الحكمة من صيام شهر شعبان وسبب إكثار النبي فيه.. فيديو
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
الحكمة من صيام شهر شعبان.. سؤال ورد للشيخ محمد كمال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
قال أمين الفتوى خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية للدار، إن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها كانت تصف حال النبي صلى الله عليه وسلم وتقول ما رأيت رسول صلى الله عليه وسلم أكمل صيام شهر قط إلا رمضان.
وأضاف: النبي كان يكثر من الصيام في شهر شعبان والحكمة في ذلك أنه شهر يغفل الناس فيه رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الاعمال إلى الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.
حكمة صيام شعبان
الحكمة من صيام شعبان، صيام شهر شعبان مستحب بدليل ما ورد في السنة النبوية عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: قلت: (يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس فيه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم).
وفي الحديث السابق نجد الكثير من الحكم الي يتضمنها هذا الحديث ومنها:-قول النبي صلى الله عليه وسلم (شهر يغفل الناس فيه بين رجب ورمضان)، هذا يوضح مدى أهمية شهر رجب وشهر رمضان وما يحملان هذا الشهران من منزلة كبيرة، وكذلك مدى انشغال الناس بهما، لذلك أصبح شهر شعبان مغفول عنه لدى الناس، لظن بعض الناس أن الصيام في شهر رجب أفضل من شهر شعبان لأن شهر رجب من الأشهر الحرم.
-أن الشهرة ليست لها مطلق الأفضلية، فليس معنى أن تفضيل بعض الأماكن أو الأشخاص أو الأزمنة أن يكونوا أفضل من غيرهم مطلقًا، ولكن من الممكن أن يكون غيرهم أفضل منهم لشيء مطلق أو لشيء خاص يتضمنه هذا الشهر، فلذلك ينشغل الناس لما هو مشهور ويفوتون عليهم فضل ما هو غير ذلك، لذلك نوه النبي على انشغال الناس برجب ورمضان وغفلتهم عن شعبان.
-في الحديث أيضا نرى أنه من المستحب تعمير أوقات غفلة الناس بالطاعات والعبادات لأن ذلك محبوب عند الله سبحانه وتعالى، ولذلك يعلم الكثير منا فضل صلاة القيام في منتصف الليل، لما فيها من غفلة للناس عن ثوابها وفضلها الكبيرين.
-فعل النوافل في أوقات الغفلة له فوائد كبيرة وفضل عظيم عند الله، لأن إحياء وقت الغفلة بالعبادات في الخفاء أفضل بكثير لأنها تكون سر بين العبد وربه، خاصة الصيام لما فيه من مشقة على النفس وتعب على البدن.
-من الحديث أيضا نستخرج مدى أهمية إحياء السنن المهجورة في هذا الزمان، حيث جاء في معقل بن يسار عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (العبادة في الهرج كالهجرة إلي) رواه الإمام مسلم، وفي (بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء)، وخرج الإمام أحمد هذا الحديث وجاء لفظه: (العبادة في الفتنة كالهجرة إلي)، والسبب في ذلك أن البشر في وقت الفتنة يسيرون خلف أهوائهم ولا يعودون إلى الدين فيصبح حالهم أشبه بأيام الجاهلية، فإذا كان فيهم من يعضد على دينه ويعبد الله حق عبادته ويتبع مرضاته ويبعد عن مساخطه، أصبح هذا العبد في منزلة من هاجر من أهل الجاهلية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مؤمنًا به ومصدقًا بما أنزل عليه ومقتديًا بهديه ومتبعًا لما أمر به ومجتنبًا لما نهي عنه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء رمضان الأشهر الحرم النبی صلى الله علیه وسلم رجب ورمضان شهر شعبان صیام شهر
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: سيدنا النبي قال أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الوطن نعمة عظيمة يجب أن نقدرها، مشيرًا إلى أن فهم قيمة الوطن يعد من أسمى القيم التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: "الوطن نعمة، والنعمة يجب أن تشكر، والشكر يكون بأن نعيش متماسكين معًا في وطننا، وأن نكون مواطنين نلتزم بحقوق هذا الوطن".
