عبدالغني والشرقاوي يتفقدان تصفيات مسابقة المترجم الناشىء
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
شهدت تصفيات مسابقة المترجم الناشئ، التي ينظمها قطاع المعاهد الأزهرية، اليوم زيارة الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون التعليم.
قطاع المعاهد الأزهرية ينفذ البرنامج التدريبي التخصصي لتنمية مهارات معلمي الرياضيات وكيل قطاع المعاهد: الأزهر له باع كبير في حفظ التراث وتحمل أمانة الرسالةوقاما بجولة تفقدية على قاعات الامتحانات، حيث التقيا بالمترجمين المشاركين في التصفيات، واطلعا على سير الامتحانات وطريقة تقييمها.
أكد الشيخ أيمن عبدالغني على أهمية مسابقة المترجم الناشئ في تنمية مهارات الترجمة لدى الطلاب، وتعزيز قدراتهم اللغوية، وفتح آفاق جديدة أمامهم للعمل في مجالات الترجمة المختلفة.
وأشار الدكتور أحمد الشرقاوي، إلى دور الترجمة في بناء جسور التواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة، وضرورة إعداد جيل من المترجمين المؤهلين القادرين على نقل المعرفة والأفكار بدقة ووضوح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطاع المعاهد قطاع المعاهد الأزهرية مسابقة المترجم الناشئ الأزهر مهارات الترجمة قطاع المعاهد
إقرأ أيضاً:
دور الترجمة من العربية وإليها في تعزيز التواصل الحضاري والتفاهم الإنساني
في زمن الانفتاح الثقافي، تبرز الترجمة كوسيلة أساسية للتواصل بين الحضارات، حيث تمثل جسرًا لنقل المعارف، وتعزيز الحوار، وبناء التفاهم بين الشعوب. ومع ذلك، تواجه حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها تحديات متشعبة، تتراوح بين سيطرة الاعتبارات التجارية، وغياب العمل الجماعي المنظم، وضعف الدعم المؤسسي، إضافة إلى نقص الاهتمام بالنصوص ذات القيمة الثقافية والعلمية.
تناقش الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات جائزة حمد للترجمة في دورتها العاشرة واقع الترجمة وآفاقها، مع التركيز على تأثير السوق التجاري على جودة الترجمة، ودور التكنولوجيا الحديثة في تحسين الكفاءة، وأهمية تحقيق التوازن بين التوطين الثقافي للنصوص والحفاظ على روحها الأصلية. كما سلطت الضوء على التحديات المتمثلة في نقص الترجمة المتخصصة، وتفاوت الاهتمام بالأدب العربي في الثقافات الأخرى، والحاجة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والمترجمين.
من خلال استعراض الرؤى المختلفة، نحاول فهم كيف يمكن للترجمة أن تتجاوز التحديات الراهنة، وتؤدي دورها كوسيلة حقيقية للتقريب بين الشعوب، وتحقيق التواصل الثقافي، بما يسهم في النهوض بالمعرفة وتعزيز حضور الأدب العربي على الساحة العالمية.
وقبيل بدء الندوة قال الدكتور محمد حامد الأحمري المدير العام للجائزة في كلمته، إن الجائزة التي تحتفي بمرور عشر سنوات على إطلاقها، "أصبحت من أكبر الجوائز في العالم في مجال الترجمة"، مؤكداً أن نجاحها خلال عقد من الزمان هو نتيجة "جهود دؤوبة من مجلس الأمناء واللجان المختلفة، التي حرصت على أن المهنية والمصداقية والشفافية"، مستعرضاً مراحل عمل لجان الجائزة منذ تسلم الأعمال المرشحة وتدقيقها وعرضها على لجان التحكيم ومراجعتها وصولاً إلى المرحلة الأخيرة للتحكيم.
وحول واقع الترجمة من اللغة العربية وإليها، تناول المترجم المغربي حسن حلمي، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الحسن الثاني سابقًا، التحديات التي تواجه حركة الترجمة اليوم، مركِّزًا على تفاعلها مع قوانين السوق ومتطلبات الجودة. وفي مداخلته، قسَّم "حلمي" النقاش إلى محورين هما "الكتابة والنشر والترجمة"، و"الترجمة وصناعة الذكاء".
