“مليون ونصف نازح في خطر”.. هيئة حقوقية فلسطينية تحذر من آثار كارثية في حالة اقتحام الاحتلال لمدينة رفح
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
الجديد برس:
حذرت هيئة حقوقية فلسطينية في مدينة رفح، من خطورة اجتياح المدينة التي نزح إليها أكثر من مليون ونصف المليون شخص من شمالي ووسط وجنوبي قطاع غزة، مشددةً على أن أي عملية عسكرية إسرائيلية برية في رفح تعني “دخول الإبادة الجماعية مستوىً جديداً وخطيراً”.
ونظمت “الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان” الفلسطينية، وقفة أمام المستشفى الكويتي بمدينة رفح، الخميس، للتحذير من الآثار الكارثية والإنسانية التي تتهدد المدينة في حال اقتحامها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأصدرت الهيئة بياناً ضمن هذا الإطار، حذرت فيه من إقدام “إسرائيل” على خطوة اقتحام رفح، لما تحمله من خطورة بالغة على حياة السكان المدنيين، لافتةً إلى مواصلة الاحتلال تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ضد المدنيين الأبرياء والأعيان المدنية، لليوم الـ132 على التوالي.
وأشار البيان إلى أن رفح تضم الآن أكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني، معظمهم نزحوا قسراً من شمالي ووسط ومنطاق في جنوبي قطاع غزة، بفعل جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال.
وأوضحت الهيئة أن النازحين يعيشون في ظروفٍ “أقل ما يقال عنها أنها غير إنسانية، وتنعدم فيها المقومات الأساسية للحياة”، وأن انقطاع دخول المساعدات يزيد من تفاقم الوضع الإنساني، كاشفاً أن المساعدات كانت تدخل بكميات محدودة جداً، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ورأى البيان أن أي عملية عسكرية إسرائيلية برية في رفح تعني “دخول الإبادة الجماعية مستوىً جديداً وخطيراً”، أو الدفع باتجاه التهجير نحو الأراضي المصرية أو كلا الأمرين معاً.
وأعربت الهيئة عن رفض أي مخططات أو أفكار تتحدث عن تحريك للنازحين الموجودين حالياً في رفح إلى مناطق أخرى في قطاع غزة أو خارج قطاع غزة، من أجل إتاحة المجال للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم في رفح، معرباً عن تأييده للموقف الذي أعلنته الأمم المتحدة برفض المشاركة في عملية “التهجير القسري للسكان” في رفح.
كما شددت على رفضٍ، وبشكلٍ خاص، للموقف الأمريكي الذي يتحدث عن وضع قيود على العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح، قائلةً إنه “تأييد لهذه الجريمة ومشاركة فيها، وإعطاء غطاء للاستمرار بها”.
كما أوضح البيان أنه خلال الأشهر الأربعة الماضية، أخضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي حوالى 67% من قطاع غزة لأوامر إخلاء قسري، ودفعت سكان هذه المناطق إلى النزوح في اتجاه جنوبي القطاع وخصوصاً في اتجاه رفح، وأنها بالتوازي قامت بتدمير البنية التحتية لكل مقومات الحياة، من مستشفيات، ومضخات مياه، وشبكات صرف صحي، وتدمير المدارس والجامعات، واستهداف الصحافيين وطواقم الإسعاف، وقوافل المساعدات الإنسانية، ومن ثم البدء بشكل جزئي بقصف بعض الأهداف في رفح والتهديد والاستعداد لاجتياحه.
وتناول بيان الهيئة القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بعد رفع دعوى من قبل جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل”، مشيراً إلى أنه وبعد مرور ثلاثة أسابيع على صدور قرار المحكمة فإن قوات الاحتلال لم تستجب لأي من التدابير الاحترازية التي قررتها المحكمة، بل زادت من مستوى الابادة، وقتلت أكثر من 2500 فلسطيني، واستمرت في نهجها في استهداف الاعيان المدنية والمستشفيات والمراكز الصحية، وتدمير البنى التحتية، والتحريض على الإبادة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والاغاثية.
وحذر البيان من أن استمرار الوضع الحالي في قطاع غزة والتهديد باقتحام رفح، ينذر بكارثة مُحدقة وعلى نطاق غير مسبوق، بدأت تظهر تدريجياً وبشكل متسارع، حيث تم رصد مؤشرات المجاعة، خصوصاً في مناطق شمال القطاع، والانتشار الكبير للأوبئة في ظل انهيار المنظومة الصحية ومنع دخول الدواء.
ورأى بيان الهيئة أن الطريق الوحيد لوقف الإبادة الجماعية ومنع تفاقم الكارثة، هو وقف العدوان فوراً من خلال وقف كامل لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات والمواد الاغاثية والوقود بالكميات اللازمة من دون قيد أو شرط وتوزيعها في جميع مناطق القطاع، مكرراً مطالبته بضرورة فتح ممرات إنسانية لإخلاء الجرحى من ذوي الإصابات الحرجة.
