بوابة الوفد:
2024-11-23@18:52:53 GMT

السعى إلى المساجد وعمارتها

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

مكانة المساجد فى الإسلام عظيمة، يقول الحق سبحانه: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا الله فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ» (التوبة: 18)، لذا كان أول ما بدأ به النبى (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر من مكة إلى المدينة هو تأسيس المسجد النبوى الشريف، واختار له المكان الذى بركت فيه ناقته (صلى الله عليه وسلم) فاشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه, وأسهم فى بنائه بنفسه، «فعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين بركَت به راحلتُه: هذا – إن شاء الله – المنزلُ، ثمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغُلاَمَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ، لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالاَ: لاَ، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا.

. «(صحيح البخاري).

وقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين الذين يسعون إلى المساجد بالرجال فقال سبحانه: «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ واللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (النور: 36 - 38)، وفى ثواب السعى إلى المساجد يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعدَّ الله لَهُ فى الجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ» (متفق عليه)، وهو من أكثر الأعمال التى يمحو الله بها الخطايا ويرفع بها الدرجات يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله! قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ» (صحيح مسلم).

وعمارة المساجد تكون مبنى ومعنى، مبنى: ببنائها، ونظافتها، وطهارتها، والاهتمام بها، ففى الصحيحين أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ الله بَنَى الله لَهُ مِثْلَهُ فِى الْجَنَّةِ» (متفق عليه)، وعن أبى هريرة (رضى الله عنه): «أنَّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ (أو شابًّا) ففقدها رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) فسأل عنها (أو عنه) فقالوا: مات قال: أفلا كنتُم آذَنْتُمونى قال: فكأنهم صَغَّروا أمرَها فقال: دُلُّونى على قبرِها، فدَلُّوه، فصلَّى عليها ثم قال: إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها وإنَّ الله (عز وجل) يُنوِّرُها لهم بصلاتى عليهم»(صحيح مسلم).

ومعنى: بالذكر، والصلاة، وقراءة القرآن، ومدارسة العلم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ» (صحيح مسلم)، وعنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ(رضى الله عنه) قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) وَنَحْنُ فِى الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِى غَيْرِ إِثْمٍ، ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ الله (عز وجل)، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبل»(صحيح مسلم).

فما أجمل عمارة بيوت الله (عز وجل)، ولا سيما ونحن فى هذه الأيام المباركة على عتبات الشهر الكريم.

وزير الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صلى الله علیه وسلم ى الله ع إ ل ى ال ا ر س ول

إقرأ أيضاً:

حكم أكل البصل يوم الجمعة.. هل نهى النبي عن تناوله؟

ورد عن حكم أكل البصل يوم الجمعة نهي من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نظرا لاجتماع المسلمين في المساجد لأداء صلاة الجمعة وعدم تعرض الناس للإيذء من الرائحة الناتجة عن أكل البصل يوم الجمعة.

أكل البصل يوم الجمعة

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن عن حكم أكل البصل يوم الجمعة إن هناك 3 أطعمة تحرمك من ثواب صلاة الجماعة، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه نهى المُصلي عن أكل ثلاثة أطعمة، إذا ما أراد أداء صلاة الجماعة في المسجد.

وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الثلاثة أطعمة التي تحرم الإنسان من صلاة الجماعة في المسجد، ومن ثم تُضيع ثوابها عليه، هي: «البصل، الثوم، والكرات»، لافتة إلى أنه يُستحب تجنب الأكل من بعض الأطعمة التي تسبب الرائحة المزعجة عند إرادة الاجتماع بالناس وخاصة صلوات الجماعة والجمعة.

طعام النبي

ووَرَدَ في سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم الحضُّ على أكل بعض أنواع الأطعمة؛ كالعسل، والتلبينة، والعجوة، ووَرَدَ كذلك أنه كان يحبُّ بعض الأطعمة؛ لكنه لم يأمر بأكلها، وكان مِنْ حِرْص الصحابة رضي الله عنهم على اتباع طريقته أنهم كانوا يتابعونه في النوعين؛ الذي حضَّ عليه، الذي أحبَّه دون أن يأمر به، وكان من هذا النوع الثاني أكلُه صلى الله عليه وسلم للدبَّاء؛ وهي القرع أو الكوسة.

فقد روى البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قال: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا وَمَرَقًا، فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم "يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ القَصْعَةِ"، قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: "فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ".

والمرق هو الحساء، والقديد هو اللحم المجفَّف، وحوالي القصعة أي جنباتها؛ فهذا يُشْبه في زماننا حساء الخضار به قطع اللحم مع الكوسة.

سنن تناول الطعام

وعن سنن تناول الطعام فقد ورد عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث، وقال: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان»، وأمرنا أن نسلت القصعة [أي نمسحها ونتتبع ما بقي فيها من الطعام]، قال: (فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) رواه مسلم".

كما قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ البَعِيرِ، وَلَكِن اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلَاثَ، وَسَمُّوا إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ، وَاحْمَدُوا إِذَا أَنْتُمْ رَفَعْتُمْ»، وبقوله- عليه الصلاة السلام-: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمَصَّ مَصًّا، وَلَا يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ»، والعَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ، وعَبَّتِ الدَّلْوُ: إذا صوَّتَتْ عند غَرْف الماء، والكُبَادُ: وجعُ الكبد.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمن يأكل في معىّ واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء» رواه البخاري.

وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (إذا أكل أحدكم؛ فلا يمسح يده؛ حتَّى يَلعقها أو يُـلعقها) متفق عليه.

مقالات مشابهة

  • أوقات مكروه فيها دفن المتوفى .. تعرف عليها
  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • انطلاق قافلة دعوية إلى مدينة بيلا بكفر الشيخ (صور)
  • حكم أكل البصل يوم الجمعة.. هل نهى النبي عن تناوله؟
  • لأئمة المساجد.. نص خطبة الجمعة مكتوبة اليوم بالأوقاف
  • عاجل.. حان وقتها.. صحيح أذكار الصباح من الكتاب والسنة
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم