الخليج الجديد:
2025-05-02@12:31:31 GMT

الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة

الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة

لن يستطيع الغرب دعم التطرّف الديني الإسرائيلي والعنصرية الإسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي إلى ما لا نهاية.

لا يمكن للغرب مواصلة تجاهل الانتهاكات بحقّ الفلسطينيين، خصوصًا أن العالم يسير في اتّجاه معاكس للعنصرية والتطرّف.

تواصل إسرائيل بناء المستوطنات في خرقٍ وتحدٍّ واضحَين للقانون الدولي.

شاء الغرب أن يتجاهل كل ذلك، والسؤال اليوم، لماذا؟

يتعلق الأمر برؤية الغرب العنصرية للعرب والمسلمين. إسرائيل بالنسبة إلى الغرب تمثّل خط الدفاع الأول ضدّ ثقافة لا يريدها أو يعاديها.

إسرائيل تمارس الديمقراطية مع مواطنيها اليهود فقط، أما العرب، أهل البلاد الأصليون، فتميز ضدّهم قانونًا وممارسةً، وهو تعريف نظام الفصل العنصري.

يتغاضى الغرب عن أن هذه الدولة "الديمقراطية" دولة محتلة وأن احتلالها هو الأطول في التاريخ الحديث، وأن إسرائيل لا تطبّق القانون الدولي على الأراضي المحتلة.

العالم يتغيّر ويسير ضد اتجاه إسرائيل المغالي في عنصريته وتطرّفه ولاإنسانيته. سيأتي يوم ينحاز فيه الجيل الجديد للحقوق المتساوية أكثر منه لديمقراطية زائفة.

* * *

ربما نجحت إسرائيل في الماضي في تسويق نفسها على أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وأنها وحدها تحمل لواء القيم الديمقراطية الليبرالية، ومن هذا المنطلق يتوجّب على الغرب دعمها سياسيًا وماديًا لأنها تدافع عن قيمه في منطقة تسودها قيم سلطوية.

ولكن نجاح إسرائيل هذا ليس مردّه قوة إسرائيل الإعلامية أو قيمها "الديمقراطية" فقط. فقد شاء الغرب، ولأسباب دينية وثقافية، إضافةً إلى الهولوكوست الذي ارتكبته ألمانيا النازية وشعور الذنب الذي تبع ذلك، أن يقنع نفسه بالادّعاءات الإسرائيلية التي لا يجوز أن يكون لها مكانٌ اليوم.

وخاصة بعد ما قامت وتقوم به إسرائيل من حروب ضدّ الشعب الفلسطيني، ما يمكن أن يصل حدّ اتّهامها بالإبادة الجماعية من جانب أعلى سلطة قضائية دولية.

شاء الغرب أن يتجاهل حقيقة لا لبس فيها، وهي أن إسرائيل تمارس الديمقراطية مع مواطنيها اليهود فقط، أما مواطنوها العرب، سكان البلاد الأصليون، فيتم التمييز ضدّهم قانونًا وممارسةً، وهو التعريف القانوني لنظام الفصل العنصري.

شاء الغرب أن يتغاضى عن أن هذه الدولة "الديمقراطية" دولة محتلة وأن احتلالها هو الأطول في التاريخ الحديث، وأن إسرائيل لا تطبّق القانون الدولي على الأراضي المحتلة، وأنها تواصل بناء المستوطنات في خرقٍ وتحدٍّ واضحَين للقانون الدولي. شاء الغرب أن يتجاهل كل ذلك، والسؤال اليوم، لماذا؟

قد يتعلق الجواب برؤية الغرب العنصرية للعرب والمسلمين. إسرائيل بالنسبة إلى الغرب تمثّل خط الدفاع الأول ضدّ ثقافة لا يريدها. وقد باتت هذه الحقيقة واضحة بعد الموقف المتشدّد الذي يتّخذه الغرب ضدّ هجرة العرب من شمال أفريقيا إلى أوروبا، وهجرة السوريين إلى أوروبا وأميركا، على عكس الترحاب الذي يلقاه اللاجئون الأوكرانيون مثلًا.

