في ظلال الحرب والاضطرابات الجيوسياسية.. هذه قدرات الأردن للتعامل مع الأزمات
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
العبادي: الأردن يمتلك ملاجئ محصنة لإيواء المدنيين عشرات المشافي وأكثر من 7000 مدرسة تتحول إلى مراكز إيواء في الأزمات مخزون القمح يصل إلى 10 شهور كاملة الشوبكي: محطة العطارات للصخر الزيتي تنتج قرابة 450 ميغا واط، أي خمس استهلاك المملكة
وسط إقليم ملتهب على مدار عقود، لا يعد الأردن بمعزل عن الأزمات والكوارث الطبيعية، لا سيما في الوقت الذي يشهد فيه شرق المتوسط حالةً من عدم الاستقرار الجيوسياسي؛ في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واستهدافه البشر والحجر هناك منذ 132 يوماً.
اقرأ أيضاً : اجتماع أردني سوري عراقي لبناني لبحث مكافحة آفة المخدرات
ومنذ بداية العدوان، يرى مراقبون أن المنطقة ليست بمنأى عن التدحرج نحوَ مواجهة عسكرية موسعة سيكون لها تداعيات شتّى على الأردن.
ويتجلّى ذلك في تصريحات مسؤولين أردنيين كبار يرون أن التداعيات في الأراضي المحتلة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وينبّهون إلى مخاطر ارتداد ذلك على المملكة في حال تنفيذ مخطط تهجير للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة.
لذلك أكد مسؤولون أن عمان ستتعامل مع محاولات التهجير من "تل أبيب" كإعلان حرب.
ووسط تواصل العدوان على قطاع غزة طرحت تساؤلات حول استعدادات الأردن ومدى جهوزيته في مواجهة أي تداعيات.
ماذا يعني إعلان حالة الحرب؟الخبير الاستراتيجي في إدارة الأزمات إبراهيم العبادي يوضح لـ"رؤيا" أن إعلان حالة الحرب في حال تهجير الفلسطينيين، بحسب ما جاء على لسان الحكومة لا يعني بالضرورة الإقدام على مواجهة عسكرية مع "تل أبيب"، إنما في مرحلته الأولى يشير إلى عدة نقاط، على النحو التالي:
إنهاء معاهدة وادي عربة للسلام. إلغاء الاتفاقيات التجارية والاقتصادية. وقف العمل أو الحديث عن أي مشاريع مستقبلية بين الطرفين في المجالات كافة. إغلاق الحدود، والمجال الجوي بين الطرفين.ووفقا للعبادي فإن إعلان حالة الحرب في حال حدث يعني عودة العلاقة بين الأردن والاحتلال إلى ما قبل توقيع اتفاقية السلام عام 1994، حين كان الطرفان في حالة حرب. لكن آخر مواجهة عسكرية بينهما كانت عام 1973 على الأراضي السورية، مشيرا إلى أن حالة الحرب لا تعني الدخول في مواجهة مسلحة.
وتعد دول عالمية عديدة في حالة حرب متقابلة، إلا أنها لا تشهد مواجهات عسكرية.
الأردن يملك ملاجئ محصنة لإيواء المدنيينولأن الدول تسعى لتجهيز ذاتها بأفضل الاستعدادات، تعد الملاجئ أمراً لا غنى عنه للتعامل مع حالات الكوارث والحروب.
ويؤكد مصدر أمني مسؤول لـ "رؤيا" أن الأردن يملك البنى التحتية والخطط المتقدمة للتعامل مع التحديات المحتملة، كافة دون أن يكشف تفاصيل أوسع في هذا الصدد.
لزوم السريةالخبير الاستراتيجي في إدارة الأزمات إبراهيم العبادي يرى من جانبه أن الدولة لا تعلن عن خططها واستعداداتها ما لم تستدعِ الضرورة ذلك، مشيرا إلى أن الأردن يملك ملاجئ محصنة لإيواء المدنيين وحمايتهم في حال اندلاع مواجهة عسكرية، إلا أنها مغلقة في الوقت الحالي: "لأننا لسنا في حالة حرب مع أي طرف".
وبين العبادي أن البنى التحتية للمملكة في هذا السياق ممتازة، بوجود ملاجئ إيواء في المدن الرئيسة ومناطق ذات كثافة سكانية، عدا عن وجود ملاجئ في المنشآت الحساسة وعدد من المستشفيات.
