الدكتور عبد الرازق دسوقي فى حوار لـ«الأسبوع»: جامعة كفر الشيخ تستهدف تحقيق نهضة تنموية شاملة إقليميًا ودوليًا
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
ننافس بقوة جامعات عالمية متميزة و هدفنا تحقيق الصدارةنشارك بفاعلية كبيرة فى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة "تشكيل شخصية الشباب يأتى من خلال الحوار الهادف والتركيز على قيم العمل والابتكارلدينا أكبر مدينة طبية متكاملة فى الدلتا بمواصفات عالمية
تسير جامعة كفر الشيخ، بخطى ثابتة نحو عملية تطوير شاملة، من شأنها أن تضع الجامعة الأكثر تطورًا فى المكان اللائق بها أكاديميًا وتاريخيًا، وهو ما يتجلى بوضوح فيما حققته الجامعة على مدار السنوات الأخيرة، من تقدم لافت وغير مسبوق، سواء فى مجال التصنيفات العالمية، أو المشروعات المختلفة التى نفذتها الجامعة، من أجل تطوير العملية التعليمية بها، واللحاق بركاب العصر المتطور.
وللوقوف أهم إنجازات هذه الجامعة المتميزة وخططها الحالية والمستقبلية ومساعيها نحو تحقيق نهضة علمية شاملة، كان هذا الحوار مع الدكتور عبد الرازق دسوقى رئيس جامعة كفر الشيخ..
فإلى نص الحوار:
** بداية، نود إلقاء الضوء على أبرز ما وصلت إلي جامعة كفر الشيخ على صعيد منافساتها مع الجامعات الإقليمية و العالمية فى التقييمات الدولية؟* احتلت جامعة كفر الشيخ، موقع متقدم مؤخرا، فى ترتيب الأفضل بين مختلف الجامعات العالمية، محققة قفزات كبيرة فى معظم التصنيفات المختلفة حيث حصلت في تصنيف شنغهاي الصينى:على مراكز متقدمة، واستطاعت أن تأتي ضمن أفضل 500 جامعة عالمية فى 7 تخصصات، ففى تخصص العلوم البيولوجية حققت الجامعة المرتبة (201-300) عالميا والمركز الاول محليا، وفي تخصص العلوم البيولوجية البشرية حققت المركز (401-500) عالمياً والمركز الاول محلياً، وفي تخصص العلوم الزراعية حققت الجامعة المرتبة (39) عالمياً والمركز الثاني محلياً، وفي تخصص العلوم البيطرية جاءت فى المركز (76-100) عالمياً والمركز الثاني محلياً، وفي مجال الصيدلة والعلوم الصيدلانية حققت المركز (101-150) عالمياً والمركز الثاني محلياً، وفي تخصص الهندسة الكهربائية والالكترونية حققت المركز (401-500) عالمياً والمركز الثاني محلياً، كما حققت المركز (201-300) عالمياً فى تخصص علوم الهندسة والطاقة والمركز الثاني محلياً.
التصنيف الأمريكي US News.
تقدمت الجامعه في التصنيف الأمريكي US News لعام (2023-2022)، حيث احتلت المرتبة (639) عالمياً - (17) افريقيا و (5) محليا بالتصنيف ضمن (2165) جامعة دولية شملها التصنيف هذا العام مقارنه بالمرتبه (914) عالميا - (27) افريقيا و (8) محليا لعام (2022-2021). وبذالك تكون الجامعه تقدمت 275 مركزا عالميا.
كما أدرجت الجامعة فى تصنيفQS الإنجليزي للمنطقة العربية وحصلت على المركز (101-110) في المنطقة العربية كما ادرجت الجامعة في تصنيفQS الإنجليزي للاستدامة لأول مرة وحصلت على المركز (1201+) عالميا. وأدرجت الجامعة بقائمة التصنيف العربي للجامعات العربية، وحصول الجامعة على المرتبة 18 عربيا من اجمالي 115 جامعة عربية والسابعة محليا من اجمالي 28 جامعة حكومية مصرية تقدمت لهذا التصنيف،
أما عن تصنيف التايمز البريطاني THE World University Rankings 2024: فقد صنفت الجامعة في المركز 800-1000 في، الذي يشمل (2673) جامعة دولية، وبذلك حافظت الجامعة على المستوى الثاني بين الجامعات المصرية 29 المدرجة في هذا التصنيف.
