في ظلال الحرب والاضطرابات الجيوسياسية.. هذه قدرات الأردن للتعامل مع الأزمات
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
العبادي: الأردن يمتلك ملاجئ محصنة لإيواء المدنيين عشرات المشافي وأكثر من 7000 مدرسة تتحول إلى مراكز إيواء في الأزمات مخزون القمح يصل إلى 10 شهور كاملة الشوبكي: محطة العطارات للصخر الزيتي تنتج قرابة 450 ميغا واط، أي خمس استهلاك المملكة
وسط إقليم ملتهب على مدار عقود، لا يعد الأردن بمعزل عن الأزمات والكوارث الطبيعية، لا سيما في الوقت الذي يشهد فيه شرق المتوسط حالةً من عدم الاستقرار الجيوسياسي؛ في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واستهدافه البشر والحجر هناك منذ 132 يوماً.
اقرأ أيضاً : اجتماع أردني سوري عراقي لبناني لبحث مكافحة آفة المخدرات
ومنذ بداية العدوان، يرى مراقبون أن المنطقة ليست بمنأى عن التدحرج نحوَ مواجهة عسكرية موسعة سيكون لها تداعيات شتّى على الأردن.
ويتجلّى ذلك في تصريحات مسؤولين أردنيين كبار يرون أن التداعيات في الأراضي المحتلة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وينبّهون إلى مخاطر ارتداد ذلك على المملكة في حال تنفيذ مخطط تهجير للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة.
لذلك أكد مسؤولون أن عمان ستتعامل مع محاولات التهجير من "تل أبيب" كإعلان حرب.
ووسط تواصل العدوان على قطاع غزة طرحت تساؤلات حول استعدادات الأردن ومدى جهوزيته في مواجهة أي تداعيات.
ماذا يعني إعلان حالة الحرب؟الخبير الاستراتيجي في إدارة الأزمات إبراهيم العبادي يوضح لـ"رؤيا" أن إعلان حالة الحرب في حال تهجير الفلسطينيين، بحسب ما جاء على لسان الحكومة لا يعني بالضرورة الإقدام على مواجهة عسكرية مع "تل أبيب"، إنما في مرحلته الأولى يشير إلى عدة نقاط، على النحو التالي:
إنهاء معاهدة وادي عربة للسلام. إلغاء الاتفاقيات التجارية والاقتصادية. وقف العمل أو الحديث عن أي مشاريع مستقبلية بين الطرفين في المجالات كافة. إغلاق الحدود، والمجال الجوي بين الطرفين.ووفقا للعبادي فإن إعلان حالة الحرب في حال حدث يعني عودة العلاقة بين الأردن والاحتلال إلى ما قبل توقيع اتفاقية السلام عام 1994، حين كان الطرفان في حالة حرب. لكن آخر مواجهة عسكرية بينهما كانت عام 1973 على الأراضي السورية، مشيرا إلى أن حالة الحرب لا تعني الدخول في مواجهة مسلحة.
وتعد دول عالمية عديدة في حالة حرب متقابلة، إلا أنها لا تشهد مواجهات عسكرية.
الأردن يملك ملاجئ محصنة لإيواء المدنيينولأن الدول تسعى لتجهيز ذاتها بأفضل الاستعدادات، تعد الملاجئ أمراً لا غنى عنه للتعامل مع حالات الكوارث والحروب.
ويؤكد مصدر أمني مسؤول لـ "رؤيا" أن الأردن يملك البنى التحتية والخطط المتقدمة للتعامل مع التحديات المحتملة، كافة دون أن يكشف تفاصيل أوسع في هذا الصدد.
لزوم السريةالخبير الاستراتيجي في إدارة الأزمات إبراهيم العبادي يرى من جانبه أن الدولة لا تعلن عن خططها واستعداداتها ما لم تستدعِ الضرورة ذلك، مشيرا إلى أن الأردن يملك ملاجئ محصنة لإيواء المدنيين وحمايتهم في حال اندلاع مواجهة عسكرية، إلا أنها مغلقة في الوقت الحالي: "لأننا لسنا في حالة حرب مع أي طرف".