وتملك المملكة ملاجئ إيواء ضد الأسلحة البيولوجية، كما توجد مدارس وجامعات محددة لدى الجهات الرسمية مسبقا يتم تحويلها إلى مراكز إيواء في حالة الكوارث والأزمات، حسب العبادي.
ويعرف الملجأ بأنه "مأوى محصنا يحتمي فيه المدنيون والعسكريون من قنابل الطائرات أو الهجمات الكيميائية و قذائف المدفعية. وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الباردة استخدمت الملاجئ مخابئ للأسلحة ومرافق للتخزين ومراكز للقيادة ".
عشرات المشافي وأكثر من 7000 مدرسة تتحول إلى مراكز إيواء في الأزماتولم يغب عن بال صناع القرار إعداد خطة وطنية متكاملة للتعامل مع الأزمات بأنواعها، إذ تملك الدولة خطط استجابة سريعة للطوارئ الصحية، وإدارة الأزمات الصحية والاستجابة للتحديات التي تفرضها. يتجلى ذلك عبر تطبيق استراتيجية صحية وطنية تشاركية بين جميع الجهات ذات الاختصاص.
وتعتمد الاستراتيجية على تأمين مخزون استراتيجي احتياطي من الأدوية والأمصال والمطاعيم والمستهلكات الطبية، بالإضافة إلى فلاتر غسيل الكلى، والمحاليل الوريدية، والغازات الطبية، ولوازم المختبرات والأشعة والتخدير، ومستلزمات عيادات طب الأسنان.
ووفقا لمصادر رؤيا، فإن المستشفيات في الأردن تملِك قدرات عالية للتعامل مع الأزمات المختلفة؛ بحيث تتحوط لمخزون استراتيجي من الأدوية واللوازم الطبية لمدّة 6 أشهر، وفي بعضها يصل إلى 10 أشهر.
وبالعودة للأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية، شهدت البلاد توسعا في عدد المرافق والخدمات الصحية ونوعيتها. حيث وصل عدد المستشفيات إلى أكثر من 126 مستشفى حكومي وخاص، فيما ارتفع عدد الأسرة إلى 16 ألفا، وفقا لمدير مديرية الأزمات في وزارة الصحة الدكتور إبراهيم لبيب.
بينما بلغ عدد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة أو الخدمات الطبية الملكية أكثر من 695، إضافة إلى أكثر من 80 مركزا تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومؤسسات خيرية.
وفي الأردن 4060 مدرسة حكومية، حسب تصريحات الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم د. أحمد المساعفة.
وفي الإجمال، يضم الأردن 7315 من بينها 3093 مدرسة خاصة و 169 تابعة لوكالة الغوث، إضافة إلى 48 مدرسة ثقافَة عسكرية، وفق دائرة الإحصاءات العامة.
مخزونٌ غذائيٌ آمنتشير المعطيات إلى أن الأردن حقق تقدما في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي؛ إذ جاء بالترتيب الـ47 عالميا عام 2022 صعوداً من 62 في 2020، وفق تصريحات سابقة لوزير الزراعة خالد حنيفات مستشهداً بتصنيف منظمة الزراعة والغذاء العالمية "فاو".
ويعد مخزون القمح والمواد الغذائية الأساسية هدفا استراتيجيا للدولة، بحيث تسعى دائما لامتلاك مخزونٍ يكفي لعدة أشهر؛ وذلك لتتمكن من تأمين احتياجات مواطنيها خلال فترات الأزمات.
الناطق الرسمي باسم وزارة الصناعة والتجارة ينال برماوي أشار في وقت سابق إلى أن مخزون الأردن من القمح يصل إلى 10 شهور كاملة، لافتاً إلى تنوع مصادر الاستيراد، من ضمنها رومانيا فيما تصل الشحنات عبر الموانئ البحرية. ويؤكد برماوي أن مخزون الأردن من الغذاء وافر جدا، سواء من المنتج المحلي أو المستورد، لا سيما وأن المواد التموينية تستورد من مناشئ مختلفة وبكل يسر وسلاسة.
وحول هذه النقطة، يقول العبادي أن المخزون الاستراتيجي من الغذاء في الأردن لا يقل عن 3 أشهر في أسوأ الظروف، بحيث يتدرج تخزين الغذاء وفقا لأسس تتمثل بالمواد الأساسية كالقمح مثلا، الذي لا يقل مخزونه عن 6 أشهر؛ تليِه السلع الأساسية بمخزون يكفي 3 أشهر على أقل تقدير.
