الثورة نت:
2025-03-06@09:42:35 GMT

الصماد.. روح الصمود والنصر

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

 

“مسح الغبار عن نعل مجاهد أشرف من كل مناصب الدنيا”، مقولة تجلت فيها ذروة البهاء القيمي والأخلاقي والإيماني لدى الشهيد الرئيس، شهيد الرؤساء، رئيس الشهداء، وصِفه بما شئتَ، فهو الأكبر من كل الأوصاف.. إنه صالح الصماد.
نعم هو هذا الذي غدا عنوانا لأرقى النماذج القيادية التي يتطابق فيها المبدأ مع سلوك المؤمنين به، والفكرة مع واقع المفكرين بها، والذي كان استشهاده مخسارة مؤلمة للشعب اليمني في فترة حرجة من تاريخه، كما كان أيضا كاشفا قويا لقبح قتلته الظلاميين وبشاعة منزعهم الإجرامي الهيمني وحقدهم الأسود على اليمن شعبا وتاريخا وحضارة وأحلاما وتطلعات.


ولأن أعداءنا أولئك.. لا يريدون في منطقتنا قادة أحراراً يتحركون وفق أوامر ونواهي ربهم الذي خلقهم، ويستمدون سياساتهم من إرادة شعوبهم ووفق مقتضيات مصالحها.. ولأن أولئك الأعداء أيضا لا يقبلون أو يتعايشون مع أنظمة نابتة من تربة أوطانها، بل يفضلون دمى تتحرك بحركة أصابعهم، ومعلباتٍ نفطيةً وبترودولارية يضعونها على الكراسي التي تناسب مصالحهم حصريا.. فقد أقدموا على اغتيال الرئيس الشهيد الصماد في ذلك اليوم المشؤوم قبل ستة أعوام، بغطاء تنفيذي من وكيلهم العدواني وخادمهم السعوإماراتي، ضمن سياق عدوانهم الجهنمي على الشعب اليمني..
هذه الجريمة النكراء، كسواها من جرائمهم، وما أكثرها! كشفت حقد وبربرية ووحشية القتلة المعتدين، وبرهنت -في المقابل-على غبائهم الفاحش، فالدم المظلوم المُحق يرتد وبالا على القاتل ويثأر منه على نحو يصعب على هذا القاتل تصوُّرُه والتحسب له.. وهذا ما حدث بالفعل، ونرى واقعه اليوم.. فقد بقيت روح الصماد كامنة في عزائم اليمنيين الأحرار ومجاهديهم، تشحذ أسلحتهم البسيطة التي يجترحونها وتُلحق -بقوة الله- بالغ الأذى بالمعتدين في عقر دارهم، وترغم أنوفهم، متفوقةً على سلاحهم الأحدث والأكثر تطورا.. فليس عجبا أن يكون “صماد” بأجياله المتعددة المتوالية حتى “صماد”٤، ضمن طيراننا اليمني المسيَّر، في صدارة الذراع الحيدري اليماني الذي ضرب وسيضرب الأعداء في أكثر مفاصلهم حساسية وحصانة، إلى جانب قوتنا الصاروخية الفتية المتنامية أيضا، بالزخم ذاته.. والعنفوان عينه.. وكفى بذلك، إلى جانب ما تمثله الشهادة من فوز عظيم لنائلها، عزاءً لشعبنا ولكل أحرار وشرفاء أمتنا في مصاب فقده الفادح..
هذا إذن، هو الصماد في الوعي والذاكرة اليمنية، حيث خلوده الدنيوي الممتد من خلوده الأبدي عند الله تعالى، بجوار أعظم وأسمى البشر الخالدين من الأنبياء والأولياء والصديقين.
هذا هو القائد المثال، الذي جسد أرقى وأنصع المبادئ الإنسانية والقيادية، سلوكا وواقعا عمليا.. وكساها-إلى ذلك-حللا من بليغ القول الصادق، فكانت لديه “إماطة الغبار عن نعل مجاهد.. أشرف من كل مناصب الدنيا”.
ولأنه الإبن البار للمشروع القرآني العظيم، ونجيبُ الرحم الطاهر لمسيرته التحررية النهضوية المباركة.. لم يكن تسنُّمه أعلى المناصب القيادية، رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، في تلك المرحلة الحرجة من التاريخ اليمني.. مدعاةً للإصابة بخدر المنصب وسكرة الإنتشاء بكرسيه الرفيع الوثير !كحال معظم من تبوأ أو قد يتبوأ أمثال هذا المقام الاستثنائي.. بل أعطى نموذجا قياديا نادرا، قوامُه التواضع ونكرانُ الذات وحميميةُ الالتحام بالناس وصدقُ التفاني في خدمة الشعب والوطن وقضيتِه التحررية العادلة.. وكان بذلك، وبحنكته وحكمته وفوحِ البصيرة القرآنية، العاطر في سيرته الجهادية ومسلكه القيادي الفريد.. واضعا الأسس القوية لمشروع الدولة اليمنية المنشودة العادلة والقوية، وما تشترطه وتستدعيه من أداء مؤسسي خلاق.
إنها الدولة التي للشعب، بمغايرة للوضع المعكوس الذي ساد ردحا من زمن يمني مضى.. حين كان الشعب للدولة!،وإنها الدولة التي من عناوينها الصمادية الذهبية العريضة وبالغةِ الدلالة “يد تحمي، ويد تبني”، هذا العنوان الذي صاغه -بصدق القول وإخلاص العمل -الرئيس الشهيد.. ومن خلاله يعبُر اليمنيون نحو دولتهم المأمولة التي طال انتظارها، في سني التيه والتخبط والارتهان للخارج، وهذه الدولة آتية حتما مهما كانت الصعوبات في طريق الوصول إليها.
والحقيقة الماثلة أمامنا هنا، وبكل جلاء ووضوح، أنه ما كان لسفينة الصمود والحق اليمني المستعاد أن تصل إلى مرافئ الظفر والنصر، لولا السندُ الإلهي وعظمةُ عطاء وتضحيات المؤمنين الصادقين الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وحنكةُ الربابنة الأكفاء، ومنهم صالح الصماد الذي لاتبارح وجدانَ شعبه وذاكرتَه مقولتُه الخالدة “دماؤنا نحن اليمنيين غالية، وليس لها ثمن إلا النصر أو الجنة”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شهر رمضان: محطةٌ للتقوى والرحمة والنصر

