قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن حلفاء أمريكا يستعدون لرحلة مليئة بالمطبات، مع تزايد فرص إعادة المنافسة بين جو بايدن ودونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وأضافت: "الكثيرون يخشون أن تكون ولاية ترامب الثانية بمثابة زلزال، ولكن الهزات كثيرة بالفعل ــ وتتزايد المخاوف من أن تصبح الولايات المتحدة أقل جدارة بالثقة بغض النظر عمن سيفوز".

وفى ظل انقسام الناخبين والجمود فى الكونجرس، فقد يصبح الرئيس الأمريكى المقبل مستهلكًا بسهولة فى تحديات متعددة فى الداخل ــ حتى قبل أن يبدأ فى معالجة بؤر التوتر فى مختلف أنحاء العالم، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، وكان الحكم الأخير الذى أصدره الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون صريحا: "الأولوية الأولى لأمريكا هى نفسها".

إدارة ترامب الأولى
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن إدارة ترامب الأولى كانت بمثابة اختبار قوى للروابط بين الولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة فى أوروبا. فقد سخر ترامب من زعماء بعض الدول الصديقة، بما فى ذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتيريزا ماى البريطانية، بينما امتدح المستبدين مثل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والزعيم الروسى فلاديمير بوتين. كما وصف الرئيس الصينى شى جين بينج بأنه "رائع"، ووصف رئيس المجر فيكتور أوربان بأنه "زعيم عظيم".

وفى خطاباته الانتخابية؛ ظل ترامب متشككا فى منظمات مثل حلف شمال الأطلسي، وغالبا ما يندب المليارات التى تنفقها الولايات المتحدة على التحالف العسكرى الذى كان دعمه حاسما فى حرب أوكرانيا ضد الغزو الروسى.

"الناتو" يحذر من مخاطر ترامب
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج من أن ترامب يخاطر بتعريض القوات الأمريكية وحلفائها للخطر.
وقال " ستولتنبرج"، فى بيان يوم الأحد الماضي: “إن أى إشارة إلى أن الحلفاء لن يدافعوا عن بعضهم البعض يقوض أمننا بالكامل، بما فى ذلك أمن الولايات المتحدة، ويعرض الجنود الأمريكيين والأوروبيين لخطر متزايد".

بايدن: "أمريكا عادت إلى المسرح العالمي"
فى الوقت نفسه؛ جعل بايدن دعم أوكرانيا أولوية رئيسية وضرورة أخلاقية؛ لكن تأكيد بايدن بعد انتخابه فى عام ٢٠٢٠ على أن "أمريكا عادت" إلى المسرح العالمى لم يتم إثباته بالكامل. فقد أوقف الجمهوريون فى الكونجرس تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فى حين عجز النفوذ الأمريكى عن احتواء الصراع فى الشرق الأوسط.

وقال توماس جيفت، مدير مركز السياسة الأمريكية فى جامعة كوليدج لندن، إنه أيا كان الفائز بالسباق الرئاسي، فإن اتجاه السفر سيكون هو نفسه - نحو كوكب متعدد الأقطاب حيث لم تعد الولايات المتحدة "القوة العظمى العالمية بلا منازع".

حلفاء أمريكا يمتنعون عن التعليق على الانتخابات الرئاسية
يمتنع معظم زعماء الحلفاء عن التعليق بشكل مباشر على الانتخابات الأمريكية، متمسكين بالقول بأن الأمر متروك للأمريكيين لاختيار زعيمهم.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن ريتشارد دالتون، وهو مسئول كبير سابق، قوله: "إنهم يدركون أنه سيتعين عليهم العمل مع الفائز النهائي، أيا كان – وخلف الكواليس، ستقوم الحكومات "بالعمل خلف الكواليس" لإقامة روابط بهدوء مع الفرق السياسية للمتنافسين. دبلوماسى بريطاني".

القلق يسيطر على حلفاء أمريكا بحلف شمال الأطلسي
لكن العديد من حلفاء أمريكا الأوروبيين فى حلف شمال الأطلسى يشعرون بالقلق من أن الولايات المتحدة، مع أو بدون ترامب، أصبحت أقل موثوقية.

