أفادت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، فى تقرير لها بازدياد إحباط الرئيس جو بايدن خلف الكواليس مع نظيره الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حيث أخبر مستشاريه وآخرين أن رئيس الوزراء يتجاهل نصيحته ويعيق الجهود المبذولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية فى غزة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وحتى الآن، لم يصل بايدن إلى حد انتقاد نتنياهو بشكل علنى ومباشر، لكنه أصبح ينتقد بشكل متزايد التكتيكات الإسرائيلية، حيث قال الأسبوع الماضى إنه يعتقد أن الحملة فى غزة "تجاوزت الحدود"، وهى واحدة من أشد إداناته حتى الآن لما نزع إسرائيل أنه جهد العسكرى ضد حماس.

فى السر، كان بايدن أكثر استعدادًا لتقديم أفكار صريحة بشأن نتنياهو، بما فى ذلك غضبه العميق من عدم متابعة رئيس الوزراء الإسرائيلى للتوصيات الأمريكية بوقف تصعيد التكتيكات العسكرية فى غزة، فيما يتساءل بعض المسئولين الآن إلى متى سيحجب بايدن الانتقادات العلنية لنتنياهو مع استمرار الحرب.

وقال شخص مطلع على الأمر لـ"CNN" إن تعليقات الرئيس الأسبوع الماضى بشأن التكتيكات الإسرائيلية تعكس المشاعر التى ظل يعبر عنها خلف الكواليس لفترة من الوقت.

وكان المسئولون الأمريكيون يأملون أنه بحلول يناير، ستكون إسرائيل قد انتقلت إلى حملة استهداف أقل كثافة ومحلية للغاية.
وتصاعد التوتر بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو فى الأيام الأخيرة بسبب استعدادات إسرائيل لتوغل برى فى رفح، حيث فر آلاف النازحين الفلسطينيين على مدار الحرب.
وذكر تقرير الشبكة الأمريكية أن المسئولين الأمريكيين كانوا مباشرين فى محادثاتهم مع نظرائهم الإسرائيليين بأن ما يقدر بنحو ١.٣ مليون شخص موجودين حاليًا فى رفح "ليس لديهم مكان يذهبون إليه"، وفقًا لمسئول كبير فى الإدارة.

وتشكك إدارة بايدن بشدة فيما إذا كان توجيه نتنياهو للجيش الإسرائيلى بشأن "إجلاء السكان" من رفح قبل دخول القوات الإسرائيلية ممكنًا ولو من بعيد.

وقال المسئول الأمريكي: "لقد أوضحنا تماما أن العملية فى ظل الظروف الحالية ليست شيئا يمكن أن نتصوره".

وقال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ نتنياهو خلال مكالمة أن العملية فى رفح "لا ينبغى أن تستمر" دون ضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا هناك.

ولطالما كانت هناك خلافات بين بايدن ونتنياهو، ويعترف المسئولون بأن العلاقة بينهما معقدة، لكن فى الأيام الأخيرة، أثارت سلسلة من التصرفات والتعليقات غضب بعض المسئولين الأميركيين، الذين بدأ صبرهم ينفد، مثل بايدن، ينفد إزاء مقاومة نتنياهو للنصائح والتوصيات الأمريكية.

ويشمل ذلك الرفض العلنى لاقتراح حماس المضاد بشأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف القتال باعتباره "مجنونًا"، حتى عندما كان وزير الخارجية أنتونى بلينكن فى المنطقة لمحاولة دفع الاتفاق.

وقال مسئول إن غالبية المكالمة الهاتفية التى استمرت ٤٥ دقيقة بين بايدن ونتنياهو يوم الأحد الماضى كانت تتعلق بصفقة الرهائن.
كما انزعج بايدن وفريقه من رفض نتنياهو العلنى لحل الدولتين، الذى كان منذ فترة طويلة ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية فى المنطقة.

وجد بايدن ونتنياهو، اللذان يعرفان بعضهما البعض منذ أكثر من أربعة عقود، نفسيهما على خلاف فى كثير من الأحيان، قبل هجمات حماس فى ٧ أكتوبر وبعدها.

وأعرب بايدن عن أسفه للائتلاف الحاكم اليمينى المتطرف الذى يتزعمه نتنياهو، وأخبر المانحين العام الماضى أن المأزق السياسى الذى يواجهه نظيره يجعل من الصعب على رئيس الوزراء تغيير نهجه تجاه غزة.

ويتعرض الرئيس أيضًا لضغوط من الديمقراطيين التقدميين ليفعل ويقول المزيد عن معاناة الفلسطينيين فى غزة، بما فى ذلك من خلال الاحتجاجات المتكررة الآن فى مناسباته العامة.

ومع ذلك؛ قال مسئولو البيت الأبيض منذ فترة طويلة إن الرئيس يعتقد أن من الأفضل إظهار أى خلافات مع نظيره خلف الكواليس وليس علنًا.

وقلل بايدن من أهمية خلافاته مع نتنياهو، حيث روى عبارة كتبها على صورة قديمة للرجلين: "بيبي، أنا أحبك، لكننى لا أتفق مع أى شيء يجب أن تقوله"، وقال بايدن فى ديسمبر: "الأمر نفسه تقريبًا اليوم".