هارون السميعي

أطل علينا شهر رمضان، فلا بد أن يكون الإنسان مُسْتعدًّا لاغتنام الفرصة، والتزود بالتقوى. شهر رمضان المبارك هو محطة عناية ورحمة ومغفرة واستجابة وعتق من النار.

شهر رمضان فيه زكاة للنفوس، وتآلف للقلوب، ووحدة للكلام، والحصول فيه على التقوى.

في هذا الشهر خدمة الناس، ومواساة الفقراء والمساكين، وتوفير كُـلّ ما يحتاجونه، مطلوب في كُـلّ زمان ومكان، ولكنّ التكافلَ في شهر رمضان يبرزُ أكثر؛ لأَنَّ لهذا الشهر مميزات خَاصَّة، فهو شهر الخيرات والبركات، وهو شهر التجليات والنفحات، شهر النوافل والطاعات، شهر الإنفاق والصدقات، شهرٌ تتضاعف فيه الأجور والحسنات.

الله يخاطب المؤمنين في القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. لا بد للإنسان في هذا الشهر أن يتدبر القرآن، لكي يحصل على التقوى.

فيه الإحسان، والغفران، والتقبل والمضاعفة للأعمال والفوز بالجنان، والعتق من النيران.

يقول السيد القائد -يحفظه الله-: “من أجل الحصول على الوسيلة العظمى، وهي التقوى وإشاعتها، والإحساس بآلام الآخرين بين الأفراد والجماعات، ومن ثم تتجسد فيهم أعمال الخير التي يقوم بها بعضهم تجاه البعض الآخر… فليكن هذا الشهرُ العظيمُ تجارةً رابحةً مع الله تعالى، يشعر فيه أغنياءُ المسلمين بإخوانهم الفقراء. ”

الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هدانا في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ”، إلى ما تتحقّق لنا به التقوى، ما يقينا من المخاطر، من الشرور. التقوى هي تتمحور حول الالتزام بأوامر الله ونواهيه. التقوى حالة نفسية تدفع الإنسان إلى الالتزام؛ لأَنَّه يعي المسؤولية تجاه ما يعمل، يدرك أهميّة الأعمال، وما يترتب عليها من نتائج.

يوم القيامة، تتجلى على وجوه المحسنين البشائر والفرح، فهم مطمئنون برحمة الله، بينما يُظلم وجه المسيئين، ويكسوه القتر والذلة، كأنما أُغشيت وجوههم بقطع من الليل المظلم، ليعكس ذلك ما يعتمل في نفوسهم من حسرة وألم وخوف لا ينتهي.

حصلت غزوة بدر وفتح مكة، وتحقّقت الانتصارات بعده، والآن نتزود التقوى لكي نتغلب على أعدائنا وسيأتي بعده النصر والفتوحات بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • الرئيس اليمني : لا بديل عن الحل العادل للقضية الفلسطينية كسبيل لبناء نظام إقليمي ينعم بالسلام والاستقرار
  • شهر رمضان: محطةٌ للتقوى والرحمة والنصر
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • نص كلمة الرئيس اليمني أمام القمة العربية في القاهرة
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني: فلسطين قضية مركزية وندعم إعادة إعمار غزة
  • الرئيس السيسي: الشعب الفلسطيني ضرب مثالًا في الصمود والتمسك بالأرض
  • خبير اقتصادي: الدولة تهتم بالشريحة التي تحتاج الرعاية المجتمعية
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية