أوريان 21: في غزة يتلذذ الجنود الإسرائيليون بتصوير جرائمهم
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أكد تقرير نشره موقع "أوريان 21" الفرنسي، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يحرصون على عرض مقاطع فيديو وصور للانتهاكات التي يرتكبونها في غزة لإبراز تفوقهم، والافتخار بجرائمهم.
وذكّر التقرير لكاتبته فاطمة بن حمد، بحادثة تصوير جنود أميركيين لمعتقلين في سجن أبو غريب بالعراق، موضحة بأنه حتى ذلك الحين، كان هذا النوع من الصور مخصصا لدائرة محدودة ولم يصل إلى الجمهور العام إلا من خلال جنود آخرين مستائين.
وتابعت الكاتبة أنه في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، يحرص الجنود الإسرائيليون على مشاركة الفيديوهات والصور، فوفقا لهم، لم يعد هناك رجال أو نساء أو أطفال، بل "أعداء" يجب قتلهم، و"أشياء" يجب أن تختفي.
وأوردت أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو عدد الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها جنود إسرائيليون وهم يضحكون في غاية السعادة.
أحد تلك المقاطع يظهر جنديين وهما يتقدمان بطلب الزواج في مدرسة تعرضت للقصف حديثا في شمال غزة، فيما يظهر مقطع آخر جنديا يحتفل بخطوبته مع رفاقه، ويقوم بالعد التنازلي حتى تنفجر قنبلة في مبنى مدني خلفه مباشرة.
غناء وسط الأنقاض
كما تحدث التقرير عن الجندي الذي كان يستمتع بممتلكات أطفال غزة المهجورة، وأولئك الجنود الذين يقتحمون خزنة في أحد المنازل، ويغنون وسط الأنقاض. وفي الضفة الغربية المحتلة، وبالضبط في جنين، أظهر مقطع فيديو جنودا وهم يدخنون الشيشة، ويأكلون رقائق البطاطس، ويشعرون بالراحة في منزل فلسطينيين يظهرون معصوبي الأعين وأيديهم مكبلة إلى الخلف، كل ذلك في جو غريب يعكس جو مجموعة من الأصدقاء العائدين من نزهة.
وفي جنين ظهر جندي وهو ينشد أدعية يهودية على منبر أحد المساجد، كما ظهر جندي آخر يتفاخر بتدمير مباني جامعة الأزهر في مدينة غزة، وجنديان يدخنان سيجارة بينما تم تدمير مجموعة كاملة من منازل المدنيين.
كما تحدثت الكاتبة عن مقاطع فيديو أخرى "أكثر تنظيما"، تظهر جنودا إسرائيليين وهم يستعدون أمام الكاميرا لإطلاق الصواريخ، ويقومون بتجهيز القنابل لتدمير المباني المدنية في غزة وفي الخلفية موسيقى جذابة.
التوقيع على القذائف
وأورد التقرير أن أحدث أسلوب للجيش الإسرائيلي هو التوقيع على قذيفة تحتوي على رسائل، وهو تصرف قام به الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ نفسه، في 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، خلال زيارة ميدانية.
وأكدت الكاتبة فاطمة بن حمد أن هذا المشهد لن يكتمل إلا بإظهار دور المؤثرين المحترفين، الذين كانت حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي يتابعها "الملايين" قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ومن بينهم المدون الجندي غاي هوخمان الذي يمكن رؤيته، على سبيل المثال، وهو يقوم بجولة في منزل مدمر في غزة، كما لو كان يزور شقة مستأجرة على موقع "آير بي إن بي".
وبلهجة ساخرة للغاية، يشير بدوره إلى السقف المتهالك والأرضية المليئة بالحطام والرمال، والجدران المليئة بالرسائل المناهضة للفلسطينيين: "هذه الإقامة بأكملها مجانية". ويضيف في مقطع فيديو آخر تم تصويره في غزة: "هذه الرمال لنا، هذا البحر لنا".
فخر بالإبادة
وأبرز التقرير أن هذا الانغماس في الحرب الذي يمثله الجنود الإسرائيليون أنفسهم يكشف ما يسميه أستاذ علم الاجتماع السياسي ياغيل ليفي "نزع الإنسانية عن طريق الازدراء" وهو شعور يسيطر على جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي. ومن الأمثلة على ذلك مقاطع الفيديو التي عرضت لإسرائيليين متنكرين بزي فلسطيني خلال عرض مسرحي يسخر من مذبحة وقعت على بعد بضعة كيلومترات منهم.
وعلق الناشط الإسرائيلي المقيم في ألمانيا نمرود فلاشنبرغ على ذلك قائلا: "الأمر المزعج هو أنهم يصورون أنفسهم وهم يحتفلون بقصف الجامعات والمنازل في غزة. إنه لأمر مدهش مستوى الفرح والفخر الذي يشعر به هؤلاء الجنود في تدمير بلد وسكانه. إن هذا التجريد من الإنسانية أمر متغلغل لدرجة أنهم لا يعتقدون أنهم يرتكبون أي خطأ. ومع ذلك، لا نرى سوى القليل، لأن الجيش يراقب ويراقب الصور المتسربة من جبهة القتال".