وبين العبادي أن البنى التحتية للمملكة في هذا السياق ممتازة، بوجود ملاجئ إيواء في المدن الرئيسة ومناطق ذات كثافة سكانية، عدا عن وجود ملاجئ في المنشآت الحساسة وعدد من المستشفيات.
وتملك المملكة ملاجئ إيواء ضد الأسلحة البيولوجية، كما توجد مدارس وجامعات محددة لدى الجهات الرسمية مسبقا يتم تحويلها إلى مراكز إيواء في حالة الكوارث والأزمات، حسب العبادي.
ويعرف الملجأ بأنه "مأوى محصنا يحتمي فيه المدنيون والعسكريون من قنابل الطائرات أو الهجمات الكيميائية و قذائف المدفعية. وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الباردة استخدمت الملاجئ مخابئ للأسلحة ومرافق للتخزين ومراكز للقيادة ".
عشرات المشافي وأكثر من 7000 مدرسة تتحول إلى مراكز إيواء في الأزماتولم يغب عن بال صناع القرار إعداد خطة وطنية متكاملة للتعامل مع الأزمات بأنواعها، إذ تملك الدولة خطط استجابة سريعة للطوارئ الصحية، وإدارة الأزمات الصحية والاستجابة للتحديات التي تفرضها. يتجلى ذلك عبر تطبيق استراتيجية صحية وطنية تشاركية بين جميع الجهات ذات الاختصاص.
وتعتمد الاستراتيجية على تأمين مخزون استراتيجي احتياطي من الأدوية والأمصال والمطاعيم والمستهلكات الطبية، بالإضافة إلى فلاتر غسيل الكلى، والمحاليل الوريدية، والغازات الطبية، ولوازم المختبرات والأشعة والتخدير، ومستلزمات عيادات طب الأسنان.
ووفقا لمصادر رؤيا، فإن المستشفيات في الأردن تملِك قدرات عالية للتعامل مع الأزمات المختلفة؛ بحيث تتحوط لمخزون استراتيجي من الأدوية واللوازم الطبية لمدّة 6 أشهر، وفي بعضها يصل إلى 10 أشهر.
وبالعودة للأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية، شهدت البلاد توسعا في عدد المرافق والخدمات الصحية ونوعيتها. حيث وصل عدد المستشفيات إلى أكثر من 126 مستشفى حكومي وخاص، فيما ارتفع عدد الأسرة إلى 16 ألفا، وفقا لمدير مديرية الأزمات في وزارة الصحة الدكتور إبراهيم لبيب.
بينما بلغ عدد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة أو الخدمات الطبية الملكية أكثر من 695، إضافة إلى أكثر من 80 مركزا تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومؤسسات خيرية.
وفي الأردن 4060 مدرسة حكومية، حسب تصريحات الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم د. أحمد المساعفة.
وفي الإجمال، يضم الأردن 7315 من بينها 3093 مدرسة خاصة و 169 تابعة لوكالة الغوث، إضافة إلى 48 مدرسة ثقافَة عسكرية، وفق دائرة الإحصاءات العامة.
مخزونٌ غذائيٌ آمنتشير المعطيات إلى أن الأردن حقق تقدما في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي؛ إذ جاء بالترتيب الـ47 عالميا عام 2022 صعوداً من 62 في 2020، وفق تصريحات سابقة لوزير الزراعة خالد حنيفات مستشهداً بتصنيف منظمة الزراعة والغذاء العالمية "فاو".
ويعد مخزون القمح والمواد الغذائية الأساسية هدفا استراتيجيا للدولة، بحيث تسعى دائما لامتلاك مخزونٍ يكفي لعدة أشهر؛ وذلك لتتمكن من تأمين احتياجات مواطنيها خلال فترات الأزمات.
الناطق الرسمي باسم وزارة الصناعة والتجارة ينال برماوي أشار في وقت سابق إلى أن مخزون الأردن من القمح يصل إلى 10 شهور كاملة، لافتاً إلى تنوع مصادر الاستيراد، من ضمنها رومانيا فيما تصل الشحنات عبر الموانئ البحرية. ويؤكد برماوي أن مخزون الأردن من الغذاء وافر جدا، سواء من المنتج المحلي أو المستورد، لا سيما وأن المواد التموينية تستورد من مناشئ مختلفة وبكل يسر وسلاسة.
