ظاهرة لا تبشر بخير.. شباب يقولون لا للزواج إلا بعد الأربعين
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
عند الحديث عن أسباب تأخر سن الزواج، يجب أن نضبط المصطلحات الصحيحة.. ففي فترة ليست بالبعيدة، كان الشباب يشتكي من تأخر الزواج لأسباب تقريبا جلها مادية، مثل السكن والعمل والظروف الحياتية المزرية، وبعضها اجتماعية محضة. أما الآن، فالتأخر انقلب عزوفا وقطيعة لأسباب مستحدثة وغير موضوعية، ولا تخرج عن كونها مبررات واهية.
إن ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج باتت ظاهرة ترهق المجتمع، وتنخر هيكله شيئا فشيئا، حيث لا تزال الأسباب الموضوعية اقتصادية بحتة، خاصة غلاء المهور وأزمة السكن.
من بين أسباب عزوف الشباب الأخرى، العلاقات العاطفية الفاشلة، التي عادة ما تبدأ في سن مبكرة، السمة فيها قلة النضج والتهور، وتنتهي هذه العلاقات بالفشل الذريع، لأن معظمها لا يتسم بالجدية، ويقابل برفض الأهل. الباحثون الاجتماعيون ينوهون إلى نقطة مهمة، هي انتشار مبدإ المساواة في الحرية والتحرر من قيود المجتمع الذي تنتهجه المرأة أكثر فأكثر. المرأة اليوم صارت تتمتع بالاستقرار المادي والنفسي، ما جعلها تؤخر مشروعي الزواج والإنجاب، ريثما تحقق أحلامها وتصل إلى أهدافها، ولكن قطار الحياة قد لا يتوقف في كل المحطات، فتجد المتحررة منهن نفسها تملك المال ولا تملك على من تنفقه.
هناك كارثة بكل المعايير، مرتبطة بشغف الكثير من الرجال بفكرة الاستقلالية وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية وتكوين أسرة وإنجاب أطفال، وعدم الثقة في اختيار الشريك الصحيح، حتى أصبحت الصورة الذهنية عن الزواج عموما مشوهة، في نظر شريحة معتبرة منهم.
صار الشباب يفكرون بدل النساء، ويرون بأنهن يرغبن في استمرار استقلاليتهن ولا يبحثن عن تحمل المسؤولية، وهي نفس نظرة الطرف الآخر، فالفتيات ينظرن إلى الشبان على أنهم غير مهيئين لتحمل المسؤولية.
شباب على كف عفريت
سألنا الكثير من الشباب عن سبب عزوفهم، أو تأخرهم، عن الزواج، وكل الإجابات كانت تصب في بوتقة واحدة:
الزواج مكلف والعلاقات مزيفة.. والكثير طرح ظاهرة الطلاق والخيانة، وأيضا الصورة المشوهة التي تسوقها خاصة المؤثرات عن الزواج، حيث يتفاخرن بمشاكلهن وطلاقهن في الستوريهات واللايفات.
منير، في الأربعين، ليس مكترثا للضغوط التي تمارس عليه من عائلته، خاصة والدته، للزواج: “أنا لست مستعدا للتفريط في حريتي، في محيط الأصدقاء.. أرى الكثير من المشاكل والطلاق وأمورا لم نكن نسمع عنها من قبل”. أكرم، لم يتجاوز الخامسة والثلاثين، ويجد نفسه صغيرا على الارتباط، ويبرر ذلك بأنه لم يجد بعد من يمكنه الوثوق فيها في غابة الذئاب”. أما علي، فهو كهل في الخمسين، لم يعد يفكر في الزواج، بعد قصة حب فاشلة، وبعد أن أدرك- كما يقول- أنه كان يعيش وهما. عبد الرحمن، قصته مختلفة، فهو كان على وشك الزواج، لكنه اكتشف أن زوجته المستقبلية تطالب ببيت مستقل عن أمه، وهو ما رفضه رفضا قاطعا، لذا، قرر العزوف عن الزواج، بعد أن انهار عشه الزوجي قبل البناء.
نبيل، في السادسة والثلاثين، ورغم مركزه وراتبه الممتاز، يؤجل فكرة الارتباط، لأنه لا يؤمن بأن الزواج سيوفر له السعادة التي يجدها في السفر وارتياد المطاعم والخرجات مع الأصدقاء والاستقلالية، “صحيح أن فكرة الأبوة ملحة، لكني لن أغامر باستقلاليتي الآن.. ربما بعد الأربعين”.
عبد المالك، موظف بسيط في شركة خاصة، لا يرفض فكرة الزواج، بل يؤجله إلى حين إيجاد المعلمة أو الطبيبة التي ستساعده على تحمل ثقل المسؤولية وتساعده على توفير متطلبات الأسرة.
وجهة نظر مهدي غريبة، لكنها لا تخلو من معنى، فهو يقول إنه عوّل على الزواج منذ 5 سنوات، لكنه لا يزال يجمع المال للمراسم، خاصة أن تكاليف الزواج تتضاعف كل سنة.