يشاطرْهما الطرح الخبير في مجال الأمن الغذائي عمران الخصاونة، الذي يؤكد أن وضع الأردن في الأمن الغذائي "جيد جدا". على أن الخصاونة يشكو في حديث ل"رؤيا" من ارتفاع نسبة الهدر في الغذاء؛ لافتا إلى أن "أكثر من ثلث غذاء الأردنيين يذهب هدرا"، وفق تقارير أممية.
ووفقاً لمؤتمر القمة العالمي للأغذية في عام 1996 فإن تعريف الأمن الغذائي هو:
"وضع يتحقق عندما يتمتع جميع الناس في جميع الأوقات بإمكانية الحصول المادي والاقتصادي على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي احتياجاتهم الغذائية وافضليتهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية".
وأوضح الخصاونة أن الأبعاد الثلاثة المكونة لمفهوم الأمن الغذائي تتمثل بتوفير الغذاء، وسلامته، والقدرة المادية واللوجستية للحصول عليه، مع ضرورة ديمومة هذه المكونات الثلاثة على مدار العام.
وأكد أن الأردن لا يعاني من أي مشكلات كبيرة في البعدين الأول والثاني؛ بحكم أن الغذاء متوفر وسليم نسبيا، إلا أن أغلب المشكلات تتمثل في الجزء الأول من البعد الثالث والمتعلق بقدرة الأفراد المادية للحصول على الغذاء نظرا للارتفاع الكبير بنسب الفقر والبطالة.
كيف نجعل أمننا الغذائي في حال أفضل؟الخصاونة يدعو إلى جعل الأردن مركزا إقليميا للأمن الغذائي، مستشهداً بدعوة الملك عبد الله الثاني قبل سنوات؛ وذلك بحكم موقع الأردن الاستراتيجي على خطوط التجارة العالمية.
ويتطلب تحسين حالة الأمن الغذائي تركيز الحكومة من خلال أدواتها على المحاصيل الاستراتيجية لا سيما محاصيل العجز مثل القمح والشعير وغيرها، بحسب الخصاونة الذي يدعو الحكومة إلى تغيير مقاربتها حيال الزراعة من نظرة اقتصادية إلى وطنية، إضافة إلى العمل على زيادة الوعي المحلي بأهمية الغذاء وقيمته لتلافي هدره.
ويتحدث عن فرقٍ شاسع بين مفهومَي الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي؛ إذ إن الاكتفاء الذاتي يعني قدرة الدولة على تأمين حاجتها من الأغذية من المحاصيل وأنواع الغذاء الحيوانية المختلفة بإنتاج محلي داخل حدودها، وهو ما لا يمكن لأي دولة في العالم تحقيقه؛ لعدة أسباب أبرزها العوامل الجغرافية. بينما يعرف الأمن الغذائي بحسب منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بأنه:
"تأمين الغذاء لجميع أفراد المجتمع بالكمية والنوعية اللازمتين للوفاء باحتياجاتهم بصورة مستمرة، من أجل حياة صحية ونشطة"
وحقق الأردن الاكتفاء الذاتي بشكل نسبي بإنتاج عدد من المحاصيل مثل أنواع من الخضروات والفواكه وزيت الزيتون.
الحفاظ على الأمن الغذائي في حالة الحربويبقى الحفاظ على الأمن الغذائي في الحروب والأزمات تحديا أمام الدول، ما يتطلب اتباعها خططا معدة مسبقا، من خلال تركيز الجهود على عدة زوايا:
تخزين أكبر كم ممكن من المحاصيل الاستراتيجية. توقيع عقود توريد منتجات غذائية من المنتجين العالميين. تشجيع المزارعين المحليين على زيادة مساحات زراعتهم واستخدام التقنيات الزراعية لكسر الموسمية وزيادة الإنتاجية. هل يملك الأردن أَمنا في الطاقة خلال الأزمات؟لطالما طرح هذا الأمر في غرف صناعة القرار بالأُردن الذي يعتمد على الآخرين لتأمين طاقته.