و حققت الجامعة مراكز متقدمة فى تصنيف التايمز للتخصصات حيث ظهرت ضمن أفضل 500 جامعة في مجال علوم الحياة واحتلت المركز 401- 500 عالميا والثانى محليا، و فى مجال الفيزياء احتلت المركز 501- 600 عالميا والثاتي محليا، و في مجال العلوم الطبية الإكلينيكية احتلت المركز501- 600 عالميا و الثالث محليا، و في مجال الهندسة احتلت المركز 601- 800 عالميا والمركز الثالث محليا.
وجاءت الجامعة في تصنيف التايمز العالمي الخاص بالجامعات الناشئة دوليًا والتى تم تأسيسها خلال 50 عاماً أو أقل على المرتبة (151- 200) عالمياً والمرتبة الثانية محليا من أصل (30) جامعة مصرية ادرجت في هذا التصنيف الذي ضم (963) جامعة عالميا.
أما عن تصنيف ويبومتركس الإسباني: فقد تقدمت الجامعه ( 124) مركزا عالمياً. حيث حصلت على المركز 1583 عالميًا مقارنه بالمركز 1707 لعام 2022 ضمن 11993 جامعة عالمية مدرجة لعام 2023، كما تقدمت أيضا فى تصنيف سيماجو الإسباني ( 785) مركزاً عالمياً حيث حصلت على المركز 3788 دوليًا مقارنه بالمركز4573 لعام 2022 و 6 محليًا مقارنة بالمركز 11 لعام 2022 ضمن (8433) جامعة ومؤسسة تعليم عالي.
وواصلت الجامعة تقدمها حيث حققت تقدم في (121) مركزا عالميا في التصنيف التركي للجامعات طبقا للأداء الأكاديمي URAP حيث احتلت المركز (834) عالميا مقارنة بالمركز (964) لعام 2022 من إجمالي (3000) جامعة عالميه والمركز (10) محليا من إجمالي (33) جامعة مصرية.
وصنفت ضمن الجامعات الخضراء والصديقة للبيئة فى تصنيف UI Green Metric الإندونيسي حيث احتلت الترتيب 7 محليًا، وصنفت من أفضل 500 جامعة عالميًا لتحتل الترتيب 306 لعام 2023، وشمل التصنيف 1183 جامعة هذا العام مقارنة بالعام الماضي الذي شاركت فيه 1080 جامعة من مختلف دول العالم.
وأكد «دسوقى»، على أهمية قطاع البحث العلمى بالجامعة، في العمل على دعم جهود تطوير منظومة البحث العلمي، من خلال الارتقاء بالأداء البحثي للباحثين ومُخرجات الابتكار والتأثير المُجتمعي، فضلًا عن توفير خدمات التدريب والاستشارات ونقل التكنولوجيا لجهات الإنتاج والخدمات للمجتمع الخارجى وحل مشكلات المجتمع، بالإضافة إلى التعاون المُستمر مع المؤسسات القومية والدولية في مجال تنمية ونقل التكنولوجيا من أجل تحقيق ريادة علمية ترتقي بالمستوى التعليمي للجامعة، وكذا ربط الجامعة بالمراكز البحثية المختلفة لرفع قدرات الطلاب وتشجيعهم على البحث العلمي، وذلك في إطار سعي جامعة كفر الشيخ لتحقيق محور البحث العلمي، لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
** ما هى آليات جامعة كفر الشيخ فى تقديم الخدمات المختلفة للمجتمع المدني؟* دور الجامعة لا يقتصر على تسيير القوافل الطبية فقط، بل يشمل أيضا تنظيم القوافل الإرشادية و التوعوية والخدمية التى هدفها المشاركة المجتمعية الفعالة، فضلا عن الدور المحورى فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار، وكذلك تنظيم وإطلاق القوافل التنموية الشاملة للقرى الأكثر احتياجا ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، فضلا عن القوافل الطبية الدورية أسبوعيا التي تضم نخبة كبيرة من أستاذة كلية الطب وأطباء الجامعة المتميزين من مختلف التخصصات الطبية، التى لا يقتصر دور هذه القوافل على تقديم الخدمة لأبناء المحافظة وفقط بل أمتد خارج حدود المحافظة أيضا.
