الرياضات البحرية في الإمارات.. تجارب متنوعة حافلة بالمغامرة والترفيه
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
تبرز الرياضات البحرية خلال موسم الشتاء المعتدل في دولة الإمارات كواحدة من أفضل أنواع الرياضات التي تستقطب الزوار المحليين والسياح من خارج الدولة للاستمتاع بجمال شواطئ الإمارات الممتدة والشمس الدافئة والأجواء الساحرة، حيث تتيح هذه الشواطئ والوجهات البحرية ممارسة الغوص وركوب الأمواج وسباقات السفن الشراعية ورياضة التجديف بقوارب الكاياك، وغيرها من الرياضات البحرية.
وقد حرصت النسخة الرابعة من حملة أجمل شتاء في العالم على تقديم خارطة بأبرز الشواطئ في الدولة والأنشطة الشاطئية فيها، ومنها شواطئ الكورنيش والبطين والسعديات والحديريات في أبوظبي، وكايت بيتش دبي وشاطئ الممزر وشاطئ الصفوح والتزلج الهوائي على الماء في دبي، إضافة إلى شاطئ عجمان،وشاطئ دبا الفجيرة، وشواطئ خورفكان والخان والحيرة في الشارقة، وبنان بيتش في رأس الخيمة، وشاطئ لومي وشاطئ وممشى البيت متوحد في أم القيوين.
أبوظبي.. تجارب لا تنسى
وتحظى رياضة التجديف بقوارب الكاياك بإقبال لافت في دولة الإمارات كونها تجمع بين النشاط والاسترخاء والتأمل، بحيث تعد الجولة الرياضية على قوارب الكاياك واحدة من التجارب التي لا تنسى.
وتتميز هذه الرياضة بإمكانية ممارستها على البحيرات الهادئة، وهو ما تحققه العديد من الوجهات التي تجمع بين البحيرات الهادئة المناسبة لهذا النوع من الرياضة، وكذلك إتاحة الفرصة لعشاق الطبيعة في تأمل روعة الجبال وغابات القرم.
ولممارسة رياضة الكاياك، يستهوي متنزه القرم الوطني في أبوظبي الباحثين عن جمال غابات المانجروف (القرم) والتي تمتد على شكل مساحات خضراء واسعة تخترقها قنوات مائية هادئة تحتضن مئات الأنواع من الطيور والنباتات كالنحام الكبير، وطير الشاه، وسرطان البحر المرقط، ومن خلال قوارب الكاياك الصغيرة يمكن التجول لساعتين على الأقل بين أحضان هذه الطبيعة الساحرة. كما يعتبر ركوب القارب وسيلة رائعة لتعليم الصغار حول التنوع البيولوجي، تحت إشراف شركات متخصصة بهذا النوع من الرياضات، والتي تتولى تنظيم جولات فردية وعائلية على متن القوارب، وبصحبة مرشدين لتعلم كل ما يتعلق بالتجديف بقوارب الكاياك في القرم الشرقي.
ويعد متنزه القرم الوطني في أبوظبي من أبرز المقاصد السياحية الطبيعية، ومن أكثر مناطق القرم كثافة حيث يضم أكثر من 19 كيلومتراً مربعاً من غابات القرم.
وفي أبوظبي أيضاً يمكن الاستمتاع برحلة استثنائية بقوارب الكاياك حول متحف اللوفر – أبوظبي، وتتيح الجولات التعرف من منظور آخر إلى جماليات البناء الخارجي للمتحف والمشاهد الطبيعية المحيطة به،ويتم تنظيم هذه الفعالية وفق أفضل الشروط الوقائية ليتمكن الجميع من قضاء أوقات آمنة وممتعة حرصاً على السلامة العامة، ولا تتطلب هذه الجولات التي تستمر 60 دقيقة خبرة مسبقة، علماً بأن مدربين متخصصين يرافقون الزوار في رحلاتهم ويعطونهم التعليمات الضرورية حول قواعد التجديف قبل النزول إلى الماء.
دبي.. تجربة غامرة
وفي دبي وتحديداً في منطقة حتا، لا تكتمل المغامرات إلا بتجربة ركوب قوارب التجديف “حتا كاياك” في البحيرة الساحرة خلف سد حتا، حيث تتوفر مجموعة واسعة من قوارب التجديف “الكاياك” بما فيها القوارب المجهزة ببدالات والدراجات المائية وقوارب كهربائية على شكل أقراص “الدونت” ما يوفر تجربة غامرة لكل من ينشد قضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة.
ويعتبر سد حتا مكاناً مثالياً لإشباع شغف محبي هواية رياضة التجديف، حيث تتوافر القوارب التي تتيح فرصة التجديف بين الجبال، وتساعد على ذلك المياه الهادئة وراء السد، ويقع سد حتا على بعد 90 دقيقة من مدينة دبي، ويتميّز بأجوائه الهادئة ومياهه الزرقاء المتلألئة، فيما تحيط به جبال الحجر الشامخة، وأشهرها جبل أم النسور.
