رمضان على الأبواب استدعوا يا أحباب! كان جيل الآباء والأجداد عند الاستعداد لشهر رمضان لا يفكرون فى شراء السلع والسلال الغذائية وتتبع الحملات المحمومة فى شراء ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات والياميش، إذ كانوا يفكرون فى شىء آخر مختلف تماما عن المواد الغذائية، فتفكيرهم انحصر فى إعداد خطة بموجبها يتفرغون فى هذا الشهر الكريم للعبادة، وهذه الخطط تجعلهم فى رمضان ليس لديهم ارتباطات كثيرة ولا أعمال شاقة، فيحاولون توفير مصروفهم على أسرهم خلال شهر رمضان.
وكان جيل الأجداد مترابطا أسريا ومجتمعيا، ويزداد ترابطه فى رمضان، فتجد الرجال من العائلة الواحدة يتجمعون على الإفطار فى مكان واحد وكذا النساء، بل إن رجال القرية أو الحى الواحد يجتمعون على الإفطار وشرب القهوة فى جو من المحبة والألفة والصلة.
وتتواعد المرأة فى رمضان جاراتها، بإرسال شيء من الطعام قبل الإفطار مع الصغار، كنوع من الصلة والقربة والعبادة.
لا يفكر الأجداد غالباً فى المآكل والمشارب والاستهلاك، وإنما يكفيهم ما تعودوه فى الأيام السابقة لرمضان، ولا تغيير فى شيء من الطعام فى الغالب، وإن كان ولابد من هذا التغيير فإنهم يجعلون وجبة السحور ثقيلة نوعا ما، حتى تمدهم بالطاقة فى نهارهم، وأثناء قيامهم بالأعمال التى لابد من القيام بها ولا يستطيعون تأجيلها.
تسهم نساء الأجداد فى رمضان بتوفير مؤنة الشهر وتجهيزها قبل رمضان، رغبة فى تقليل الجهد أثناء الصوم، مثل توفير دقيق يكفى للشهر بحيث تطحن على الرحى ما يلزمها، وإذا بدأ الصيام تقوم المرأة بإعداد الفطور والسحور لأهل البيت، مع توفير حظ كبير من وقتها لقراءة القرآن وقيام الليل.
السهر لم يكن يعرفه الأجداد، إلا أن يكون قياما فى الليل لقراءة القرآن والنوافل، فهم يصلون التراويح ثم ينامون، أما إحياء الليل فى جلسات واجتماعات وتعويض سهر الليل بنوم النهار فلم يكن عند الجيل السابق، إذ ينطلقون لأعمالهم من بعد صلاة الفجر فى مزارعهم ومتاجرهم، حتى قرب الظهر، ثم يعودون لبيوتهم وبعضهم يبقى فى المزارع مستظلّين بالشجر أخف عليهم من البيوت التى عادة تخلو من وسائل التهوية.
كانت الأيام والأجواء أجمل وذات اختلاف كبير عن الأجواء فى الوقت الحالى، فيسترجع الأجداد الذكريات التى مهما مر عليها من الزمن لا تزال محفورة فى وجدانهم، بداية من ليلة رؤية الهلال وأول سحور إلى لحظات توديع الشهر الكريم.
فدائما ما يروى الأجداد قصصا وذكريات جميلة عن أجواء شهر رمضان التى قد عاشوها فى الماضى ومدى الاختلاف بعدما كانت عليه أيام زمان وما تغير فى الوقت الحالى.
من ظواهر شهر رمضان أن يكون لدى كل طفل فانوس خاص به، ويتجمع الأطفال ثم يذهبون ويطرقون أبواب الجيران ويقومون بغناء «وحوى يا وحوى» و«حالو يا حلو رمضان كريم يا حالو» حيث كانت هناك أغانٍ معينة يقوم الأطفال بغنائها فى رمضان (فك الكيس وادينا بقشيش يا حلو) وهكذا، ولم تتسبب هذه العادة فى أى إزعاج للجيران، بل على العكس كانت البيوت تفتح للأطفال، وكان أهل المنزل يشعرون بالسعادة لبهجة وبراءة الأطفال، ويقوم الجيران بإعطاء الأطفال التمر أو السودانى أو الأوراق الجديدة من الأموال أو بعض قطع الحلوى.
وكان يفرح الأطفال كثيراً، وتعد هذه الظاهرة من ظواهر الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك.
اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان بلاغ قبول وتوفيق وبارك لنا فيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب أهلا رمضان حكاية وطن رمضان على الأبواب الاستعداد لشهر رمضان شهر رمضان فى رمضان
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يستجاب الله دعائي رغم إني أقيم الليل وأصلي الفجر حاضرًا كل يوم
لماذا لا يستجاب الله دعائي؟، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يستجاب للمرء ما لم يعجل" قالوا وكيف يعجل يا رسول الله؟ قال: "دعوت فلم يستجب لي"، فمن يستأخر استجابة الدعاء يتسبب في عدم اجابته أصلًا، فنحن ندعو الله كي نعبده، لا كي نعرفه بحاجاتنا، فهو يعرف ما نريد من الأساس، فالدعاء ليس لنعلمه بما نريد ولا لنضغط عليه أننا نحتاجه أو نحو ذلك، وهذه إجابة لكل من يتساءل الكثير من الذين يواظبون على عبادة الدعاء أنهم يدعون الله كثيرا ولا يُستجاب لهم فلماذا يتأخر استجابة الدعاء؟ وما هى أسباب عدم إجابة الله للدعاء؟
وعلى من يتساءل طالما أن المكتوب مكتوب لن ادعو؟، فعليه أن يحذر من الاستحسار عن الدعاء لن يجعل بينك وبين الله وصل، فالمولى عز وجل يتودد إليك ويحبك ويتفضل عليك ويفتح لك بابا من الوصل"، فالدعاء وصل ووصال، وحين قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"، فالله من سيجيب الدعاء.
