RT Arabic:
2025-01-23@12:12:37 GMT

كيف نحدّ من سباق التسلح بين القوى الكبرى؟

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

كيف نحدّ من سباق التسلح بين القوى الكبرى؟

على جميع الدول التي تسعى لسباق تسلح جديد أن تعيد الحياة للاتفاقيات السابقة، بعد العمل على إعادة التوازن بين القوى العالمية. توبياس فيلا – ناشيونال إنترست

في عام 2023، علّقت موسكو المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية (ستارت الجديدة)، وانسحبت من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا (CFE)، وألغت التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT)، وربطت استئناف الحد من الأسلحة النووية بتغيير السياسة الأمريكية تجاه روسيا.

وأعلنت نقل أسلحة نووية غير استراتيجية إلى بيلاروسيا، مما وضع العالم على شفا حرب باردة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، أوصت لجنة الوضع الاستراتيجي التابعة للكونجرس الأمريكي بقدرات نووية إضافية لمواجهة الزيادة المتوقعة في الرؤوس الحربية النووية الصينية من 410 اليوم إلى أكثر من 1500 بحلول عام 2035. وانتهى الاجتماع التحضيري لمؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في أغسطس 2023 دون ملخص واقعي مشترك.

وتتراوح أسباب هذا الواقع بين المناخ الجيوسياسي المتغير، والتوسع السريع في ترسانة الصين النووية، والإبداعات التكنولوجية، مثل الأسلحة التقليدية بعيدة المدى، إلى الاستقطاب السياسي الداخلي في الولايات المتحدة. وفي ظل هذه الظروف، والتي تشمل الاهتمام المتزايد بالردع النووي في أوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا، فإن الهدف الأول للحد من الأسلحة لابد أن يتلخص في تقليل خطر التصعيد العسكري غير المقصود، وخاصة بين القوى النووية.

لذا فمن المستحسن اتخاذ التدابير التالية:

ضبط النفس في المناورات، وتحركات القوات، والانتشار في منطقة الاتصال بين حلف شمال الأطلسي وروسياخطوات لمنع سباق التسلح بصواريخ INF الجديدة في أوروباإعادة التأكيد على المحرمات النووية على أعلى المستويات السياسيةالحفاظ على قنوات المجتمع المدني واستخدامها للحوار للتعرف على الدوافع الكامنة وراء الخطاب النووي، والتغيرات في العقيدة النووية

إن مجلس الناتو-روسيا غير متاح حاليًا كشكل للحد من المخاطر، وهو معلق في المستقبل المنظور. ومن ناحية أخرى، فإن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مشلولة ولكن يمكن استخدامها في المستقبل لتوفير معلومات حول المواقع الدفاعية والمذاهب العسكرية. ومن المنطقي أيضا مناقشة المخاطر النووية من خلال الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي ستترأسها الصين في أغسطس/آب 2024.

وحتى لو لم تؤد هذه الخطوات إلى اتفاقيات الحد من الأسلحة، فإنها قادرة على تمهيد الطريق لإحراز تقدم في المستقبل، واستكمال اتفاقيات أخرى، مثل وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تستمر الدعوات الأكثر تقليدية للعودة إلى التنفيذ الكامل لمعاهدة ستارت الجديدة أو مناقشة الاتفاقيات البديلة المحتملة.

وما يزيد الطين بلّة أن هناك جوقة متزايدة من الأصوات في روسيا، وكذلك في الولايات المتحدة، والصين، وأوروبا، تدعو إلى خوض المزيد من المجازفات من أجل زيادة فرص تأكيد مصالحها. وفي المستقبل المنظور، فإن مساحة الحد من التسلح ستتحدد حسب متطلبات الدفاع والردع. وهذا ليس بالأمر غير المعتاد عندما تتم إعادة توازن القوى العالمي.

تعارض موسكو، في الوقت الحاضر، تجزئة القضايا الاستراتيجية النووية لأنها ترى أن المسار الغربي المحتمل لأوكرانيا يشكل تهديداً استراتيجياً. ولذلك يتعين على الغرب أن ينسحب من أوكرانيا، تماماً كما أزال السوفييت صواريخهم النووية من كوبا.

في النهاية على جميع الأطراف إدراك خطورة الأمر الواقع، لاسيما أن الحد من التسلح  لم يكن حكرًا على الأصدقاء أبدًا، بل كان ولا يزال للواقعيين، وهذا هو ما ينبغي أن يكون.