الشارقة.. تجديف بين الطبيعة
وفي الشارقة يعد “سد الرفيصة” في خورفكان واحداً من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية في المنطقة الشرقية للإمارة، ويقدم السد للزوار والسياح جولات في البحيرة بقوارب بمحركات وأخرى بقوارب الكاياك التي تتيح لهم فرصة التجديف وإطعام البط والطيور والسلاحف المائية واستكشاف البحيرة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية المحيطة بها.
كما يحتضن سد الرفيصة بشكل دوري بطولات للرياضات البحرية «تحدي الكاياك»، ضمن المبادرات المجتمعية والرياضية التي ينظمها نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية، ويعد هذا التحدي الاجتماعي الرياضيفرصة مميزة لمحبي رياضة الكاياك لممارسة الرياضة والنشاط البدني وسط الأجواء الرائعة والمناظر الطبيعية الخلابة بين جبال مدينة خورفكان.
ويعد الساحل الشرقي لإمارة الشارقة منطقة جاذبة لهواة السياحة البيئية حيث تنفرد المنطقة برياضة التجديف بالقوارب المائية «الكاياك» في غابات القرم في مدينة كلباء ورحلات السفاري والنزهة على الشواطئ والجبال والوديان وزيارة المحميات الطبيعية مثل محمية أشجار القرم ومحمية الحفية في مدينة كلباء بالإضافة إلى مركز كلباء للطيور الجارحة وغيرها.
عجمان.. جولات سياحية بيئية
وفي عجمان، تعتبر محمية الزوراء واحدة من أجمل الأماكن السياحة والطبيعية على مستوى الدولة، والتي توفر جولات سياحية بيئية لاستكشاف غابات المانجروف على متن قوارب التجديف بزوارق الكاياك.
وتمتاز المحمية بتعدد مرافقها ومشاريعها السياحية والتنموية، وقد أعلنت الزوراء في يوليو 2017 منطقة محمية بمساحة تفوق المليون متر مربع تغطيها غابات القرم الشاسعة ما جعلها مقصداًوملاذاً طبيعياً وآمناً لأعداد كبيرة من الطيور، بما فيها طيور الفلامينجو الوردية التي تشاهد على مدار السنة إضافة الى مالك الحزين أو البلشون، كما تعد بيئة مناسبة لتكاثر الطيور المقيمة والمهاجرة.
كما تتولى شركة متخصصة في أنشطة المغامرات الرياضية، تشغيل جولات قوارب الكاياك التي تأخذ الزوار في جولة حول أرجاء البحيرات وغابات المانجروف الطبيعية في الزوراء في عجمان.
أم القيوين.. نزهات برفقة الفلامنجو
وتجذب شواطئ إمارة أم القيوين الباحثين عن الاستجمام والهدوء وممارسة الأنشطة البحرية مثل السباحة والتجديف بقوارب بالكاياك وركوب الأمواج، كما يعد شاطئ القرم إضافة مهمة لمنظومة المناطق الترفيهية والسياحية من أجل جذب أعداد كبيرة من السياح وروّاد الشواطئ.
ويتم تنظيم رحلات الكاياك بين أشجار القرم، بحيث يمكن الاستمتاع بتجارب تمكن الزوار من الاقتراب أكثر من الحياة الفطرية عن طريق استخدام قوارب الكاياك والخروج في رحلات قصيرة وآمنة داخل غابات المانجروف والاستمتاع بمناظرها الخلابة والاقتراب من طيور الفلامنجو الجميلة.
رأس الخيمة.. شواطئ ساحرة
وتشكل الواجهات البحرية في رأس الخيمة مساحات واسعة من المناظر الطبيعية الخلابة، والتي يمكن التمتع بها من خلال رحلات قوارب الكاياك، مع نيل قسط من الاسترخاء في أحضان الطبيعة الساحرة.
وتبرز جزيرة المرجان كواحدة من أكثر الجزر الصناعية إبداعاً، كما يعد “ميناء العرب” معلماً طبيعياً مهماً يتضمن مليوني متر مربع من الأراضي الرطبة الساحلية المحمية وأكثر من7000 شجرة تستقبل الطيور المهاجرة مما يزيد من الشعور بالاسترخاء وجمال الطبيعة إضافة إلى مجموعة من المرافقكالمتنزهات والمطاعم والمقاهي والمنتجعات.
الفجيرة.. معالم أخاذة
وتحتضن إمارة الفجيرة واحدة من أهم الوجهات السياحية وهي جزيرة «سنوبي» والتي تمتاز بطبيعتها الرائعة ومعالمها الأخاذة،وتجذب هذه الجزيرة عشاق الرياضات البحرية لما توفره من أنشطة مائية وطبيعية متنوعة نابضة بالتشويق والمغامرة، كما يمكن ركوب قوارب الكاياك والاستمتاع بذكريات لا تنسى.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
اختتام المؤتمر الدولي الأول لصون أشجار القرم وتنميتها في أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الخارجية» تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير بنغلاديش الإمارات تشارك في اجتماع خليجي أردنياختتمت هيئة البيئة – أبوظبي، فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها، بتوجيه رسالة مهمة تؤكد ضرورة حماية وتنمية أشجار القرم حول العالم، نظراً لكونها واحدة من أهم الطرق لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية.