وبدأ البعض يتحدثون بصراحة عن حاجة الأعضاء إلى زيادة الإنفاق العسكري، والتخطيط لتحالف بدون الولايات المتحدة.
وقال المستشار الألمانى أولاف شولتس: "إنه يتحدث حاليًا عبر الهاتف كثيرًا مع زملائى ويطلب منهم بذل المزيد" لدعم أوكرانيا.

تصريحات ترامب بشأن الحلف تدق ناقوس الخطر
ودقت تصريحات ترامب السبت الماضى بشأن حلف شمال الأطلسى ناقوس الخطر فى بولندا التى لها حدود مع أوكرانيا. قال رئيس الوزراء البولندى دونالد توسك يوم الأحد: “لدينا حرب ساخنة على حدودنا".

وحذر: "علينا أن ندرك أن الاتحاد الأوروبى لا يمكن أن يكون عملاقا اقتصاديا وحضاريا وقزما عندما يتعلق الأمر بالدفاع، لأن العالم تغير".

روسيا وفرنسا يبتعدان
فى الوقت ذاته، تنشغل روسيا بتعزيز العلاقات مع الصين وإيران وكوريا الشمالية؛ فيما يشير إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسى أيضًا إلى أن الاهتمام الأمريكى يتركز بعيدًا عن أوروبا، وقال: "إنه إذا كانت الأولوية القصوى لواشنطن هى الولايات المتحدة، فإن ثانى أولوياتها هى الصين".

وقال ماكرون فى مؤتمر صحفى فى يناير الماضي: "لهذا السبب أيضًا أريد أوروبا أقوى، تعرف كيف تحمى نفسها ولا تعتمد على الآخرين".

أنصار ترامب فى أوروبا
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن ترامب لديه أنصار فى أوروبا، وخاصة الشعبويين المؤيدين لروسيا مثل أوربان فى المجر، لكن رئيس الوزراء البريطانى السابق بوريس جونسون أثار بعض الدهشة عندما زعم مؤخرا أن "رئاسة ترامب قد تكون على وجه التحديد ما يحتاجه العالم".

ويعد جونسون مؤيدًا قويًا لأوكرانيا فى الحرب الروسية الأوكرانية، فى حين أشاد ترامب مرارًا وتكرارًا ببوتين، وقال: "إنه سينهى الحرب فى غضون ٢٤ ساعة". ومع ذلك، قال جونسون فى عمود لصحيفة "ديلى ميل": "إنه لا يعتقد أن ترامب "سيتخلى عن الأوكرانيين"، ولكنه بدلًا من ذلك سيساعد أوكرانيا على الفوز فى الحرب، مما يترك الغرب أقوى "والعالم أكثر استقرارًا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أمريكا ترامب الانتخابات الرئاسية الامريكية الولایات المتحدة حلفاء أمریکا أسوشیتد برس إلى أن

إقرأ أيضاً:

عمليات ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة تسجل رقما قياسيا

سلطت صحيفة، واشنطن بوست، الأمريكية الضوء على ترحيل إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية 271 ألفا و484 مهاجرا إلى ما يقرب من 200 دولة في السنة المالية الماضية.

ونشرت الصحيفة، اليوم الخميس، التقرير السنوي للإدارة الذي أفاد بأن هذا العدد من المرحلين هو أعلى رقم مسجل خلال عقد من الزمان.

ولفتت الصحيفة إلى أن معظم المرحلين كانوا قد عبروا الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بشكل غير قانوني، كجزء من عدد قياسي من الأشخاص الفارين من الفقر والانهيار الاقتصادي في نصف الكرة الغربي بعد الوباء. وغطى تقرير إدارة الهجرة والجمارك عمليات الإنفاذ من 1 أكتوبر 2023 إلى 30 سبتمبر 2024.

وبحسب الصحيفة، يعد التقرير هو الحساب الختامي لإدارة الهجرة والجمارك بشأن إنفاذ قوانين الهجرة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل.