ووفقاً لأرقام صادرة عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية فإن الأردن يستورد أكثر من 90 % لتلبية حاجته من النفط الخام ومشتقاته والغاز الطبيعي. كما يعتمد في توليد الطاقة على 300 مليون م3 من الغاز يومياً تستورده شركة الكهرباء الأردنية من شركة "نوبل إنيرجي" التي كانت المشغل الرئيسي لحقلي "تمار" و"لفياثان" قبل أن تستحوذ عليها شركة "شيفرون" على شاطئ المتوسط.
الخبير في مجال النفط والطاقة عامر الشوبكي يحثّ الأردن على التحوط لا سيما أنه يعتمد على الغاز القادم من شركة عالمية في تل أبيب بنسبة 95 % لتغطية استهلاكه اليومي، بينما يعتمد على حقل الريشة بنسبة 5 %، مشيرا إلا أن ذلك لا يعني عدم تحقيق الأردن لأَمن التزود بالطاقة.
ويقول الشوبكي لـ "رؤيا" إن الأردن وصل إلى مرحلة الأمان في التزود بالطاقة؛ بعد أن سنّ قوانين فرض بموجبها على شركات توليد الكهرباء المحلية امتلاك خزانات وقود يمكنها توليد الكهرباء من خلالها لمدة لا تقل عن 14 يوما. وهذا يعد خط دفاع أول في حالات الطوارئ، لكنّه ليس كافياً، بحسب الشوبكي.
تنوع مصادر التزود بالطاقةالشوبكي يوضح بأن الأردن ما يزال يستأجر سفينة الغاز العائمة في خليج العقبة منذ 2013 ويستطيع من خلالها التحوط بطلب إرساليات غاز مسال، عبر السفينة المرتبطة بخط الغاز العربي الممتد من مصر.
وفي السياق ذاته، يفيد الشوبكي بأن محطة العطارات للصخر الزيتي تعد مصدرا آخر للطاقة، وتنتج في الوقت الحالي قرابة 450 ميغا واط، أي خمس استهلاك المملكة. ويمكن توسيع هذه الإنتاجية لتحقيق الأمن بالطاقة بشكل كامل، بحسب الشوبكي، الذي يدعو الحكومة إلى إجراء تعاقد جديد مع الشركة المشغلة لمشروع العطارات بحيث تحصل الدولة على الطاقة بأسعار مخفضة.
المياه.. تحدي الأردن الأبرزوتظلّ أزمة المياه التحدي الأبرز إذ يصنّف الأردن ثاني أفقر دولة في العالم بالمياه، وفقا للمؤشر العالمي للمياه. إذ تقدر احتياجاته المائية بـ 3 ملايين م3 يوميا للاستخدامات كافة، ورغم إدراك الحكومات المتعاقبة.
وبالنظر إلى الوضع المائي في الأردن، فإن الاحتلال الإسرائيلي يزودنا ب55 مليون م3 سنويا من مياه بحيرة طبريا، والتي تنقل عبر قناة الملك عبد الله إلى العاصمة عمان بموجب اتفاقية وادي عربة.
وفي وقت سابق قال الناطق الرسمي باسم وزارة المياه عمر سلامة إن الوضع المائي في الأردن يعد مستقرا إلى درجة كبيرة، مؤكدا أن الأردن يملك خططا شاملة للتعامل مع كافة التحديات الممكنة في هذا المجال.
وتبذل وزارة المياه كافة الجهود الممكنة لتحقيق تزويد مائي شامل لمختلف المحافظات الأردنية.
وكانت المملكة سعت منذ سنوات لتنفيذ مشاريع مثل مشروع جر مياه الديسي الضخم، ومشاريع تجديد شبكات المياه، والتوسع في إنشاء السدود، لكنها لم تؤتي أكلها بشكل وافر.
ولتخطي هذه المشكلة ينفّذ لأردن مشروع "الناقل الوطني" كخيار استراتيجي لمشكلة عجز المياه المتفاقمة؛ لأنه سيوفر 300 مليون م3 من المياه المحلاة، أي ما يزيد على احتياجات الأردن سنويا.
وبحسب سلامة يتضمن المشروع إنشاء محطات تحلية ضخمة على شاطئ مدينة العقبة، ومحطات لنقل المياه وضخها لمحافظات الأردن وسطا وشمالا، عدا عن خطة الوزارة لتقليل الفاقد المائي بمعدل 2% سنويا للوصول إلى 25% عام 2040 ومحاولات توسيع خطط جمع مياه الأمطار من خلال بناء سدود جديدة، ورفع استيعابها إلى 285 مليون م3، وإيجاد مصادر إضافية للمياه ورفع كفاءة الاستخدام خاصة في قطاع الزراعة.
