بوابة الوفد:
2024-11-05@23:55:12 GMT

أهلا رمضان

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

رمضان على الأبواب استدعوا يا أحباب! كان جيل الآباء والأجداد عند الاستعداد لشهر رمضان لا يفكرون فى شراء السلع والسلال الغذائية وتتبع الحملات المحمومة فى شراء ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات والياميش، إذ كانوا يفكرون فى شىء آخر مختلف تماما عن المواد الغذائية، فتفكيرهم انحصر فى إعداد خطة بموجبها يتفرغون فى هذا الشهر الكريم للعبادة، وهذه الخطط تجعلهم فى رمضان ليس لديهم ارتباطات كثيرة ولا أعمال شاقة، فيحاولون توفير مصروفهم على أسرهم خلال شهر رمضان.

وكان جيل الأجداد مترابطا أسريا ومجتمعيا، ويزداد ترابطه فى رمضان، فتجد الرجال من العائلة الواحدة يتجمعون على الإفطار فى مكان واحد وكذا النساء، بل إن رجال القرية أو الحى الواحد يجتمعون على الإفطار وشرب القهوة فى جو من المحبة والألفة والصلة.

وتتواعد المرأة فى رمضان جاراتها، بإرسال شيء من الطعام قبل الإفطار مع الصغار، كنوع من الصلة والقربة والعبادة.

لا يفكر الأجداد غالباً فى المآكل والمشارب والاستهلاك، وإنما يكفيهم ما تعودوه فى الأيام السابقة لرمضان، ولا تغيير فى شيء من الطعام فى الغالب، وإن كان ولابد من هذا التغيير فإنهم يجعلون وجبة السحور ثقيلة نوعا ما، حتى تمدهم بالطاقة فى نهارهم، وأثناء قيامهم بالأعمال التى لابد من القيام بها ولا يستطيعون تأجيلها.

تسهم نساء الأجداد فى رمضان بتوفير مؤنة الشهر وتجهيزها قبل رمضان، رغبة فى تقليل الجهد أثناء الصوم، مثل توفير دقيق يكفى للشهر بحيث تطحن على الرحى ما يلزمها، وإذا بدأ الصيام تقوم المرأة بإعداد الفطور والسحور لأهل البيت، مع توفير حظ كبير من وقتها لقراءة القرآن وقيام الليل.

السهر لم يكن يعرفه الأجداد، إلا أن يكون قياما فى الليل لقراءة القرآن والنوافل، فهم يصلون التراويح ثم ينامون، أما إحياء الليل فى جلسات واجتماعات وتعويض سهر الليل بنوم النهار فلم يكن عند الجيل السابق، إذ ينطلقون لأعمالهم من بعد صلاة الفجر فى مزارعهم ومتاجرهم، حتى قرب الظهر، ثم يعودون لبيوتهم وبعضهم يبقى فى المزارع مستظلّين بالشجر أخف عليهم من البيوت التى عادة تخلو من وسائل التهوية.

كانت الأيام والأجواء أجمل وذات اختلاف كبير عن الأجواء فى الوقت الحالى، فيسترجع الأجداد الذكريات التى مهما مر عليها من الزمن لا تزال محفورة فى وجدانهم، بداية من ليلة رؤية الهلال وأول سحور إلى لحظات توديع الشهر الكريم.

فدائما ما يروى الأجداد قصصا وذكريات جميلة عن أجواء شهر رمضان التى قد عاشوها فى الماضى ومدى الاختلاف بعدما كانت عليه أيام زمان وما تغير فى الوقت الحالى.

من ظواهر شهر رمضان أن يكون لدى كل طفل فانوس خاص به، ويتجمع الأطفال ثم يذهبون ويطرقون أبواب الجيران ويقومون بغناء «وحوى يا وحوى» و«حالو يا حلو رمضان كريم يا حالو» حيث كانت هناك أغانٍ معينة يقوم الأطفال بغنائها فى رمضان (فك الكيس وادينا بقشيش يا حلو) وهكذا، ولم تتسبب هذه العادة فى أى إزعاج للجيران، بل على العكس كانت البيوت تفتح للأطفال، وكان أهل المنزل يشعرون بالسعادة لبهجة وبراءة الأطفال، ويقوم الجيران بإعطاء الأطفال التمر أو السودانى أو الأوراق الجديدة من الأموال أو بعض قطع الحلوى.

وكان يفرح الأطفال كثيراً، وتعد هذه الظاهرة من ظواهر الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك.

اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان بلاغ قبول وتوفيق وبارك لنا فيه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب أهلا رمضان حكاية وطن رمضان على الأبواب الاستعداد لشهر رمضان شهر رمضان فى رمضان

إقرأ أيضاً:

من منتصيف الليل... اعتداءات إسرائيلية على هذه القرى الجنوبية

شنّ العدو الإسرائيلي سلسلة اعتداءات طالت الأراضي الجنوبية.

ومن منتصف الليل حتى الساعة 11:00 صباحاً، جاءت الإعتداءات على الشكل التالي:

غارات من الطيران الحربي:
-  عيناثا 
- كونين 
- الطيري 
- الصوانة 
- قبريخا 
- الجبين
- يارين
- برج رحال
- الحلوسية
- قانا
- البياض
- رشكنانية 
- زوطر الشرقية 

 غارات من الطيران المسيّر: 
- زوطر الشرقية 

 قصف مدفعي: 
- كونين
- عيناثا
- الطيري
- حانين

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأعترف بنتائج الانتخابات إذا كانت نزيهة
  • المهن التقليدية.. جسر بين ماضي الأجداد ومستقبل الشباب
  • بيعمل شو.. مروة صبري تكشف عن رأيها فى محمد رمضان
  • كانت بتغني في كورال الأطفال.. قصة تعارف وارتباط أحمد فهمي بزوجته أميرة فراج
  • من منتصيف الليل... اعتداءات إسرائيلية على هذه القرى الجنوبية
  • ترامب: لم أعترف بالهزيمة وكان يجب ألا أغادر البيت الأبيض
  • 8 فوائد عظيمة لصلاة قيام الليل.. وهذا أفضل وقت لإدائها
  • أجا الليل وأجا همه.. المساء كابوس يومي يرعب أهالي غزة
  • مديرة صندوق النقد الدولي: شرفت بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وكان اللقاء مثمرا وملهما
  • كيف كانت السينما في زمن وحيد حامد؟ (تقرير)