ووعد ترامب بإطلاق أكبر حملة ترحيل في تاريخ أمريكا بشكل فوري، على الرغم من أنه قدم تفاصيل قليلة أو متضاربة حول كيفية إدارتها. وظلت مستويات توظيف ضباط إنفاذ قوانين الهجرة راكدة لسنوات.

وذكرت الصحيفة أن بايدن تولى منصبه في عام 2021، متعهدا بوقف عمليات الترحيل، وأرسل إلى الكونجرس مشروع قانون كان من شأنه أن يسمح لمعظم المهاجرين غير المسجلين البالغ عددهم 11 مليونا في الولايات المتحدة بالوصول إلى مسارات الحصول على الجنسية.. لكن زيادة عدد المعابر الحدودية أفسدت خططه، وانتهى الأمر بمسؤولي بايدن إلى توسيع عمليات الاحتجاز والترحيل بدلا من الحد منها.

وأشارت الواشنطن بوست إلى أن عمليات الترحيل التي قامت بها إدارة الهجرة والجمارك خلال فترة ولاية ترامب الأولى بلغت ذروتها عند 267 ألفا و260 مهاجرا خلال السنة المالية 2019، وفقا للبيانات. وفي عهد ترامب، كان من المرجح أن يكون المرحلون أفرادا تم القبض عليهم في المناطق الداخلية من الولايات المتحدة، وليسوا عابري حدود حديثًا.

وقال مسؤولون فيدراليون في مجال الهجرة، إن هناك عدة عوامل دفعت إلى الزيادة الإجمالية في عمليات الإنفاذ والترحيل خلال العام الماضي، وخاصة إلى السلفادور وجواتيمالا وهندوراس، التي قبلت المزيد من الرحلات الجوية التي تنقل المرحلين من الولايات المتحدة.

كما وسعت إدارة الهجرة والجمارك بعد "جهود دبلوماسية مكثفة" عدد الرحلات الجوية المستأجرة العام الماضي إلى دول في نصف الكرة الشرقي، بما في ذلك أول رحلة ترحيل كبيرة إلى الصين منذ السنة المالية 2018. وذهبت رحلات أخرى إلى ألبانيا والهند والسنغال وأوزبكستان.

ووفقا للصحيفة، تُظهر السجلات أن بايدن أوفى إلى حد كبير بوعده بالتركيز على المهاجرين الذين يشكلون أولوية قصوى للترحيل، بما في ذلك الذين عبروا الحدود مؤخرا والأشخاص الذين يشكلون تهديدا للأمن القومي أو السلامة العامة.

ويعيش حوالي 11 مليون مهاجر غير موثق في الولايات المتحدة، ويقوم مسؤولو الهجرة عادة بترحيل جزء صغير منهم كل عام، ويرجع ذلك جزئيا إلى تراكمات طويلة الأمد في محاكم الهجرة الأمريكية، والقيود على الميزانية، والمعارضة العامة لعمليات الترحيل في العديد من الولايات.

ويظهر تقرير عام 2024 أن أعلى أعداد المهاجرين الذين تم إبعادهم من الولايات المتحدة ذهبت إلى المكسيك وجواتيمالا وهندوراس والسلفادور. وتتعاون هذه الدول عادة مع عمليات الترحيل ومن المرجح أن يكون مواطنوها أهدافا مهمة للترحيل في ظل إدارة ترامب القادمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأنهي الفوضى في الشرق الأوسط وحرب أوكرانيا وأمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة
  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • معضلة تؤرق الاقتصاديين في الولايات المتحدة.. هل يضع ترامب حلولا لسقف الدين؟
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • الصين تحث أمريكا على التوقف عن إشعال الأزمة الأوكرانية
  • الولايات المتحدة تعيد 3 من معتقلي غوانتانامو بينهم شخص أعتقل منذ 17 عام دون توجيه اتهامات له
  • وزير الدفاع البريطاني يقترح نشر قوات بريطانية في أوكرانيا لتدريب الجنود
  • الحكومة الأمريكية تقترب من الإغلاق بعد رفض الجمهوريون مشروع قانون الإنفاق الذي يدعمه ترامب
  • أمريكا: باكستان تطور صاروخا يستطيع ضرب الولايات المتحدة
  • عمليات ترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة تسجل رقما قياسيا