تدشين نافورة مغربية بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
تم، اليوم الخميس بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، تدشين نافورة تقليدية، مهداة من المملكة المغربية إلى المنظمة الإفريقية، من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد.
وتم هذا التدشين، الذي يأتي على هامش الدورة الرابعة والأربعين للمجلس التنفيذي والقمة ال37 للاتحاد الإفريقي، خلال حفل كبير حضره وزراء خارجية الدول الإفريقية، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، ومفوضي الاتحاد الإفريقي، وكبار مسؤولي المنظمة الإفريقية، وعدد من الشخصيات وأعضاء السلك الدبلوماسي ووسائل الإعلام.
وتعكس هذه النافورة، التي تم تثبيتها ببهو مقر الاتحاد الإفريقي، أصالة الصناعة التقليدية المغربية وبهاء الزليج المغربي الأصيل.
وقال محمد كمال بدراوي، مهندس المشروع، وزهير قباج عن شركة “Kazo Designer§build”، المكلفان بإنجاز هذه التحفة الفنية المغربية، إنه
بفضل فن الزليج تمكن الحرفيون المغاربة من إبداع تحف فنية غاية في الروعة تعكس دقة وهندسة مكانية وجمالية منقطعة النظير.
وأوضحا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه النافورة تمثل نشأة هذه الصناعة التقليدية التي تتميز بأشكال ملونة ومواد مثل الخشب والجبس المنحوت والنحاس المحفور والمثقب والزليج وحضور الماء.
وتتميز هذه النافورة، المنتصبة أمام قاعة نيلسون مانديلا الكبرى، بكونها مستقلة طاقيا حيث تم ربطها بألواح كهروضوئية تشتغل بالبطاريات.
وقال محمد كمال بدراوي، مهندس المشروع، في هذا الصدد، لقد اخترنا اللجوء إلى حل أخضر يعتمد فقط على الطاقة الشمسية.
وأشارا في يتعلق بالجانب الحرفي، إلى أن اختيار المواد اللازمة لإنجاز هذه النافورة يرتبط بتمثيل نشأة صناعة الجبس المنحوت، والخشب المنحوت، والنحاس المحفور، وتشتت الضوء والزليج بكل أشكاله وألوانه، التي تشبه إلى حد ما رموز الصناعة التقليدية المغربية المرتبطة بأماكن ولحظات وفترات تروي إرث الصناعة التقليدية بالمملكة الذي يعود إلى عدة قرون.
وسجلا في هذا السياق أن المغرب، أرض التقاليد العريقة، يشتهر بصناعته التقليدية الفريدة، مبرزين أن هذا التراث الثقافي الغني والمتنوع يخلد معرفة ألفية يتم التعبير عنها من خلال العديد من الحرف الفنية.
كما أكدا أن الصناعة التقليدية المغربية تجسد التميز والإبداع وتساهم في الحفاظ على الهوية المغربية.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الحرب الإثيوبية الإريترية نزاع حدودي أنهاه اتفاق في الجزائر
الحرب الإثيوبية الإريترية، نزاع حدودي بين البلدين اندلع يوم 06 مايو/أيار 1998، واستمر عامين وانتهى بتوقيع اتفاق سلام في الجزائر يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2000.
وتعود أسباب هذه الحرب إلى تداعيات ما بعد استفتاء أغسطس/آب 1993 الذي حسم انفصال إريتريا بعد تاريخ مشترك طويل، بينما ظلت مسألة ترسيم الحدود المشتركة وآليات التبادل التجاري ونفاذ إثيوبيا إلى البحر بعد خسارة واجهتها الوحيدة قضايا عالقة.
وتسببت الحرب في مقتل نحو 100 ألف شخص وفق بعض التقديرات، إضافة إلى نزوح واسع وترحيل قسري لمواطنين من البلدين، وإنهاك اقتصادات كانت تعاني.
يتداخل تاريخ إريتريا، وخصوصا مناطقها الجنوبية، مع تاريخ إثيوبيا. وفي عهد الاستعمار الإيطالي جرى توقيع معاهدة أديس أبابا لترسيم الحدود باعتبار إريتريا كيانا مستقلا، قبل أن تصبح محمية بريطانية الفترة ما بين عامي 1940 و1951.
