«سى إن إن»: تصاعد التوتر بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو بسبب التوغل البري
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أفادت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، فى تقرير لها بازدياد إحباط الرئيس جو بايدن خلف الكواليس مع نظيره الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حيث أخبر مستشاريه وآخرين أن رئيس الوزراء يتجاهل نصيحته ويعيق الجهود المبذولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية فى غزة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وحتى الآن، لم يصل بايدن إلى حد انتقاد نتنياهو بشكل علنى ومباشر، لكنه أصبح ينتقد بشكل متزايد التكتيكات الإسرائيلية، حيث قال الأسبوع الماضى إنه يعتقد أن الحملة فى غزة "تجاوزت الحدود"، وهى واحدة من أشد إداناته حتى الآن لما نزع إسرائيل أنه جهد العسكرى ضد حماس.
فى السر، كان بايدن أكثر استعدادًا لتقديم أفكار صريحة بشأن نتنياهو، بما فى ذلك غضبه العميق من عدم متابعة رئيس الوزراء الإسرائيلى للتوصيات الأمريكية بوقف تصعيد التكتيكات العسكرية فى غزة، فيما يتساءل بعض المسئولين الآن إلى متى سيحجب بايدن الانتقادات العلنية لنتنياهو مع استمرار الحرب.
وقال شخص مطلع على الأمر لـ"CNN" إن تعليقات الرئيس الأسبوع الماضى بشأن التكتيكات الإسرائيلية تعكس المشاعر التى ظل يعبر عنها خلف الكواليس لفترة من الوقت.
وكان المسئولون الأمريكيون يأملون أنه بحلول يناير، ستكون إسرائيل قد انتقلت إلى حملة استهداف أقل كثافة ومحلية للغاية.
وتصاعد التوتر بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو فى الأيام الأخيرة بسبب استعدادات إسرائيل لتوغل برى فى رفح، حيث فر آلاف النازحين الفلسطينيين على مدار الحرب.
وذكر تقرير الشبكة الأمريكية أن المسئولين الأمريكيين كانوا مباشرين فى محادثاتهم مع نظرائهم الإسرائيليين بأن ما يقدر بنحو ١.٣ مليون شخص موجودين حاليًا فى رفح "ليس لديهم مكان يذهبون إليه"، وفقًا لمسئول كبير فى الإدارة.
وتشكك إدارة بايدن بشدة فيما إذا كان توجيه نتنياهو للجيش الإسرائيلى بشأن "إجلاء السكان" من رفح قبل دخول القوات الإسرائيلية ممكنًا ولو من بعيد.
وقال المسئول الأمريكي: "لقد أوضحنا تماما أن العملية فى ظل الظروف الحالية ليست شيئا يمكن أن نتصوره".
وقال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ نتنياهو خلال مكالمة أن العملية فى رفح "لا ينبغى أن تستمر" دون ضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا هناك.
ولطالما كانت هناك خلافات بين بايدن ونتنياهو، ويعترف المسئولون بأن العلاقة بينهما معقدة، لكن فى الأيام الأخيرة، أثارت سلسلة من التصرفات والتعليقات غضب بعض المسئولين الأميركيين، الذين بدأ صبرهم ينفد، مثل بايدن، ينفد إزاء مقاومة نتنياهو للنصائح والتوصيات الأمريكية.
ويشمل ذلك الرفض العلنى لاقتراح حماس المضاد بشأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف القتال باعتباره "مجنونًا"، حتى عندما كان وزير الخارجية أنتونى بلينكن فى المنطقة لمحاولة دفع الاتفاق.
وقال مسئول إن غالبية المكالمة الهاتفية التى استمرت ٤٥ دقيقة بين بايدن ونتنياهو يوم الأحد الماضى كانت تتعلق بصفقة الرهائن.
كما انزعج بايدن وفريقه من رفض نتنياهو العلنى لحل الدولتين، الذى كان منذ فترة طويلة ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية فى المنطقة.
وجد بايدن ونتنياهو، اللذان يعرفان بعضهما البعض منذ أكثر من أربعة عقود، نفسيهما على خلاف فى كثير من الأحيان، قبل هجمات حماس فى ٧ أكتوبر وبعدها.
