لا يخفى على أحد أن مصر تواجه تحديات خطيرة، ومخططات بشعة تروج لها جماعة الإخوان، لبث اليأس والإحباط لدى الناس، واستغلال ظروف الناس المعيشية ونشر رأى مضاد للدولة المصرية، فنجد مثلاً نفراً يروج لأن حياة الناس لم يطرأ عليها أى تغيير وبدون تحسن فى ظروفهم المعيشية، وأن الأسعار يشكو منها الجميع بلا استثناء، وتوفير لقمة العيش بات بصعوبة بالغة وبشق الأنفس.
كل هذه الأمور تسرى داخل المجتمع كما النار فى الهشيم، ويتم بث هذه الأمور بطريقة احترافية ومبتكرة، تجعل ضعاف النفوس أو الذين لا يدركون الأمور يرددون الشائعات، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى هذا الشأن على أعلى مستوى، مما يساعد على تحقيق هدف المخططات فى إصابة الناس باليأس والإحباط.
الذى يحدث أن مصر الجديدة، التى تصدت لمخططات الجماعة الإرهابية، وتواجه تحديات ولا تزال حتى كتابة هذه السطور تقوم بمهام جليلة بعد اختفاء الإرهاب ودخول أصحابه الجحور، كان السبب فى أن يستخدم أصحاب المخططات هذه الأساليب القذرة بهدف إحداث ما يسمى بالفوضى التى دعت إليها دول الشر وفشلت مع هذا الشعب المصرى العظيم، ولأن الدولة المصرية أعادت بناء مؤسساتها وتنهض الآن فى مشروعات وطنية عملاقة، لم تحدث من ذى قبل راح أصحاب الشائعات بستخدمون ما يملى عليهم من الخارج باستخدام سلاح الشائعات بهدف نشر اليأس والإحباط بين الناس واللعب على وتر الظروف المعيشية التى يعانى منها الناس.
لا أحد ينكر أن هناك إجراءات صعبة من أجل الإصلاح الاقتصادى، ولا أحد ينكر أن المصريين يريدون تحسين الظروف المعيشية، ومن حق هذا المواطن أن يجنى الثمار، ومن حق المواطن أن يستعجل الحياة الكريمة التى يتغياها، كل ذلك حق مشروع وواجب على الدولة أن توفره بدون معاناة.. لكن يبقى سؤال: هل يمكن أن يحدث ذلك فى ظل هذه الظروف الصعبة والتحديات الجسام؟
الأمور تحتاج إلى المزيد من الوقت حتى يتحقق للناس ما يريدون وما يحلمون من حياة رغدة أو على الأقل تحقيق حلم الحياة الكريمة، لا بد أن نتذكر أن البلاد كانت فى هوة سحيقة وجاءت ثورة 30 يونيو لإنقاذها بفضل هذا الشعب العظيم، ونتذكر حالة الترويع والرعب التى كان يتعرض لها كل مصرى خلال هذه الحقبة السوداء من حكم الجماعة الإرهابية، الآن عاد الاستقرار والأمن، والآن تقوم الدولة بمشاريع عملاقة، الآن يتم التأسيس لدولة وطنية حديثة، وستعود نتائجها بالخير على الجميع ابتداء من الحصول على الحرية والكرامة الإنسانية وانتهاء بالحياة الكريمة التى يحلم بها الجميع.. من هنا ليعلم الجميع أن الذين يثيرون الرأى العام بالشائعات، لم يعد أمامهم سوى هذا السلاح الفتاك، لكن المصريين أصحاب الفضل فى كل شيء سيفوتون على الجميع هذا الأمر بحكمتهم وإرادتهم الواعية.
تقسيم ليبيا أو تفتيت سوريا أو تجزئة اليمن والعراق ومآسى السودان لا يرضى المخطط الغربى الأمريكى، فكل هذه الدول لا تشفى غليل هؤلاء الأوباش، بل إن الهدف الرئيسى هو مصر التى تستعصى عليهم.. الهدف الأسمى هو سقوط مصر، ورغم أن هذه الدول العربية التى سقطت فى مستنقع التمزيق والنعرات الطائفية، إلا أن ذلك لا يرضى أصحاب المخططات الإجرامية، العين مفتوحة على مصر وهى المراد الرئيسى وجماعة الإخوان بدورها أداة ستظل بين الحين والآخر تمارس السفك وتنشر الأكاذيب فى محاولات مستميتة من أجل نشر الفوضى والاضطراب باعتبار أن ذلك هو المفتاح لسقوط مصر.
التربص قائم والخطر مستمر والأعداء يتحينون الفرصة فى الخارج والداخل، فلا بد من تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين الذين لا هم لهم سوى إسقاط الدولة أو على الأقل إهدار تماسكها وقوتها فى هذه المهاترات ومنع عودتها قوية متينة.. وهذا يقتضى من الجميع أن يفيق ويتخلى عن أية فرقة أو أية فرصة لأى متربص يساعد فى تحقيق هدف الغرب وأمريكا وأدواته.
ويجب على الجميع أن يتخلى عن أى شىء يبث الخلاف بين الأمة المصرية وعلى النخبة بالبلاد أن تنتبه لهذه الكارثة قبل فوات الأوان، كما أن على النخبة أن تقوم بهذا الدور فى توعية الجميع.. احذروا المتربصين بمصر قبل الوقوع فى مستنقع الفوضى والتشرذم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جماعة الإخوان لقمة العيش
إقرأ أيضاً:
داوود الشريان: «الفوضى الخلاقة» أثبتت فشلها على الأرض.. وانتقلت إلى فضاء التواصل الاجتماعي
أكد الإعلامي السعودي داوود الشريان، أن نظرية الفوضى الخلاقة التي أطلقها المستشرق اليهودي برنارد لويس، وتبنتها السياسة الأميركية عام 2005، أثبتت فشلها على الأرض، وقد انتقلت إلى فضاء التواصل الاجتماعي.
وقال الشريان، في تدوينة بعنوان «فوضى التواصل الخلاقة»، عبر حسابه على إكس: « إن فضاء التواصل الاجتماعي بات مسرحا للعنف اللفظي، وتغييب القيم، وصار الفرد يدعي أنه يمثل هوية شعب، ويكتب بمنطق الإثارة والدعاية، ويجر الناس إلى عصور ظلامية بكلام سياسي بلا معنى».
وجاء ذلك، ردا على ما نشرته مجلة بوليتيكو، بشأن اعتزام مجلس العموم البريطاني استدعاء الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، للاستجواب على خلفية دور منصة «إكس» في نشر تعليقات حرضت على أعمال شغب هزت بريطانيا.
وبرنارد لويس، هو فيلسوف يهودي أمريكي، يعد عراب الفوضى الخلاقة، وضع خطة تقسيم الشرق الأوسط، ورأى ضرورة ضرب العرب بعصا بين أعينهم، وكان أحد أهم دعاة الحرب على العراق.