زنقة 20:
2025-04-27@22:11:03 GMT

ملاحظات سياسية حول مؤتمر البام

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

بقلم : ذ. امحمد لقماني

جرت العادة أن تأخذ مؤتمرات الاحزاب السياسية صبغة المنعطفات، بما يحمله هذا التوصيف من  تجديد على مستوى الرؤى و المواقف، و من تحول في التموقع داخل المشهد السياسي العام.

غير أنه من المؤسف أن يكون اهتمام الرأي العام، او أغلبه، منصب على حصر قيمة  المؤتمر فيما سيفضي إليه من هوية الشخص الذي سيتولى رئاسة الحزب و كأن ذلك هو غاية الغايات.

و غالب الظن أن هذا الاهتمام نابع من ثقافة تقليدية متأصلة في المجتمع و حتى النخبة،  قوامها شخصنة القيادة و صناعة الزعامة،  بدل ثقافة حداثية  ترفع من شأن المؤسسة الحزبية، بما هو تنظيم جماعي تشاركي، يحتاج للقيادة كما يحتاج للقواعد.

و لأن المناسبة شرط في هذا المقام، فإن مؤتمر حزب الأصالة و المعاصرة أثار هذا النوع من التساؤلات( أو التشويق) لدى جزء هام من الرأي العام، لأن الجميع اعتاد من الزعيم الجديد  أن يأتي بفريق قيادي جديد يلغي ما قبله فيما يشبه القطيعة مع ما سبقه، و الحال أن الحزب الذي لا  يؤسس لمبدأ التراكم يسقط حتما في تجريبية قاتلة. لذلك، بقدر حاجة الحزب إلى نفسٍ جديد، فهو  دائم الحاجة إلى حفظ ذاكرته الجماعية، في الأفكار  كما في الأشخاص.

بناء عليه، هل يعتبر مؤتمر  البام رهانا تنظيميا داخليا  أم منعطفاً سياسياً مرحليا أم نقلة نوعية في المشروع ؟ قد تتعدد الآراء و تختلف التحليلات بهذا الشأن، و هذا أمر عادي في مشهد حزبي و سياسي شبه جامد. و في تقديري، هناك ثلاث مؤشرات قد تساعدنا على تقييم نتائج المؤتمر في مسار البحث عن الجواب على السؤال أعلاه:

المؤشر الأول يتعلق بطبيعة و مضمون الأطروحة السياسية التي اعتمدها المؤتمر، فيما إذا كانت فعلا تحمل تجديدا في الهوية السياسية و في التفكير السياسي للحزب ضمن محاولة البحث عن الأجوبة السياسية الملائمة للإشكال التنموي و الديمقراطي بالبلاد، و ذلك بغض النظر عن اصطفاف الحزب في السلطة أم في المعارضة.

المؤشر الثاني يتعلق بالبيان الختامي  للمؤتمر. فهو ليس مجرد بلاغ أو محضر اجتماع المؤتمر، و إنما هو بيان سياسي عام يضع المؤتمر في سياقه الوطني و الدولي، و يحدد موقع الحزب في المشهد السياسي العام، مع توضيح المواقف السياسية المرحلية  من القضايا الوطنية الكبرى للدولة و المجتمع.

المؤشر الثالث له علاقة بالمكتب السياسي، بوزنه و بتركيبته، بما هو القيادة السياسية والعقل المفكر و المدبر لسياسة الحزب. و هنا سيتضح ما إذا كان المكتب السياسي يعكس فقط توازنات النفوذ  داخل الحزب أم هو ينسجم مع تسميته و صفته في ضم نخبة سياسية متمكنة و قادرة على الفعل و التأثير و إنتاج المواقف و تدبير المواقع.

هذه، باختصار، هي المؤشرات الأساسية التي قد تسمح بتقييم نتائج المؤتمر على المستوى السياسي. فهل حقق مؤتمر البام هذه المؤشرات ؟ ربما الحزب وحده من يحدد الجواب.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

العدالة والتنمية المغربي يبدأ مؤتمره لاختيار قيادة جديدة

انطلقت في مدينة بوزنيقة المغربية، اليوم السبت، فعاليات المؤتمر الوطني لحزب "العدالة والتنمية" (معارض)، لاختيار قيادة جديدة له خلال السنوات الـ4 المقبلة.

يأتي هذا الاستحقاق فيما يتركز النقاش بشأن مدى إمكانية استمرار الأمين العام عبد الإله بنكيران في قيادة العدالة والتنمية لولاية جديدة من عدمه، وفي ظل مواصلة الحزب بروزه في المشهد السياسي المغربي رغم اصطفافه في عداد المعارضة.

وبدأت فعاليات المؤتمر الذي شاركت فيه قيادة العدالة والتنمية، وضيوف من داخل المملكة وخارجها، بكلمة ترحيبية ألقاها القيادي بالحزب جامع معتصم، وفق مراسل الأناضول.

وردد المشاركون هتافات داعمة للقضية الفلسطينية، خلال انطلاق المؤتمر، منها "تحية خالدة لغزة الصامدة"، و"تحية مغربية لفلسطين الأبية"، و"إدانة شعبية لجرائم صهيونية"، و"يا أحرار في كل مكان، أوقفوا هذا العدوان".

كما حرص أعضاء الحزب على ارتداء الكوفية الفلسطينية، ورفع أعلام فلسطين إلى جانب أعلام المغرب.

وفي كلمته، حمّل بنكيران الإدارة الأميركية مسؤولية الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، منتقدا استخدام واشنطن "اللاأخلاقي" في كل مرة لـ"الفيتو" ضد قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

إعلان

وأكد بنكيران أن "الشعب المغربي لم يتوقف، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة، عن تنظيم الفعاليات التضامنية والمسيرات الوطنية دعمًا للمقاومة الفلسطينية والمنددة بالاحتلال ومجازره الهمجية، والمطالبة بوقف التطبيع".

ومن المنتظر أن يختار المشاركون في المؤتمر قيادة جديدة لإدارة الحزب خلال 4 سنوات مقبلة.

وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، انتخب المؤتمر الاستثنائي للعدالة والتنمية، بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق (2011-2017)، أمينا عاما للحزب لولاية تمتد 4 سنوات.

مقالات مشابهة

  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • مؤتمر "البيجيدي" يشرع في التصويت على الأمين العام الجديد وسط تقدم لافت لابن كيران ومنافسة الأزمي
  • العدالة والتنمية المغربي.. تجديد القيادة وتثبيت الديمقراطية في مواجهة الأزمات
  • العدالة والتنمية المغربي يبدأ مؤتمره لاختيار قيادة جديدة
  • أوزين في مؤتمر العدالة والتنمية: الأحزاب القوية تُبنى برهاناتها السياسية ومواقفها والتزام مناضليها
  • بدء مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي.. فلسطين والغنوشي أبرز الحاضرين (شاهد)
  • بدء مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي.. فلسطين والغنوشي أبرز الحاضرين
  • انطلاق المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي.. فلسطين والغنوشي أبرز الحاضرين
  • مؤتمر العدالة والتنمية في المغرب يقرر المصير.. زعامة بنكيران على المحك
  • تفاصيل تحضيرات العدالة والتنمية المغربي لعقد مؤتمره التاسع