وحول هذه النقطة، يقول العبادي أن المخزون الاستراتيجي من الغذاء في الأردن لا يقل عن 3 أشهر في أسوأ الظروف، بحيث يتدرج تخزين الغذاء وفقا لأسس تتمثل بالمواد الأساسية كالقمح مثلا، الذي لا يقل مخزونه عن 6 أشهر؛ تليِه السلع الأساسية بمخزون يكفي 3 أشهر على أقل تقدير.
يشاطرْهما الطرح الخبير في مجال الأمن الغذائي عمران الخصاونة، الذي يؤكد أن وضع الأردن في الأمن الغذائي "جيد جدا". على أن الخصاونة يشكو في حديث ل"رؤيا" من ارتفاع نسبة الهدر في الغذاء؛ لافتا إلى أن "أكثر من ثلث غذاء الأردنيين يذهب هدرا"، وفق تقارير أممية.
ووفقاً لمؤتمر القمة العالمي للأغذية في عام 1996 فإن تعريف الأمن الغذائي هو:
"وضع يتحقق عندما يتمتع جميع الناس في جميع الأوقات بإمكانية الحصول المادي والاقتصادي على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي احتياجاتهم الغذائية وافضليتهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية".
وأوضح الخصاونة أن الأبعاد الثلاثة المكونة لمفهوم الأمن الغذائي تتمثل بتوفير الغذاء، وسلامته، والقدرة المادية واللوجستية للحصول عليه، مع ضرورة ديمومة هذه المكونات الثلاثة على مدار العام.
وأكد أن الأردن لا يعاني من أي مشكلات كبيرة في البعدين الأول والثاني؛ بحكم أن الغذاء متوفر وسليم نسبيا، إلا أن أغلب المشكلات تتمثل في الجزء الأول من البعد الثالث والمتعلق بقدرة الأفراد المادية للحصول على الغذاء نظرا للارتفاع الكبير بنسب الفقر والبطالة.
كيف نجعل أمننا الغذائي في حال أفضل؟الخصاونة يدعو إلى جعل الأردن مركزا إقليميا للأمن الغذائي، مستشهداً بدعوة الملك عبد الله الثاني قبل سنوات؛ وذلك بحكم موقع الأردن الاستراتيجي على خطوط التجارة العالمية.
ويتطلب تحسين حالة الأمن الغذائي تركيز الحكومة من خلال أدواتها على المحاصيل الاستراتيجية لا سيما محاصيل العجز مثل القمح والشعير وغيرها، بحسب الخصاونة الذي يدعو الحكومة إلى تغيير مقاربتها حيال الزراعة من نظرة اقتصادية إلى وطنية، إضافة إلى العمل على زيادة الوعي المحلي بأهمية الغذاء وقيمته لتلافي هدره.
ويتحدث عن فرقٍ شاسع بين مفهومَي الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي؛ إذ إن الاكتفاء الذاتي يعني قدرة الدولة على تأمين حاجتها من الأغذية من المحاصيل وأنواع الغذاء الحيوانية المختلفة بإنتاج محلي داخل حدودها، وهو ما لا يمكن لأي دولة في العالم تحقيقه؛ لعدة أسباب أبرزها العوامل الجغرافية. بينما يعرف الأمن الغذائي بحسب منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بأنه:
"تأمين الغذاء لجميع أفراد المجتمع بالكمية والنوعية اللازمتين للوفاء باحتياجاتهم بصورة مستمرة، من أجل حياة صحية ونشطة"
وحقق الأردن الاكتفاء الذاتي بشكل نسبي بإنتاج عدد من المحاصيل مثل أنواع من الخضروات والفواكه وزيت الزيتون.
الحفاظ على الأمن الغذائي في حالة الحربويبقى الحفاظ على الأمن الغذائي في الحروب والأزمات تحديا أمام الدول، ما يتطلب اتباعها خططا معدة مسبقا، من خلال تركيز الجهود على عدة زوايا:
تخزين أكبر كم ممكن من المحاصيل الاستراتيجية. توقيع عقود توريد منتجات غذائية من المنتجين العالميين. تشجيع المزارعين المحليين على زيادة مساحات زراعتهم واستخدام التقنيات الزراعية لكسر الموسمية وزيادة الإنتاجية. هل يملك الأردن أَمنا في الطاقة خلال الأزمات؟لطالما طرح هذا الأمر في غرف صناعة القرار بالأُردن الذي يعتمد على الآخرين لتأمين طاقته.