ما حكم الصلاة في الأوقات المكروهة.. أمين الفتوى يجيب (فيديو) ندوة لـ”خريجي الأزهر” بنيجيريا حول تجديد الفتوىوأضاف: "الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول: 'ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم'، هذه الآية الكريمة تساوي بين القتل والخروج من الديار، وهو ما يعكس لنا قيمة الوطن وأهمية التمسك به".
وأشار إلى أن الوطن ليس فقط مكانًا، بل هو أمان ونجاة، وبالتالي إذا أردت أن تعرف أمان الرحمن، فانظر إلى ما أودعه الله في هذا الوطن من رزق وبركة ونور، مؤكدا أن مصر، على سبيل المثال، تعد مثالًا حيا على هذا المفهوم، حيث بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أهلها في رباط إلى يوم القيامة.
وتابع: "رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرسل رسائل لأرض مصر، ويقول: 'إذا فتح الله عليكم مصر، فهي وطن، وأهلها في رباط إلى يوم القيامة'، و هذا الكلام يعكس أهمية الانتماء لهذا الوطن".
واستكمل: "إذا أردت أن تكون من أهل البركة والرباط المحمدي، عليك بالتمسك بالوطن والعيش فيه بتقدير واعتزاز. فالوطن هو المهد الذي يحفظ لنا الأمان والكرامة، ويجب أن نعيش فيه كأمة واحدة متماسكة".
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُربّي الصحابة والأمة على معاني عظيمة ومهمة، تُحقق المقاصد الأساسية للوجود الإنساني، ومنها العبادة، العمران، والتزكية.
وقال: "النبي صلى الله عليه وسلم علم الصحابة أن جزءًا من العبادة هو حفظ المقاصد الخمسة، التي تشمل حفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال، وهذا ليس على المستوى الفردي فقط، بل يشمل المجتمع ككل".
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثالًا عمليًا للنجاة المجتمعية في حديثه عن السفية، حيث قال: "مثل القوم الذين استهموا على سفينة، فكان بعضهم في أعلاها وبعضهم في أسفلها، فجعلوا ينقضون على الماء في أسفل السفينة، فلو تركوهم لهلكوا جميعًا، لكن إذا أمسكوا بما في أيديهم، نجا الجميع"، لافتا إلى أن هذا المثال يُظهر أن النجاة تكمن في العمل الجماعي وتعاون الجميع.
وتابع: "من المفاهيم المهمة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته هي مفهوم الوطن، في تصور الكثير من الناس، قد يكون مفهوم الوطن مُستحدثًا، لكن في الحقيقة هو مفهوم أساسي في الإسلام، على سبيل المثال، عندما صبر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، كان يعتبرهم أهله، رغم ما لاقاه منهم من أذى، وكان يتعامل معهم بأخلاق عالية، لأن مفهوم الوطن يتضمن البيئة والمكان الذي يعيش فيه الإنسان، بل والناس الذين يعيشون في هذا المكان".
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما واجه المقاطعة في شعب أبي طالب، وكان هذا من أنظمة قريش، صبر وثبت على مبدأه، فتعامل مع وطنه ومجتمعه بكل احترام، واعتبر أهل مكة، رغم ما عاناه منهم، جزءًا من عائلته وأهله.
وأضاف: "هذا التعامل يجعلنا نفهم قيمة الوطن في الإسلام، وأنه لا يتعلق فقط بالمكان، بل يتصل بالناس الذين نعيش معهم والمبادئ التي نؤمن بها في هذا الوطن".
واختتم قائلاً: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا أن نحب وطننا ونحترمه، وأنه لا يجب أن ننسى فضل المكان والناس الذين يشاركوننا الحياة".