قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الاجتياح الإسرائيلي الذي يلوح في الأفق لمدينة رفح الفلسطينية (جنوبي قطاع غزة)، تسبب في وصول العلاقات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نقطة الغليان.

وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن باتت محبطة على نحو متزايد بسبب عدم نجاح محاولاتها المتكررة الرامية لكبح جماح الحملة العسكرية الإسرائيلية، ما تسبب في تفاقم التوتر بين الجانبين.

وأشارت إلى أن عواقب عدم الثقة بين بايدن ونتنياهو، اللذين تحدثا 18 مرة منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 أكتوبر/ تشرين أول، أصبحت أكثر وضوحًا في الأيام الأخيرة.

ولفتت إلى أنه بايدن يحاول الآن على ما يبدو وضع حد للعملية العسكرية الإسرائيلية المقترحة على رفح حيث يقيم الآن 1.1 مليون فلسطيني، العديد منهم نازحون.

في غضون ذلك، تعهد نتنياهو بالمضي قدما، وقال الأربعاء إن إسرائيل ستشن عملية “قوية” في مدينة رفح بمجرد إخلاء سكانها.

وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن لن تدعم – تحت أي ظرف من الظروف – خطة لغزو واسع النطاق لرفح، وأنها تفضل أن تشن إسرائيل عمليات محددة في المنطقة.

وأضاف مسؤولون أمريكيون أن إدارة بايدن طلبت من الجيش الإسرائيلي إعداد "خطة ذات مصداقية" تتضمن عنصرًا عسكريًا وإنسانيًا إذا قرر تجاهل نصيحة واشنطن وغزو المدينة الأمريكية.

وبحسب الصحيفة فإن الصراع المتزايد بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بشأن رفح يسلط الضوء على تراجع نفوذ إدارة بايدن على نتنياهو، حتى مع تزايد الضغوط داخل الحكومة الأميركية لكبح جماح إسرائيل.

وذكرت الصحيفة الأربعاء أن وزارة الخارجية الأمريكية أطلقت تحقيقا للنظر في عدة غارات جوية إسرائيلية في غزة أدت إلى مقتل عشرات المدنيين واحتمال استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض في لبنان، وتحديد ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد أساء استخدام القنابل والصواريخ الأمريكية لقتل المدنيين،

جاء الحديث عن الاجتياح الإسرائيلي لرفح في الوقت الذي واصلت فيه الولايات المتحدة، مع قطر ومصر وإسرائيل، العمل على خطط هشة لوقف دائم للقتال لضمان إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين المتبقين في أسر حماس مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.

ويبدو أن هذه الجهود انهارت الأربعاء عندما أعلنت إسرائيل أنها لن تعود إلى القاهرة لإجراء مزيد من المفاوضات.

وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين بدأوا يستكشفون في الأسابيع الأخيرة طرقا مختلفة لممارسة الضغط على نتنياهو، لكن بايدن لم يُظهر أي استعداد بعد لاستخدام أحد أقوى أدواته المتمثلة بمبيعات السلاح لإسرائيل. وبدلا من ذلك اعتمد إلى حد كبير على نفوذه الرئاسي للتعبير عن السخط.

وحث مسؤولون أمريكيون البيت الأبيض على اتخاذ نهج علني أكثر انتقادًا للحرب الإسرائيلية في غزة، وأعرب بايدن في الأيام الأخيرة عن قلقه المتزايد بشأن الطريقة التي يقود بها نتنياهو الحملة، ووصف الحملة العسكرية الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا بأنها مبالغ فيها.

وفي مكالمة هاتفية متوترة بين بايدن وتنتياهو جرت يوم الأحد، وتناولت احتمالات حدوث اجتياح إسرائيلي واسع النطاق لرفح، دفع بايدن نتنياهو إلى مواصلة المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

اقرأ أيضاً

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

والثلاثاء وبحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أكد بايدن مرة أخرى على رغبة الولايات المتحدة في التوصل إلى صفقة تبادل أسرى تؤدي إلى وقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأقل، كطريق إلى حل طويل الأمد.

وقال بايدن : “العناصر الرئيسية للاتفاقات مطروحة على الطاولة”، مضيفا "لا تزال هناك فجوات، لكنني شجعت القادة الإسرائيليين على مواصلة العمل لتحقيق الصفقة".

وفي المقابل، قال مكتب نتنياهو الأربعاء إن الحكومة لن ترسل وفدا إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات بشأن تبادل إطلاق الأسرى ووقف القتال في غزة.

وقال الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط للأبحاث براين كاتوليس  إن "الرسائل العامة لإدارة بايدن حتى الآن ليس لها تأثير يذكر في الضغط على نتنياهو من أجل تطوير استراتيجية بشأن مستقبل غزة أو تبني هدف إدارة بايدن المتمثل في تحقيق التقدم في المحادثات الرامية لإقامة دولة فلسطينية".

قال كاتوليس: “لقد اتسعت الفجوة بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو بشأن مجموعة من القضايا الرئيسية في الأسابيع الأخيرة مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل”.

وكانت التوترات بين بايدن ونتنياهو تتصاعد منذ أشهر، وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول، أثار بايدن غضب نتنياهو والحكومة الإسرائيلية بعدما تصريحاته بأن بدأت تفقد الدعم في جميع أنحاء العالم بسبب "قصفها العشوائي" لغزة.

