نقص الأدوية في غزة يزيد من معاناة الفلسطينيين
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
يبحث محمد خضر في صيدليات رفح في جنوب قطاع غزة عن أدوية لوالده وشقيقته، لكنه يواجه صعوبة قصوى في العثور عليها وسط نقص حاد في القطاع بسبب الحرب المستعرة منذ أشهر.
ويقول الشاب الذي نزح إلى رفح من جباليا في شمال القطاع لوكالة فرانس برس «هذه الصيدلية الخامسة التي أبحث فيها»، موضحا «لم أجد إلا نوعا واحدا من ثلاثة أنواع (أدوية) وصفها الطبيب، (والدي) لديه ثقب في طبلة الأذن بسبب القصف ويتألم كل الوقت».
ويضيف «تعاني أختي من مرض الذئبة الحمراء المزمن وهي بحاجة إلى أربعة أنواع من العلاج ولا يتوافر سوى نوع واحد منها. وضعها الصحي في تدهور شديد وتتألم بشدة ولا نستطيع القيام بشيء».
يأتي ذلك في الوقت التي استباحت فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات وضاربا بالقانون الدولي والإنساني عرض الحائط،، حيث قالت قوات الاحتلال أمس الخميس إنها داهمت أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة، فيما أظهر مقطع فيديو وصورا نُشرت على الإنترنت فوضى وصراخ وأصوات إطلاق نار في ممرات مظلمة امتلأت بالغبار والدخان، وإهانة جنود الاحتلال للكوادر الطبية والمصابين بالمستشفى.
ووصف المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري مداهمة مستشفى ناصر بأنها «دقيقة ومحدودة»، زاعما أنها استندت إلى معلومات تفيد بأن مسلحين من حركة «حماس» يختبئون ويحتجزون رهائن بالمستشفى مع احتمال وجود جثث لرهائن هناك.
ونفى متحدث باسم حماس ذلك ووصفه بأنه «أكاذيب».
وقالت سلطات الصحة في القطاع، الذي تديره حماس، إن إسرائيل أجبرت عشرات الموظفين والمرضى والنازحين وعائلات الطواقم الطبية الذين لجأوا إلى مستشفى ناصر على الخروج، وإن نحو ألفي شخص وصلوا إلى مدينة رفح الحدودية الجنوبية خلال الليل بينما اتجه آخرون شمالا إلى دير البلح في وسط القطاع.
وفي سياق متصل، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة هذا الأسبوع من «نقص في الأدوية والمستهلكات الطبية وعجز في أصناف الرعاية الأولية بما يزيد عن 60% من القائمة الأساسية لأدوية الرعاية الأولية».
وأشارت الوزارة إلى وجود 350 ألف شخص مصاب بأمراض مزمنة بلا دواء، محذرة من «مضاعفات صحية خطيرة للمرضى».
في صيدليته في رفح، يقول الصيدلي محمد سحويل إن ما يحدث «فترة كارثية» موضحا «لا تتوافر جميع أنواع الأدوية خصوصا للأمراض المزمنة مثل القلب، الضغط، السكر والسرطان وثمة نقص في أدوية الأطفال والمضادات الحيوية وحتى المسكنات».
ويؤكد «حتى الأدوية البديلة التي قد تساعد في بعض الحالات، نفدت منذ عدة شهور».
في صيدلية أخرى، يعتذر الصيدلي عبد الهادي ضهير لرجل يسأله عن أنواع عدة من الأدوية لمرض الشلل الرعاش (باركنسون)، فيما تغادر سيدة محبطة لعدم عثورها على دواء.
ويقول ضهير لوكالة فرانس برس إن «الحاجة إلى الدواء بلغت ذروتها خاصة مع انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الازدحام وسوء التغذية وظروف المعيشة».
ويشير أن الكثيرين يأتون و»يعانون اعراض مرض الكبد الوبائي وهو أمر خطير لكن نشعر بالعجز، فلا توجد أدوية ولا يمكننا التدخل بدون توجيهات الاطباء حتى البدائل من الأدوية نفدت».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة نقص الأدوية نقص الأدوية في غزة
إقرأ أيضاً:
ما طبيعة "كرفانات الإقامة" التي تستعد مصر لإدخالها إلى غزة؟
كشف سكاي نيوز عربية، الأربعاء، عن طبيعة الكرفانات المخصصة للإقامة المؤقتة التي يفترض دخولها إلى قطاع غزة عبر الجانب المصري من معبر رفح، وكاد منعها من جانب إسرائيل أن يعصف باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
وأوضح مراسل سكاي نيوز عربية أن الكرفان الواحد يتكون من غرفتين وحمام وتبغ مساحته ٢٧ مترا.
ويستخدم الكرفان كمنزل جاهز ويكفي لإقامة أسرة من ٤ إلى ٦ أفراد.
تتبع هذه الكرفانات اللجنة المصرية القطرية المشرفة على تنسيق الترتيبات اللوجيستية في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب التفاهمات الأخيرة مع الوسطاء ستسلم حماس غدا الخميس جثامين ٤ من الرهائن الإسرائيليين مقابل إدخال الكرفانات.
واصطفت الشاحنات التي تحمل عشرات الكرفانات أمام بوابة معبر رفح في وضع تأهب منذ أسبوع انتظارا لإشارة التحرك نحو القطاع.
هذا ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بإدخال ٦٠ ألف كرفان و٢٠٠ ألف خيمة لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، في ظل مماطلة إسرائيل في السماح بإدخال تلك الكرفانات، وهو ما كاد أن يعصف باتفاق وقف إطلاق النار في وقت سابق.
أهمية هذه الكرفانات أنها تضع القطاع على عتبة التعافي عبر تحسين الظروف المعيشية للنازحين المقيمين في الخيام.
تشكل هذه الكرفانات إحدى أدوات التعافي المبكر التي وضعت مصر تصورا لتنفيذها مع بقاء الفلسطينيين داخل القطاع.