ووفقاً لأرقام صادرة عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية فإن الأردن يستورد أكثر من 90 % لتلبية حاجته من النفط الخام ومشتقاته والغاز الطبيعي. كما يعتمد في توليد الطاقة على 300 مليون م3 من الغاز يومياً تستورده شركة الكهرباء الأردنية من شركة "نوبل إنيرجي" التي كانت المشغل الرئيسي لحقلي "تمار" و"لفياثان" قبل أن تستحوذ عليها شركة "شيفرون" على شاطئ المتوسط.
الخبير في مجال النفط والطاقة عامر الشوبكي يحثّ الأردن على التحوط لا سيما أنه يعتمد على الغاز القادم من شركة عالمية في تل أبيب بنسبة 95 % لتغطية استهلاكه اليومي، بينما يعتمد على حقل الريشة بنسبة 5 %، مشيرا إلا أن ذلك لا يعني عدم تحقيق الأردن لأَمن التزود بالطاقة.
ويقول الشوبكي لـ "رؤيا" إن الأردن وصل إلى مرحلة الأمان في التزود بالطاقة؛ بعد أن سنّ قوانين فرض بموجبها على شركات توليد الكهرباء المحلية امتلاك خزانات وقود يمكنها توليد الكهرباء من خلالها لمدة لا تقل عن 14 يوما. وهذا يعد خط دفاع أول في حالات الطوارئ، لكنّه ليس كافياً، بحسب الشوبكي.
تنوع مصادر التزود بالطاقةالشوبكي يوضح بأن الأردن ما يزال يستأجر سفينة الغاز العائمة في خليج العقبة منذ 2013 ويستطيع من خلالها التحوط بطلب إرساليات غاز مسال، عبر السفينة المرتبطة بخط الغاز العربي الممتد من مصر.
وفي السياق ذاته، يفيد الشوبكي بأن محطة العطارات للصخر الزيتي تعد مصدرا آخر للطاقة، وتنتج في الوقت الحالي قرابة 450 ميغا واط، أي خمس استهلاك المملكة. ويمكن توسيع هذه الإنتاجية لتحقيق الأمن بالطاقة بشكل كامل، بحسب الشوبكي، الذي يدعو الحكومة إلى إجراء تعاقد جديد مع الشركة المشغلة لمشروع العطارات بحيث تحصل الدولة على الطاقة بأسعار مخفضة.
المياه.. تحدي الأردن الأبرزوتظلّ أزمة المياه التحدي الأبرز إذ يصنّف الأردن ثاني أفقر دولة في العالم بالمياه، وفقا للمؤشر العالمي للمياه. إذ تقدر احتياجاته المائية بـ 3 ملايين م3 يوميا للاستخدامات كافة، ورغم إدراك الحكومات المتعاقبة.
وبالنظر إلى الوضع المائي في الأردن، فإن الاحتلال الإسرائيلي يزودنا ب55 مليون م3 سنويا من مياه بحيرة طبريا، والتي تنقل عبر قناة الملك عبد الله إلى العاصمة عمان بموجب اتفاقية وادي عربة.
وفي وقت سابق قال الناطق الرسمي باسم وزارة المياه عمر سلامة إن الوضع المائي في الأردن يعد مستقرا إلى درجة كبيرة، مؤكدا أن الأردن يملك خططا شاملة للتعامل مع كافة التحديات الممكنة في هذا المجال.
وتبذل وزارة المياه كافة الجهود الممكنة لتحقيق تزويد مائي شامل لمختلف المحافظات الأردنية.
وكانت المملكة سعت منذ سنوات لتنفيذ مشاريع مثل مشروع جر مياه الديسي الضخم، ومشاريع تجديد شبكات المياه، والتوسع في إنشاء السدود، لكنها لم تؤتي أكلها بشكل وافر.
ولتخطي هذه المشكلة ينفّذ لأردن مشروع "الناقل الوطني" كخيار استراتيجي لمشكلة عجز المياه المتفاقمة؛ لأنه سيوفر 300 مليون م3 من المياه المحلاة، أي ما يزيد على احتياجات الأردن سنويا.
