ملاحظات سياسية حول مؤتمر البام
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
بقلم : ذ. امحمد لقماني
جرت العادة أن تأخذ مؤتمرات الاحزاب السياسية صبغة المنعطفات، بما يحمله هذا التوصيف من تجديد على مستوى الرؤى و المواقف، و من تحول في التموقع داخل المشهد السياسي العام.
غير أنه من المؤسف أن يكون اهتمام الرأي العام، او أغلبه، منصب على حصر قيمة المؤتمر فيما سيفضي إليه من هوية الشخص الذي سيتولى رئاسة الحزب و كأن ذلك هو غاية الغايات.
و غالب الظن أن هذا الاهتمام نابع من ثقافة تقليدية متأصلة في المجتمع و حتى النخبة، قوامها شخصنة القيادة و صناعة الزعامة، بدل ثقافة حداثية ترفع من شأن المؤسسة الحزبية، بما هو تنظيم جماعي تشاركي، يحتاج للقيادة كما يحتاج للقواعد.
و لأن المناسبة شرط في هذا المقام، فإن مؤتمر حزب الأصالة و المعاصرة أثار هذا النوع من التساؤلات( أو التشويق) لدى جزء هام من الرأي العام، لأن الجميع اعتاد من الزعيم الجديد أن يأتي بفريق قيادي جديد يلغي ما قبله فيما يشبه القطيعة مع ما سبقه، و الحال أن الحزب الذي لا يؤسس لمبدأ التراكم يسقط حتما في تجريبية قاتلة. لذلك، بقدر حاجة الحزب إلى نفسٍ جديد، فهو دائم الحاجة إلى حفظ ذاكرته الجماعية، في الأفكار كما في الأشخاص.
بناء عليه، هل يعتبر مؤتمر البام رهانا تنظيميا داخليا أم منعطفاً سياسياً مرحليا أم نقلة نوعية في المشروع ؟ قد تتعدد الآراء و تختلف التحليلات بهذا الشأن، و هذا أمر عادي في مشهد حزبي و سياسي شبه جامد. و في تقديري، هناك ثلاث مؤشرات قد تساعدنا على تقييم نتائج المؤتمر في مسار البحث عن الجواب على السؤال أعلاه:
المؤشر الأول يتعلق بطبيعة و مضمون الأطروحة السياسية التي اعتمدها المؤتمر، فيما إذا كانت فعلا تحمل تجديدا في الهوية السياسية و في التفكير السياسي للحزب ضمن محاولة البحث عن الأجوبة السياسية الملائمة للإشكال التنموي و الديمقراطي بالبلاد، و ذلك بغض النظر عن اصطفاف الحزب في السلطة أم في المعارضة.
المؤشر الثاني يتعلق بالبيان الختامي للمؤتمر. فهو ليس مجرد بلاغ أو محضر اجتماع المؤتمر، و إنما هو بيان سياسي عام يضع المؤتمر في سياقه الوطني و الدولي، و يحدد موقع الحزب في المشهد السياسي العام، مع توضيح المواقف السياسية المرحلية من القضايا الوطنية الكبرى للدولة و المجتمع.
المؤشر الثالث له علاقة بالمكتب السياسي، بوزنه و بتركيبته، بما هو القيادة السياسية والعقل المفكر و المدبر لسياسة الحزب. و هنا سيتضح ما إذا كان المكتب السياسي يعكس فقط توازنات النفوذ داخل الحزب أم هو ينسجم مع تسميته و صفته في ضم نخبة سياسية متمكنة و قادرة على الفعل و التأثير و إنتاج المواقف و تدبير المواقع.
هذه، باختصار، هي المؤشرات الأساسية التي قد تسمح بتقييم نتائج المؤتمر على المستوى السياسي. فهل حقق مؤتمر البام هذه المؤشرات ؟ ربما الحزب وحده من يحدد الجواب.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنيا يشارك فى مؤتمر مستقبل وطن" شباب صعيد مصر"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور عصام فرحات رئيس جامعة المنيا في فاعليات مؤتمر" شاب صعيد مصر " باستاد جامعة المنيا ووجه المؤتمر رساله للرئيس عبد الفتاح السيسي " بأننا معك دائما لاستمرار جهود التنميه والتقدم والاستقرار "
عقد المؤتمر بحضور المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ ورئيس حزب مستقبل وطن والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والنائب أحمد عبد الجواد نائب رئيس الحزب والأمين العام والدكتور علاء عابد نائب رئيس الحزب والنائب احمد حسام عوض امين الشباب بالمركزيه والنائب محمد نشأت العمدة أمين الحزب بالمحافظة والدكتور وليد عبد القوي امين تنظيم حزب مستقبل وطن المنيا وطاهر فتح الباب وجابر جرجس ومحسن حته واحمد عبد الجواد الامناء المساعدينةوعدد من أعضاء الهيئة البرلمانية لمجلسي النواب والشيوخ وأعضاء الامانه المركزيه وأكثر من 15 الف شاب من محافظات الصعيد
رحب الدكتور عصام فرحات رئيس جامعة المنيا بالحضور واستضافة الجامعه لمؤتمر شباب صعيد مصر لدعم الشباب في هذا التجمع الوطني الرائع الذي يشير إلى اننا على ارضيه وطنيه واحدة
وقال إن دعم الشباب وتمكينهم وبناء قدراتهم في الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي يمثل أهمية خاصة كونهم عِماد التنمية المستدامة ومحرك التغيير الإيجابي في المجتمع موضحا أن الشباب هم أصحاب الطموح والطاقة الكبيرة التي يمكن أن تستخدم بشكل فعَّال لبناء مستقبل مزدهر ومستدام.
IMG-20241221-WA0107 IMG-20241221-WA0105 IMG-20241221-WA0106 IMG-20241221-WA0102 IMG-20241221-WA0103 IMG-20241221-WA0100 IMG-20241221-WA0104 IMG-20241221-WA0101 IMG-20241221-WA0099 IMG-20241221-WA0097 IMG-20241221-WA0098 IMG-20241221-WA0096 IMG-20241221-WA0094