«ياسمين».. قصة المهندسة بائعة الورد

في مصر المحروسة، وبين دروبها وحاراتها، قصص للكفاح أبطالها أشخاص عاديون حولتهم ظروفهم الحياتية لنماذج يقتدي بها.. مواقف مروا بها و ظروف عاشوها كانوا يتغلبون عليها بالصبر و الاجتهاد و الكفاح، والسعي نحو تحقيق الحلم الذي لطالما تمنوا الوصول إليه.

في محافظة القاهرة و بالتحديد منطقة التبين التابعة لحلون، نموذج لقصص الكفاح، فهاهي ياسمين صاحبة الـ 25 عام و أخواتها افتتحت محل لبيع الزهور بمختلف أنواعه بعدما هجرت عملها كمهندسة زاراعية بإحدى الشركات الكبرى بالقاهرة لتبدأ ياسمين قصة عشقها للورد الذي تحول إلى مصدر رزقها وتحكي ياسمين لـ «الأسبوع» تفاصيل قصتها مع بيع الورود وعشقها الذي تحول من هواية لمهنة تستند عليها في مجابهة ظروف المعيشة.

بداية ياسمين و تخرجها من الجامعة

تروي ياسمين أنها تخرجت من جامعة القاهرة كلية الزراعة قسم الهندسة منذ 3 أعوام تقريبا يملأها الحماس و الأمل لبدء مسيرة كفاح كمهندسة زراعية ولكنها اصطدمت بالواقع الذي لم يلبي طموحها وخاصة أنها وجدت في العمل القيود التي تمنعها من الإنطلاق كذلك ارتباط العمل بمواعيد حتى وإن لم تكن فى مصلحة المكان وهو الأمر الذي كان كافياً بالنسبة لها لترك العمل كمهندسة وأخذ خطوة جديدة في طريق عملها كبائعة للورد الأمر الدي ظنت أنه سيشبع شغفها الذي كادت أن تقتله الأيام.

المهندسة ياسمين بائعة الوردعوائق في طريق حلم ياسمين

واجهت ياسمين الكثير من العوائق في طريقها قبل أن تتخذ تلك الخطوة التي حولت حياتها 180 درجة، كان من أبرز تلك العوائق أنها لاقت رفضا في البداية من أسرتها قائلة «في البداية الكل كان رافض فكرة أن أتحول من مهندسة زراعية إلى مجرد بياعة ورد.. الكل رفض لكني تمسكت بأملي في أن أكون صاحبة مشروع تجاري خاص بي، وأكثر حاجة كانت تتعبني نظرة الناس وكلامهم من نوعية أنت ازاي مهندسة وواقفة في الشارع بتبيعي ورد».

لم يكن رفض الأسرة فقط هو العائق الذي يقف في طريق ياسمين، ولكن نظرة الناس لها والمجتمع وظنهم أنها تأخذ خطوة نحو التدني في المستوى الاجتماعي رغم إيمانها بأن الورد ومحبيه هم من أسمى المخلوقات على الأرض حد قولها

،باقة ورد ياسمين

أوضحت ياسمين أنها كانت عانت في البداية من نظرة المجتمع لها قائلةً: «كلام الناس ممكن يكون ضايقني وقتها لكن مش هو اللي يخليني أغير طريقي و اتنازل عن حلمي و طموحي حتى لو مش عاجب الناس، أهلي مع الوقت تقبلوا الفكرة وتحولوا لداعمين ليا كمان بيساعدوني في الشغل و الناس الي أنتقدتني تحولوا لزبائن عندي».

لم تكن كل العقبات معنوية في طريق عاشقة الورد ولكن واجهت عقبة أخرى مادية و هي كيف لها أن توفر رأس المال اللازم لبداية مشروعها الذي لطالما حلمت به، لتقرر بعدها أن تتنازل عن جزء من أدواتها الشخصية فى سبيل توفير رأس المال لبداية مشروعها وأخذ خطوة حقيقة قد تكون هي البداية لتحقيق طموحها.ياقة ورد

لابد من التضحية فى البداية لأجل فرحة الوصول

أشارت ياسمين إلى أنها بدأت فعلا في بيع بعض متعلقاتها الشخصية وكان أهمها جهاز الحاسب الآلي الخاص بها الذي كانت قد اشترته للدراسة في وقت التحاقها بالجامعة «أنا كان عندي جهاز لاب توب اشتريته للدراسة وبعد ما خلصت جامعة وقررت البدء في مشروعي بعت الجهاز وكان هو رأس مال مشروعي بالإضافة لبعض المتعلقات الشخصية، المشروع رأس ماله بدأ صغيرا ومع الوقت كل يوم يكبر ودي أكتر حاجة تفرحني في الموضوع»

عندما تعمل ما تحب تقضي أجمل الأوقات في العمل

تضيف ياسمين "أثناء تواجدي في محل بيع الورود أقضي أجمل الأوقات والحديث مع الزبائن والمشاركة في اختيار الهدايا التي تسعد أصحابها المُهداة لهم"

المهندسة ياسمين بائعة الورد

البدايات الصعبة تصنع أشخاصا غير عاديين، فالبطل يولد من رحم المعركة كذلك، أجمل لذة هي لذة الوصول للأمر الذي تتمناه و تطمح إليه، فياسمين تأمل أن يتحول متجرها إلى واحد من أكبر محلات الورود فى مصر، و حول العالم ويتحول إسم ياسمين إلى علامة تجارية مشهورة كذلك تتمني ياسمين أن تنتشر ثقافة الورد في المجتمع المصري، الأمر الذي سيساعد على الرقي بالذوق العام بين أفراد المجتمع.

اقرأ أيضاً«مفاجأة».. الرياض تبيع ورد «عيد الحب» بأكثر من 10 ملايين ريال

تزامنا مع عيد الحب.. لطيفة تحتفل بعيد ميلادها الـ 63

المصدر: الأسبوع