أشار في البداية إلى أن المشهد الثقافي يتسم بغلبة النزعات التجارية، حيث باتت قيم السوق والتسويق هي الحاكمة في عالم النشر والترجمة. هذه القيم، وفقًا لحلمي، لا تعير الاهتمام الكافي لجودة المحتوى، بل تركز على الكم والرواج. وأوضح أن ظاهرة الترجمة أصبحت خاضعة لقوانين السوق، سواء في استيراد النصوص الأجنبية أو تصدير الأدب العربي، مما ينعكس سلبًا على القيمة الفكرية للنصوص المترجمة.
وأوضح "حلمي" أن اختيار النصوص المستوردة غالبًا ما يتم بناءً على احتمالية النجاح التجاري وليس على القيمة الأدبية أو الفكرية. واستشهد بأمثلة لدور النشر التي تتخصص في ترجمة الأعمال الفائزة بجوائز كبرى، مثل جائزة نوبل، حيث يتم تسريع عملية الترجمة دون إعطاء الوقت الكافي لتحليل النصوص أو فهم سياقاتها الثقافية.
وأشار إلى أن هذه النزعات التجارية أدت إلى انتشار ما أسماه "ثقافة الكيتش"، التي تسعى لتسليع القيم الفنية والأدبية، ما ينتج أعمالًا سطحية ومبهرة شكليًا لكنها تفتقر إلى العمق والمعنى. وأضاف: "الكيتش يُنتج أعمالًا موجهة لجماهير عريضة تغرق في البهرجة، لكنها تهمِّش النصوص ذات القيمة الحقيقية". واستعرض مثالًا صادمًا لنص ضعيف المستوى، معتبرًا إياه نموذجًا للتردي الفكري واللغوي الذي يهدد القيمة الثقافية الحقيقية للترجمة.
وعرج حسن حلمي على ظاهرة الترجمة الآلية، مشيرًا إلى انتشار الاعتماد المفرط عليها بين المترجمين غير المؤهلين، مما يؤدي إلى إنتاج نصوص تفتقر إلى الجودة. وعبَّر عن تشبيهه للترجمة الآلية بعملية تحويل خنزير إلى نقانق بضغطة زر، موضحًا أن هذا النوع من الإنتاج قد يكون سريعًا، لكنه لا يلبي معايير الجودة الثقافية.
وأضاف "حلمي": الاعتماد على الخوارزميات وحدها دون تدخل بشري ماهر لا يمكن أن ينتج نصوصًا عالية الجودة. فالتمييز اللغوي والثقافي يظل عاملًا أساسيًا، وجودة الترجمة تعتمد في الأساس على مهارة المترجم وقدرته على تحسين النصوص، وليس على التكنولوجيا فقط.
واختتم المترجم المغربي حسن حلمي حديثه بنبرة واقعية مشوبة بالتفاؤل المشروط، حيث أكد على أن تحسين واقع الترجمة يتطلب استثمارات ثقافية حقيقية تعزز معايير الجودة في اختيار النصوص وإنتاجها، مع توفير دعم أكبر للترجمة كوسيلة لتقريب الثقافات وليس فقط كأداة للربح التجاري. وأضاف: "الترجمة هي جسر يربط بين الثقافات، لكنها بحاجة إلى من يحسن بناؤه، وإلا فإنها ستظل مجرد وسيلة لتكريس النزعات التجارية على حساب القيمة الثقافية".
بين العربية والإسبانية
وفي مداخلته قدم المترجم الإسباني سلفادور بينيا مارتين، أستاذ قسم الترجمة في جامعة ملقا، رؤية عميقة حول الترجمة من اللغة العربية إلى الإسبانية مشيرًا إلى أن إسبانيا تمثل استثناءً في العلاقة بين الشرق والغرب، كما أكد ذلك إدوارد سعيد في مقدمته لترجمة كتاب "الاستشراق" إلى الإسبانية، حيث أشار "سعيد" إلى أن الإسلام كان جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الإسبانية لقرون، مما أضفى طابعًا فريدًا على الهوية الإسبانية. وأضاف "بينيا" إن هذه الهوية المزدوجة تضع على عاتق المترجمين الإسبان مسؤولية خاصة في ترجمة النصوص العربية، ليس فقط كعمل ثقافي، بل كواجب تجاه التاريخ والتراث. وشدد على ضرورة تنبيه الذاكرة الجماعية وعدم تصميت أصوات الآخر، الذي هو جزء من الذات.