لكن العلاقة وصلت بين بايدن ونتنياهو إلى نقطة الغليان في وقت لاحق من شهر ديسمبر/ كانون أول، عندما أنهى بايدن فجأة مكالمته الهاتفية مع نتنياهو في أسبوع عيد الميلاد على خلفية أعداد الضحايا في صفوف المدنيين في غزة ورؤية واشنطن بأن على إسرائيل أن تتحول لمرحلة جديدة في الحرب وضرورة التركيز على شن عمليات عسكرية محددة.

أعلن بايدن، الذي كان غاضبًا جدًا لدرجة أنه كاد أن يصرخ في مكالمة 28 ديسمبر/ كانون أول، أن المحادثة "انتهت" وأنهي الاتصال مع نتنياهو.

قال كاتوليس. إن "تسريب رسائل السخط والاستنكار شيء، وإجراء تحول في السياسة قد يكون مهمًا ويؤدي إلى نقاش مختلف أو حسابات قرارات مختلفة داخل إسرائيل".

والثلاثاء، دافع المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر عن استراتيجية إدارة بايدن، قائلاً إن استراتيجية بايدن وبلينكن كان لهما تأثير على الطريقة التي تدير بها إسرائيل عملياتها، حتى لو لم يكن دائمًا بالقدر الكامل الذي تريده الولايات المتحدة.

وقال ميلر إن بعض الناس قد تكون لديهم توقعات غير واقعية بشأن مدى تأثير الولايات المتحدة على إسرائيل.

وتابع: "أعتقد أن الناس يزعمون في بعض الأحيان بأن الولايات المتحدة الأمريكية لديها عصا سحرية يمكنها التلويح بها لجعل أي موقف في العالم يسير بالطريقة التي نريدها تمامًا، والأمر ليس كذلك على الإطلاق.

اقرأ أيضاً

بايدن لمستشاريه: نتنياهو يتجاهل النصائح ويعرقل جهود تخفيف أزمة بغزة

المصدر | وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الإسرائيلية الأمريكية العلاقة بين بايدن ونتنياهو حرب غزة بنيامين نتنياهو جو بايدن اجتياح رفح الولایات المتحدة بایدن ونتنیاهو إدارة بایدن بین بایدن فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير بالشئون الإسرائيلية: زوجة نتنياهو تهيمن على مكتبه بشكل مباشر

قال عصمت منصور، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن سارة نتنياهو لها تاريخ طويل من التدخلات، ولا توجد فترة أو حقبة تولى فيها بنيامين نتنياهو الحكم إلا وكان لها بصمة في تشكيل الائتلاف، وأحيانًا في اختيار الجنرالات وقادة الجيش وغيرهم من المرشحين، ومع ذلك، هي تتدخل بشكل مباشر في تشكيل مكتب نتنياهو والموظفين فيه، حيث يعمل جزء منهم معها مباشرة، وأحيانًا يتجسسون على نتنياهو لصالحها، هذه القصص قد كُشِف عنها كثيرًا.

وأضاف "منصور"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن سارة تعد الزوجة الثانية أو الثالثة لنتنياهو، حيث سبق أن تزوج قبلها، كما هي تزوجت لمدة 7 سنوات قبله، ولكن هو خانها، وعندما عادوا للعلاقة وقعوا عقدًا يلزمه بأن يستشيرها في كل شيء، هي شخصية مهيمنة على نتنياهو بشكل كبير.

"روح شريرة" تسيطر على قرارات نتنياهو.. من هي؟نتنياهو: ستتحرك ضد الحوثيين بقوة كما تعاملنا ضد أذرع محور الشر الإيرانيكيف يستغل نتنياهو الحرب للبقاء في السلطة؟| أستاذ علوم سياسية يجيبمكتب نتنياهو: جانتس طلب وقف حرب غزة قبل دخول رفح الفلسطينية السنوات الأخيرة

ولفت أن الخطر في هذه التدخلات، فيتمثل في أنه في السابق كانت هناك تدخلات، لكن المؤسسات كانت وقوية، وكان القضاء والشرطة قويين، إلا أنه في السنوات الأخيرة، نرى أن نتنياهو وأحزاب اليمين يعيدون صياغة المؤسسات ودورها، ويضعفونها.

مقالات مشابهة

  • خبير بالشئون الإسرائيلية: زوجة نتنياهو تهيمن على مكتبه بشكل مباشر
  • محلل فلسطيني: إسرائيل تستهدف تدمير أكبر مساحة ممكنة من قطاع غزة
  • ما علاقة سوريا الجديدة مع إسرائيل؟ ملاحظات أولية
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة بنيامين نتنياهو مريضة
  • بعد انتقاده إدارة بايدن .. كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال أشهر
  • نتنياهو يزعم أنه نجح في تغيير شكل الشرق الأوسط.. هذا ما قاله لـوول ستريت جورنال
  • نتنياهو يزعم أنه نجح بتغيير شكل الشرق الأوسط.. هذا ما قاله لـوول ستريت جورنال
  • وول ستريت جورنال: انطلاق محادثات نووية بين إيران وأوروبا يناير المقبل
  • "بايدن خلف الأسوار".. تفاصيل مثيرة حول 4 سنوات من العزلة داخل قلعة حصينة
  • مع اقتراب الإغلاق.. ترامب يدعم خطة جديدة لتمويل الحكومة الأمريكية