«تربويون»: تشعب المسارات يخفف التوتر ويقلل التنافس على كليات القمة
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
اتفق عدد من خبراء التعليم والتربويين على أن نظام الثانوية العامة الجديد «متعدّد الفرص والمسارات» سيقضى على بُعبع الثانوية العامة لأسباب كثيرة، على رأسها اختفاء فكرة الفرصة الواحدة ووجود أكثر من بديل أمام الطالب لتعويض أى إخفاق قد يحدث فى أى مادة، أو بعض المواد.
وقال د. تامر شوقى، الخبير التربوى، إنّ الدولة تسعى إلى التطوير الشامل للمنظومة التعليمية، ويُمثّل تطوير الثانوية العامة أحد التحديات المهمّة، خاصة بعد أن شهدت السنوات الأخيرة الكثير من المشكلات التى ضربت كل عناصر منظومة الثانوية العامة، سواء فى المناهج، التى تعتبر منفصلة عن الواقع وعن تطورات الحياة المعاصرة.
كما تتضمّن معلومات قديمة ومتكرّرة، أو فى عجز المعلمين وعدم تدريبهم على نُظم الامتحانات المطورة، أو لجوء الطلاب إلى سناتر الدروس الخصوصية كبديل للمدارس التى فقدت دورها التربوى والتعليمى، بالإضافة إلى التغيير غير المبرّر وعدم استقرار نظم الامتحانات والتقويم فى السنوات الأخيرة، الأمر الذى أثار حالة من القلق والتوتر لدى معظم الأسر المصرية.
وعن نظام الثانوية الجديد، قال «شوقى» إن تعدّد مرات التقييم معناه دخول الطالب امتحانات متعدّدة فى المقررات نفسها، الأمر الذى يعنى ضرورة تمكن الطالب من المقررات الدراسية المختلفة، والتقليل من استغلال المعلمين للطلاب بالدروس الخصوصية، كما يحدث فى نظام الفرصة الواحدة، حيث يكون الطالب واعياً بوجود فرص للتعويض فى أى امتحان».
وعن كيفية القضاء على بُعبع الثانوية العامة، قال الخبير التربوى، إن تطوير الثانوية يحتاج إلى أكثر من مسار، ويشمل ذلك تطوير المناهج بما يتّسق مع المناهج المطورة فى المراحل التعليمية السابقة، وكذلك المناهج ذات الصلة بالجامعات، مع مراعاة الاهتمام الأكبر بعلوم المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعى وريادة الأعمال، وإعادة الدور التربوى والتعليمى للمدرسة، وتقليص دور السناتر، وسد العجز فى معلمى المرحلة الثانوية وإكسابهم مهارات الشرح.
وصياغة الأسئلة المطورة: «من المهم، تفعيل تعدّد المسارات فى الثانوية العامة مع وجود مواد مشتركة فى كل المسارات، وأن يكون توزيع الطلاب على المسارات المختلفة بناءً على التوجيه التعليمى والتربوى فى ضوء درجات الطالب فى المقرّرات ذات الصلة بالمسار فى الشهادة الإعدادية، وليس فقط بناءً على رغبات الطالب، وتطبيق مبدأ تعدّد فرص دخول الطالب الامتحانات، وعدم إجراء أى تغييرات فى نظام الثانوية العامة الجديد إلا بعد مرور خمس سنوات على تطبيقه، وإذا كانت هناك ضرورة لذلك، مع خلو الامتحانات من الأخطاء، سواء العلمية أو اللغوية، والتوسّع فى إنشاء الجامعات بما يضمن قبول العدد الأكبر من الناجحين».
من جانبه، قال الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى وأستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن تطبيق نظام متعدّد المسارات فى الثانوية العامة يأتى تجاوباً مع التغيّرات التى طرأت على سوق العمل، والتى باتت تعتمد على التخصّصات البينية بشكل كبير، ويعطى هذا النظام قدراً أكبر من الحرية للطالب فى اختيار ما يناسبه، وفقاً لقدراته، حيث يسمح هذا النظام باختيار أكثر المسارات توافقاً مع مجموع ما يمتلكه الطالب من قدرات، وهو نظام يتمتّع أيضاً بقدر كبير من المرونة تسهم فى التخلص من قدر كبير من الضغوط المصاحبة للثانوية العامة.