ويضيف أنه بالنسبة للعقلية الإسرائيلية لا وجود لسكان غزة، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحدها موجودة، وهي المسؤولة عن الخسائر المدنية.
وذكرت فاطمة بن حمد أنه بناء على مقاطع الفيديو هذه وعلى الحقائق التي وثقتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، دعّم ممثلو جنوب أفريقيا شكواهم المقدمة إلى محكمة العدل الدولية، التي تبين أنها "أول إبادة جماعية تبث على الهواء مباشرة".
وعلى الرغم من حملات الإبلاغ ضد مقاطع الفيديو هذه، فإنها لا تزال مرئية على الإنترنت، في حين يخضع المحتوى المتعلق بما يحدث في غزة للرقابة بانتظام.
ومن جهتها، سجلت منظمة "حملة" غير الحكومية، التي تدافع عن الحقوق الرقمية الفلسطينية، ما يقارب 3 ملايين من المحتوى الذي يحض على الكراهية أو التحريض على كراهية الفلسطينيين على الإنترنت، مقارنة بما لا يقل عن 4 آلاف و400 حالة رقابة على الجانب الفلسطيني، والتي تعتبرها منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية "مراقبة منهجية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مقاطع الفیدیو فی غزة
إقرأ أيضاً:
هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم
قالت هيئة حكومية فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى إن قرار إسرائيل وقف إصدار مذكرات اعتقال إداري ضد مستوطنين متهمين بمهاجمة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يضعهم فوق أي محاسبة قانونية ويعطيهم تسهيلات لارتكاب مزيد من الجرائم.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين (حكومية) قدورة فارس ردا على قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن صدوره في هذا الوقت دليل على مدى وقاحة الاحتلال واستهتاره وتعاليه على المنظومة الدولية وتشكيلاتها.
وفي بيان له، أضاف فارس أن القرار يعطي تسهيلات للمستوطنين لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، ويجردهم من بعض القيود الشكلية، والتي كان الاعتقال الإداري لهم جزءا منها.
وشدد على أن قرار كاتس يعكس عنصرية إسرائيلية كونه يأتي في الوقت الذي تتوسع فيه سلطات الاحتلال باستخدام سياسة الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين، والتي يحتجز بفعلها اليوم نحو 3500 فلسطيني.
وطالب فارس المجتمع الدولي بالخروج عن صمته القاتل بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه.
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان أمس الجمعة أن قرار كاتس يشجع المستوطنين على مزيد من الجرائم.
أدوات بديلةوأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس الجمعة وقف إصدار قرارات اعتقال إداري ضد مستوطنين متهمين بمهاجمة فلسطينيين في الضفة.
وقال مكتب كاتس في بيان إن الوزير أبلغ رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار في لقاء عقداه هذا الأسبوع "قراره وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإدارية ضد المستوطنين اليهود في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وطلب منه وضع أدوات بديلة".
والاعتقال الإداري هو اعتقال يستند إلى معلومات سرية لا يتم الكشف عنها، لكنها طالت مستوطنين متهمين بجرائم خطيرة ضد المدنيين الفلسطينيين، بما فيها القتل وإحراق الأراضي والممتلكات والاعتداءات الجسدية المبرحة.
ووفق البيان، قال كاتس إنه "ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ مثل هذا الإجراء الصارم ضد المستوطنين في واقع يتعرض فيه الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة بدعم ومساندة من محور الشر الإيراني"، على حد تعبيره.
كما اعتبر أن الوقت غير مناسب لهذه الإجراءات أيضا بالنظر إلى العقوبات الدولية غير المبررة ضد المستوطنين والمنظمات في المستوطنات، في إشارة إلى عقوبات اقتصادية -منها أوروبية- لحظر استيراد بضائع مصنعة في مستوطنات أقيمت على أراض محتلة بعد عام 1967.
أول وزيرونادرا ما تصدر مذكرات كهذه عن وزراء الدفاع الإسرائيليين، لكن كاتس المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة هو أول وزير دفاع يرفض إصدار قرارات اعتقال إداري ضد مستوطنين.
وأضاف "إذا كان هناك اشتباه في ارتكاب أعمال إجرامية يمكن محاكمة مرتكبيها، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإن هناك إجراءات وقائية أخرى يمكن اتخاذها غير الاعتقال الإداري"، دون ذكر تلك الإجراءات.
وكانت دول غربية عدة -بما فيها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا- أعلنت في الأشهر الماضية فرض عقوبات على مستوطنين ومنظمات استيطانية في الضفة الغربية لارتكابهم جرائم ضد الفلسطينيين.
وتستخدم إسرائيل الاعتقال الإداري بشكل أساسي ضد الفلسطينيين، إذ تفيد هيئة شؤون الأسرى بوجود 3443 فلسطينيا قيد الاعتقال الإداري في السجون الإسرائيلية.
ولا يوجد إحصاء إسرائيلي رسمي بعدد الإسرائيليين قيد الاعتقال الإداري أو من سبق وتم اعتقالهم إداريا، ولكن يدور الحديث عن أعداد قليلة جدا.
ويستمر الاعتقال الإداري لفترة تصل إلى 6 أشهر يمكن تمديدها دون تقديم إثباتات ضد المعتقل.
وتشير تقديرات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إلى وجود أكثر من 720 ألف مستوطن في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.