وأعرب بايدن عن أسفه للائتلاف الحاكم اليمينى المتطرف الذى يتزعمه نتنياهو، وأخبر المانحين العام الماضى أن المأزق السياسى الذى يواجهه نظيره يجعل من الصعب على رئيس الوزراء تغيير نهجه تجاه غزة.
ويتعرض الرئيس أيضًا لضغوط من الديمقراطيين التقدميين ليفعل ويقول المزيد عن معاناة الفلسطينيين فى غزة، بما فى ذلك من خلال الاحتجاجات المتكررة الآن فى مناسباته العامة.
ومع ذلك؛ قال مسئولو البيت الأبيض منذ فترة طويلة إن الرئيس يعتقد أن من الأفضل إظهار أى خلافات مع نظيره خلف الكواليس وليس علنًا.
وقلل بايدن من أهمية خلافاته مع نتنياهو، حيث روى عبارة كتبها على صورة قديمة للرجلين: "بيبي، أنا أحبك، لكننى لا أتفق مع أى شيء يجب أن تقوله"، وقال بايدن فى ديسمبر: "الأمر نفسه تقريبًا اليوم".
ولكن منذ ذلك الحين، تصاعدت الإحباطات بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية وتكتيكاتها عندما يتعلق الأمر بالتفاوض على صفقة لتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وعرض بايدن على نظيره الإسرائيلى والشعب الإسرائيلى دعمه الثابت فى أعقاب هجوم ٧ أكتوبر مباشرة، حتى أنه طار إلى منطقة الحرب لإظهار ما قال إن دعمه المطلق ودعم الولايات المتحدة لحليفهم.
وفى مقابلة مع قناة ABC New، قال نتنياهو إنه أجرى أكثر من اثنتى عشرة "محادثة هاتفية موسعة" مع بايدن؛ مضيفًا: "لقد جاء أيضًا فى زيارة إلى إسرائيل خلال فترة الحرب، وهى زيارة تاريخية أولى، ووجدته واضحًا جدًا ومركزًا للغاية".
وأضاف: «تمكنا من الاتفاق على أهداف الحرب وعلى أشياء كثيرة. وقال نتنياهو: "فى بعض الأحيان تكون الخلافات، لكنها لم تولد من عدم فهم من جانبه أو من جهتي"
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بايدن نتنياهو غزة فى غزة
إقرأ أيضاً:
يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
من المتوقع أن يغادر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون النقطة الأهم فيها هي لقاء شخصي مع الرئيس دونالد ترامب.
وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعده مراسلها السيسي إيتمار آيخنر، أنه وفي هذا اللقاء المرتقب "سيحاول الزعيمان وضع سياسة مشتركة بشأن العديد من المواضيع، بما في ذلك إيران ومستقبل قطاع غزة".
وذكر التقرير أنه "في إسرائيل يُعطى هذا الاجتماع أهمية كبيرة ويُنظر إليه كفرصة لصياغة سياسة تجاه المنطقة، حيث أن ترامب على الرغم من أن له غريزته الخاصة ويتحدث عن الشرق الأوسط قبل توليه المنصب وبعده، إلا أن العديد من القرارات لم تُتخذ بعد في إدارته، لذلك، يأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على صياغة سياسة ترامب خلال الاجتماع".
وأوضح أن "الموضوع الأول من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل هو التهديد الوجودي من إيران، بينما بالنسبة لترامب، فإن القضية الإيرانية تُدرج ضمن الهيكلية الإقليمية، وفي الوقت نفسه، تعتبر وضعية طهران وأوضاعها مهمة أيضًا بالنسبة لدول أخرى في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات والبحرين، ولدى الولايات المتحدة التزامات بشأن هذه القضية لا تتعلق فقط بإسرائيل".
ويذكر أن "إسرائيل" ترغب في رؤية عقوبات أمريكية قاسية ضد إيران، مع وجود خيار عسكري موثوق.
خلال ولايته السابقة، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران، ولكن لم يُقِم تهديدا عسكريا موازيا، في الوقت نفسه، الرسالة التي أرسلها ترامب هي أن طهران لن تحصل على قنبلة نووية، والنقاش يدور حول كيفية ضمان تحقيق هذا الهدف.