وأوائل خمسينيات القرن العشرين كان الرأي العام الإريتري منقسما إزاء الاستقلال أو الاندماج مع إثيوبيا، قبل أن يقر البرلمان في أسمرا الاتحاد يوم 28 أبريل/نيسان 1952.
ورغم حجم المعارضة الكبير لهذا القرار فإن الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي لم يكتف به، وإنما عمد إلى ضم إريتريا قسرا عام 1962 لتتفاقم الثورة الإريترية ضده.
وبعد سقوط سيلاسي عام 1974 ووصول منغستو هيلا مريام إلى الحكم، استمرت الثورة الإريترية حتى الإطاحة به هو الآخر عام 1991 على أيدي تحالف تقوده جبهة تحرير شعب تيغراي ويضم الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا.
إعلانوبالتزامن مع انتصارات الثوار الإثيوبيين على نظام منغستو، كانت الحركة الإريترية بقيادة أسياس أفورقي تسيطر على العاصمة أسمرا يوم 24 مايو/أيار 1991، فأصرت على تنظيم استفتاء على الانفصال، وهو ما تم في أغسطس/آب 1993.
لم تكد إريتريا تنفصل عن إثيوبيا حتى بدأت بوادر الخلاف تنشب بين البلدين، ولم تفلح العلاقات الشخصية بين أفورقي ورفيقه في الحرب -ضد منغستو- رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي في الحد من تصاعد الأزمة.
وكانت العملة النقدية والعلاقات التجارية وترسيم الحدود وسبل نفاذ إثيوبيا إلى موانئ البحر الأحمر بعد خسارة واجهتها البحرية الوحيدة إثر انفصال إريتريا، أبرز عناوين الخلاف في الأزمة التي تطورت إلى حرب مدمرة.
فقد قررت إريتريا إصدار عملتها الوطنية الخاصة وسمتها (النقفة) وألغت العمل بالعملة الإثيوبية (البر) وسط تبادل اتهامات بانتهاك الحدود المشتركة والبالغ طولها نحو ألف كيلومتر.
في 06 مايو/أيار 1998، بدأ الجيش الإريتري هجوما على قرية بادمي الحدودية المتنازع عليها، فاندلعت مواجهة مسلحة مع الجيش الإثيوبي وبعض الحركات المسلحة الداعمة له.
وردا على الخطوة الإريترية صادق برلمان إثيوبيا على إعلان الحرب رسميا في 13 مايو/أيار 1998، إذا لم تسحب إريتريا قواتها العسكرية من المناطق المتنازع عليها بين البلدين.
ثم تجددت المعارك بين الطرفين في بادمي ومناطق حدودية أخرى عديدة، وأعلنت إريتريا "الحرب الشاملة" في حين رفع الجانب الإثيوبي شعار الدفاع عن النفس.
وحقق الإرتيريون، وخصوصا الأسابيع الأولى للحرب، انتصارات ميدانية في المعارك الحدودية بسبب الهجوم المباغت وضعف جاهزية الجيش الإثيوبي بالمنطقة.
إعلانلكن إثيوبيا سرعان ما حققت اختراقا في الخطوط الإريترية وقطعت خطوط الإمداد الرئيسية بين قواتها، وبحلول مايو/أيار 2000 كانت قد احتلت نحو ربع أراضي إريتريا، وأعلنت في 25 مايو/أيار 2000 الانتصار وانتهاء الحرب.
ووصل إنفاق الدولتين على الأسلحة والمعدات العسكرية وبناء الخنادق مستوى غير مسبوق. فقد أعلنت إثيوبيا عقب انتهاء الحرب أنها أنفقت 3 مليارات دولار، بينما فرضت الأمم المتحدة حظرا على بيع الأسلحة للجانبين بموجب القرار الأممي رقم 1227 الصادر في 10 فبراير/شباط 1999.
وساطة جزائريةفي الأشهر الأولى للحرب تقدمت أطراف دولية وإقليمية عديدة بوساطات لحل الأزمة بين إثيوبيا وإرتيريا، من بينها رواندا والولايات المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية، إلا أن الشروط التي وضعها البلدان ظلت تجهض مشاريع الاتفاق.