وبحسب سلامة يتضمن المشروع إنشاء محطات تحلية ضخمة على شاطئ مدينة العقبة، ومحطات لنقل المياه وضخها لمحافظات الأردن وسطا وشمالا، عدا عن خطة الوزارة لتقليل الفاقد المائي بمعدل 2% سنويا للوصول إلى 25% عام 2040 ومحاولات توسيع خطط جمع مياه الأمطار من خلال بناء سدود جديدة، ورفع استيعابها إلى 285 مليون م3، وإيجاد مصادر إضافية للمياه ورفع كفاءة الاستخدام خاصة في قطاع الزراعة.
وتقدر كلفة الناقل الوطني بـ 2.8 مليار دولار، بحيث خصّصت الحكومة 815 مليون دولار من خلال المنح والقروض، وتعمل على توفير المبلغ المتبقي.
ولدى استكمال المشروع، تكون المملكة قد قطعت شوطاً مهما في تأمين استعداد واسع للتعامل مع مختلف الأزمات المحتملة، في ظل وجود مؤسسات رسمية وأهلية راسخة قادرة على إدارة الدفة بحنكة واقتدار للمضي قدما في مسيرة الوطن، وضمان راحة مواطنيه وأمنهم المعيشي.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الحرب في غزة الحرب مستشفيات مدارس غذاء الدواء الأمن الغذائي مواجهة عسکریة الأمن الغذائی حالة الحرب للتعامل مع أن الأردن فی الأردن إیواء فی ملیون م3 لا سیما من خلال أکثر من فی حالة إلى أن فی حال إلا أن
إقرأ أيضاً:
المشروعات الزراعية الكبرى.. طفرة في توسيع الرقعة المنزرعة.. وخبراء: تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية يوفر الأمن الغذائي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار العقد الأخير.. حققت مصر طفرة زراعية غير مسبوقة عبر إنشاء مشروعات زراعية كبرى من خلال التوسع الأفقي، الأمر الذي يسهم في زيادة الرقعة الزراعية والمساحة المحصولية بما يمكن من تحسين نسب الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية.
ومن خلال المشروعات الزراعية عملت مصر على إقامة مجتمعات زراعية عمرانية جديدة توفر الكثير من فرص العمل، وإتاحة آفاق جديدة للاستثمار، كما تستهدف الدولة المصرية خلال الفترة القادمة استصلاح واستزراع حوالي 4 مليون فدان بالمناطق الصحراوية.
زيادة الرقعة الزراعية في مصراستطاعت مصر تحقيق زيادة في الرقعة الزراعية من خلال استصلاح واستزراع الصحراء في مساحة أكثر من 2 مليون فدان بدأت في الاستزراع والإنتاج ، وتقع هذه المساحات ضمن المشروعات القومية للتوسع الأفقي الجاري تنفيذها ومن أهمها: مشروعات جهاز مستقبل مصر بمناطق: الدلتا الجديدة بمساحة 2.2 مليون فدان - شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان - سنابل سونو بأسوان بمساحة 650 ألف فدان، ومشروع تنمية الريف المصري الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، ومشروع توشكي بمساحة 1.1 مليون فدان، بالإضافة إلى مشروعات القطاع الخاص في الوادي الجديد وشرق العوينات وتوشكى، بحسب بيان صادر عن وزارة الزراعة.
واستهدفت مصر توفير موارد مائية في ظل نقص الموارد المائية العذبة فقد لجأت الدولة المصرية إلى معالجة وتدوير مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها في الزراعة بالإضافة إلى مصادر المياه الجوفية، حيث أنفقت الحكومة مليارات الجنيهات على إنشاء محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعي لتوفير مياه الري، فضلاً عن تطبيق الممارسات الحديثة لترشيد استخدام مياه الري عبر تطبيق نظم الري الحديثة في كل مشروعات التوسع الأفقي الجديدة.
ونجحت مصر في تنفيذ عدد 17 تجمع تنموي زراعي جديد بشبه جزيرة سيناء، بواقع 7 تجمعات بجنوب سيناء، و10 تجمعات بشمال سيناء، ويستفيد من هذه التجمعات بطريقة مباشرة حوالي 2122 أسرة من أبناء سيناء والمحافظات الاخرى بواقع 5 أفدنة ومنزل لكل مستفيد وأسرته.