وتقدر كلفة الناقل الوطني بـ 2.8 مليار دولار، بحيث خصّصت الحكومة 815 مليون دولار من خلال المنح والقروض، وتعمل على توفير المبلغ المتبقي.
ولدى استكمال المشروع، تكون المملكة قد قطعت شوطاً مهما في تأمين استعداد واسع للتعامل مع مختلف الأزمات المحتملة، في ظل وجود مؤسسات رسمية وأهلية راسخة قادرة على إدارة الدفة بحنكة واقتدار للمضي قدما في مسيرة الوطن، وضمان راحة مواطنيه وأمنهم المعيشي.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الحرب في غزة الحرب مستشفيات مدارس غذاء الدواء الأمن الغذائي مواجهة عسکریة الأمن الغذائی حالة الحرب للتعامل مع أن الأردن فی الأردن إیواء فی ملیون م3 لا سیما من خلال أکثر من فی حالة إلى أن فی حال إلا أن
إقرأ أيضاً:
روسيا تهاجم أوكرانيا بـعدد قياسي من المسيرات.. وبوتين يؤكد عزمه تعزيز قدرات جيشه
عواصم " وكالات": قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن روسيا أطلقت أكثر من 200 طائرة مسيرة في هجوم الليلة الماضية، وهو الأكبر منذ بدء الحرب، وأدان ما وصفه "بالإرهاب الجوي" الروسي ودعا إلى اتحاد حلفاء أوكرانيا.
ودعا الرئيس الأوكراني إلى موقف موحد للولايات المتحدة وأوروبا من أجل "سلام دائم" في بلاده.
وقال زيلينسكي عبر تلجرام "علينا أن نبذل أفضل ما في وسعنا من أجل سلام دائم وعادل لاوكرانيا. هذا الأمر ممكن عبر وحدة جميع شركائنا. المطلوب قوة أوروبا وقوة أمريكا وقوة جميع من يريدون سلاما دائما".
واضاف "كل يوم، يواجه شعبنا الإرهاب الجوي... قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع الحرب الشاملة، أطلقت روسيا عدد قياسي من الطائرة المسيرة هجومية على أوكرانيا لضرب المدن والقرى الأوكرانية".
من جانبه، اكد سلاح الجو الأوكراني في بيان أنه جرى إسقاط 138 طائرة مسيرة فيما اختفت 119 أخرى من على الرادارات بعد تشويش بأجهزة الحرب الإلكترونية، مضيفا أن روسيا أطلقت أيضا ثلاثة صواريخ باليستية. وأشارت تقارير إلى وقوع أضرار في خمس مناطق من أوكرانيا.
وتشن موسكو هجمات مكثفة بطائرات مسيرة كل ليلة تقريبا على أوكرانيا منذ أشهر، سعيا إلى استنزاف دفاعاتها الجوية.
وقال زيلينسكي إن روسيا وابالا من المسيرات بلغ عددها نجو 1150 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 1400 قذيفة جوية موجهة و35 صاروخا من أنواع مختلفة على أوكرانيا في الأسبوع الماضي.
ووجه الشكر للمسؤولين عن تشغيل الدفاعات الجوية الأوكرانية،وانزعجت كييف وحلفاء أوروبيون لها بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيلينسكي الأسبوع الماضي، وكذلك بسبب اجتماع بين وفدين أمريكي وروسي في الرياض لم تتم دعوة أوكرانيا إليه.
بوتين يؤكد عزمه "الثابت" على تعزيز جيشه
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد عزمه "الثابت" على تعزيز جيشه في عالم يشهد "تغييرات سريعة"، من أجل ضمان "السيادة الحالية والمستقبلية" لروسيا.
وقال بوتين في خطاب بمناسبة "يوم المدافعين عن الوطن"، "اليوم، وفي سياق التغيرات السريعة في العالم، تظل استراتيجيتنا في تعزيز وتطوير القوات المسلحة ثابتة".
وأكد "سنواصل تحسين القدرات القتالية للجيش والبحرية وجهوزيتهما للمعركة، كمكون أساسي لأمن روسيا وضمانة لسيادتها الحالية والمستقبلية".