** كيف يسير العمل داخل المدينة الطبية بجامعة كفر الشيخ؟* الأعمال الجارية داخل المدينة الطبية لا تتوقف وخاصة في مستشفى الطوارئ ومستشفى الأورام والعيادات الخارجية، كونها أحدث الإنشاءات الطبية التي تشهدها الجامعة والتى تعد إنجازًا كبيرًا للقطاع الطبي بالمحافظة ومنطقة الدلتا.. حيث ستقدم هذه المستشفيات المتطورة والأجهزة، الخدمة لآلآف من المواطنين، والتى تعتبر هذه المدينة الطبية إنجازا جديدا فى عهد القيادة السياسية التى تدعم مثل هذه المنشأت الحيوية المهمة فى مختلف المحافظات.
** ما هى خطة جامعة كفر الشيخ فى تفعيل الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي؟* نحن ندرك أهمية الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والتي نسعى من خلالها لتحقيق الاستدامة من خلال تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بالجامعة، وكذلك الابتكار وريادة الأعمال عبر وضع طرق جديدة للتدريس تركز على الابتكار والإبداع وريادة الأعمال وكذلك برامج متميزة توافق متطلبات سوق العمل الخارجي.
كما أن الإستراتيجية ترتكز على سبعة محاور رئيسية، وهي التكامل، التخصصات المُتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، ريادة الأعمال والابتكار، حيث يهتم المحور الأول بإستراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، والتي تقوم على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لدعم جهود الأقاليم الجغرافية على مستوى مصر، من خلال توفير مناخ محفز لتوطين وإنتاج المعرفة، وربط مخرجات المعرفة والابتكار بأولويات الدولة، ويشمل المحور الثاني التحول نحو جامعات الجيل الرابع، لمواكبة التوجهات العالمية من خلال دعم ريادة الجامعات المصرية في صناعة التعليم وتعزيز دورها كجهة مؤثرة وصانعة للقرار في تلبية احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى المحور الثالث والذي يهتم بالعلاقة بين منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وخطة التنمية الشاملة لمصر، فضلا عن المحاور الأخرى التى لها اختصاصات ومعايير مختلفة هدفها التكامل من أجل تحقيق تنمية شاملة للدولة المصرية.
** كيف ترى جهود الدولة من خلال المبادرات الرئاسية؟▪︎نشيد بما تقوم به القيادة السياسية من جهود كبيرة لتوفير جميع الخدمات للمواطنين من خلال المبادرات الرئاسية التي تُطلقها للارتقاء بجودة ومستوي حياة المواطنين وتوفير متطلباتهم، كما أن مبادرة حياة كريمة تعد من أكبر المبادرات المجتمعية في الدولة المصرية، التي نجحت في توحيد صفوف كافة مؤسسات الدولة ومنظماتها المجتمعية للمشاركة في أنشطة المبادرة، فضلا عن الزيارات الميدانية الأسبوعية بمشاركة الطلاب إلى جميع قري مراكز المحافظة والمشروعات، الخدمية الارشادية والزراعية والبيطرية و غيرها من الخدمات المختلفة التى قدمت للمواطنين فى جميع المجالات.
