تمثل الخصوصية أمرا مثيرا للقلق عندما يتعلق الأمر ببرامج الدردشة الآلية التي تشجعك بشكل نشط على مشاركة تفاصيل شخصية أكثر بكثير من أي تطبيق آخر، وهو ما خلصت له دراسة جديدة تحت عنوان "عيد الحب"، والتي وجدت أن روبوتات الدردشة يمكن أن تكون كابوسا للخصوصية، بحسب موقع "بزنس إنسايدرز".

فقد قامت مؤسسة "موزيلا" غير الربحية على الإنترنت بتقييم محادثات يوم عيد الحب، فراجعت 11 روبوت دردشة، وخلصت إلى أنها جميعها غير جديرة بالثقة وتقع ضمن أسوأ فئة من المنتجات التي تقوم بمراجعتها من حيث الخصوصية.

وكتبت الباحثة ميشا ريكوف عن روبوتات الدردشة الرومانسية في التقرير: "على الرغم من أنه يتم تسويقها على أنها شيء من شأنه أن يعزز صحتك العقلية ورفاهيتك، فإنها متخصصة في تقديم التبعية والوحدة والسمية، كل ذلك مع التطفل على أكبر قدر ممكن من البيانات منك".

وشمل بحث موزيلا  11 روبوت محادثة رومانسية مختلفا يعمل بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التطبيقات المشهورة مثل ريبليكا وتشاي ورومانتك إيه آي وكرش أون. إيه آي.

وحصل كل تطبيق من هذه التطبيقات على علامة تفيد بأن "الخصوصية غير مشمولة" في هذا البرنامج، مما يضع روبوتات الدردشة هذه ضمن أسوأ فئات المنتجات التي استعرضتها موزيلا على الإطلاق.

ووفقا للبحث، فإن 73% من التطبيقات لا تشارك المستخدمين كيفية إدارة الثغرات الأمنية، و45% منها تسمح بكلمات مرور ضعيفة، وجميعها باستثناء واحد تشارك أو تبيع البيانات الشخصية.

وعلاوة على ذلك، تنص سياسة الخصوصية الخاصة ببرنامج "كرش أن. إيه آي" على أنه يمكنها جمع معلومات عن الصحة الجنسية للمستخدمين، والأدوية الموصوفة، والرعاية التي تؤكد الجنس، وفقا لتقرير موزيلا الذي نشره موقع بيزنس إنسايدرز.

وأشارت مؤسسة موزيلا إلى أنه في الماضي شجعت هذه التطبيقات السلوكيات الخطيرة، بما في ذلك الانتحار ومحاولة اغتيال الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بحسب بيزنس إنسايدرز.

أما بالنسبة لأولئك الذين يجدون أن احتمالية الرومانسية التي يعتمدها الذكاء الاصطناعي مستحيلة المقاومة، فتنصحهم مؤسسة موزيلا باتخاذ العديد من الاحتياطات، بما في ذلك عدم قول أي شيء لا تريد أن يقرأه زميل أو أحد أفراد الأسرة، واستخدام كلمة مرور قوية، واختيار عدم المشاركة في تدريب الذكاء الاصطناعي، والحد من وصول التطبيق إلى ميزات الهاتف المحمول الأخرى مثل الموقع والميكروفون والكاميرا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين

يعقّد التقدّم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن جانب جديد في نظام يشهد تطوّرا متواصلا.
يؤكد جاي داس، رئيس شركة الأسهم الخاصة "سافاير فانتشرز"، في مؤتمر أُقيم هذا الأسبوع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي "يُعدّ إحدى الفرص (الاستثمارية) التي لا نشهدها سوى مرة واحدة كل جيل".
ويوضح أنه، خلال السنوات الخمس الفائتة، تم استثمار مبالغ طائلة في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي توليدي مثل "تشات جي بي تي"، وشراء الرقائق اللازمة لتصميمها.
تنتهي هذه المرحلة الأولى مع أعداد كبيرة من هذه النماذج القادرة على توليد محتوى حسب الطلب وباللغة اليومية، وغالبا ما تكون مجانية مع تكاليف ابتكار منخفضة.
وينبغي على رواد الأعمال ومحترفي تكنولوجيا المعلومات أن يتخيّلوا حاليا نظاما مبنيا على هذه الأسس، وهي التطبيقات وروبوتات الدردشة المتخصصة والبرامج المُساعِدَة.
تقول لورين كولودني، المشاركة في تأسيس شركة الأسهم الخاصة "أكرو كابيتال" إن "ثمة حاليا شركات ناشئة كثيرة" في سوق الذكاء الاصطناعي، مضيفة أنّ "الصعوبة تكمن في الاستشراف بشكل جيد".
وتضيف "أحد الأمور الأكثر تعقيدا عند الاستثمار مبكرا" في حياة شركة، "هو فهم من سينجح في الحصول على ميزة تنافسية في دورة الذكاء الاصطناعي هذه"، والتي تتغير معاييرها.
ويقول فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في شركة "ألفا إديسون" التي تدعم الشركات الناشئة "ما يهمّ هو جودة نموذج عملك، وليس التكنولوجيا التي تستخدمها".
وعلى المستثمرين بحسب توماش تونغوز، مؤسس شركة "ثيوري فنتشرز"، أن يكونوا على دراية بما هو أوسع من نطاق الشركة الناشئة.
ويقول هذا الموظف السابق في شركة "غوغل": "ندرس نظام القطاع المعني بأكمله، لا فقط النموذج الاقتصادي لهذه الشركة".
الحماية ضد المنافسة
بالنسبة إلى البعض، يشكل إبعاد المنافسين بصورة كافية تحديا عندما لا تكون المشهدية مستقرة بعد.
يقول جوش كونستين من شركة "سيغنال فاير" للخدمات الاستثمارية "لا يكفي أن تكون الأول، بل ينبغي أن تكون لديك البيانات الصحيحة والخبراء"، مضيفا "المهم حاليا هو البيانات".
ويشير إلى "إيفن آب"، وهي منصة دعم لمحامي المسؤولية المدنية، لتحسين إعداد طلبات التعويض الخاصة بعملائهم.
أنشأت الشركة، التي استثمرت فيها "سيغنال فاير"، قاعدة معلومات بشأن اتفاقيات ودية بين الضحايا وشركات التأمين، غالبا ما تكون سرية.
يقول جوش كونستين إنّ "ذلك يوفر صورة لكل محام، اعتمادا على الخصائص الطبية للملف واستنادا إلى البيانات التاريخية، عمّا يمكن للشخص المطالبة به".
ويتابع "لا تمتلك اوبن ايه آي ولا حتى أنثروبيك هذه البيانات"، مضيفا "مَن ينشئون قواعد بياناتهم الخاصة سيحققون أكبر قدر من النجاح".
بالإضافة إلى اللاعبين الصغار، لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تكتفي بتزويد رواد الأعمال والمطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، ولكنها تريد راهنا تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام.
في بداية فبراير الماضي، تسرّب عبر الانترنت عرض لبرنامج افتراضي جديد ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".
يقول كونستين "إن ذلك يشبه إلى حدّ ما فيسبوك قبل عشر سنوات"، مضيفا "إذا اخترعت تطبيقا قريبا جدا من أعمالهم، فتكون قد خاطرت بأن يطلقوا شيئا مشابها ويسحقوك".
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة "ان اف اكس"، أنّ الحماية ضد المنافسة لا تتعلق بالبيانات.
ويقول "في 95% من الحالات، أستطيع توليدها بنفسي أو نسخها (...) من دون الحاجة إلى بياناتك".
ويقول فين تشاو "إذا لم تبتكروا شيئا يتمحور على الإنسان ويمكن أن يتناسب مع الروتين اليومي ليوم العمل، فلن ينجح الأمر".

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي «تيك توك» يفرض قيودًا جديدة على وقت استخدام الأطفال المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل
  • استشاري: الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على بعض الوظائف التقليدية
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • أيام أقل لتدريب الموظفين الجدد بفضل الذكاء الاصطناعي
  • إيران.. إطلاق منصة وطنية لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
  • الذكاء الاصطناعي في يد الهاكرز.. ديب سيك R1 يمكنه تطوير برامج الفدية الخبيثة
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
  • الجديد وصل .. جوجل تتحدى آبل في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصي
  • الصين تدخل الذكاء الاصطناعي إلى مناهج الابتدائية