وحدد المترجم الإسباني ثلاثة ميادين أساسية للترجمة من العربية إلى الإسبانية وهي أولا "التراث الأندلسي"، وجاء في سياقه: رغم ترجمة العديد من الأعمال الأندلسية مثل مؤلفات ابن حزم وابن رشد، إلا أن هناك نقصًا واضحًا في ترجمة المصادر التاريخية الأساسية مثل "نفح الطيب" لأحمد المقري، إضافة إلى غياب ترجمة العديد من الدواوين الشعرية الكلاسيكية. ثانيا "المؤلفات العربية القديمة"، حيث أشار إلى غياب ترجمات لأعمال مهمة مثل "كتاب الحيوان" للجاحظ و"مروج الذهب" للمسعودي. تلاه ثالثا "الأدب العربي المعاصر" وقال عنه: رغم وجود ترجمات حديثة، إلا أن الكثير من الأعمال العربية المعاصرة لم تنل الاهتمام الكافي في الأوساط الإسبانية.
وحول التحديات التي تواجه الترجمة من العربية إلى الإسبانية أشار سلفادور بينيا إلى أن تحقيق النصوص الأصلية يشكل تحديًا كبيرًا، لا سيما في ميداني التراث الأندلسي والأدب القديم. وأوضح أن غياب النصوص المحققة يجعل من عملية الترجمة عملًا معقدًا وصعبًا. وضرب أمثلة على ذلك، مثل كتاب "ألف باء" لابن الشيخ الأندلسي و"عجائب المخلوقات" للقزويني. كما شدد على أن اختيار النصوص الجيدة وترجمتها بجودة عالية لا يكفيان لتحقيق النجاح، إذ إن وسائل الإعلام، خاصة أقسام الثقافة فيها، لا تولي اهتمامًا كافيًا للأدب العربي المترجم. وبيّن أن هذا الإهمال يؤدي إلى ضعف توزيع الكتب المترجمة وعدم عرضها بشكل ملحوظ في المكتبات.
وأشار سلفادور بينيا مارتين إلى أن الناشرين في إسبانيا وأمريكا اللاتينية يفتقرون إلى برامج تمويل مستدامة لدعم ترجمات الأدب العربي. وذكر أن دولًا أخرى لديها برامج منح لترجمة الأدب، بينما يعاني الناشرون الإسبان من غياب هذه المساعدات. وأكد أن التواصل غير المنتظم بين المؤلفين العرب والمترجمين والناشرين يشكل عقبة كبيرة أمام تطوير حركة الترجمة، كما أن الحصول على حقوق النشر أو حتى الاطلاع على النصوص العربية يمثل تحديًا في حد ذاته.
وأشار أستاذ قسم الترجمة في جامعة ملقا إلى أن لكل داء دواء، وقدم مجموعة من الحلول التي يمكن أن تسهم في معالجة هذه المشكلات، حيث أوصى بتعزيز التعاون بين المؤلفين والمترجمين والناشرين، ووسائل الإعلام، ودور الكتب، والمكتبات. وشدد على أن هذا التعاون يجب أن يكون مستمرًا ومنتظمًا، كما دعا إلى إنشاء برامج منح لدعم ترجمة الأدب العربي من قبل دور النشر الإسبانية والأمريكية اللاتينية. وأكد على أهمية متابعة عملية الترجمة والطباعة والتوزيع لضمان نجاحها. واقترح تفعيل دور المؤسسات الثقافية والعلمية والإعلامية في التعريف بالأدب العربي وتشجيع الناطقين بالإسبانية على قراءته، مشددًا على أهمية تحقيق النصوص العربية القديمة لتسهيل عملية ترجمتها بدقة وجودة عالية.
اختتم المترجم الإسباني سلفادور بينيا مارتين، أستاذ قسم الترجمة في جامعة ملقا حديثه بنبرة تفاؤل، مؤكدًا أن الأدب العربي يزخر بثراء لا ينضب وأن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل القراء الناطقين بالإسبانية.
وأعرب عن أمله في أن تسهم الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي بين العالمين العربي والإسباني، بشرط توفير الدعم اللازم لضمان جودة الترجمة وتوسيع انتشارها.
