تفرض الإمارات ودول عربية أخرى على نحو متزايد قيودا على استخدام الأخيرة لمنشآتها العسكرية الموجودة على أراضيها؛ لشن غارات جوية انتقامية تستهدف وكلاء إيران في المنطقة، بالتزامن مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.

جاء ذلك، حسبما نقلت مجلة بوليتكو الأمريكية عن أربعة مصادر مطلعة على التفاصيل، بنيهم مسؤول أمريكي ومساعد في الكونجرس ومسؤولين غربيين.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة نشرت منذ فترة طويلة آلاف الجنود في منشآت في الإمارات والكويت وعمان وقطر وأماكن أخرى في الشرق الأوسط.

لكن الدور الذي تلعبه الدول العربية في دعم الأنشطة العسكرية الأمريكية أصبح تحت تدقيق مكثف منذ العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.

 وذكرت أن الصراع وضع مصالح الحكومات العربية في تهدئة غضب مواطنيها تجاه إسرائيل ضد رغبتهم في مساعدة واشنطن على صد الهجمات المدعومة من إيران.

كما تعكس القيود التي تفرضها الدول العربية على الأنشطة الأمريكية على أراضيها حسابات تلك الدول حول مدى دعمهم - دون إثارة غضب إيران.

 وقال المسؤول الأمريكي إنه بالتزامن مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، فإن العديد من الدول العربية، وخاصة تلك التي تحاول التوصل إلى إنفراجة مع إيران، تقيد بشكل متزايد من قدرة الولايات المتحدة وشركاءها على شن ضربات عسكرية تنطلق من أراضي الدول العربية.

وأضاف المسؤول أن ذلك يشمل قيودا على شن ضربات انتقامية ضد الهجمات التي تعرضت لها القوات الأمريكية في العراق وسوريا والبحر الأحمر.

وفي الأسابيع الأخيرة، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، شن عدة ضربات جوية وصاروخية انتقامية، بعضها بالاشتراك مع حلفاء الولايات المتحدة، ضد التهديدات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.

بدورها، هاجمت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن باستخدام مزيج من الطائرات بدون طيار والصواريخ والقذائف 170 مرة منذ أكتوبر/ تشرين أول، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية وإصابة العشرات.

وفي الوقت نفسه، شن المتمردون الحوثيون في اليمن 46 هجومًا على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ بدء الحملة في 19 نوفمبر/ تشرين ثان.

وبين المسؤول أن بعض الدول العربية تقيد الوصول إلى القواعد العسكرية وكذلك تحليق الطائرات المشاركة في هذه الضربات الانتقامية، لكن ليس من الواضح حتى الآن عدد الدول التي اتخذت مثل هكذا إجراءات.

اقرأ أيضاً

أردوغان في الإمارات.. مباحثات مع بن زايد حول غزة والعلاقات الثنائية ولقاءات أخرى (فيديو وصور)

وقال أحد المسؤولين الغربيين إن السبب الرئيس وراء التقييد الإماراتي على وجه الخصوص هو "أنهم (القادة الإماراتيون) لا يرغبون في الظهور وكأنهم ضد إيران أو بأنهم قريبون جدا من الغرب وإسرائيل أمام الرأي العام الداخلي".

وأثارت الإمارات في السنوات الأخيرة مخاوف بشأن تزايد هجمات الحوثيين في اليمن، وكانت الجماعة اليمنية المتمردة قد أطلقت في السابق صواريخ على دولة الإمارات.

قال المتحدث باسم البنتاجون، اللواء بات رايدر، إن الجيش الأمريكي لديه "القدرة على الدفع بأصول إضافية إلى المنطقة لدعم جهود الردع الإقليمية وتوفير خيارات لمجموعة واسعة من حالات الطوارئ عند الضرورة".

وأضاف رايدر في تعليق على المعلومات التي أوردتها الصحيفة، إن الولايات المتحدة "تحتفظ أيضا بالقدرة في جميع أنحاء منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية للدفاع عن قواتنا وتنفيذ ضربات دفاع عن النفس في الأوقات والأماكن التي نختارها".