** ما هو دور الجامعة في تشكيل شخصية الشباب ومحاربة الأفكار المغلوطة والمتطرفة؟* نحن تدرك تمامًا الدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في توجيه مستقبل البلاد وتقدم المجتمع، وإن الجامعة فى هذا الإطار تخصص جهودًا كبيرة لتنظيم الأنشطة التوعوية التي تهدف إلى نشر الوعي بين الشباب الجامعي، والتأكيد على أهمية الأنشطة التي تستهدف محاربة الأفكار المغلوطة والمتطرفة في المجتمع من خلال تنظيم المحاضرات التوعوية والأنشطة التفاعلية، التى تمكن الشباب الجامعي من فهم وتقدير القضايا الوطنية، كما أن البرامج الإرشادية والتوعوية لها أهمية كبيرة حيث تستهدف الشباب بشكل مباشر، ووسيلة تجذب اهتمام الشباب وتوفر لهم الفهم العميق للتحديات التي تواجه المجتمع، فضلا عن تعزيز ثقافة التحاور والتفاعل التى يكتسب الطلاب من خلالها القدرة على حل المشكلات بفعالية، مما يسهم في تجهيزهم للمواجهة الفعالة للتحديات في مختلف مجالات الحياة.
** كيف يمكن للجامعة إتاحة فرص التدريب والدعم لخريجيها؟* الجامعة حريصة على دعم ورعاية المبدعين والمبتكرين، كما تساهم فى تشجيع الطلاب على الارتقاء بمستوى مشروعاتهم العلمية والابتكار من خلال إتاحة فرص التدريب مع المؤسسات الكبيرة فى مختلف التخصصات بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين الأكاديمي والصناعي لتبادل الخبرات و لتحقيق توافق أفضل بين مهارات الخريجين واحتياجات سوق العمل بما يحقق طفرة تنموية لخدمة المجتمع.
كما أن تحقيق الترابط والتعاون بين الجامعة وأسواق العمل من خلال الابتكار وريادة الأعمال، وان التكامل بين مفهوم الرؤية الشاملة للتعليم بين المسار الأكاديمي والمهني له أهمية كبيرة من خلال البرامج الدراسية المتميزة ووضع برامج في مجالات الابتكار وريادة الأعمال وتنمية المهارات المهنية من أجل اتاحة فرص اكبر للتوظيف وتلبية لسوق العمل الخارجى.
وفى ختام حديثه وجه الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على رعايته تعزيز منظومة التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر و دعم الكوادر المتميزة من العلماء والباحثين فى مختلف المجالات، داعيا بضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية الحكيمة فيما تتخذه من إجراءات لحماية الأمن القومى فى ظل التحديات الخارجية، مؤكدا أن الدولة المصرية قادرة دائما على تخطى الأزمات بثقتها فى قيادتها الحكيمة لتحقيق تنمية شاملة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ تصنيف سيماجو الإسباني تصنيف التايمز البريطاني للجامعات العربية تصنيف ويبومتركس الإسباني تصنيف شنغهاي للتخصصات جامعة کفر الشیخ وریادة الأعمال احتلت المرکز البحث العلمی تخصص العلوم حققت المرکز الجامعة فی على المرکز جامعة فی فى تصنیف وفی تخصص فی مجال لعام 2022 فضلا عن من خلال من أجل کما أن
إقرأ أيضاً:
أشرف حنيجل في حوار لـ "الفجر": جامعة السويس ركيزة التنمية المجتمعية وصناعة مستقبل التعليم العالي
تُعَد جامعة السويس إحدى القلاع التعليمية الرائدة في مصر، والتي تسعى جاهدة لتحقيق التميز في التعليم العالي وخدمة المجتمع المحلي.
وتمكنت الجامعة من ترسيخ مكانتها كمركز أكاديمي وبحثي يسهم بفعالية في تطوير محافظة السويس، التي تعد من أهم المحافظات الاستراتيجية في مصر بفضل موقعها الجغرافي المتميز وثرواتها الطبيعية المتنوعة.