لقد نجحت إسرائيل في موضعة موقفها المعادي للعرب والفلسطينيين ضمنيًا ليتماشى مع الموقف الغربي ضدّ ثقافة المنطقة وضدّ الهجرة منها. في سبيل ذلك، لا بأس لدى الغرب في التغاضي عن كل انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان طالما أنها تلبّي الرغبات المُعلنة أو الدفينة لصنّاع القرار الغربيين.

هذه الصورة المزيفة للديمقراطية الإسرائيلية بدأت بالتخلخل مع وصول الائتلاف الإسرائيلي اليميني العنصري بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى السلطة، خاصةً بعد محاولته تقويض النظام القضائي الإسرائيلي ونسف مبدأ نظام الفصل والتوازن الذي يشكّل أساس الديمقراطية التي تمنع تغوّل سلطة على أخرى.

فجأةً، وجد الغرب نفسه يتعامل مع إسرائيل ينقضّ فيها بعضها اليهودي على البعض الآخر اليهودي أيضًا، ما ينسف السبب المُعلن أو الدفين للمحاباة الغربية لإسرائيل. فالفلسطينيون، من النواحي الشخصية أو الثقافية، لا دخل لهم بما يجري من اعتداء على القيم الديمقراطية داخل إسرائيل التي يدّعي الغرب مناصرته لها.

ورغم انتقاد الغرب الحالي لحكومة إسرائيل بقيادة نتنياهو، ظلّ هذا الانتقاد يمارَس على استحياء وبشيء من عدم الراحة، رغم وجود عناصر داخل الحكومة الإسرائيلية مثل بن غفير وسموتريتش ممّن يحملون أفكارًا عنصرية غير ديمقراطية علنية. وبالتالي لم يرقَ هذا الانتقاد إلى تغيير السياسات أو النظرة تجاه إسرائيل لأن السبب الدفين وراء تأييدها لم يتغيّر.

جاء 7 تشرين الأول/أكتوبر لـ"يريح" الغرب الرسمي من معضلته، فقد أعاد الصورة النمطية السائدة عن إسرائيل والتي أرادها في مخيلته، فها هي إسرائيل تتعرّض مرة أخرى لهجوم "همجي"، وها هي مرة أخرى "تدافع عن نفسها دفاعًا مشروعًا"، وها هي الديمقراطية الليبرالية في مواجهة التطرُّف الديني!

هذه برأيي الأسباب الكامنة الحقيقية وراء الدعم الغربي لإسرائيل، وهي أسباب لم تهزّها حتى وقت قريب كل الانتهاكات الإسرائيلية عبر عقودٍ من الزمن، ابتداءً من احتلال فلسطين والحرب على غزة. في سبيل المحافظة على "نقاء" المجتمعات الغربية، يصغر حجم أي اعتداء إسرائيلي، وأي فصل عنصري، بل وأي إبادة جماعية طالما أن المعتَدى عليه فلسطيني أو عربي.

لكن واقع الحال يشير إلى أن هذه الصورة المغالية في الزيف لإسرائيل لا تستطيع أن تبقى محصّنة للأبد. فبعد مقتل أكثر من سبعة وعشرين ألفًا من المدنيين الفلسطينيين، جلّهم من النساء والأطفال، لا تستطيع إسرائيل مواصلة الادّعاء بالدفاع عن النفس من دون وضوح ضعف هذه الحجة. بعد تدمير غزة شبه الكامل وتحويلها إلى أرضٍ غير قابلة للسكن، لا تستطيع إسرائيل الادّعاء أنها لا تهدف إلى تنفيذ التطهير العرقي.

هل يستطيع المجتمع الدولي مواصلة ريائه ومحاباته لإسرائيل؟ ربما يستطيع الغرب الرسمي أن يستمر بإقناع نفسه بدعم إسرائيل حتى حين، ولكن الكثير من أبناء وبنات الجيل الجديد، الذين يأخذون موضوع الحقوق الفلسطينية بجدية أكبر ودون تغليفها بأسباب أصبحت واهية، بدأ بالتحرّك والاعتراض. وها هي محكمة العدل الدولية، أعلى سلطة قضائية في العالم، تتّهم إسرائيل بالإبادة الجماعية في خطوة غير مسبوقة.