وأكد التقرير إنه "من غير المتوقع أن يبدأ ترامب في القيام بعمل عسكري ضد إيران، لأنه في رؤيته لا يريد فتح حروب وإيران ليست حربه، لكنه بالتأكيد يمكنه مساعدتهم في حروب الآخرين، وبذلك يحرر ترامب نفسه من التناقض بين الرغبة في أن يكون صانع سلام وقدرته على مساعدة إسرائيل في الفوز في حروبها".
وأضاف أنه "في إسرائيل، يتوقعون سماع خطط ترامب بشأن القضية الإيرانية، وهل ينوي الدخول في حوار دبلوماسي معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، والقضية الإيرانية مرتبطة أيضًا بخطط ترامب بشأن السعودية، وفقًا لرغبة الأمريكيين في توسيع اتفاقات أبراهام، ومندوب ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار السعودية هذا الأسبوع، بعد أسبوع من تنصيبه".
وأشار التقرير إلى أن "الموضوع المركزي الآخر الذي سيُطرح هو الأسرى ومستقبل قطاع غزة، إذ يُعتبرون قضية ملحة، مقارنة برؤية عامة حول غزة، لأنه من الواضح للجميع أن قضية القطاع لن تُحل في غضون 19 يومًا، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، من اليوم الـ16 حتى اليوم الـ35 من قرار وقف إطلاق النار، وحتى ويتكوف لم يحدد موقفه بعد بشأن الموضوع، ويكرر الأمريكيون موقفهم بأنه يجب التأكد من أن غزة لن تكون ملاذًا آمنًا للإرهابيين، في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ جميع الأسرى".
من المتوقع أن يحاول ترامب ونتنياهو التوصل إلى تفاهم حول التوتر بين الموضوعين خلال اجتماعهما.
ويذكر أن الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، والرئيس الجديد ترامب تعهدا أمام نتنياهو (شفهيًا وكتابيًا) أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار صفقة الأسرى، فلن تُعتبر العودة إلى القتال انتهاكًا للاتفاق.
ومع ذلك، من الواضح لجميع الأطراف أن الموضوع أكثر تعقيدًا: الأمريكيون منشغلون ببناء أعمدة السياسة الاستراتيجية، حيث أن كل قضية تتداخل مع الأخرى، ويريد ترامب التحدث مع نتنياهو بشأن الأمور لتشكيل السياسة العامة، ومن المحتمل جدا أن يطلب منه عدم العودة إلى القتال، على الأقل لفترة زمنية معينة.
وأكد التقرير "في إسرائيل تفاجأوا جدًا من تصريحات ترامب حول إمكانية نقل نصف سكان غزة إلى الأردن أو مصر لإعادة إعمار القطاع، ولم تتم مناقشة هذا السيناريو بجدية في إسرائيل، وليس من الواضح مدى إيمان ترامب بأن هذه الخيار واقعي، وربما هو يطلق بالون اختبار ليرى ردود الفعل على الفكرة، والتي قوبلت في العالم العربي والإسلامي ببرود شديد حتى الآن، بينما يعتزم ترامب مناقشة موضوع ما بعد القتال مع نتنياهو، ومن المتوقع أن يسأله بشكل صريح: "ما هي خططك؟".
وأضاف التقرير "أوضح السعوديون لإسرائيل أنهم لن يتمكنوا من المضي قدمًا في التطبيع دون وقف إطلاق النار، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، سيكون السعوديون في موقف صعب إذا عادت إسرائيل إلى القتال، وسط توقعات إسرائيلية من ترامب تحرك وفريقه حول وضع الموضوع السعودي بالتحديد، بينما يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل أنه قد يكون من الصعب إغلاق التطبيع قبل إتمام المرحلة الأولى من الصفقة".
ومن المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو أيضًا أوامر الاعتقال الصادرة ضده وضد وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكذلك فرض العقوبات على المدعي العام، كريم خان، وأعضاء فريقه.
وسيناقش الطرفان أيضا استمرار نقل الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في لبنان، وكذلك الحكومة الجديدة في سوريا.