كما تم إنشاء 3 مراكز للخدمات الزراعية تعمل على تقديم الدعم الفني والخدمات الإرشادية للمزارعين بسيناء، وتم اعتماد عدد 2 جمعية تعاونية زراعية جديدة في مركزي الحسنة ونخل لخدمة مزارعي التجمعات الزراعية الجديدة.
ارتفاع معدلات تحصيل مستحقات الدولةكما شهدت الفترة الماضية ارتفاع معدلات تحصيل مستحقات الدولة إلى أرقام غير مسبوقة حيث وصلت قيمة المتحصلات إلى 550 مليون جنيه خلال الثلاث شهور الماضية ونأمل في تحقيق أعلى معدلات التحصيل خلال العام المالي الحالي، وقد بلغ عدد طلبات تقنين أوضاع واضعي اليد حوالى 300 طلب تقنين بإجمالي متحصلات تبلغ أكثر من 90 مليون جنيه لهيئة الإصلاح الزراعي.
زيادة الصادرات الزراعيةواسهم التوسع في الرقعة الزراعية في زيادة الإنتاج الزراعي وتوفير المتطلبات المتزايدة من الغذاء نتيجة الزيادة السكانية ، وتحسين نسب الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل الإستراتيجية، وتوفير فائض من محاصيل الفاكهة والخضر والنباتات الطبية والعطرية للتصدير مما يدعم زيادة القدرة التنافسية للإنتاج الزراعي المصري وقد نجحت الوزارة في الثلاث شهور الماضية في افتتاح أسواق جديدة، مثل السوق الصيني أمام الرومان المصري وأخيرا سوق كوستاريكا أمام البصل الطازج، علماً بأنه يتم تصديـر أكثر مـن 405 منتج زراعي إلى أكثر من 160 دولة ، مما ترتب عليه حدوث تقدم كبير في مجال الصادرات الزراعية.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن الهدف الأهم لزيادة الرقعة الزراعية هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية الرئيسية والتي تمثل ركن أساسي في تحقيق الأمن الغذائي المصر، بالإضافة إلى تحقيق فائض للتصدير للخارج.
وأكد كمالي أن المشروعات الزراعية نجحت في تحقيق طفرة كبيرة في الصادرات الزراعية والغذائية المصرية، الأمر الذي يدعم بشكل رئيسي النمو الاقتصادي لمصر.
وتابع خبير الاقتصاد الزراعي: "الزراعة نشاط اقتصادي رئيسي للاقتصاد القومي وتساهم بـ15% من الناتج المحلي الإجمالي، و25% من قوة العمل، و20% من الصادرات، وقد كانت الصادرات الزراعية هذا العام قصة نجاح، إذ تجاوزت حاجز 7 ملايين طن بقيمة صادرات 4 مليارات دولار.
توفير فرص عمل بالمشروعات الزراعيةولعل توفير فرص عمل يعد أبرز أهداف المشروعات القومية والزراعية الكبرى، حيث أكد "كمال" أن مشروعات توشكى ومستقبل مصر والدلتا الجديدة نجحت في توفير فرص عمل بشكل كبير الأمر الذي يسهم في الحد من البطالة، حيث وفرت تلك المشروعات مئات الآلاف من فرص العمل".
من جهته، قال الدكتور أحمد أبو اليزيد، أستاذ الاقتصاد الزراعى، إن السبب الحقيقي لنجاح المشروعات الزراعية المصرية هو وجود رغبة من القيادة السياسية للنهوض بالقطاع الزراعي عبر تبني استراتيجية واضحة للتوسع ف الرقعة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لمصر.
وأضاف " أبواليزيد " في تصريحات تليفزيونية، أن إقامة مشروعات مثل الدلتا الجديدة ومستقبل مصر إلى جانب إحياء مشروع توشكى نجحت في زيادة كبيرة في المساحات المنزرعة منحتنا فائض من الخضروات والفاكهة يتم تصديره، كما أن الحكومة تنتهج كل ما له علاقة بأساليب تحديث العمليات الزراعية، فى المقاومة والتسميد والرى.