في ظل التحديات التي تواجهها المؤسسات التعليمية على المستويين المحلي والعالمي، تمكنت جامعة السويس من إثبات قدرتها على المواءمة بين تقديم تعليم عالي الجودة وتلبية احتياجات المجتمع المحلي. عبر مجموعة من المبادرات التي تشمل القوافل الطبية، والمشروعات الداعمة للقطاعات الصناعية والمزارع السمكية، والدراسات البحثية الموجهة لحل التحديات البيئية والاقتصادية، أصبحت الجامعة نموذجًا يُحتذى به في تعزيز دور الجامعات في تحقيق التنمية المستدامة.
تحت قيادة الدكتور أشرف حنيجل، اتجهت الجامعة نحو تطوير رؤيتها الاستراتيجية، حيث وضعت خططًا طموحة لتحديث البنية التحتية، وتوسيع التعاون مع الجامعات الدولية، وتعزيز البحث العلمي في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة والصناعات البترولية.
بالإضافة إلى ذلك، تهتم الجامعة بتنمية مهارات طلابها عبر برامج تدريبية مبتكرة، وورش عمل متخصصة، ومركز للتطوير المهني يساعد الخريجين على مواجهة تحديات سوق العمل بثقة وكفاءة.
وكشف الدكتور أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس، في حوار خاص مع “الفجر” عن جهود الجامعة في خدمة المجتمع، وأبرز المشروعات المستقبلية، والدور الذي تلعبه الجامعة في دعم المبادرات الرئاسية، إلى جانب رؤيته لمستقبل التعليم العالي في مصر. حوار يحمل في طياته طموحات كبيرة ويبرز جهودًا دؤوبة لتحقيق نقلة نوعية في التعليم وخدمة المجتمع المحلي.
ما هو الدور المجتمعي الذي تقومون به بصفتكم رئيس جامعة السويس؟
الدور المجتمعي للجامعة لا يقتصر على نشر التعليم والبحث العلمي فقط، بل يشمل تقديم خدمات إنسانية وتنموية للمجتمع. بدأ هذا الدور منذ كنت عميدًا لكلية الهندسة، حيث أطلقنا ما يُعرف بالقوافل الهندسية. تمامًا مثل القوافل الطبية، كانت فكرتنا توجيه الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لدراسة مشكلات المنازل والمنشآت المتهالكة في المناطق الأكثر احتياجًا. هذه القوافل تقدم حلولًا عملية للمشكلات الهندسية، مثل تصدع المنازل أو تهالك البنية التحتية.
الآن، بعد أن أصبحت رئيسًا للجامعة، نسعى إلى تحويل هذه الفكرة إلى برنامج رسمي منظم بالتعاون مع مؤسسات مثل "حياة كريمة" و"مصر الخير". نهدف إلى دمج الطلاب في هذه المشروعات، سواء من خلال مشاريع التخرج أو الساعات العملية، ليقوموا بتقديم دراسات تفصيلية حول كيفية إصلاح المنشآت وتحسينها.
هل يمكن أن تحدثنا عن أحد المشروعات التي كان لها أثر كبير في حياتك؟من التجارب التي أعتز بها كثيرًا، عندما كنت أستاذًا بجامعة المنصورة وقام أهالي أحد المساجد بطلب المساعدة لتوسيع المسجد. بعد الاطلاع على الرسومات الهندسية، اكتشفت إمكانية التوسعة رغم اعتراض الحي، وبالفعل عملنا على المشروع. لم يتوقف الأمر عند توسعة المسجد فقط، بل أضفنا قاعات للتعليم ومركزًا طبيًا ومرافق أخرى تخدم المجتمع.
تأثرت بشدة بهذه التجربة، خاصة أنني رأيت في منامٍ إشارة بأن أكمل العمل، مما دفعني لبذل جهد أكبر لإتمام المشروع. حتى اليوم، أشعر بفخر وسعادة عندما أرى هذا المسجد في المنصورة.
