اعتذار لـ«ناتالى الفرنسية»
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
واقعة شهدها مطار الأقصر منذ أيام، بدأت بظهور جسم غريب على شاشات اجهزة المطار، داخل حقيبة تمتلكها سائحة أجنبية تعمل محامية تدعى «ناتالى 56 سنة» فرنسية الجنسية، وبتفتيش الحقيبة عثر على تمثال صغير، واشتبه القائمون على المطار، فى أنه قطعة اثرية، وبسؤال السائحة الاجنبية، اخبرتهم بأنها اشترت التمثال كتذكار من احد البازارات بـ250 يورو، وحتى هذه التفصيلة من القصة، نشكر رجال مطار الأقصر على يقظتهم.
نستكمل باقى تفاصيل الواقعة والتى أقل ما توصف به انها مؤسفة، وتم إخطار الدكتور مدير عام الوحدة الأثرية بمطار الأقصر، وتشكيل لجنة للفحص والمعاينة من قبل الوحدة الأثرية، وتم إعداد تقرير فحص وانتهت فى تقريرها إلى أن القطعة أثرية وتخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، وأوصت اللجنة بمصادرة القطعة لصالح وزارة الآثار، وبناء عليه تم احتجاز السيدة «ناتالى الفرنسية»، من قبل رجال الأمن، وتحرير محضر برقم 753 لسنة 2024 إدارى قسم الأقصر، وخضعت لتحقيقات.
تفاصيل الواقعة المؤسفة لم تنتهِ إلى هذا الحد، ووفقا لما صرحت به الجهات الرسمية المسئولة عن الجمارك والسياحة، فإن النيابة العامة، أمرت بتشكيل لجنة عليا من خبراء متحف الأقصر، وعرض القطعة على المعامل المعتمدة للوزارة، والذين قالوا فى النهاية بعد المعالجة الكيميائية والميكانيكية إن القطعة ليست تمثالًا حقيقيًا وإنما مقلد، واعتمدت النيابة على التقرير الأخير فى إبراء ذمة السائحة، بعد 8 ايام من الاحتجاز بقسم شرطة الأقصر بدون وجه حق.
التفاصيل لم تنهِ بعد، السيدة «ناتالى الفرنسية»، خرجت بتصريحات لعدد من وسائل الاعلام الاجنبية وقالت «انها تم احتجازها داخل غرفة مساحتها لا تتخطى 10 أمتار مع ما يقرب من 40 متهما، موضحة ان المحامى الذى عين كوكيل عنها، حاول ان يدفعها للاعتراف بخطأ لم ترتكبه بدلا من الدفاع عنها والبحث عن الحقيقة.
قصة «ناتالى الفرنسية»، لها إيجابيات وسلبيات، الايجابيات أن رجال مصر فى المطارات يقظون، ولن يسمحوا بالتفريط فى كنوز الوطن، أما عن السلبيات، والتى سنذكرها ليتم تداركها، يجب محاسبة المسئولين عن بيع تمثال صغير كهدية بـ250 يورو، ثم محاسبة رئيس اللجنة التى اصدرت التقرير الأول الذى تم بناء عليه احتجاز «ناتالى».
رسالتى للقائمين على السياحة والآثار المصرية: السائح الأجنبى مرآة للدخل المصري، ومصدر مهم للعملة الصعبة، التى نبحث عن توفيرها، فيجب ان نحافظ على صورة مصر وسمعتها امامه بشتى الطرق، فتدريب كافة المحتكين بالسائح الاجنبى على كافة سبل التعامل وثقافة استقبال الضيوف، هى طوق النجاة، واعادة الريادة لمصر مرة أخرى سياحيا وأثريا.
ورسالتى الاخيرة لـ«ناتالى الفرنسية»: اعلمى أن مصر والمصريين لديهم تاريخ كبير فى حب الشعوب والتسامح، والضيافة، وحسن الاستقبال، وعودى مرة أخرى لزيارة مصر والاستمتاع بطقسها الذى منحها الله لها وجعلها قبلة كافة الضيوف شرقا وغربا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اعتذار ياسر إبراهيم رسالة مطار الأقصر فرنسية الجنسية
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفرنسية تعلق على قرار الجنائية الدولية بحق اعتقال نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين ليستا حكمًا قضائيًا بل مجرد إضفاء للطابع الرسمي على الاتهام.
وأوضحت الوزارة أن فرنسا تلتزم بالعمل المستقل للمحكمة الجنائية الدولية وفقًا لنظام روما، مشددة على دعمها لاستقلالية المحكمة وحيادها في التعامل مع القضايا.
وفي سياق متصل، أعربت حكومة سلوفينيا عن احترامها لمذكرتي الاعتقال، مؤكدة التزامها التام بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية، وذلك في خطوة تعكس دعمًا للآليات القانونية الدولية المتعلقة بالمحاسبة على الجرائم الدولية.