إن حللنا الأسباب التي ذكرناها، نجد أن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بالنسبة كبيرة في تفاقم ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج، بعد أن برز مؤشر جديد أكثر خطورة من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، هو انتشار نماذج فاشلة جعلت الشباب يهابون فكرة الزواج، وأسقطت قدسية تكوين أسرة من أولوياتهم، بالإضافة إلى شروط الزواج التعجيزية، التي لا تزال قائمة إلى حد الساعة. فأرباب الأسر يرون بأن من واجبهم الاطمئنان على بناتهم، بطلب الشقة والسيارة ومهر يقصم ظهر البعير. أما الشباب، فيعلنون عدم قدرتهم على تحقيق أحلام البنات بزفاف أسطوري وشهر عسل في جزر المالديف وأطقم الذهب والألماس والبيت المستقل والقائمة طويلة… وبين هذا وذاك، طار الزواج في مهب الريح.
فاروق كداش – الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عن الزواج
إقرأ أيضاً:
إحالة للتحقيق.. ماذا حدث في جولات وكيل وزارة الشباب بالإسكندرية؟
قررت وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية الدكتورة صفاء الشريف إحالة العاملين بمركز شباب طوسون للتحقيق بسبب عدم الانضباط.
جولات مفاجئة على جميع المراكز لمتابعة سير العملوذكرت مديرية الشباب والرياضة، في بيان اليوم، أنه في إطار الجولات المفاجئة المستمرة لمتابعة سير العمل داخل مراكز الشباب،بعروس البحر، أجرت الدكتورة صفاء الشريف، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية، جولة تفقدية موسعة شملت عددًا من مراكز الشباب بالمحافظة، تضمنت مراكز شباب: الحرية، الأنفوشي، طوسون، أبو قير، شملت أحياء الجمرك ووسط والمنتزه.
رافق وكيل الوزارة خلال الجولة لجنة موسعة ضمت وكيل المديرية للشباب، ومديري عموم إدارات الشباب والرياضة، ومديري إدارات الطلائع، وإعداد القادة، والعلاقات العامة والإعلام، إلى جانب معاوني مدير المديرية.
إشادة بمراكز شباب الحرية والأنفوشيبدأت الجولة بزيارة مركز شباب الحرية، حيث تفقدت عددًا من المنشآت داخل المركز، منها حمام السباحة المُنشأ بنظام حق الانتفاع، وملعب كرة القدم، والمبنى الإداري، وصالة الجيم، وحلبة المصارعة، مشيدة بمستوى التنظيم والنظافة وانتظام العاملين بالمركز.
وتوجهت بعد ذلك إلى مركز شباب الأنفوشي، حيث تفقدت الملاعب المختلفة، والمبنى الإداري، ومحطة الطاقة الشمسية التي دخلت مرحلة التشغيل التجريبي، في إطار توجه الدولة نحو استخدام الطاقة المتجددة.
كما شملت الزيارة حديقة الأطفال من ذوي الهمم، التي أُنشئت بالتعاون مع نادي الروتاري، والمراكز التطوعية لتنمية الطفولة المبكرة بالتعاون مع منظمة اليونيسف، والتي تهدف إلى تعزيز قيم المشاركة منذ الصغر.
وشملت الجولة زيارة تنسيقية للمدينة الشبابية بأبو قير، لبحث تنفيذ عدد من الفعاليات خلال الفترة المقبلة، حيث تفقدت منطقة الألعاب الترفيهية والملاعب، أعقبها زيارة لمركز شباب أبو قير ورافق سيادتها الدكتور مدير المدينة الشبابية وتفقد الملاعب والمبنى الإداري، وقد أكدت خلال الزيارة علي ضرورة سرعه الانتهاء من ضوابط الرعاية الصحية لأعضاء المركز.
إحالة العاملين بمركز شباب طوسون للتحقيقواختتمت وكيل الوزارة جولتها بزيارة مركز شباب طوسون،حيث لم يتواجد سوى موظفة خدمة عامة واحدة. وعلى الفور قررت إحالة جميع العاملين بالمركز إلى التحقيق، مشددة على أننا حريصون على فرض الانضباط الإداري ورفع كفاءة الأداء الوظيفي في جميع المراكز وتقديم انشطه مختلفه تخدم كافه الفئات العمرية.
وفي المقابل، أعربت الشريف عن تقديرها للمستوى المتميز لمراكز شباب الأنفوشي، الحرية، وأبو قير، ووجهت الشكر للعاملين بها على جهودهم الواضحة في تقديم خدمات متميزة وبيئة مناسبة للشباب والنشء.
تأتي هذه الجولات تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والفريق احمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، بضرورة المتابعة الميدانية المستمرة، والتأكد من جاهزية مراكز الشباب لاستقبال الفعاليات الكبرى والمشروعات القومية التي تستضيفها محافظة الإسكندرية علي مدار العام.