بين العربية والكورية
وحول واقع وآفاق الترجمة بين العربية والكورية، سلطت المترجمة الكورية الأستاذة الدكتورة يون أون كيونج، أستاذة الترجمة بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، الضوء على التحديات والفرص التي تواجه هذا الجسر الثقافي الحيوي. حيث قالت: إن العلاقة بين كوريا الجنوبية واللغة العربية تعود إلى منتصف القرن العشرين، حين بدأت جامعة هانكوك في عام 1965 بإنشاء قسم متخصص في اللغة العربية والدراسات الإسلامية. ومنذ ذلك الحين، توسعت الجهود لتشمل ست جامعات كورية تقدم برامج دراسية حول اللغة العربية، بالإضافة إلى جامعات أخرى تقدمها كمادة اختيارية.
وتوضح الدكتورة يون أون أن تأسيس هذه الأقسام جاء نتيجة لجهود أساتذة كوريين تلقوا تعليمهم في الدول العربية خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وبفضل هذه البدايات المتواضعة، أصبحت الدراسات العربية في كوريا اليوم نقطة جذب للعديد من الطلبة الباحثين عن فهم أعمق للثقافة العربية.
وتضيف "المترجمة الكورية" إن الترجمة بين اللغتين تشهد نموًا ملحوظًا، مدفوعة بالتعاون الاقتصادي والثقافي المتزايد بين كوريا والدول العربية، إلى جانب الانتشار الواسع للموجة الكورية الثقافية "هاليو" في العالم العربي، حيث تقول: "الطلب على الترجمة الكورية - العربية يتزايد بشكل غير مسبوق، سواء في المجالات الأدبية أو التقنية".
ورغم هذا التطور، تبقى التحديات قائمة.. أبرزها قلة الأعمال الأدبية المترجمة، والتي تركز بشكل كبير على كتابات نجيب محفوظ وبعض الأدباء المصريين والفلسطينيين. تشيرالدكتورة يون إلى أن الأدب العربي المترجم إلى الكورية منذ أواخر الثمانينيات لا يتجاوز 21 رواية وأربع مجموعات شعرية، وهو عدد قليل بالنظر إلى عمق وغنى الأدب العربي، وكان فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب عام 1988 نقطة انطلاق لترجمة أعماله إلى الكورية، بدءًا برواية "اللص والكلاب". تلتها أعمال أدبية بارزة مثل "أولاد حارتنا"، و"ميرامار"، مما أتاح للقراء الكوريين فرصة التعرف على الأدب العربي، وفي السنوات الأخيرة، توسعت الترجمة لتشمل أعمالًا من خارج مصر، مثل "ساق البامبو" للكويتي سعود السنعوسي، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح.
وحول التوطين والتغريب توضح الدكتورة يون أن الترجمة الأدبية ليست مجرد نقل لغة، بل هي فن يتطلب حساسية ثقافية ومهارات لغوية عميقة. يلجأ المترجمون عادة إلى استراتيجيتين رئيسيتين: التوطين، الذي يكيف النص ليكون أكثر قربًا من القارئ المستهدف، والتغريب، الذي يحافظ على العناصر الثقافية الأصلية للنص، وتوازن المترجم بين هاتين الاستراتيجيتين أمر ضروري. على سبيل المثال، المثل العربي 'لا تبكِ على اللبن المسكوب" يمكن ترجمته حرفيًا أو استبداله بمثيله الكوري "إصلاح باب الحظيرة بعد فقدان البقرة".
وتؤكد المترجمة الدكتورة يون أن الطريق لتعزيز الترجمة العربية-الكورية يتطلب دعمًا من المؤسسات الثقافية والجامعات. "نحتاج إلى زيادة الاستثمار في تدريب المترجمين وتوسيع نطاق الأعمال الأدبية المترجمة لتشمل مختلف الدول العربية، وليس فقط مصر وفلسطين"... كما دعت إلى الترويج النشط للأدب العربي في كوريا من خلال معارض الكتب والندوات الثقافية. وتؤكد: "الأدب العربي غني ومتنوع، ويستحق أن يُعرض بشكل أكبر للجمهور الكوري".