لماذا لا يستجاب الله دعائي رغم اني اقيم الليل واصلي الفجر حاضر كل يوم ؟إن الله تعالى لا يقضي على المؤمن قضاء إلا كان خيراً له، وأنه لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على وجه الأرض وليس عليه خطيئة، وأنه ما من عبد يدعو الله في الأرض بدعوة إلا أعطاه بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل الله له دعوته، أو يصرف عنه من الشر مثلها، أو يدخرها له أحوج ما يكون إليها.
فعلى الإنسان منّا أن يحسن الظن بالله عز وجل الذي خلقه ورزقه وهو جنين في بطن أمه، ويثق أنه تكفل برزقه حتى تموت، فإن روح القدس نفث في روع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.
وعلى كل إنسان دعا الله كثيراً أطمئن فدعواتك لم تذهب سدى، وأن الله يؤخر الإجابة لحكمة، ولمصلحة العبد أحياناً، فإن من عباد الله من لا يصلحه إلا الفقر، فلو أغناه لطغى. ولعل الله عوضه بصحة في بدنه، أو دفع بلاء لم تعلمه، وأراد أن يستنبط من قلبه عبوديته من دعاء وخوف ورجاء، فاصبر، وقل خيراً، وظن بالله خيراً، فإنه عند ظن عبده به. وإياك أن تسأم من الدعاء، فإنه لب التوحيد، ولو لم يكن لك من هذه المعاناة إلا تحصيل فضل الدعاء لكفى، فإنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء، وعليك بتقوى الله، فإنها أوسع أبواب الرزق، (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً).
قالت دار الإفتاء المصرية أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن عدم الدعاء لتأخر الإجابة فيقول “: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ ”.
وأضافت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الدعاء هو العبادة ليس معناه أن العبادة محسورة في الدعاء ولكن معناه ان الدعاء الغرض منه عبادة الله سبحانه وتعالى وذلك لما فيه من إخلاص وذلك لقوله تعالى “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ”.
وأشارت الي أن الله يحب الإلحاح في الدعاء ويحب أن يسمع دعاء عبده وهو يناجيه ويصرف الله بالدعاء عنا شر ما لا نطيق والدعاء أما ان يجاب أو يؤخر له ثوابه في الاخرة أو يصرف الله عنا به من السوء مثل الدعاء مؤكدا على أن الدعاء يرد القدر .
الذنوب التي ترد الدعاء وتمنع استجابته1) سوء النيّة
كأن تنوي لنفسك شرّاً أو لغيرك، كدعاء بعض الناس على غيرهم بالموت أو الإصابة بالمصائب، فهنا لا يستجيب الله الدّعاء، وهذا من رحمته القدير علينا.
2) خبث السريرة
كأن تدعو في ظاهر دعائك بالخير وتضمر الشرّ في قلبك، فالله لا يستجيب الدّعاء أبداً في هذه الحالة.
3) النفاق مع الغير
من أحد الذنوب التي تمنع استجابة الدّعاء، فإن كنت تنافق أحياناً في تعاملك مع غيرك، فابدأ بنفسك وغيّرها وابتعد عن النفاق حّتى يستجيب الله دعاءك، ولا تظلم أحداً.
4) تأخير الصلوات المفروضة علينا عمداً
حتّى يذهب وقتها من أسباب حبس الدّعاء كذلك.
5) الابتعاد عن الفحش في القول
واستخدام ألطف الكلام وأهذبه في الحديث والقول مع الغير، وأكثر من الصدقات وأعمال الخير التّي تقرّبك من الله عزّ وجلّ وتجعلك من أحبابه المقرّبين، وابتعد عن الأعمال المحرّمة التي حرّمها الله علينا حّتى لا يحلّ غضبه ولعنته عليك.
لماذا لا يستجيب الله دعائي؟وقال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بـ دار الإفتاء، إن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء قد يغير من القدر، إلا أن بعض القدر الذي نريد تغييره شراً وقد يكون خيراً لذلك لا ينبغي أن يتعجل الإنسان في الحكم بالقبول من عدمه، مشيراً إلى أنه ينبغي على الإنسان أن يلتزم بـ 3 أمور قبل الدعاء وحتى الإجابة، وهي: الأخذ بالأسباب، الدعاء، وترك النتائج لله".
وأجاب أمين الفتوى بدار الإفتاء قائلاً: "الله يستجيب الدعاء عاجلاً أم آجلاً وقد قال ذلك في قوله تعالى:" ادعوني استجب لكم"، فطالما دعوت كن على يقين أن الله سيستجيب، واعلم أن يقينك باستجابة الله لدعائك من شروط استجابة الدعاء، وعليك بالإلحاح في الدعاء والصبر لأن الله يحب العبد الذي يلح في دعائه أكثر من مرة
أن من شروط استجابة الدعاء ان يكون مطعمك ومشربك من حلال خالص .
عدم استجابة الدعاءأكل الحراممن أسباب عدم الاستجابة أكل الحرام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» (رواه مسلم).