وتأتي تصريحات بوتين في خضم التقارب المتسارع مع الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب الذي أجرى معه مكالمة هاتفية استمرت ساعة ونصف في 12 يناير.
ومنذ ذلك الحين، جرت محادثات روسية أميركية أولى في المملكة العربية السعودية، حيث أكد الكرملين أنه يريد استئناف الحوار مع واشنطن "على جميع المستويات".
وأكد بوتين الأحد أنه يريد تجهيز قواته المسلحة بـ"نماذج حديثة جديدة" من الأسلحة والمعدات.
في نوفمبر 2024، أطلقت القوات الروسية صاروخا فرط صوتي تجريبيا وغير معروف سابقا من طراز "أوريشنيك"، ضد أوكرانيا.
من جهة أخرى، "هنأ" الرئيس الروسي في خطابه الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، واصفا إياهم بـ "أبطال" "وطننا العظيم".
وأضاف "اليوم، يخاطرون بحياتهم ويظهرون الشجاعة، ويدافعون بإصرار عن وطنهم والمصالح الوطنية ومستقبل روسيا".
ويؤكد الكرملين أن موسكو تحمي نفسها من تهديد حلف شمال الأطلسي مانعة توسعه.
وقال بوتين مخاطبا العسكريين "بفضل جهودكم، نحقق أهدافنا".
واعتبر الرئيس الروسي أن الله عهد إليه والى جيشه "مهمة الدفاع عن روسيا".
وقال بـ"يمكنني القول اننا امام مهمة صعبة ومشرفة على السواء وهي الدفاع عن روسيا ألقيت على اكتافنا واكتافكم".
من جانبه، رأى الكرملين اليوم الأحد أن الحوار بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب "واعد"، عشية الذكرى الثالثة لبدء الهجوم على أوكرانيا وفي خضم انعطافة الرئيس الأمريكي الذي يُظهر عداء متزايدا تجاه كييف.
وحمّل ترامب أوكرانيا مسؤولية الحرب، وبدأ محادثات مع موسكو من دون مشاركة أوكرانية أو أوروبية، ووصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ "ديكتاتور".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه يريد استعادة أموال المساعدات التي قدّمتها بلاده إلى أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية من خلال الحصول على إمكانية الوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا.
وأعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن ارتياحه ردا على سؤال عن التحول في الموقف الأمريكي وانتقاد ترامب الشديد لزيلينسكي، في حين تؤكد موسكو وواشنطن التحضير لعقد قمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي وتتفاوضان بشأن مستقبل أوكرانيا.
وقال بيسكوف إن "الحوار جرى بين رئيسين مميزين حقا. إنه واعد. من المهم ألا يحول أي أمر من دون تنفيذ إرادتهما السياسية".
كما اعتبر الكرملين اليوم الاحد أن الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وخصوصا وصفه إياه الاربعاء الماضي بأنه "ديكتاتور"، "مفهومة تماما".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "زيلينسكي يدلي بتصريحات غير صحيحة عن رؤساء الدول. لقد قام بذلك مرارا. لن يرضى أي رئيس بهذا النوع من التعامل بالتالي، فإن رد الفعل هذا مفهوم تماما".
وفي هذا الشأن، نبه الكرملين اليوم الى أن روسيا "لن تبيع أبدا" الاراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، أي حوالى عشرين في المائة من مساحة أوكرانيا، في وقت باشرت موسكو وواشنطن حوارا ثنائيا لوضع حد للنزاع.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "الأهم بالنسبة الينا، أن الناس (في هذه الأراضي) قرروا منذ وقت طويل الانضمام الى روسيا. ولن يبيع أحد هذه الاراضي أبدا"، مما يعني أن موسكو لن تقدم أي تنازلات في هذا الشأن.
استونيا تتعهد بتقديم مساعدات بـ100 مليون يورو
وفي سياق المساعدات الدولية، تعهدت استونيا بتزويد أوكرانيا بالمزيد من المساعدات العسكرية للدفاع عنها ضد الغزو الروسي، فيما تدخل الحرب العام الثالث غداً الاثنين.
وقال رئيس وزراء استونيا كريستن ميخال مساء أمس..في خطاب له في المتحف الوطني الاستوني في مدينة تارتو "اتخذنا قرارا مع الحكومة لشراء 10 آلاف قذيفة مدفعية وإرسالها إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن".
