المشاورات التي عقدت في جوبا عاصمة جنوب السودان كانت فرصة كبيرة لمكونات الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية للالتقاء مع بعضها وكذلك التوافق مع قوى سياسية أخرى متفاهمة معها وتتفق معها في الموقف السياسي من الحرب والصراع في السودان(بعد ان تجاوزنا مرحلة التصنيفات والانتماء للمعسكرات)، ندرك اننا أتينا الي جوبا للاستماع إلينا عن ما جرى ولتقديم رؤيتنا ووجهة نظرنا نحو الحل للصراع الذي تعيشه البلاد وتمتد لخارج الحدود.

وهذا ما استطعنا أن نوجزه في الورقة التي نشرت في ختام المشاورات ونعتقد انه موقف سياسي راشد ومعقول يمكن البناء عليه لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي تعيشها بلادنا، الأطراف والقيادة السياسية دورها تقديم الحلول الممكنة ووظيفتها الأساسية البحث عن مخارج للازمات وكذلك أرضيات مشتركة مع الخصوم سيما والتدهور في البلاد مستمر نحو الاسفل وعلى مدار الساعة، لا يمكن أن نبدوا وكاننا دعاة حرب ومشعلي الفتن ونحن في الأصل ضحاياها وغدرنا في بيوتنا! جوبا تريد أن تلعب دوراً للسلام ولملمة الأطراف لايمكن استغلال منبرها لأي شي آخر ، لذلك مساعدتها لتساعدنا قضية مهمة يجب الانتباه لها، اما بقية القضايا الأخرى يمكن أن تبحث في منابر مختلفة.مبارك أردول

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شهرُ الفقد

ريما فارس

شهرُ رمضان، شهرُ الخير والبركة، يقترِبُ، لكنه يحمل في طياته هذا العام وجعًا يثقل القلب. كيف نستقبله وقد فقدنا سيد الكلمة والخطاب؟ كيف سنرتل آياته ونحن نفتقد الصوت الذي كان يعانق قلوبنا في ليالي القدر، يشحذ الهمم، ويوقظ الأرواح؟ كيف سنرفع الأكف بالدعاء ونحن نعلم أن هناك روحًا نقية كانت تسابقنا إلى الدعاء، إلى البذل، إلى الصدق، إلى التضحية؟

يأتي شهر رمضان ليذكرنا أن العطاء لا يموت، وأن الأرواح العظيمة لا تغيب، بل تبقى في الأثر، في الفكرة، في النهج. إنه شهر مضاعفة الأجر، شهر الإنفاق والصدقات، شهر المواساة لمن ضاقت بهم الدنيا. كان سيدنا مدرسة في ذلك، كان يرشدنا أن الفقير ليس مُجَـرّد يد ممدودة، بل هو باب إلى الجنة، وأن العطاء لا يقاس بالحجم، بل بالنية التي تسكنه.

لكن هذا العام، الموائد ستنقص وجهًا، والمساجد ستفتقد حضورًا، والمآذن لن تردّد صدى كلماته بعد الآن. سيأتي رمضان، وسنحاول أن نكون أوفياء لروحه، أن نحمل الرسالة كما كان يحملها، أن نعطي كما كان يعطي، أن نسير في خطاه كما لو كان لا يزال بيننا، يخبرنا أن الخير هو ما يبقى، وأن التضحية هي طريق العظماء.

حفيد الإمام الحسين (ع) رحل، لكن دربه لم يرحل. شهر رمضان يأتي ليختبرَ وفاءَنا، لنرى هل سنكمل المشوار؟ هل سنحمل مشعل البذل؟ هل سنكون الأمناء على العهد؟ رحم الله سيد الأُمَّــة، سيد الكلمة، سيد الروحانية… رمضانك في الجنة أجمل، ونحن على العهد باقون.

* كاتبةٌ لبنانية

مقالات مشابهة

  • هل لبعث الأصل دورا في انقلاب الميليشيا
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • ولد الددو يوضح كيف نستعد لعلامات الساعة.. وما وقع منها وما لم يقع
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • الخارجية التركية: ندعو مجددا الأطراف إلى إيقاف إطلاق النار وإحلال السلام لتجنب إراقة المزيد من الدماء
  • مشاورات تركية-بريطانية في أنقرة لبحث التطورات في سوريا
  • أكدت موقفها الثابت تجاه دعم أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.. السعودية ترفض تشكيل حكومة موازية في السودان
  • شهرُ الفقد
  • رفض خليجي لتشكيل حكومة موازية في السودان