وأكد الخبير التربوى أن النظام المقترح بتعدّد المسارات والفرص، يمكن أن يُخفّف إلى حد كبير من الشعور بالقلق والتوتر ويُقلل حدة المنافسة بين الطلاب على كليات بعينها، وبالتالى يقضى على بُعبع الثانوية العامة من ناحية وعلى الدروس الخصوصية والغش من ناحية أخرى، لأنه يتيح للطالب مسارات متعدّدة تناسب قدراته، وبالتالى يمكنه الاعتماد على نفسه فى اجتيازها، خاصة فى ظل تحرّره من مشاعر الخوف والقلق والتوتر، ويمكن أيضاً إضافة إلى ما سبق أن يتم تطبيق نظام التنسيق المرن، الذى يعتمد على اختبارات قدرات يحدّدها كل قطاع، إلى جانب نتيجة الثانوية العامة، بحيث لا تكون الثانوية العامة هى البوابة الوحيدة للالتحاق بالجامعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الثانوية العامة التطوير الحوار المجتمعى الثانویة العامة متعد د
إقرأ أيضاً:
الأول عالمياً.. نظام تقييم ذكي لمسارات الدراجات الهوائية في دبي
دشّنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، في خطوة ريادية على مستوى العالم، نظام التقييم الذكي لحالة مسارات الدراجات الهوائية والسكوتر الكهربائي وأصولها، وذلك باستخدام أحدث التقنيات الذكية والمتطورة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار سعي الهيئة إلى توظيف الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة لتحليل شبكة الطرق، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في الصيانة، بما يسهم في تعزيز السلامة المرورية، وتحسين تجربة مستخدمي وسائل التنقل المرن، ودعم رؤية دبي 2030 للتنقل المستدام.
وتعكس هذه المبادرة التزام هيئة الطرق والمواصلات باستراتيجياتها الرامية إلى تعزيز الاستدامة والابتكار في شبكة الطرق، وتحسين جودة الحياة في المدينة، من خلال تطوير البنية التحتية وتحقيق الكفاءة التشغيلية والبيئية، كما تسهم في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، عبر تطبيق التكنولوجيا الرقمية في إنشاء نسخة رقمية للمسارات، مما يُمكّن من الترشيد في الإنفاق وتحقيق كفاءة أعلى في أعمال الصيانة.
وأكدت الهيئة أن "التقييم الذكي لمسارات الدراجات الهوائية والسكوتر الكهربائي يأتي ضمن جهودها المستمرة لتحقيق التطوير المستمر في الخدمات، وتوفير بنية تحتية مستدامة تدعم التحول نحو وسائل تنقل صديقة للبيئة، كما تسهم هذه المبادرة في تقديم مسارات أكثر أماناً وكفاءةً، مما يشجّع على تبني وسائل التنقل المستدامة ويعزز مكانة دبي كمدينة صديقة للدراجات الهوائية، ورائدة عالميًا في قطاع النقل الذكي والمستدام".
ويعتمد نظام التقييم الذكي لمسارات الدراجات الهوائية والسكوتر الكهربائي على أنظمة حديثة وكاميرات ومستشعرات متطورة مثبتة على دراجة كهربائية، تتيح تحليل حالة المسارات وتقييم أدائها بدقة دون التأثير على حركة مستخدميها، ويوفّر هذا النظام المتقدّم رصداً سريعاً وشاملًا، مما يحقق أعلى معايير السلامة والراحة لمستخدمي وسائل التنقل المستدامة.
تقييم استباقيوأكدت الهيئة، أن "النظام الجديد يتيح التقييم الاستباقي لحالة المسارات، وتطبيق الصيانة التنبؤية والمستدامة، مما يعزز من كفاءة إدارة الموارد وتحقيق الاستدامة المالية والبيئية عبر تقليل التكاليف التشغيلية والصيانة الطارئة، كما يعتمد النظام على مؤشرات عالمية جديدة، تشمل: مؤشر قياس جودة حالة الرصف للمسارات، ومؤشر قياس حالة أصول المسارات، ومؤشر راحة القيادة، مقارنة بالأسلوب التقليدي الذي يتضمن مؤشر قياس جودة حالة الرصف للمسارات فقط".
وحققت هيئة الطرق والمواصلات قفزة نوعية في سرعة رصد المسارات، إذ يستطيع النظام الجديد رصد 120 كم من مسارات الدراجات في غضون 4 ساعات فقط، مقابل نظام التفتيش التقليدي، الذي يقدر بـ2.25 كم في اليوم الواحد، مما يعني رصد أسرع بـ98%.
كما يتمكن النظام الذكي من إجراء تحليل وتقييم شامل لأضرار للمسارات وأصولها بطول 557 كم المسارات في غضون شهر، أي بسرعة تفوق الطرق التقليدية بـ92%، ما يسهم في سرعة اتخاذ القرارات والتخطيط الاستراتيجي الأمثل لأعمال الصيانة الوقائية وإدارة الأصول.