مسعود شومان: التراث المصري غني بالجواهر
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
قال الشاعر والناقد مسعود شومان، إنّ المجتمع يجب أن يتعامل مع الماضي بحذر شديد جدا والمستقبل بأمل، موضحًا: "علينا تفكيك هذا الماضي وأن ننظر إلى الجواهر الموجودة فيه، وما أكثر الجواهر في تراثنا الشعبي".
وأضاف "شومان"، خلال حواره مع الإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "في أحيان كثيرة، وأثناء جمع مادتي أتعلم من الرواة، وأشعر بأني لم أتعلم من التعليم النظامي والمدرسي والجامعي بقدر ما تعلمته من بعض الرواة".
وتابع : "كنت أجمع التراث من النخيلة في أسيوط، والتقي براوٍ عظيم رحمه الله اسمه عم عبد العاطي نايل، سألته وقلت له مم تعلمت وكيف ورثت كل ما تعلمه من تراث؟ فقال لي ما لا يخطر على قصيدة شاعر أو قلب روائي أو سمعه، وهو كنت قاعد ساعة عصرية وكانت الضلة كاسية ضهري وما كان في خف جمل، ومكنش في برتقالة، فجأة لقيت في برتقالة في يدي مسكها من يوم ما بقيت أقول الفن".
وعلّق على ما قاله الراوي، قائلا: "هذه لحظة نزول رسالة، لم يكن هناك خف جمل أو برتقالة، ولكن جاءته عطية في صورة برتقالة، فقام بمصها، وعندها أصبح يقول الفن، فقلت له إن النصوص التي تقولها مختلفة عما أسمعه في المنطقة، فقال لي إن الشعر مدينة خربانة وكل شاعر له هاتف وكل واحد بيعمرها على هواه، ونستنبط من هذا المعنى الجليل، أن مدينة الشعر ستظل خربة على الدوام لأنها مرهونة بآلية الحذف والهدم، فعلى الشاعر المجدد أن يهدم الأبنية الجاهزة والسابقة ليبني أبنيته، وكل فن إن لم يهدم الأبنية فإنه لن يأتي بجديد".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجواهر الإعلامي محمد الباز
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. فلاديمير ماياكوفسكي شاعر الثورة والتمرد
في يوم 14 أبريل من عام 1930، صمت صوتٌ كان من أعلى الأصوات وقعًا في سماء الشعر الروسي "فلاديمير ماياكوفسكي"، الشاعر الذي ارتبط اسمه بالثورة والحداثة، والذي حمل على كتفيه هموم جيله وتطلعات المستقبل، فهو لم يكن فقط شاعرًا، بل كان ظاهرة أدبية وفكرية، ومرآةً لتحولات روسيا ما بعد القيصرية.
نشأته وبداية رحلته الأدبية
وُلد ماياكوفسكي في 1893 في بلدة بغدادي الجورجية (التي تُعرف اليوم باسم ماياكوفسكي)، وسط أسرة متواضعة، بعد وفاة والده وهو في سن مبكرة، انتقلت العائلة إلى موسكو حيث التحق ماياكوفسكي بمدرسة الفنون الجميلة، وهناك، بدأ احتكاكه بالحركات الفنية الطليعية، لينضم لاحقًا إلى حركة "المستقبليين الروس"، التي دعت إلى القطع مع الماضي الكلاسيكي، وتبني لغة جديدة تعبر عن إيقاع العصر الصناعي والثورة التقنية والاجتماعية.
شاعر الثورة ومهندس اللغة
مع اندلاع الثورة البلشفية عام 1917، وجد ماياكوفسكي نفسه في قلب الحدث، آمن بأن الثورة فرصة لإعادة تشكيل الإنسان والمجتمع وحتى الفن، تحوّل شعره إلى منبر سياسي واجتماعي، مستخدمًا لغة مباشرة، إيقاعية، مشحونة بالحماس والرمزية، ومن أشهر قصائده في تلك الفترة: "غيمة في بنطال" (1915): قصيدة طويلة تعبّر عن تمزق داخلي بين الحب والثورة، وتُعد من أشهر أعماله قبل الثورة، و"الصرخة الحديدية" (1916): قصيدة غاضبة تعبّر عن كرهه للقيصرية والحرب العالمية الأولى، و"إلى لينين" (1924): كتبها بعد وفاة فلاديمير لينين، وعبّر فيها عن حزنه العميق وإعجابه الشديد بقائد الثورة، و"نحن" (1922) و"حسنًا!" (1927): من أبرز الأعمال التي مجّد فيها الثورة والطبقة العاملة.
ماياكوفسكي والفن البصري والمسرح
لم يقتصر إبداع ماياكوفسكي على الشعر فقط، بل شارك في تصميم الملصقات الدعائية السياسية والإعلانية مع وكالة "روستا"، حيث دمج النص الجريء بالصور القوية، فكان تأثيره مزدوجًا: بصريًا ولفظيًا.
كما كتب عدة مسرحيات مثل: "البرجاي الأخير" (1929): مسرحية تسخر من البيروقراطية السوفييتية المتنامية، و"السرير الطري" و"البق": تناول فيهما تناقضات المجتمع السوفييتي بأسلوب ساخر ومبتكر.
صراعات داخلية ونهاية مأساوية
رغم دعمه المبدئي للثورة، بدأ ماياكوفسكي يشعر بالاغتراب في السنوات الأخيرة من حياته، اصطدم بتشدد النظام السوفييتي، وتعرض للنقد والرقابة، كما عانى من خيبات شخصية وعاطفية، كل هذا أدى إلى حالة نفسية مضطربة انتهت بانتحاره عام 1930، كتب في رسالته الأخيرة: "إلى الجميع: لا تتهموا أحدًا بوفاتي، رجاءً، الشائعة كانت قاسية".
إرث ماياكوفسكي
بعد وفاته، ظل ماياكوفسكي موضوعًا مثيرًا للجدل، استُخدم في بداية الأمر كرمز للدعاية السوفييتية، لكنه لاحقًا اعتُبر صوتًا مستقلاً، ناقدًا لاذعًا للمؤسسة التي دعمها يومًا ما، أعاد الكثير من المفكرين والشعراء في ستينات القرن العشرين اكتشافه كرمز للحرية الفنية والتمرد على السلطة.
ترك خلفه أكثر من 200 قصيدة، وعددًا من المسرحيات والمقالات والمراسلات، ولا تزال أعماله تُدرّس في الجامعات وتُلهم الشعراء حول العالم.