كيف تستفيد جامعة السويس من دورها المجتمعي في تحسين حياة المواطنين؟جامعة السويس رائدة في تنظيم القوافل المجتمعية، مثل قوافل محو الأمية التي ساهمت في تعليم نحو 6000 مواطن سنويًا. لدينا أيضًا قوافل اجتماعية لحل مشكلات مثل النزاعات الزوجية أو حالات التسرب من التعليم. نؤمن بأن هذه الجهود ليست فقط جزءًا من رسالتنا الأكاديمية، بل هي واجب وطني وإنساني.
كيف أثرت خبراتك الدولية في إنجلترا على عملك في مصر؟السفر إلى إنجلترا كان تجربة فارقة في حياتي. أثناء عملي البحثي هناك، تعلمت النظام والالتزام بالمواعيد بشكل دقيق. على سبيل المثال، في المعمل كانوا يخصصون لكل باحث وقتًا محددًا لاستخدام الأجهزة، ولا يُسمح بالتجاوز، وهو درس في احترام الوقت وحقوق الآخرين.
أثناء وجودي في جامعة نيوكاسل، عملت على أبحاث تتعلق بالمواد الذكية، مثل المواد التي تُضاف للخرسانة لتوفير الطاقة. أحد أبحاثي تمحور حول استخدام هذه المواد لتحويل المباني إلى مكيفة طبيعيًا دون الحاجة لأجهزة تكييف. هذه التقنية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في مصر إذا تم تبنيها.
حدثنا عن بحثك حول صَدأ الحديد ودوره في تطوير البنية التحتية؟بعد زلزال 1992 في مصر، تبين أن صَدأ الحديد كان السبب الرئيسي وراء انهيار العديد من المنشآت. كان من المهم ابتكار طرق لاكتشاف الصدأ دون الحاجة إلى تكسير الخرسانة. طورت جهازًا يستخدم تقنية كهروكيميائية يعمل كـ "سماعة طبيب" للمنشآت، يحدد نسبة الصدأ في حديد التسليح.
هذا الجهاز أحدث نقلة كبيرة وقتها، وحصلت بسببه على جائزة أفضل رسالة ماجستير من جامعة المنصورة وبراءة اختراع. الآن، أصبحت هذه الأجهزة متداولة عالميًا، لكنها تمثل بالنسبة لي درسًا في أهمية تحويل البحث العلمي إلى تطبيقات تخدم المجتمع.
ما هي رؤيتكم لتطوير البحث العلمي في مصر؟
البحث العلمي هو الأساس لأي تقدم من الضروري أن تُترجم الأبحاث إلى تطبيقات تخدم المجتمع وتُساهم في حل مشكلاته. يجب أن يكون هناك تعاون أكبر بين الجامعات والقطاع الصناعي لتبني نتائج الأبحاث وتحويلها إلى منتجات حقيقية.
على سبيل المثال، أحد أبحاثي كان يهدف إلى تصنيع مادة مستوردة من الصين تُستخدم في تحسين الخرسانة أصررت على تصنيع هذه المادة محليًا، ونجحنا بالفعل في إنتاجها ونشرنا نتائجنا في مجلات عالمية.
س: كيف تسهم جامعة السويس في خدمة مجتمع السويس بشكل عام؟ وهل هناك مشروعات أو مبادرات موجهة للمجتمع المحلي؟
جامعة السويس تسهم بشكل كبير في خدمة مجتمع السويس من خلال العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين في المحافظة وتعزيز دورها المجتمعي. تعتبر القوافل الطبية من أبرز هذه المبادرات، حيث تنظم الجامعة قوافل طبية دورية في مختلف التخصصات مثل طب الأطفال، الباطنة، الجراحة، وطب الأسنان. هذه القوافل تستهدف المناطق النائية في السويس وكذلك المناطق ذات الاحتياجات الخاصة، حيث نقوم بتقديم الفحوصات الطبية للمرضى وتوزيع الأدوية مجانًا لمن يحتاجون إليها.