المصدر: ناشيونال إنترست

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الاسلحة النووية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مجلس الأمن الدولي فی المستقبل من الأسلحة الحد من

إقرأ أيضاً:

الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاستراتيجيات التي يعتزم الجيش الأمريكي تطبيقها في السنوات القادمة لتطوير قدراته وتعزيز هيمنته، وأبرز الأسلحة التي ستكون تحت تصرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب سيمتثل في البداية لميزانية الدفاع لسنة 2025، والمقدرة بـ865 مليار دولار، واستراتيجية الدفاع الوطني التي اعتُمدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وترجح الصحيفة إجراء تعديلات جذرية في استراتيجيات الجيش الأمريكي خلال السنوات القادمة، استنادًا إلى دراسات وتجارب من أهمها تلك المتعلقة بالخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.



الردع الشامل للأعداء
أوضحت الصحيفة أن مسألة الردع الاستراتيجي تمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأضافت أن البنتاغون يرى أن الأسلحة النووية ستكتسب في المستقبل القريب تأثيرا ردعيا لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة العسكرية أن يحل محله.

لذلك يعتزم البنتاغون -وفقا للصحيفة- تحديث قدراته النووية الاستراتيجية والبنية التحتية الإنتاجية والقاعدة العلمية والهندسية.

وقد تم إنشاء معظم أنظمة الردع النووي في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين وما قبل ذلك. وبعد عدة عمليات تحديث، من المنتظر أن تنتهي صلاحية جميع الأنظمة العاملة حاليًا في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

وحسب الصحيفة، تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة تمويل المنصات النووية وأنظمة التسليم وأنظمة الدعم المرتبطة بها سوف تتطلب استثمارات كبيرة على مدى العشرين عاماً المقبلة.

ومن المقرر أن يحل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" محل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "مينتمان 3" والذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين.

وحسب المطورين، سيحتفظ صاروخ "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" بخصائص التكيف السابقة، مع توفير قدرات وأمان وموثوقية أكبر. كما سيتم استبدال صاروخ "إيه جي إم 86" الذي دخل الخدمة سنة 1982.

ومن المنتظر أن يتم تطوير الغواصة النووية الاستراتيجية "كولومبيا" لتعويض الغواصات النووية الاستراتيجية من طراز "أوهايو" انطلاقا من تشرين الأول/ أكتوبر 2030. وقد انطلقت أشغال بناء السفينة الأولى من هذا المشروع في أيلول/ سبتمبر 2020.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر تخصيص أموال إضافية للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات من طراز "يو جي إم-133 ترايدنت 2". ومن المقرر أن تظل هذه الصواريخ في الخدمة مع البحرية الأمريكية طوال فترة خدمة الغواصات من طراز "أوهايو"، أي إلى أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وهو الموعد المحدد لنشر أولى الغواصات النووية من طراز كولومبيا.

كما دخلت القاذفات الاستراتيجية من طراز "نورثروب غرومان بي-21 رايدر" مرحلة الإنتاج الكامل في السنة المالية 2024. وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الطائرات، عند دخولها الخدمة، ستكون طائرات منخفضة التكلفة مجهزة بتقنيات متطورة. كما تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن القاذفة ستشكل عنصرا رئيسيا في ترسانة مشتركة من الأسلحة التقليدية والنووية.

ومن المنتظر أن تحل مقاتلات "إف 35" القادرة على حمل الأسلحة النووية والعادية محل المقاتلات القديمة من الجيل الرابع، بما في ذلك "إف 15 إي"، وستكون مخصصًة لتنفيذ مهمات الردع النووية لحلف الناتو.

وقد حصلت بعض مقاتلات "إف-35 إيه" التي تمتلكها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين على شهادة القدرة التشغيلية النووية في بداية السنة المالية 2024.

التفوق الجوي
ذكرت الصحيفة أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي يستمر بالتركيز في المجال الجوي على تنفيذ مشروع "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية"، والذي يقوم على نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المتصلة، والتي يمكن أن تشمل المقاتلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ومنصات الفضاء الإلكتروني.

في هذه المرحلة، يتمثل الاستثمار الرئيسي في الطائرة المقاتلة من طراز "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ الثانية"، والتي ستكون العمود الفقري للقوات الجوية.

في إطار برنامج "إف-35"، يتم تطوير وإنتاج وتوريد ثلاثة أنواع من مقاتلات الجيل الخامس الضاربة، وهي النسخة التقليدية للإقلاع والهبوط "إف-35 إيه" والمخصصة لسلاح الجو، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إف-35 بي" لمشاة البحرية، و"إف-35 سي" الخاصة بالقوات البحرية.

وفقًا للبنتاغون، فإن خاصية التخفي التي تتميز بها طائرة "إف-35"، وأجهزة الاستشعار المتطورة والتكامل الوظيفي الذي يسمح بتبادل المعلومات بشكل سلس، كلها مميزات تجعل هذه الطائرة أذكى وأكثر فتكًا وقدرة على الصمود في ساحات المعارك.

