موقع النيلين:
2025-04-25@17:18:51 GMT

إدارة مشاعر المواطنين السودانيين ما بعد الحرب

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT


□ شاهدتُ مقطعين مبثوثين على عدد من مجموعات الواتساب.
□ المقطعان يُصوران رقاب مجذوذة على نحو تام لاثنين من أفراد المليشيا من غير السودانيين وهي محمولة بالأيادي في مشهد لفش الغبينة وشفاء لما يعتمل في الصدور من مشاعر موارة.

□ ربما يقول البعض إبتداءً: كيف يتحمل المرء وتطاوعه نفسه أن يشاهد هذين المشهدين الأليمين؟

□ ولعله بعد الألاف من الصور المتواترات التي ظللنا نراها على مدى أشهر مضين لمشاهد الموت والجثث على أشكالها الفاجعات؛ لم تعد لدي الكثير حساسية من حيث رؤية مثل تلك المشاهد، حتى يمكن القول بأننا فقدنا ( الذائقة البصرية ).

□ ولكن !
□ ولكن من الأهمية بمكان أن يكون حاضر في أذهاننا، أن هنالك مكنون هائل ومخزون تراكمي ضخم في نفوس المواطنين السودانين؛ عماده مزيج من مشاعر الغبن والغبينة والرغبة في الانتقام على نحوٍ شرس.

□ إن القدر الوافر من التسامح والسماحة عند السودانيين مرشح على نحو جدي ليتحول إلى مقدار مضاد ولا متناهي من الشراسة والقسوة والغلظة والجنوح للانتقام من كل يمت بصلة إلي المليشيا الإجرامية.

□ الإحاسيس المتعاظمة خلال الأشهر الماضية بفقدان الحيلة والعجز التام وشعور المظلومية والإذلال أمام صلف وبشاعة ولا إنسانية ما تفعله المليشيا الإجرامية حيال الألاف من الأبرياء العزل ممن لا حيلة لهم، هذا الضخ المتعاظم من المشاعر، ستُحول الملايين من المواطنين إلي أفرادٍ أكثر شراسة وقسوة مما كان يُظن بهم لما هم عليه في أحوالهم السابقة.
□ على سبيل المثال فلنذكر الطبيبة التي أُختطفت من منزلها من قبل المليشيا بإرشاد من أحد الجيران المتعاونين ولم تعد، ماذا يُتوقع من زوجها وأبنائها وأفراد أسرتها الممتدة أن تكون مشاعرهم؟

□ ومن بعد ذلك فلك ان تقيس هذه الواقعة الواحدة ضمن الألاف من الانتهاكات الأليمة في الأعراض، دعك من الانتهاكات الجسيمة المتطاولة.

□ عن نفسي لا أود أن أقدم روشتة في هذا الأمر، ولكن وددت أن أعبر عن كونه أضحى يمثل هم وهاجس بالنسبة لي، وأدعو أهل الاختصاص من الطب النفسي وعلم التفس والاجتماع والمفكرين وذوي الفكر الديني مسلمين وغيرهم إلي التفكير في مسألة كيفية إدارة مشاعر المواطنين السودانيين لما بعد الحرب.

□□ على نحوٍ مجمل: كيف يمكن أن نحول مشاعر الغبن والرغبة في الانتقام لدي فئام من الشعب السوداني إلي محفزات للبناء والتعافي المجتمعي؟

عصمت محمود أحمد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على نحو

إقرأ أيضاً:

أبرز الأرقام المتعلقة بعودة السودانيين من مصر إلى السودان

تحليل من واقع تصريحات السيد السفير عبدالقادر عبدالله محمد – قنصل السودان بمحافظات جنوب مصر. أبرز الأرقام المتعلقة بعودة السودانيين من مصر إلى السودان :
إجمالي العائدين من أول يناير حتى 20 أبريل 2025: 114,600 شخص
بينما كان عدد العائدين خلال عام 2024 : 75,000 شخص فقط
عدد العائدين مقسم حسب الشهور :
يناير 2025: 42,158 شخص
فبراير 2025: 30,924 شخص
مارس 2025: 19,963 شخص
أبريل 2025 : 42,129 شخص

نسبة الزيادة في عدد العائدين خلال عام 2025 مقارنة بعام 2024 بلغت حوالي 52.8%.
انخفاض أعداد العائدين في شهر مارس 2025 يعود إلى تزامنه مع شهر رمضان،

وقد أدى ذلك إلى تأجيل العودة لما بعد العيد، مما يفسر الارتفاع الكبير في أعداد العائدين خلال أبريل 2025.


عمر عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تنبيهات مهمة لـ”السودانيين” في مصر
  • في ذكرى تحرير سيناء.. أفلام خالدة تجسد بطولات الجيش المصري وتُلهب مشاعر الوطنية
  • ما قام به الدعامة يحتاج لقرون حتى يتم محوه من ذاكرة السودانيين
  • قلق دولي من مبادرة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • فرصة أخيرة قبل التصعيد الشامل في غزة.. مبادرات تهدئة وضغوط دولية
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
  • أبرز الأرقام المتعلقة بعودة السودانيين من مصر إلى السودان
  • أظنه مات مبتسماً رغم الألم
  • انقسامات سياسية وأمنية تهدد الجبهة الداخلية لحكومة نتنياهو