بالإضافة إلى القوافل الطبية، هناك قوافل موجهة إلى مجال المزارع السمكية من خلال كلية الثروة السمكية. هذه القوافل تهدف إلى تقديم الرعاية والدعم للمزارع السمكية، مما يساهم في تحسين الإنتاج السمكي في المنطقة.
س: هل هناك مبادرات أخرى في مجال الصحة النفسية؟
نعم، لدينا اهتمام خاص بالصحة النفسية للمجتمع المحلي. نحن نعتبر أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من صحة المجتمع بشكل عام. تقوم الجامعة بتقديم خدمات استشارية في هذا المجال بهدف تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية وتقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية أو حالات الاكتئاب. نقدم استشارات فردية وجماعية، وننظم ورش توعية وبرامج علاجية تهدف إلى تطوير مهارات التعامل مع الضغوط.
نعم، الجامعة تشارك في العديد من المبادرات الرئاسية. من أهم هذه المبادرات هي "حياة كريمة" التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة في المناطق الأكثر احتياجًا. نساهم في تقديم الدعم الطبي والخدمات الاجتماعية من خلال هذه المبادرة، بالإضافة إلى دعم المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لحياة أفضل" التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين بشكل عام عبر توفير فرص جديدة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
بالطبع، الجامعة تسهم في هذه المبادرات من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة والخدمات التي تهدف إلى تحسين الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية للمواطنين. على سبيل المثال، نحن نشارك في تقديم الدعم الطبي من خلال القوافل الطبية التي تشمل الفحوصات والعلاج المجاني للمحتاجين. كما نسهم في تطوير برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى رفع مهارات الأفراد في مختلف المجالات مثل الحرف اليدوية وريادة الأعمال والصحة النفسية. نحن أيضًا نساعد في توفير خدمات طبية مجانية للمواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية صحية في المجتمع.
نعم، جامعة السويس تلعب دورًا مهمًا في دعم التنمية الصناعية والمشاريع الكبرى في المنطقة من خلال العديد من المبادرات التي تركز على تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المحلي. نحن نسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية مع الصناعات المحلية في السويس، خاصة في مجالات مثل الصناعات البترولية والتعدين والطاقة المتجددة. هذه الشراكات تساعد في تطوير حلول علمية وتكنولوجية مبتكرة لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف في القطاع الصناعي.
نعم، لدينا مركز للبحث العلمي في الجامعة الذي يركز على تقديم حلول علمية تواكب التحديات التي تواجه القطاعات الصناعية. نركز بشكل خاص على مجالات الطاقة المتجددة، النفايات الصناعية، وتحسين العمليات الصناعية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البيئي. أبحاثنا تهدف إلى تقديم حلول عملية للمشاكل التي تواجه الصناعة المحلية، ونحن نعمل على تطوير مراكز بحثية جديدة تركز على الابتكار التكنولوجي.
نعم، تعتبر منطقة السويس ذات أهمية استراتيجية كبيرة في مجال الطاقة، لذلك الجامعة تتعاون مع العديد من المشاريع الكبرى في هذا المجال. نحن نقدم الدراسات والأبحاث المتعلقة بكفاءة الطاقة، كما نشارك في نشر الوعي والتدريب في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. نحن أيضًا نشارك في تطوير البنية التحتية للمناطق الصناعية في المنطقة، بما في ذلك مشاريع النقل والخدمات الأساسية، وكذلك نساهم في مشروع تطوير منطقة عتاقة الصناعية.
