الخليج الجديد:
2025-02-16@13:26:00 GMT

المغرب: الإجهاد المائي ينذر بأزمة عطش

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

المغرب: الإجهاد المائي ينذر بأزمة عطش

المغرب: الإجهاد المائي ينذر بأزمة عطش

تتعاظم مخاوف المغرب من أزمة عطش، ويخشى المواطنون من صعوبات في الحصول على مياه الشرب، ما ينبئ بخطورة الوضع المائي في البلاد.

للتخفيف من حدة الأزمة، يجب تعزيز تقنيات إعادة تدوير المياه ومعالجتها من أجل استخدامها في سقي المساحات الخضراء والزراعة والصناعة وباقي القطاعات.

الإجراءات المتخذة بطيئة ومحدوة الأثر بينما تتفاقم الأزمة لمستويات مقلقة. لذا ينبغي التسريع بتحلية مياه البحر لضمان الماء الصالح للشرب لسكان مدن الساحل.

ينبغي اعتماد تقنيات الري الحديثة وتشجيع الفلاحين على تبني ممارسات مستدامة لترشيد استهلاك المياه في سقي المحاصيل الزراعية، وتشجيع البحث العلمي المتعلق بتقنيات تحلية مياه البحر وأنظمة الري المبتكرة.

يتطلب حل أزمة المياه ممارسات اقتصادية سليمة في استهلاك المياه، والتنسيق بين الحكومة والمواطنين ووكل الفاعلين لضمان استدامة استخدام المياه، وتحسين إدارتها لتلبية الاحتياجات الضرورية لجميع شرائح المجتمع.

* * *

أفادت المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء بأن النسبة الإجمالية لمتلاء السدود بالمغرب لا تتعدى 23,17 في المئة في الأحواض التسعة للمملكة بمعدل يبلغ 3 مليار و753 مليون متر مكعب، فيما كانت هذه النسبة تتجاوز 31 في المئة خلال نفس الفترة من السنة الماضية بمعدل 5 مليار و73 مليون متر مكعب.

تظهر المعطيات الرسمية عجزا في الكثير من الأحواض المائية مع تفاوت بين السدود في شمال المملكة وجنوبها، حيث سجلت أدنى نسبة ملء في حوض أم الربيع بـ 8 في المئة، يليه حوض سوس ماسة بنسبة 14 في المئة وحوض درعة واد نون بنسبة 15في المئة، فيما سجلت أعلى النسب بكل من حوض اللوكوس 56 في المئة وسبو 49 في المئة وتانسيفت 40 في المئة.

ترتبط حالة الإجهاد المائي في البلاد بعوامل عدة، منها ندرة التساقطات المطرية، حيث سجلت لأول مرة منذ سبعينيات القرن الماضي أقل نسبة من الأمطار لم تتجاوز 21 ملم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تزامنا مع موجات الحرارة التي تؤدي إلى فقدان المزيد من المياه المخزنة في السدود بفعل تبخرها، وهذا ما يضيع على المملكة ملايين الأمتار المكعبة من المياه سنويا.

إضافة إلى ذلك، هناك ظاهرة التوحل التي تعاني منها جل السدود المغربية وتتسبب في فقدانها أزيد من 70 مليون متر مكعب من المياه سنويا، فضلا عن الاستنزاف الناتج عن زراعة فواكه تتطلب كميات كبيرة من المياه مثل البطيخ والأفوكادو، وانتشار سلوكيات التبذير بين المواطنين.

ناقوس الخطر

دقت الحكومة المغربية ناقوس الخطر بشأن الأزمة المائية، حيث صرح وزير التجهيز والماء نزار بركة بأن البلاد لم يسبق أن عاشت مستوى شديد الجفاف كالذي تعيشه اليوم، ذلك أن هذه الوضعية مستمرة منذ خمس سنوات، فيما تظهر الأشهر الثلاثة الماضية أن سنة جافة أخرى تلوح في الأفق.

وأمام هذا الوضع، وجهت وزارة الداخلية مراسلة إلى الولاة والعمال والسلطات المحلية في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023، نبهت فيها إلى التداعيات المحتملة لندرة الأمطار والمعدل الحرج لملء السدود، فيما دعت إلى تنفيذ إجراءات صارمة لترشيد استغلال الموارد الطبيعية من المياه.

من بين الإجراءات التي تم إقرارها، ترشيد استهلاك المياه اعتمادا على التحسيس بخطورة الوضع المائي وكشف التسربات الموجودة في خطوط الأنابيب الخاصة بالفاعلين في الإنتاج والتوزيع وإصلاحها، إضافة إلى محاربة كل أشكال الغش في استغلال الموارد المائية، مثل الربط العشوائي واستغلال أنابيب المياه. من جهة أخرى، منعت الوزارة سقي المساحات الخضراء والحدائق العامة وتنظيف الطرق والأماكن العامة باستخدام المياه، مع الاقتصار على ملء حمامات السباحة العامة والخاصة مرة واحدة في السنة.

