بوابة الوفد:
2024-12-29@04:32:12 GMT

أهلا رمضان

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

رمضان على الأبواب استدعوا يا أحباب! كان جيل الآباء والأجداد عند الاستعداد لشهر رمضان لا يفكرون فى شراء السلع والسلال الغذائية وتتبع الحملات المحمومة فى شراء ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات والياميش، إذ كانوا يفكرون فى شىء آخر مختلف تماما عن المواد الغذائية، فتفكيرهم انحصر فى إعداد خطة بموجبها يتفرغون فى هذا الشهر الكريم للعبادة، وهذه الخطط تجعلهم فى رمضان ليس لديهم ارتباطات كثيرة ولا أعمال شاقة، فيحاولون توفير مصروفهم على أسرهم خلال شهر رمضان.

وكان جيل الأجداد مترابطا أسريا ومجتمعيا، ويزداد ترابطه فى رمضان، فتجد الرجال من العائلة الواحدة يتجمعون على الإفطار فى مكان واحد وكذا النساء، بل إن رجال القرية أو الحى الواحد يجتمعون على الإفطار وشرب القهوة فى جو من المحبة والألفة والصلة.

وتتواعد المرأة فى رمضان جاراتها، بإرسال شيء من الطعام قبل الإفطار مع الصغار، كنوع من الصلة والقربة والعبادة.

لا يفكر الأجداد غالباً فى المآكل والمشارب والاستهلاك، وإنما يكفيهم ما تعودوه فى الأيام السابقة لرمضان، ولا تغيير فى شيء من الطعام فى الغالب، وإن كان ولابد من هذا التغيير فإنهم يجعلون وجبة السحور ثقيلة نوعا ما، حتى تمدهم بالطاقة فى نهارهم، وأثناء قيامهم بالأعمال التى لابد من القيام بها ولا يستطيعون تأجيلها.

تسهم نساء الأجداد فى رمضان بتوفير مؤنة الشهر وتجهيزها قبل رمضان، رغبة فى تقليل الجهد أثناء الصوم، مثل توفير دقيق يكفى للشهر بحيث تطحن على الرحى ما يلزمها، وإذا بدأ الصيام تقوم المرأة بإعداد الفطور والسحور لأهل البيت، مع توفير حظ كبير من وقتها لقراءة القرآن وقيام الليل.

السهر لم يكن يعرفه الأجداد، إلا أن يكون قياما فى الليل لقراءة القرآن والنوافل، فهم يصلون التراويح ثم ينامون، أما إحياء الليل فى جلسات واجتماعات وتعويض سهر الليل بنوم النهار فلم يكن عند الجيل السابق، إذ ينطلقون لأعمالهم من بعد صلاة الفجر فى مزارعهم ومتاجرهم، حتى قرب الظهر، ثم يعودون لبيوتهم وبعضهم يبقى فى المزارع مستظلّين بالشجر أخف عليهم من البيوت التى عادة تخلو من وسائل التهوية.

كانت الأيام والأجواء أجمل وذات اختلاف كبير عن الأجواء فى الوقت الحالى، فيسترجع الأجداد الذكريات التى مهما مر عليها من الزمن لا تزال محفورة فى وجدانهم، بداية من ليلة رؤية الهلال وأول سحور إلى لحظات توديع الشهر الكريم.

فدائما ما يروى الأجداد قصصا وذكريات جميلة عن أجواء شهر رمضان التى قد عاشوها فى الماضى ومدى الاختلاف بعدما كانت عليه أيام زمان وما تغير فى الوقت الحالى.

من ظواهر شهر رمضان أن يكون لدى كل طفل فانوس خاص به، ويتجمع الأطفال ثم يذهبون ويطرقون أبواب الجيران ويقومون بغناء «وحوى يا وحوى» و«حالو يا حلو رمضان كريم يا حالو» حيث كانت هناك أغانٍ معينة يقوم الأطفال بغنائها فى رمضان (فك الكيس وادينا بقشيش يا حلو) وهكذا، ولم تتسبب هذه العادة فى أى إزعاج للجيران، بل على العكس كانت البيوت تفتح للأطفال، وكان أهل المنزل يشعرون بالسعادة لبهجة وبراءة الأطفال، ويقوم الجيران بإعطاء الأطفال التمر أو السودانى أو الأوراق الجديدة من الأموال أو بعض قطع الحلوى.

وكان يفرح الأطفال كثيراً، وتعد هذه الظاهرة من ظواهر الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك.

اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان بلاغ قبول وتوفيق وبارك لنا فيه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب أهلا رمضان حكاية وطن رمضان على الأبواب الاستعداد لشهر رمضان شهر رمضان فى رمضان

إقرأ أيضاً:

حكم تأخير صلاة الوتر لآخر الليل وأداؤها في البيت.. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه: "هل الأفضل صلاة الوتر في أول الليل، أو صلاتها آخر الليل في البيت؟".

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن صلاة الوتر وغيرها من النوافل الأفضلُ فيها أن تكون في البيت؛ ففي الحديث المتفق عليه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلاَةِ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ».

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ، فَإِنَّ اللهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا» رواه مسلم في "صحيحه".

وتأخير الوتر لمَنْ يغلبُ على ظنه أنَّه يستيقظ أفضلُ من صلاتها أول الليل؛ ففي الحديث الذي رواه مسلم في "الصحيح" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ».

مقالات مشابهة

  • السوداني يؤكد حرص الحكومة على توفير أفضل الخدمات الصحية للمواطنين
  • مسك الليل.. إصدار مسرحي جديد لميسرة صلاح الدين
  • التضامن الاجتماعي تدشن المرحلة الثانية لمبادرة " أنا موهوب" من الاسمرات بالشراكة مع وزارة الثقافة
  • حكم تأخير صلاة الوتر لآخر الليل وأداؤها في البيت.. دار الإفتاء تجيب
  • إبداعات|| "وكان إنسان".. محمود جاد - الأقصر
  • عجائب قيام الليل ودعائه في الشتاء.. فرصة لا تتركها
  • أعرف أفضل وقت لقيام الليل؟.. كيفية أدائه وفضله
  • حكايات مؤلمة من داخل «مملكة الشحاتين»
  • وكان قرارًا جانبه الصواب!
  • لفتة إنسانية.. مستشفى جامعة أسوان يحتفل بعيد ميلاد طفل لمساعدته على الشفاء..شاهد