بيان الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان طالب في الختام جميع الدول الأعضاء في اتفاقية “منع الإبادة الجماعية” بالقيام بالتزاماتهم التي أملتها عليهم الاتفاقية، والامتثال لقرار محكمة العدل الدولية، بما في ذلك وقف تصدير الأسلحة، وقطع العلاقات الدبلوماسية أو تخفيضها، وقطع العلاقات التجارية والثقافية مع الاحتلال، إلى أن تستجيب لقرارات محكمة العدل الدولية وتوقف عدوانها.
وفي وقت سابق الخميس، أكد منسق المساعدات في الأمم المتحدة، أن إمكانية “الانتقال إلى مكان آمن في غزة محض وهم”، محذراً من أن “احتمال امتداد تداعيات الحرب من غزة إلى مصر أصبح حقيقة ماثلة أمام أعيننا في رفح”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
العطش يهدد قطاع غزة: الفلسطينيون لا يجدون ماءً صالحًا يشربونه
#سواليف
ليس #الجوع وحده ما يواجهه #الفلسطينيون في قطاع #غزة، مع استمرار #الاحتلال #إغلاق_المعابر لليوم السادس عشر على التوالي و #حصار القطاع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية له، بل بدأت #أزمة_مياه و #عطش تطرق أبواب الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتتفاقم مشكلة العطش في قطاع غزة بفعل توقف #الضخ من #آبار_المياه، وذلك في أعقاب إغلاق قوات الاحتلال للمعابر، ومنع دخول المساعدات والوقود اللازم لتشغيل محطات وآبار المياه، إضافة إلى #تدمير الاحتلال محطات التحلية وعددًا كبيرًا من الآبار خلال #الحرب.
أما بلدية غزة فأعلنت صباح اليوم الأحد، أن تهديد الاحتلال بوقف خط مياه “مكروت” الذي يغذي المدينة بنحو 70% من احتياجاتها اليومية حاليا ينذر بأزمة.
مقالات ذات صلةكما أشارت البلدية إلى أن وقف مصادر الطاقة يهدد بحالة شلل في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي وباقي الخدمات، نطالب المنظمات الأممية بالتدخل وإنقاذ سبل الحياة في المدينة والضغط على الاحتلال.
وفي هذا السياق، أعلنت بلدية رفح جنوب قطاع غزة، أمس السبت، توقفها القسري عن تزويد آبار المياه الخاصة والزراعية بالوقود اللازم لتشغيلها وذلك وسط أزمة وقود يعاني منها القطاع منذ أسبوعين.
وقال رئيس البلدية أحمد الصوفي في بيان، إن “البلدية كانت توفر الوقود لتشغيل 80 بئر مياه خاصة وزراعية بخلاف الآبار الرئيسية وذلك لضمان وصول المياه إلى الأحياء التي عاد إليها الفلسطينيون في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة”.
وتابع بأن “انقطاع الوقود أجبرنا على تقليص الخدمات المقدمة وتجميد خدمات أساسية وحيوية بما يهدد حياة الآلاف ويفاقم الأزمة الصحية والبيئية”.
وحذر الصوفي من التداعيات الكارثية المترتبة على توقف عمل تلك الآبار، قائلا: “نحن أمام كارثة إنسانية تلوح في الأفق”، لافتا إلى تصاعد أزمة المياه في رفح بشكل خطير في ظل غياب الحلول جراء إغلاق إسرائيل للمعابر.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، قالت إن المياه في قطاع غزة تواجه نقصا حادا، مشيرة إلى أنه لا يستطيع سوى واحد من كل 10 أشخاص حاليا، الوصول إلى مياه الشرب الآمنة.
وأوضحت مسؤولة “اليونيسيف” في غزة روزاليا بولين، أنّ النقص الحاد في المياه وصل إلى مستويات حرجة، وأصبح ما مجمله 90 بالمئة من سكان قطاع غزة غير قادرين على الوصول إلى مياه الشرب الآمنة.
وبيّنت بولين أنّ 600 ألف شخص استعادوا الحصول على مياه الشرب في نوفمبر 2024، لكنها انقطعت عنهم مرة أخرى، وفق ما أورده الموقع الإلكتروني للمنظمة الأممية.
في سياقٍ متصل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إن دولة الاحتلال أعلنت في 2 آذار/ مارس، عن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بما في ذلك الوقود، ولم تدخل أي إمدادات – إنسانية أو تجارية – إلى غزة منذ ذلك الحين.
وأضافت أن منسق الشؤون الإنسانية، السيد مهند هادي صرح بوجوب استئناف دخول المساعدات المنقذة للحياة على الفور. إن أية تأخيرات أخرى ستؤدي إلى تراجع أي تقدم تمكنا من تحقيقه خلال وقف إطلاق النار.
ويوم الجمعة حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، من عودة المجاعة إلى القطاع، في ظل إغلاق سلطات الاحتلال المعابر أمام المساعدات الإغاثية والطبية، وفقدان 80 بالمئة من الأهالي مصادر الغذاء.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ14 ألف مفقود.