وعام 2000 قاد الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة وساطة بين البلدين، انتهت بتوقيع اتفاق سلام بالعاصمة الجزائر في 12 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
ويقضي الاتفاق بقبول البلدين للاتفاقية الإطارية لمنظمة الوحدة الأفريقية، التي أقرتها الدورة العادية الـ35 لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات، المنعقدة بالجزائر الفترة من 12 إلى 14 يوليو/تموز 1999.
وتضمنت بنود الاتفاق وقف الأعمال العدائية بشكل دائم، وإطلاق جميع الأسرى، ومعاملة كل بلد لمواطني البلد الآخر معاملة إنسانية بغض النظر عن قوميته، وإجراء تحقيق في أحداث 06 مايو/أيار 1998 وأي حادث وقع قبل هذا التاريخ من شأنه أن يسهم في سوء تفاهم بين البلدين حول الحدود المشتركة.
كما تضمنت إنشاء لجنة محايدة لترسيم الحدود استنادا إلى المعاهدات الاستعمارية والقانون الدولي، ومعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية للأزمة على السكان المدنيين من خلال لجنة مطالبات محايدة.
ووقع الاتفاق الرئيس الإريتري أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي زيناوي، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ووزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت، والرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو، والأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية أحمد سليم أحمد، وممثل الاتحاد الأوروبي رينو سيري، والرئيس الجزائري بوتفليقة.
إعلان الخسائر البشرية والماديةتقدر العديد من التقارير، بما فيها ما صدر عن الهيئات الأممية، عدد قتلى الحرب من الجانبين الإثيوبي والإرتيري بحوالي 70 ألف شخص، بينما تتحدث أخرى عن مقتل 100 ألف شخص.
وتسبب القتال في نزوح واسع من مناطق الحرب، كما طردت إثيوبيا نحو 77 ألف إرتيري ممن يصنفون من الأثرياء وفقا لمستوى المعيشة بالبلاد مع مصادرة ممتلكاتهم، وبالمقابل اعتقلت إريتريا 7500 من ذوي الأصول الإثيوبية، كما فر نحو 80 ألف شخص من أراضيها إلى إثيوبيا.
وتتحدث منظمة هيومن رايس ووتش عن تعرض المعتقلين في الجانبين للتعذيب والاغتصاب، وغيرها من المعاملات غير الإنسانية.
وفضلا عن ذلك، تسببت الحرب في إنهاك اقتصاد البلدين، وفاقمت معاناة نقص الغذاء الناجمة عن الجفاف، خصوصا في ظل اعتماد إريتريا في تجارتها آنذاك على إثيوبيا، واعتماد التجارة الإثيوبية على الواردات الإريترية.
النتائج السياسيةلعب الطرفان ورقة الحرب في السياسة الداخلية بقوة، ففي إثيوبيا استخدمها زيناوي لإثبات مصداقيته القومية من خلال رفع شعار "إثيوبيا أولا" ردّا على الدعاية الإريترية التي سعت لتصوير الحرب على أنها صراع مع جبهة تيغراي التي كان يتزعمها زيناوي.
أما في إريتريا فقد استغل أفورقي الحرب لمزيد من إحكام قبضته الأمنية على البلاد، فضلا عن تعزيز القاعدة الشعبية لجبهة تحرير إريتريا التي أصبحت تعرف لاحقا باسم الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة.
وبعد انتهاء الحرب، منحت لجنة تحكيم ترعاها الأمم المتحدة منطقة بادمي المتنازع عليها لإريتريا عام 2002، وهو ما ظلت إثيوبيا ترفضه، مما أعاد التوتر للمنطقة الحدودية التي يحشد فيها البلدان قواتهما العسكرية.
وضمن تداعيات هذه الحرب، كان لمواقف البلدين تأثيرها البالغ في زعزعة الاستقرار الإقليمي، فقد دعمت أسمرا جبهة تحرير أورومو المطالبة بالاستقلال عن إثيوبيا، بينما دعمت أديس أبابا مختلف الجماعات المتمردة الإريترية، بما في ذلك جماعتا الإنقاذ والجهاد الإسلاميتان.
إعلان