كتب طوني عيسى في "الجمهورية": قال أحد السياسيين الظرفاء، وهو يتابع على الشاشة أخبار الرئيس سعد الحريري في بيروت "عندما يُبدي كل السياسيين بلا استثناء، هذه الرغبة الشديدة في عودته إلى العمل السياسي، يجب أن ينشغل بالنا عليه. ففي لبنان يستحيل على أي سياسي أن يرضي الجميع، من دون» يفوت بالحيط « عاجلاً أو آجلاً .
ثمّة من يسأل: هل فعلاً يريد قادة الطوائف من الحريري أن يعود إلى ممارسة العمل السياسي، زعيماً لحزب وطائفة، ورئيساً محتملاً للحكومة، أم إنهم يناورون؟ وفي عبارة أخرى، هل إنهم متضررون وخاسرون في غيابه، وسيرتاحون لعودته؟ وفي الواقع، ما جرى في ملف عودة الحريري حتى اليوم هو الآتي: حصل الرجل على إشارة مبدئية من المملكة إلى إمكان عودته إلى العمل السياسي، شرط أن يتم ذلك ضمن تسوية تعدّها اللجنة الخماسية، ترضى بها الرياض، وتشمل طهران. لكن التسوية الداخلية مرتبطة بما يجري في الجنوب والتفاهمات المحتملة هناك، بعد انتهاء الحرب في غزة. ولذلك، يمكن اعتبار التسوية مؤجّلة حتى إشعار آخر.
في الانتظار، ما تحقّق حتى الآن يمكن الحفاظ عليه للبناء مستقبلاً. فالإشارة المبدئية إلى عودة الحريري صدرت، ولولا ذلك لما جرى تنظيم حملات الاستقبال الواسعة، حزبياً وشعبياً، ولما جال الحريري على المرجعيات، وأطلق المواقف عبر الإعلام الوثيق الصلة بالمملكة.
ولذلك، عندما تتوافر الظروف المناسبة، ستصبح العودة خياراً وارداً. صحيح أنّ كل طرف داخلي يريد من الحريري أن يُجيّر ما لديه من قوة لترجيح الكفة السياسية وفق مصالحه، إلا أن الحريري نفسه سيلتزم ثابتة واحدة أساسية، هذه المرة، وهي: عدم إغضاب المملكة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يعزّي عضو السياسي الأعلى النعيمي في وفاة والدته
وعبر فخامة الرئيس عن خالص العزاء وصادق المواساة لعضو السياسي الأعلى النعيمي، وإخوانه وأفراد أسرة الفقيدة وآل النعيمي كافة، بهذا المصاب .. سائلًا الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
"إنا لله وإنآ إليه راجعون".