ولكن منذ ذلك الحين، تصاعدت الإحباطات بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية وتكتيكاتها عندما يتعلق الأمر بالتفاوض على صفقة لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وعرض بايدن على نظيره الإسرائيلى والشعب الإسرائيلى دعمه الثابت فى أعقاب هجوم ٧ أكتوبر مباشرة، حتى أنه طار إلى منطقة الحرب لإظهار ما قال إن دعمه المطلق ودعم الولايات المتحدة لحليفهم.

وفى مقابلة مع قناة  ABC New، قال نتنياهو إنه أجرى أكثر من اثنتى عشرة "محادثة هاتفية موسعة" مع بايدن؛ مضيفًا: "لقد جاء أيضًا فى زيارة إلى إسرائيل خلال فترة الحرب، وهى زيارة تاريخية أولى، ووجدته واضحًا جدًا ومركزًا للغاية".

وأضاف: «تمكنا من الاتفاق على أهداف الحرب وعلى أشياء كثيرة. وقال نتنياهو: "فى بعض الأحيان تكون الخلافات، لكنها لم تولد من عدم فهم من جانبه أو من جهتي"

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بايدن نتنياهو غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

ليبرمان ينتقد إدارة الحرب في غزة.. مواجهة إيران لا مفر منها

انتقد زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، إدارة حكومة بنيامين نتنياهو للحرب في قطاع غزة، مؤكدا أنه "ليست هناك إدارة للحرب"، وذلك ضمن الانتقادات الإسرائيلية المتزايدة للحكومة وفشلها في تحقيق أهداف الحرب المستمرة للشهر التاسع على التوالي.

وقال ليبرمان إنه "لا خيار أمام إسرائيل سوى مواجهة إيران بشكل مباشر"، تعليقا على تصاعد التوتر في الجبهة الشمالية مع حزب الله، ووسط الأنباء التي تتحدث أن إيران ستقف وراء الحزب بحال اندلعت حرب مفتوحة وشاملة.

وتأتي تصريحات ليبرمان غداة تأكيده أنه يتعاون مع زعم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، للإطاحة بالحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو.

وشدد لابيد على ضرورة أن تواجه "إسرائيل" إيران، منتقدا سلوك الحكومة خلال حربها على غزة، واستمرارها بها، دون إعادة الأسرى الإسرائيليين، رغم وجود أكثر من فرصة لعقد صفقة تبادل وإنهاء الحرب.

يشار إلى أن إيران شنت في نيسان/ أبريل الماضي، هجوما غير مسبوق على الاحتلال الإسرائيلي، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة لسورية دمشق، وذلك من خلال إطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية صوب المدن الفلسطينية المحتلة.



وقال حينها القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن "إيران قامت بعملية محدودة ناجحة، وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا".

وبعد أيام قليلة، ردت تل أبيب عبر استهداف قاعدة للجيش الإيراني في أصفهان، وفق ما أكدت وسائل إعلام أمريكية من دون أن يعلق الاحتلال الإسرائيلي رسميا على الضربة.

وتشهد الحدود اللبنانية تصعيدا متزايدا بين الاحتلال وحزب الله، وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة الحرب، وآثارها المدمرة على الطرفين.

وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن رسالة حازمة وصلت من واشنطن إلى الاحتلال وحزب الله، لتجنب تصعيد إضافي يوصل إلى حرب شاملة.

وكان نتنياهو قد صرّح مؤخرا، أنه "ليس مستعدا لإبقاء الوضع على حاله في الشمال، ونجري استعداداتنا، لكن لا يمكنني الخوض في تفاصيل خططنا"، مضيفا أننا "نعرف أن لديهم (حزب الله) أهدافا، ونحن منخرطون في دفاع قوي".

وتابع قائلا: "نحن مستعدون لأسوأ الاحتمالات، إبعاد حزب الله وإزالته فعليا، لن يتم عبر الاتفاقيات على الورق، سيتعين علينا فرض هذا الأمر، علينا إعادة السكان إلى منازلهم في الشمال، ونحن نعمل على ذلك".

مقالات مشابهة

  • ليبرمان ينتقد إدارة الحرب في غزة.. مواجهة إيران لا مفر منها
  • فيدان باتصال مع باقري: تصاعد التوتر في لبنان سينعكس سلبا على العراق وسوريا
  • وسط تصاعد الدعوات لانسحابه.. عائلة بايدن تحثه على البقاء في السباق الرئاسي
  • نتنياهو: موقف إسرائيل ثابت بشأن صفقة الرهائن المدعومة من بايدن
  • نتنياهو يتغيب عن احتفالات السفارة الأمريكية بيوم الاستقلال بسبب الخلافات
  • باحث: نتنياهو يحرص على استمرار الحرب لتحسين صورته أمام المجتمع الإسرائيلى
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق فوري لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان مع تصاعد التوترات
  • إدارة بايدن أرسلت كمية ضخمة من الذخائر لإسرائيل.. مصادرة تكشف التفاصيل
  • إهانة عنصرية في المناظرة الرئاسية.. انتقادات لترامب بسبب كلمة فلسطيني
  • بايدن وترامب يتبادلان الاتهامات بشأن الاقتصاد وغزة وأوكرانيا