كما يستمر تمويل نظام الطائرات المسيرة التابع للبحرية الأمريكية من طراز "بوينغ أم كيو-25 ستينغراي"، التي ستوفر لوزارة الدفاع ناقلة وقود مسيرة من شأنها مضاعفة القوة الضاربة لجناح حاملة الطائرات مع توفير المراقبة البحرية.



وأضافت الصحيفة أن ميزانية السنة المالية 2025 تتضمن أيضًا شراء طائرة نقل من طراز "بوينغ كيه سي-46 بيغاسوس"، والتي ستحل محل الناقلات القديمة. كما تتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويل جهود القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطول طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا من طراز "بوينغ إي 3 سينتري" بأخرى من طراز "بوينغ 737".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ لتمويل مختلف أنظمة الحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى التعديلات الحالية على طائرة الحرب إلكترونية من "بوينغ إي إيه-18 جي غرولير"، فإن جهاز التشويش من الجيل القادم سيضمن إمكانيات متقدمة في مجال الهجوم الإلكتروني الجوي ضد رادارات الدفاع الجوي المتقدمة.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 أيضًا تخصيص أموال لتعزيز قدرة نظام التحذير في طائرة "إف-15 إيغل"، ونظام الإجراءات الإلكترونية المضادة المتكامل في طائرة "إف/إيه-18 هورنت".

التفوق على الأرض
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصورة المستقبلية والهيكل التنظيمي للقوات البرية الأمريكية في سنة 2040 خلال العامين المقبلين.

وتخطط المؤسسة العسكرية الأمريكية لمعرفة ماهية ساحات المعارك والبيئة التشغيلية في المستقبل المنظور، ومما لا شك فيه أن هذه الدراسات سوف تتأثر إلى حد كبير بالخبرة القتالية المكتسبة من النزاع المسلح في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.

ويعد مشروع التقارب التابع للجيش الأمريكي، والذي انطلق في 2020 ويهدف إلى تحسين قدرات الجيش، منصة للقيام بهذه التجارب.

ينص المشروع على استبدال الدبابات التقليدية بدبابات روبوتية ونقل جزء كبير من الأعمال العسكرية الشاقة، وخاصة المهام عالية المخاطر، إلى الآلات والروبوتات بدلاً من الجنود. وقد خصصت ميزانية 2025 حوالي 13 مليار دولار لتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، بما في ذلك المركبات المدرعة متعددة الأغراض ومركبات القتال البرمائية ومركبات المشاة القتالية.

الهيمنة في البحار والمحيطات
تتضمن طلبات الميزانية للسنة المالية 2025 تخصيص 48.1 مليار دولار للاستثمار في القوة البحرية الأمريكية، ببناء ست سفن جديدة، بينها غواصة نووية متعددة المهام من طراز "فيرجينيا"، ومدمرتين من فئة "آرلي بيرك" مزودة برادار متطور، وسفينة إنزال من فئة "سان أنطونيو"، وسفينة إنزال متوسطة الحجم.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويلًا إضافيًا لبناء حاملات طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "جيرالد فورد" و"يو إس إس جون إف كينيدي"، المقرر تسليمها إلى البحرية في 2025، و"يو إس إس إنتربرايز" المقرر دخولها الخدمة في 2028، فضلا عن حاملة أخرى من فئة "يو إس إس دوريس ميلر".

ومن المقرر وضع حجر الأساس للناقلة "دوريس ميلر" في كانون الثاني/ يناير 2026، وإطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2029، ودخولها الخدمة في 2032.

ما المتوقع من ترامب؟
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع تخصيص حوالي 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم، ويشمل ذلك الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس ومختلف أنواع التجارب.



ومن المنتظر تخصيص 17.2 مليار دولار للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاستثمارات في البحوث الأساسية بقيمة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار.

وحسب البنتاغون، تتيح هذه الإجراءات للقوات المسلحة الأمريكية تحقيق مزايا مستدامة في إدارة العمليات العسكرية.

وختمت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أي قرارات في المستقبل القريب بمراجعة البرامج والتمويلات المعتمدة سابقا لتطوير قدرات الجيش الأمريكي.


مقالات مشابهة

  • عراقجي يطالب بوقف "وعظ" إيران حول الأسلحة النووية
  • عراقجي يطالب بوقف "وعظ" إيران حول الأسلحة النووية
  • عراقجي: التزام طهران بالنظام العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية واضح للجميع
  • "جامعة التقنية" تحصد ذهبية ألعاب القوى في "خليجية الجامعات"
  • ظريف: لو رغبت إيران في إنتاج الأسلحة النووية لفعلت ذلك
  • إيران: لو أردنا إنتاج الأسلحة النووية لفعلنا ذلك
  • تحذيرات دولية لإيران من استغلال اليورانيوم في صناعة الأسلحة النووية
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إيران إلى التخلي عن الأسلحة النووية
  • أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