نجاعة الإجراءات

تتسم الإجراءات المتخذة حتى الآن بالبطء ومحدودية الأثر، في الوقت الذي تزيد فيه حدة الأزمة لتبلغ مستويات مقلقة. من الحلول التي يمكن اعتمادها أيضا، للتخفيف من حدة الأزمة، تعزيز تقنيات إعادة تدوير المياه ومعالجتها من أجل استخدامها في سقي المساحات الخضراء وفي الزراعة والصناعة وباقي القطاعات، إضافة إلى اعتماد تقنيات الري الحديثة وتشجيع الفلاحين على تبني ممارسات مستدامة لترشيد استهلاك المياه في سقي المحاصيل الزراعية، فضلا عن تشجيع البحث العلمي المتعلق بتقنيات تحلية مياه البحر وأنظمة الري المبتكرة. كذلك، ينبغي تسريع مشاريع تحلية مياه البحر لضمان الماء الصالح للشرب لسكان المدن الساحلية.

يتطلب حل أزمة المياه في المغرب التوعية ضرورة تبني عادات اقتصادية سليمة فيما يخص استهلاك المياه، والتنسيق بين الحكومة والمواطنين والجمعيات وكل الفاعلين لضمان استدامة استخدام المياه، وتحسين إدارتها لتلبية الاحتياجات الضرورية لجميع شرائح المجتمع.

*سكينة نايت الرايس، صحفية مغربية مهتمة بقضايا البيئة، ماجستير الصحافة والإعلام.

المصدر | مؤسسة كارنيغي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: المغرب عطش جفاف الإجهاد المائي مياه الشرب تحلية مياه البحر أزمة المياه الاحتياجات الضرورية استهلاک المیاه میاه البحر من المیاه فی المئة فی سقی

إقرأ أيضاً:

بـ “لغة الأرقام والتَّحليل”.. أمريكيُّون يعارضون خطَّة ترامب للاستيلاء على غزَّة

الثورة نت/..

أظهر استطلاع للرأي أُجري في الولايات المتحدة، أن 64 بالمئة من الأمريكيين يعارضون خطة رئيسهم دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

وبحسب موقع (فلسطين أون لاين)، اليوم الخميس، تباينت ردود الأفعال الأميركية الرافضة للخطة التي طرحها الرئيس ترامب بشأن تهجير أهل قطاع غزة بين من يعتبرها جهلا من ترامب بتعقيدات وتفاصيل الصراع العربي الصهيوني، ومن يراها أفكارا تعكس “ألجنون المطلق”، ستقود المنطقة إلى صراع لا ينتهي.

وبـ “لغة الأرقام”، طرح الاستطلاع الذي أجرته منظمة “داتا فور بروغرس” الأمريكية، سؤالا على 1200 ناخب أمريكي بين يوم الثامن والتاسع من شهر فبراير الجاري، حول آرائهم بشأن خطة ترامب للاستيلاء على غزة.

وبحسب الاستطلاع، عارض 64 في المئة من المشاركين استيلاء الولايات المتحدة على غزة.

وأكد 47 في المئة من المشاركين أنهم يعارضون الخطة “بشكل قاطع”، بينما قال 17 في المئة منهم إنهم يعارضونها “جزئيا”.

وعبّر 85 في المئة من الديمقراطيين، و63 في المئة من المستقلين، و43 في المئة من الجمهوريين عن معارضتهم للخطة. بالإضافة إلى ذلك، قال 69 بالمئة من المشاركين إنهم يعارضون إرسال الولايات المتحدة قوات إلى الشرق الأوسط.

وأبرز الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقال نشرته الصحيفة، أن اقتراح ترامب هو “الأكثر غباء وخطورة من أي مبادرة سلام في الشرق الأوسط قدمها رئيس أمريكي”.

وأضاف أنه “غير متأكد مما هو أكثر رعبا: اقتراح ترامب الذي يتغير يوما بعد يوم، أم سرعة موافقة مساعديه وأعضاء حكومته عليه دون أن يكون أي منهم مطلعا على تفاصيله مسبقا، وكأنهم مجرد دمى ذات رؤوس متمايلة”.

مقالات مشابهة

  • بين القلق والتوتر.. هل تحول استهلاك الأخبار إلى أزمة نفسية؟
  • 3 طرق سريعة وفعالة للسيطرة على التوتر
  • الأقوى منذ 64 عامًا.. زلزال عنيف يضرب إثيوبيا ومخاوف من انهيار أحد السدود -تفاصيل
  • تأثير الإجهاد المتكرر على الدماغ
  • «البترول»: مصر تضع برنامجًا وطنيًا متكاملًا لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة
  • تقييم تداعيات تعريفات ترامب الجمركية على ديناميكيات التجارة العالمية
  • "زراعة الأرز" بين توسع الإنتاج والتوازن في استهلاك المياه.. وزير الري يقرر تحديد 724 ألف فدان لموسم 2025.. دراسة: مصر تحولت من دولة مصدرة إلى مستوردة بسبب تقليص المساحة
  • تقرير: تفكيك وكالة التنمية الأمريكية ينذر بكارثة عالمية
  • بـ “لغة الأرقام والتَّحليل”.. أمريكيُّون يعارضون خطَّة ترامب للاستيلاء على غزَّة
  • وزير الفلاحة يرسم صورة قاتمة على الوضعية المائية المؤثرة على النشاط الفلاحي بالمغرب