وسلط المؤتمر الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه النظم البيئية للقرم في ضمان مرونة السواحل وحماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي، والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، لاسيما في ظل تعرض أكثر من 50% من هذه النظم في العالم لخطر الانهيار بحلول عام 2050 بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة - أبوظبي: «أظهر المؤتمر الدولي الأول من نوعه لصون أشجار القرم وتنميتها على مدى الأيام الثلاثة الماضية، قوة التعاون والابتكار في معالجة التحديات الحرجة التي تواجهها أنظمة أشجار القرم على مستوى العالم، كما وفر هذا الحدث المهم، الذي استضافته أبوظبي، منصة لسد الفجوة بين البحث العلمي المتطور وجهود إعادة تأهيل أشجار القرم العملية على أرض الواقع. بالإضافة إلى دوره في إبراز الحاجة إلى تطوير الأساليب التقليدية في إعادة التأهيل، وتعزيز الاستراتيجيات القائمة على العلم، والمشاركة المجتمعية، والفهم الشامل لترابط النظم البيئية».
وأضاف: «سلط المؤتمر الضوء على مبادرة القرم -أبوظبي، التي تعد من أهم جهود الهيئة الرامية إلى ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية الرائدة في مجال حماية أشجار القرم والمحافظة عليها، إذ تمثل هذه المبادرة، التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مثالاً واضحاً على اهتمام القيادة الرشيدة وتشجيعها على البحث العلمي المستمر، والعمل على معالجة تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي».
كما أوضح الهاشمي أن المؤتمر الذي جمع ممثلين من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، أشعل شرارة التزام متجدد بتوسيع نطاق مشاريع إعادة التأهيل المؤثرة، والاستثمار في حلول موثوقة، وبناء أنظمة بيئية مرنة تعود بالنفع على الطبيعة والمجتمعات والمناخ.
واختتم: «يمثل هذا العمل المشترك المدعوم بالمعرفة، بداية رحلة تحويلية نحو خلق تأثير إيجابي ودائم على جهود صون أشجار القرم وتنميتها محلياً وعالمياً».
واستطاع هذا المؤتمر المميز تسليط الضوء على نهج شامل للحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، مع التأكيد على الحاجة إلى الربط بين هذه الأشجار والنظم البيئية المجاورة مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومنابع الأنهار، حيث يوفر هذا النهج المتكامل فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية، مما يخلق استراتيجية متوازنة لتحقيق هذا الهدف.
كما ركزت النقاشات على ضرورة مشاركة المجتمع المحلي كقوة داعمة لنجاح جهود الحفاظ على أشجار القرم، حيث لا تدعم أشجار القرم المعاد تأهيلها سبل العيش فحسب، بل إنها تقلل أيضاً من الضغوط على النظم البيئية من خلال المشاركة المجتمعية وبناء القدرات، مما يضمن قدرتها على الاستفادة بشكل مستدام.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة التعاون وحشد الجهود من أجل الحصول على التمويل اللازم على نطاق واسع لتحقيق أهداف الحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، منوهاً إلى الجهود الناجحة لمبادرة «تنمية القرم» (Mangrove Breakthrough) ودورها المحوري في حشد الموارد من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية لسد الفجوات ودفع العمل التحويلي.
وتم استعراض نماذج ناجحة لمشاريع مجتمعية لإعادة تأهيل أشجار القرم في دول مثل إندونيسيا وغينيا بيساو وكينيا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية، إذ أظهرت هذه المشاريع أساليب قابلة للتطوير وأفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها على مستوى العالم، ومع تزايد الوعي بأهمية أشجار القرم، سلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى الاستفادة من هذا الزخم من خلال تبادل المعرفة العلمية، وتعزيز أفضل الممارسات، وتنفيذها على نطاق واسع، ودعمها وتمويلها.
500 خبير
جمعت النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لصون وتنمية أشجار القرم أكثر من 500 خبير وصانع سياسات ومتخصص في مجال الحفاظ على البيئة، لمعالجة أحد أكثر التحديات البيئية أهمية في العالم، لتكون نتائج هذا الحدث التاريخي بمثابة نقطة الانطلاق نحو تعزيز الجهود العالمية لحماية وتنمية أشجار القرم، وضمان صحة هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال القادمة.
وأشرف على تنظيم هذا المؤتمر الدولي إلى جانب هيئة البيئة – أبوظبي، مجموعة من الجهات العالمية المعنية بحماية البيئة تضمُّ أكثر من عشرة شركاء عالميين من المنظمات البيئية والجهات العلمية مثل، مكتب الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتحالف العالمي لأشجار القرم، وجامعة سانت أندروز، والمجموعة المتخصِّصة لأشجار القرم التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وجمعية علم الحيوان في لندن، والمنظمة الدولية للأراضي الرطبة، وجمعية الإمارات للطبيعة.