الفرات
  • إحباط محاولة تهريب 400 ألف حبة مخدرة عبر نهر الفرات في الباغوز
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يشبه الرسوم الجمركية بـ الدواء.. فيديو
  • المؤرخ العراقي بشار معروف: البخاري بين المحدثين يشبه أبا بكر بين الصحابة
  • بنزين وقنابل .. محاولة اعتداء على كنيسة قديمة في بلودان بريف دمشق
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • ما علاج النفس الأمارة بالسوء؟.. علي جمعة يقدم الروشتة الشرعية
  • علي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟
  • عبدالرحمن بن نافع: ماحد يشبه أدائي حتى عالميًا.. فيديو