لن يستطيع الغرب دعم التطرّف الديني الإسرائيلي والعنصرية الإسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي إلى ما لا نهاية. فالعالم يتغيّر ويسير في اتجاه معاكس تمامًا للاتجاه الإسرائيلي المغالي في عنصريته وتطرّفه ولاإنسانيته. سيأتي يوم ينحاز فيه الجيل الصاعد للحقوق المتساوية أكثر منه لديمقراطية زائفة.

*د. مروان المعشّر نائب رئيس مؤسسة كارنيغي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية في الأردن.

المصدر | مؤسسة كارنيغي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب إسرائيل الاستيطان الديمقراطية العنصرية فلسطين الاحتلال نظام الفصل العنصري الجيل الجديد المجتمع الدولي الإبادة الجماعية التطرف الديني

إقرأ أيضاً:

المدارس الصيفية.. تحصين لطلابنا من مخاطر الضلال القادم من الغرب

 

مع التضليل الذي نسمعه كل عام من المرتزقة والخونة على المراكز الصيفية والتي تحصن أولادنا من الثقافات المغلوطة يستمر الكثيرون بدفع أولادهم اليها، بينما يبقى المرتزقة يضللون بأحاديثهم الكاذبة سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو في الباصات أو التجمعات، ذلك فالوعي كبير والثقافة عالية في أكثر الأسر