واختتمت المترجمة الكورية الأستاذة الدكتورة يون أون كيونج، أستاذة الترجمة بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية كلمتها برسالة تفاؤل، مشددةً على أن الترجمة ليست مجرد وسيلة لنقل الكلمات، بل هي جسر للتفاهم الإنساني. وقالت: "إن زيادة التعاون الثقافي بين كوريا والدول العربية ليس فقط ممكنًا، بل ضروريًا لبناء عالم أكثر ارتباطًا وتفاهمًا".
أسئلة الواقع!
في مداخلتها قدمت المترجمة السورية ربا رياض خمم، أستاذة مشاركة في اللغة العربية واللغويات والترجمة في جامعة ليدز البريطانية، طرحًا يعكس الواقع الحالي للترجمة العربية ويبحث في أبرز الأسئلة التي تواجه هذا المجال الحيوي، وقسمت مداخلتها إلى أربعة محاور رئيسية، طرحت خلالها أسئلة جوهرية تلخص تحديات وأولويات الترجمة اليوم.
أولا تسأل: من يترجم؟ أشارت المترجمة ربا رياض إلى أن الترجمة العربية تعتمد حاليًا على جهود فردية ومبادرات صغيرة غالبًا ما تفتقر إلى الدعم المؤسسي المتكامل، وأن غياب العمل الجماعي المنظم يُضعف جودة المنتج النهائي، مشددةً على أهمية وجود فرق عمل متكاملة تضم خبراء في الجوانب الثقافية، اللغوية، والتقنية.
ثانيا: لمن نترجم؟ في هذا المحور، طرحت خمم تساؤلا حول جمهور الترجمة، وأوضحت أن فهم احتياجات الجمهور المستهدف أمر أساسي لتحديد نوعية النصوص المترجمة وأساليب تقديمها. وأضافت: "لا يمكن أن تكون الترجمة مجرد عملية نقل نصوص، بل يجب أن تراعي ثقافة الجمهور وتلبي احتياجاته المعرفية والعلمية".
ثالثا: ماذا نترجم؟ ناقشت المترجمة ربا رياض خمم الحاجة إلى تحديد الأولويات في الترجمة، مؤكدة على أهمية ترجمة النصوص التي تسهم في تعزيز التفاهم الثقافي والتطور العلمي. وأشارت إلى نقص في الترجمة المتخصصة، مثل النصوص العلمية والطبية والقانونية، ودعت إلى التركيز على هذه المجالات لضمان مواكبة العالم العربي للتطورات الحديثة.
رابعا: كيف نترجم؟ حول هذا السؤال سلطت المترجمة الضوء على تحديات عملية الترجمة، مشيرة إلى ضرورة استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة مثل المكانز اللغوية والذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن تسهم في تحسين جودة الترجمة وتسريع العملية. كما أكدت على أهمية التدريب المستمر للمترجمين، لتمكينهم من التعامل مع النصوص بدقة وكفاءة.
وأوصت المترجمة السورية ربا رياض خمم، أستاذة مشاركة في اللغة العربية واللغويات والترجمة في جامعة ليدز البريطانية، مداخلتها بمجموعة من الاقتراحات التي ترى أنها ضرورية لتطوير مجال الترجمة. أهمها التدريب المستمر، حيث أشارت إلى أن المترجم بحاجة إلى تطوير مهاراته باستمرار لمواكبة تطورات اللغة والتكنولوجيا. كما دعت إلى ضرورة التخصص في مجالات محددة مثل الترجمة الطبية أو القانونية، مؤكدة أنه من المستحيل أن يكون شخص واحد ملمًا بجميع المجالات. وشددت على أهمية العمل الجماعي، والعمل ضمن فرق متخصصة تضم خبراء في مختلف المجالات.
إضافة إلى ذلك، ركزت على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا، حيث شددت على استخدام الذكاء الاصطناعي والمكانز اللغوية لتحسين كفاءة الترجمة. كما أكدت على تعزيز الجوانب الثقافية وأهمية التوازن بين الجانب التقني والثقافي، لضمان نقل النصوص بروحها ومعانيها الحقيقية.
واختتمت دعوتها بتوحيد الجهود وتكاملها بين المترجمين والمؤسسات الثقافية، قائلة: "الترجمة ليست عملا فرديًا، بل هي جهد جماعي يتطلب تعاونًا بين مختلف التخصصات والمهارات". وأكدت أن النهوض بالترجمة يعني النهوض بالتواصل الثقافي والتطور العلمي للعالم العربي.