وأضاف "ستسلم القوات المسلحة أيضا 750 ألف عبوة غذائية من احتياطياتها الخاصة".
وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك ستزود استونيا كييف بمعدات عسكرية بقيمة 100 مليون يورو(104.6 مليون دولار) من صناعة الأسلحة لديها.
يشار إلى أن أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد التدخل الروسي الشامل منذ 24 فبراير 2022 وتعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية الغربية.
وتعد استونيا، العضو بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي(ناتو)، والمتاخمة لروسيا، واحدة من أكثر الدول الداعمة لأوكرانيا.
الى ذلك، قال قائد الجيش السويسري توماس سوسلي في مقابلة نشرت اليوم الأحد إن سويسرا ربما تساهم بقوات في مهمة حفظ سلام مستقبلية في أوكرانيا إذا طلب منها ذلك ووافقت عليه الحكومة.
وأضاف لصحيفة زونتاجس بليك "يمكننا على الأرجح نشر نحو 200 جندي في غضون تسعة إلى 12 شهرا"، مؤكدا أن الأمر متروك للحكومة والبرلمان لاتخاذ القرار إذا جرى تقديم أي طلب إلى سويسرا.
وذكر سوسلي أن حديثه عن إرسال قوات حفظ سلام افتراضي تماما في الوقت الحالي لأنه لا يزال من غير الواضح كيف سيتطور الوضع بين روسيا وأوكرانيا.
وقال "لم يتحقق السلام بعد ولم يتم تقديم أي طلب من الأمم المتحدة".
وتشارك سويسرا المحايدة في عدد من بعثات حفظ السلام في أنحاء العالم، أكبرها في كوسوفو حيث تنشر جنودا لدعم قوة السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو (كفور).
بريطانيا تكشف غدًا عن حزمة عقوبات كبيرة ضد روسيا
وفي سياق آخر، أعلن ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني عن أن المملكة المتحدة ستكشف غداً الاثنين عن "حزمة كبيرة من العقوبات" ضد روسيا، تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة للحرب في أوكرانيا. وقال لامي، في بيان رسمي، إن العقوبات الجديدة ستكون "الأكبر من نوعها منذ الأيام الأولى للحرب"، وتهدف إلى تقويض القدرات العسكرية الروسية والحدّ من الإيرادات التي تمول عملياتها في أوكرانيا. وأكد على ضرورة مضاعفة الدعم الأوروبي لأوكرانيا في هذه المرحلة. كما جدّد التزام بريطانيا بتقديم مساعدات عسكرية سنوية لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني، موضحا أن بلاده مستعدة لنشر قوات بريطانية ضمن "بعثة لحفظ السلام إذا لزم الأمر"، في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الى ذلك، شدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على ضرورة إرساء سلام عادل ودائم في أوكرانيا. وأجرى ستارمر اتصالًا هاتفيًّا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد خلاله على أنه سيناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الجاري أهمية سيادة أوكرانيا. وأكد رئيس الوزراء البريطاني، في بيان، على "وجوب أن تكون أوكرانيا في قلب أي مفاوضات لإنهاء الحرب"، مشدّدا على "التزام المملكة المتحدة بضمان تحقيق سلام عادل ودائم لإنهاء الحرب".
وفي سياق منفصل قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقتربان جدّا من التوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم الإيرادات من المعادن الأوكرانية. وتابع ترامب في خطاب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سيباك)، وهو تجمع سنوي للمحافظين يعقد قرب واشنطن، أنه يحاول استعادة أموال المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يتواصل مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويحاول استعادة الأموال أو تأمينها".
وكان ترامب قد ربط مساعدات بلاده لأوكرانيا بحق الوصول إلى احتياطاتها من المعادن النادرة، حيث تعد هذه المعادن النادرة ذات جدوى اقتصادية عالية وأهمية استراتيجية، إذ تطالب الولايات المتحدة بـ 50% من عائدات هذه المواد الخام كتعويض عن مساعداتها العسكرية لكييف حتى الآن، بينما ترى كييف أن الاتفاق لا يزال مطروحًا على الطاولة رغم الخلاف بين ترامب وزيلينسكي. تجدر الإشارة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية شهدت تحولًا في الموقف الأمريكي عقب تولي دونالد ترامب الرئاسة، حيث يسعى ترامب لدفع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب عبر المفاوضات.