نعم، جامعة السويس توفر العديد من ورش العمل والدورات التدريبية للطلاب بهدف تأهيلهم لسوق العمل. نعمل بشكل وثيق مع الشركات والمؤسسات المحلية لتقديم برامج تدريبية متنوعة في مجالات متخصصة تتناسب مع التخصصات الأكاديمية المختلفة. على سبيل المثال، كليات الهندسة وهندسة البترول توفر ورشًا تدريبية في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتعدين. نحن نقدم للطلاب فرصة اكتساب المهارات العملية التي يحتاجونها لتطبيق معرفتهم في بيئة العمل الحقيقية.
نعم، يوجد لدينا مركز للتطوير المهني في الجامعة، وهو يعتبر من المبادرات الرئيسية التي تهدف إلى تعزيز قدرة الطلاب على التكيف مع متطلبات سوق العمل. هذا المركز ينظم ورش عمل ودورات تدريبية في مهارات أساسية مثل كتابة السيرة الذاتية والتحضير للمقابلات الشخصية، بالإضافة إلى مهارات متقدمة مثل التحليل البياني والذكاء الاصطناعي. المركز أيضًا يوفر فرص تدريب ميداني في الشركات والمؤسسات داخل وخارج المحافظة، مما يساعد الطلاب على اكتساب خبرة عملية قيمة.
نعم، جامعة السويس توفر برامج تدريب صيفي بالتعاون مع العديد من الشركات والمؤسسات المحلية والدولية. هذه البرامج تتيح للطلاب الفرصة لتطبيق ما تعلموه في الفصل الدراسي في بيئة عمل حقيقية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الجامعة مشاريع تخرج مرتبطة بتحديات حقيقية في مختلف المجالات، مما يساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم العملية والتقنية.
مستقبل جامعة السويس في الخمس سنوات القادمة يتسم بالتطور المستمر. لدينا العديد من الأهداف الاستراتيجية التي نعمل على تحقيقها، ومنها تحسين جودة التعليم من خلال تحديث المناهج الأكاديمية لتواكب أحدث الاتجاهات العالمية. نحن نخطط أيضًا لتوسيع التعاون مع الجامعات الدولية من خلال تقديم برامج دراسات مشتركة. كما سنركز على تعزيز البحث العلمي والابتكار في مجالات مثل الطاقة المتجددة والبترول.
نعم، لدينا خطط لتطوير وتحسين البنية التحتية للجامعة، بما في ذلك بناء منشآت جديدة وتحديث المختبرات والمرافق التعليمية. كما نعمل على تعزيز المرافق التكنولوجية مثل معامل الحاسوب والمكتبات الرقمية لتلبية احتياجات الطلاب في ظل الثورة الرقمية.
أود أن أوجه كلمة مليئة بالتشجيع والتحفيز لخريجي جامعة السويس. نحن نعلم أن التحديات كثيرة في سوق العمل، لكن هذه التحديات ليست عائقًا، بل هي فرصة للنمو والابتكار. أقول لهم: استمروا في التعلم والتطور، لأن سوق العمل اليوم يتطلب مهارات عملية وقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا. اجعلوا التفوق في تخصصكم أولوية، لكن لا تنسوا تطوير مهاراتكم الشخصية مثل التواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات.
التحديات في سوق العمل قد تكون صعبة، لكن التكيف معها والعمل على تجاوزها سيجعلكم أكثر قوة وكفاءة. استغلوا كل فرصة للتعلم والنمو، ولا تخافوا من المغامرة في مسارات جديدة. أنتم قادرون على بناء مستقبل مشرق ونحن نؤمن بقدرتكم على التميز والإبداع. تذكروا دائمًا أن الجامعة تظل في خدمتكم من خلال شبكة الخريجين وورش العمل وملتقيات التوظيف. أتمنى لكم مستقبلًا واعدًا مليئًا بالفرص والتحديات التي ستساعدكم على تحقيق طموحاتكم.
بهذا الحوار، قدم لنا الدكتور أشرف حنيجل نموذجًا مميزًا لقائد أكاديمي يدمج بين العلم والعمل الإنساني، ليؤكد أن الجامعة ليست فقط منارة للعلم، بل شريك أساسي في التنمية.