استطلاع:-رجاء محمد الخلقي

مكمل غذائي للعقل، الدورات الصيفية غذاء للعقل ومكمل للدين، هذا ما أشارت اليه الأستاذة ربية محمد وتضيف بالقول:- عندما شاهدت مقطعاً من دولة الإمارات بسؤال عن آباء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يستطع أحد الرد عليه فاذهلني هذا وقلت أين الإسلام منهم، لذلك أتمنى بان تدفع الأسر بأولادها للالتحاق بالمدارس الصيفية لنتلافى هذه المأساة ويصبح جيلنا جيلاً قوياً محصناً بتعاليم القرآن وأخلاق الإسلام وهذا ما تسعى له الدورات الصيفية.
وأضافت: أعيد القول ندعو أولياء الأمور إلى الدفع بأبنائهم للالتحاق بالمدارس الصيفية، للاستفادة من الأنشطة التعليمية والتربوية التي سيحصل عليها أبناؤهم في هذه الدورات.
تحشيد كبير
بالنسبة للمديرة سميرة النهاري فتقول:- “العلم نور” ولا بد من الاستجابة لكلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي للتحشيد للمدارس الصيفية وتشجيع أولياء الأمور على تسجيل أولادهم فيها لتحصينهم من شرور الأعداء وحروبهم الناعمة، والحديث عن خطورة الحرب الناعمة وكيف تتجاوز في ذلك الحرب العسكرية، وتهدد الدنيا والآخرة للأجيال. وتضيف:- المدارس الصيفية علم وترفيه وثقافه عالية جدا لا بد الاهتمام بأبنائنا من كل جانب.
ارتباط ديني
أما الأستاذة سماء والتي بذلت نفسها في التدريس الصيفي فأشارت إلى أن المراكز الصيفية ترتقي بالأبناء ولها أهمية بالغة للطلاب في إجازتهم الصيفية إذ تملأ الفراغ لا بنائنا وترفع من مستوى الوعي لديهم وتعزز ارتباطهم الديني والإيماني… وتضيف:- إن العدو ادراك أهمية المدارس الصيفية من أجل ذلك عمل على شن حملات إعلامية تحريضيه ضدها عبر وسائل إعلام تحالف البغي والإجرام وأبواق العمالة والارتزاق بوتيرة عالية.. وتؤكد سما بأن الثقافة القرآنية هي الثقافة الوحيدة التي من شأنها إنقاذ أجيالنا وتحصينها من الوقوع في مستنقع المخاطر والضلال القادم من الغرب..
جوائز تحفيزية
الأستاذة أفراح الحمزي مسؤولة الشباب تقول:- المراكز الصيفية هي التحصين فعلا لطلابنا فيجب على كل أسرة ان تدفع أولادها لهذه المراكز؛ فعندما تتحرك الأمة على ذلك المشروع فانها تتحرك لحماية الجيل الناشئ والبشرية من أي تدخل خارجي واستهداف داخلي، والقرآن يحمينا متى تم تنفيذ أوامر الله تعالي في كل شيء يأمرنا الله تعالى به؛ وخير دليل هو ما يحدث في عصرنا الآن من تدخلات خارجية وعدوان ممنهج وتحريف في الثقافات وتلبيس الحق بالباطل على الأمة وبشهد على ذلك ما يحدث من اليهود والنصارى، وأيضا استهداف الأمة الإسلامية والمؤمنين في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا وعلى مرأى الأمة والمسلمين.. انهم صم بكم عمي لا يعقلون ومنهم عرب منافقون ولكن الله طمس على قلوبهم وجعلهم تحت أقدام اليهود، لذلك علينا توعية أولادنا بتعزيز الثقة بالله تعالى والعمل بأوامره، وأن النصر للمتقين بالله والواثقين بالله تعالى الذين يحيون الروح الجهادية والذين يأبون الذلة والمهانة والقهر والظلم من اليهود وأذنابهم والذين يخافون الله تعالى وحده ويستشعرون المسؤولية؛ ويواجهون مشروع المنافقين والعمالة من الداخل والخارج، وفي الأحداث الجارية في خارجياً عبر ودروس يفهمها المتقون، إنه الوعد الإلهي…
المراكز الصيفية تشجع الطالب على حفظ القرآن، وعلى الاهتمام بتجويده وكيفية التنافس وتعليمهم الاستماع وكيفية المنافسة في الإجابات على الأسئلة التي يطرحها المعلم..
مهارات عالية
أما الأستاذة هيفاء الخلقي ـ جامع الرسالة بحي النهضة مدرسة أنشطة فتقول: –
المراكز الصيفية مهمة لطلابنا فبها يتعلم الطلاب الثقافة الوطنية، ويتم توعيتهم بالثقافة القرآنية وقراءة القرآن بالتجويد والمخارج الصحيحة التي تتجاهلها المدارس، وأيضا ما يعنيه الاكتفاء الذاتي، ويتم صقل مواهبهم والتطبيق عليهم في الواقع وتشجيعهم..
والتطبيق في المجتمع، ومن المهارات التي ندرسها الاكسسوارات والخياطة والطبخ والحلويات والرياضة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية القطرية: الغارة الإسرائيلية على دمشق عدوان سافر على سيادة سوريا وانتهاك خطير للقانون الدولي
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصدر أمني: الجيش الإسرائيلي قتل عنصرًا من حزب الله جنوبي لبنان
  • المدارس الصيفية.. تحصين لطلابنا من مخاطر الضلال القادم من الغرب
  • تحذير إسرائيلي من نشوء تيار عالمي يساوي الإبادة في غزة بـالمحرقة النازية
  • سلاح المدارس الصيفية يفسد مكائد العدو
  • الجيش الإسرائيلي: إجلاء 3 مواطنين سوريين دروز لتلقي العلاج الطبي داخل إسرائيل بعد إصابتهم في سوريا
  • قائد منطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية: حرائق اليوم هي الأكبر في تاريخ إسرائيل
  • ممثل السعودية أمام العدل الدولية: إسرائيل ترفض الامتثال للقانون الدولي وتواصل انتهاكاتها في غزة
  • كاتب أميركي: روسيا تتفوق على الغرب بالمعركة الإعلامية في أفريقيا
  • مسؤول أممي ينتقد استهانة العالم بتعديات “إسرائيل” على القانون الدولي بغزة