وذكرت الصحيفة أن الإمارات موطنا لقاعدة الظفرة الجوية، التي تستضيف العشرات من الطائرات الأمريكية المشاركة في العمليات في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع مسيرة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، نفذت الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز إف-16 ضربات انتقامية ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإسلامي الإيراني ووكلائه.

وعلى الرغم من عدم كشف البنتاجون في ذلك عن تفاصيل المكان الذي جاءت منه الطائرات، إلا أن قاعدة الظفرة هي واحدة من أقرب المنشآت في المنطقة التي تستضيف عادةً طائرات إف-16.

وشكك أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية في فرضية وجود توتر بين الولايات المتحدة والإمارات بشأن القواعد العسكرية الأمريكية.

وأشار إلى أن طائرات هجومية من طراز "A-10" وطائرات مسيرة مسلحة من طراز "MQ-9" عملت مؤخرا خارج منطقة الظفرة لدعم عمليات حماية الشحن في الخليج.

وفي الوقت نفسه، نفذت مقاتلات تابعة للبحرية الأمريكية من طراز F/A-18 ضربات على الحوثيين منذ يناير/كانون الثاني من حاملة الطائرات القريبة يو إس إس دوايت دي أيزنهاو، والتي لا تزال موجودة في المياه الدولية

وعندما شنت الولايات المتحدة ضربات على مواقع لميليشيات مدعومة من إيران في سوريا والعراق، نفى مسؤول عسكري أردني مشاركة سلاح الجو الأردني في الغارات الجوية التي نفذتها القوات الجوية الأمريكية داخل الأراضي العراقية.

اقرأ أيضاً

الإمارات تحث الولايات المتحدة على دعم وقف فوري للحرب في غزة

 

المصدر | بوليتكو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات غارات أمريكية الولایات المتحدة الدول العربیة من إیران من طراز

إقرأ أيضاً:

أول عقوبة من أوروبا ضد الولايات المتحدة

أعلنت شركة Haltbakk Bunkers النرويجية للنفط والشحن، وقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود، وذلك ردًا على المشادة التي وقعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وقالت الشركة، في بيان عبر حسابها الرسمي، إن قرارها جاء احتجاجًا على ما وصفته بـ”العرض التلفزيوني المقيت” الذي قدمته الإدارة الأمريكية خلال لقائها بالرئيس الأوكراني. وأضاف البيان: “رأينا أكبر استعراض مباشر من قبل الرئيس الأمريكي ونائبه، لكن موقف الرئيس الأوكراني كان مثيرًا للإعجاب، حيث حافظ على هدوئه رغم الاستفزازات. هذا المشهد أصابنا بالغثيان.”

وأكدت الشركة أنها علّقت فورًا تزويد السفن الأمريكية بالوقود في الموانئ النرويجية، بالإضافة إلى وقف الإمدادات للقوات الأمريكية المتواجدة في البلاد، داعية النرويجيين والأوروبيين إلى اتخاذ موقف مماثل.

اقرأ أيضا

مأساة مروعة في تركيا.. مصرع 6 أشخاص وإصابة 8

الأحد 02 مارس 2025

توتر دبلوماسي بين واشنطن وكييف
وكانت واشنطن قد شهدت توترًا غير مسبوق، بعدما اندلعت مشادة كلامية بين ترامب وزيلينسكي خلال لقائهما في المكتب البيضاوي، ما أدى إلى إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك، ومغادرة الرئيس الأوكراني البيت الأبيض قبل الأوان.

وخلال النقاش، وجّه ترامب انتقادات لموقف كييف، بينما شدد زيلينسكي على ضرورة استمرار الدعم الأمريكي لبلاده. كما تسبب التوتر في تعليق اتفاق كان من المقرر توقيعه حول المعادن الأرضية النادرة.

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً
  • الجديد في العقوبات الأمريكية على إيران وأثرها على العراق: الضغوط والفرص
  • أول عقوبة من أوروبا ضد الولايات المتحدة
  • الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • ترامب يدرس اتخاذ خطوات انتقامية ضد كييف ووقف المساعدات العسكرية
  • ترامب سيعلن لغة رسمية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية