أعاد الممثل الأميركي جون كوزاك -عبر حسابه على منصة إكس- نشر مقطع فيديو للفيلسوف الفرنسي إدغار موران يتحدث فيه عن صدمته من الصمت الدولي إزاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كما ترجم كوزاك العبارة الأخيرة من الفيديو إلى اللغة الإنجليزية، والتي يقول فيها موران: "على الأقل، أقول: اشهدوا شهادة حق! إذا لم نتمكن من المقاومة بشكل صحيح، بالشيء الوحيد المتبقي وهو أن ندلي بشهاداتنا.

دعونا نقاوم في أذهاننا، دعونا لا ننخدع، دعونا لا ننسَ، دعونا نتحلَ بالشجاعة لمواجهة الأمور وجها لوجه"، وأنهي تعليقه بوسم #فلسطين_حرة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الحرب الإسرائيلية على غزة تسبب انقساما حادا في هوليودlist 2 of 4مشاهير العالم ونجوم هوليود يتراجعون عن دعم الاحتلال الإسرائيليlist 3 of 4نجوم العالم يدعمون دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيلlist 4 of 4جون كوزاك: توقفوا عن تبرير قتل الأطفال ولا تخافوا على مستقبليend of list

وجاء حديث موران (102 عاما) -الذي شارك في الحرب العالمية الثانية مع القوات الفرنسية برتبة ملازم- خلال ندوة عامة عن القضية الفلسطينية حيث قال إنه "مندهش وغاضب في الوقت نفسه من أن أولئك الذين يمثلون أحفاد شعب تعرض للاضطهاد على مدى قرون لأسباب دينية أو عنصرية، إن أحفاد هذا الشعب الذين هم اليوم أصحاب القرار، وصناع دولة إسرائيل، لا يقومون فقط باستعمار بلد بأكمله، وطرد شعبه جزئيا من أرضه والسعي لطرده إلى الأبد، ولكن يرتكبون أيضا مذبحة حقيقية بحق سكان غزة، ويستمرون بلا انقطاع في ضرب المدنيين والنساء والأطفال".

“ At least, I say: bear witness! The only thing that remains if we cannot resist concretely is to testify. Let's resist in our minds, let's not be fooled, let's not forget, let's have the courage to face things head-on." https://t.co/kAE1X1tPSZ

— John Cusack (@johncusack) February 15, 2024

وأضاف الفيلسوف الفرنسي "أن أرى صمت العالم، وصمت الولايات المتحدة، حماة إسرائيل، وصمت الدول العربية، وصمت الدول الأوروبية التي تدعي أنها مدافعة عن الثقافة والإنسانية وحقوق الإنسان، فهذا يجعلني أعتقد أننا نعيش مأساة مروعة، لأننا أيضا عاجزون في مواجهة هذا الشر المطلق".

مقاتل شرس

وكان الممثل الهوليودي كوزاك حوّل حساباته على مواقع التواصل لمنصات إعلامية لإدانة الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما دفع مناصري إسرائيل لمهاجمته، فقامت مجموعات داعمة لتل أبيب بترشيحه للفوز بلقب "أكبر كاره لليهود" ضمن ترشيح أسبوعي تقوم به مجموعات اللوبي الصهيوني على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحذّر عدد من رواد موقع إكس الممثل الأميركي من مصير آخرين فقدوا فرصهم نتيجة دعمهم حقوق الفلسطينيين، ونصحوه بـ"ترشيد" تغريداته، فجاء رده ساخرا حين قال إنه يتمنى "ترشيد قتل الأطفال".

كما أكد أنه لا يشعر بالقلق على مستقبله في هوليود نتيجة موقفه الداعم لحقوق الفلسطينيين ومطالباته المستمرة بوقف المجازر في غزة، وسخر كوزاك من منتقديه لوضعهم مستقبل شخص واحد مقابل "إبادة جماعية ترتكب ليلا ونهارا أمام أعين العالم".

Inhumanity cannot be acceptable in any notion of civilization. Nothing can excuse the inhumanity imposed by Israel even in the face of Hamas insanity. Netanyahu has failed , plain and simple… his super hardline is a complete failure and he has no endgame.

— John Cusack (@johncusack) October 17, 2023

كما شارك الممثل الأميركي أكثر من ألفي فنان حول العالم في إصدار بيان اتهم الحكومات بمساعدة إسرائيل على ارتكاب جرائم في حربها على غزة، وطالب بإنهاء الدعم العسكري والسياسي لتل أبيب.

وثبّت بطل فيلم "قل أي شيء" (Say Anything) منشورا على صفحته يوم 13 يناير/كانون الثاني الجاري، بمناسبة مرور 100 يوم على بدء الحرب على غزة، قال فيه "100 يوم من المذبحة. حكومة جنوب أفريقيا تقدم قضية للمحكمة، بينما الولايات المتحدة لا ترى، هي ترى فقط دفاع الإسرائيليين. إذا لم تكن قد تحدثت علنا باسم الفلسطينيين بعد، فالآن هو الوقت الوحيد المهم. لا أحد سينسى، ولا يمكن لأحد أن يدعي الجهل".

إدغار موران

وبالعودة إلى إدغار موران‏، فهو فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي معاصر، ولد عام 1921، و هاجرت أسرته في بداية القرن العشرين من سالونيك في اليونان إلى مرسيليا، ثُم إلى باريس، حيث ولد إدغار، وهو من اليهود السفارديم.

قام إدغار بمساعدة اللاجئين وانضم إلى المقاومة الفرنسية عندما غزا الألمان فرنسا عام 1940، واستخدم اسم "موران" كاسم مستعار حين شارك في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني.

وحصل على 27 دكتوراه فخرية من جامعات العالم، كما أضاف لعلمي الاجتماع و الفلسفة عشرات الكتب، ومن أهمها "ثقافة أوروبا وبربريتها"، و"إلى أين يسير العالم؟"، و"هل نسير إلى الهاوية؟"، و"الفكر والمستقبل: مدخل إلى الفكر المركب"، و"المنهج إنسانية البشرية، الهوية البشرية".

ورغم عمره الذي تجاوز قرنا من الزمان، فما زال الفيلسوف الفرنسي يشارك في المناسبات العامة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شارك موران في حوار "المكتبة الكبرى" الذي يقدمه الصحفي والناقد الأدبي الفرنسي الشهير أوغسطين ترابينارد، إذ تناول الفيلسوف الفرنسي بالنقد واقع الإنسان في "عالم اليوم الغامض والمعقد، وشعور الكراهية الذي ينتشر أكثر في العالم" داعيا لعدم الاستسلام للكراهية.

كما دعا لاتخاذ موقف و"عدم نسيان القضايا العادلة"، مشيرا إلى أنه يتخذ موقفا يتمثل في القلق الإنساني تجاه أولئك الذين يعانون "وفي الوقت الحالي هم في غزة".

وأضاف أن الأمر ربما لا يكون سهلا، "ففي الواقع ليس الجميع ضد الحرب، وهناك أوقات يجرفنا فيها التيار، ويطلب منا أن نختار جانبا ونتخذ موقفا، أنا أتخذ موقفا من قلق الإنسان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الممثل الأمیرکی على غزة

إقرأ أيضاً:

"حُرُوب اليوم".. ليْسَت عَالميَّة

الدول القوية والكبرى والفاعلة على الساحة الدولية تخشى تكلفة الحرب أكثر من الدول الضعيفة



تشير الأبحاث والدراسات السياسية والاستراتيجية والتقارير والتحليلات إلى قول فصل يتضمن ذهابنا إلى "حرب عالمية ثالثة"، الأمر الذي كرَّس مخاوف لدى معظم سكان العالم، ولكن بنسب مختلفة تزيد أو تقل حسب الموقع الجغرافي من ميدان الحرب، الذي يبدأ من الدول المجاورة، وقد لا ينتهي عند الحدود القاريَّة، فعلى سبيل المثال، تتخوف الدول الأوروبية المجاورة لأوكرانيا من تمدد الحرب، وكذلك الأمر بالنسبة للدول المجاورة لفلسطين ولبنان.
من الناحية الإعلامية، كما هو لجهة الموقفين السياسي والعسكري، فإن العالم فيه كثير من بؤر التوتر ما يجعله في حروب دائمة لم تنقطع، وهو ما يبدو جليّاً في كثير من مناطق العالم، بل أنه يشمل كل القارَّات، فمنطقتنا العربية ـ مثلاً ـ واجهت منذ 1948  إلى أيامنا هذه عدداً من الحروب التي أجبرت عليها، حيث خاضت دولنا حروبا جماعية ضد الأعداء ومنهم إسرائيل بوجه خاص، وأخرى فردية حين غزتها قوى خارجية، وقضت على أنظمتها السياسية، وسيطرت بشكل مباشر على صناعة القرار فيها، وهناك نوع ثالث من الحروب توزع في منطقتنا بين حربين أهلية وجوارية.
والذين يتوقعون اليوم حدوث حرب عالمية ثالثة، بل يذهبون إلى وجود مؤشرات تشي جميعها بوقوعها، هم أولئك الذين ينظرون إلى الحالة الراهنة من زاويتين:
 الأولى، تتعلق بما يحدث الآن، خاصة المواجهة الحالية بين الغرب، ممثلا في التحالف الأوروبي ـ الأمريكي ضد روسيا الاتحادية على خلفيّة الحرب الدائرة في أوكرانيا، وكذلك حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، ما يعني المواجهة بين إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول المنطقة، وتحديدا إيران.
والزاوية الثانية: هي ميراث الحربين العالميتين السابقتين (الأولى والثانية)، لجهة تمدد الحرب لتشمل دول العالم كلها، من منطق عوامل كثيرة، منها: الثروات، والطاقة، والمواقع الجيو ـ استراتيجية.. إلخ.
من الناحيتين الواقعية والحقيقية، فإن الدول القوية والكبرى والفاعلة على الساحة الدولية تخشى تكلفة الحرب أكثر من الدول الضعيفة، لأن هذه الأخيرة، ومنها دولنا العربية، لم تتمتع بسلام حقيقي إلا قليلا.. أنها تعيش فترات متقطعة من تاريخها الوطني والقومي تحت مآسي الحروب، أي أنها لا تزال في خضم زمن الحرب العالمية الثانية، أو على الأقل تبعاتها، ما يعني أن الحرب لم تضع أوزارها، وهي تقوى وتضعف بناء على حسابات الدول الخارجية وميراثها الاستعماري أكثر من دوافعها الداخلية الوطنية والقومية.
من ناحية الخطاب الموجه للرأي العام العالمي يمكن للخبراء ـ أو من يدعون ذلك ـ أن يروجوا لقرب اندلاع حرب عالية ثالثة، وهذا القول قد يقبل من الناحية النظرية إما لتخويف الناس أو لتحذيرهم، لكن غير ممكن الحدوث على المستوى العالمي في الوقت القريب، وإن كان متوقعاً بنسبة أكبر في الأمد البعيد ضمن "سنن التدافع"، وبديله في الوقت الراهن، احتمال قيام حرب إقليمية في منطقة بعينها من العالم، وتحديداً في أوروبا انطلاقاً من الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا، حيث تحظى بدعم أمريكي ـ قد يتغير في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب ـ كما تحظى هذه الأخيرة بدعم أوروبي، وإن كانت بعض الدول المجاورة لها بدأت تحضر نفسها لحرب مقبلة أخبرت بها شعبها.
القول بقيام حرب إقليمية قد يشمل منطقتنا العربية حقيقية، لكن لن تسهم فيه دول الجوار المحاذية لدول الحرب، إنما دول أخرى شريكة معنا في الجغرافيا، ولكنها من الناحية الاستراتيجية مهمة لدولنا الوطنية، ولها تحالفاتها المرتبطة بمصالحها، الأمر الذي قد يجعل من أوطاننا مجالا للصراع الدولي، وقد ننتهي إلى ضحية نتيجة التحالفات الدولية، تماما كما ستؤول إلى ذلك الدول التي ستواجه الغرب لأجل وحدتها الترابية مثل الصين، التي لا تزال تصر على ضمِّ تايوان، وهذا نوع آخر من الحروب، الذي سيختلط فيه الانفصال من أجل الحرية مع أجندة الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني إبعاد الصين عن السلام، وجعلها في خوف دائم من الحرب.

مقالات مشابهة

  • عن الدور الفرنسي في وقف الحرب على لبنان.. هذا ما تريده إسرائيل
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يشيد بالدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية ودورها الريادي بالمنطقة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر الداعم لغزة يؤكد دورها الريادي بالمنطقة
  • "حُرُوب اليوم".. ليْسَت عَالميَّة
  • الرئاسة الفلسطينية تنتقد الفيتو الأميركي بشأن الحرب في غزة
  • المسلماني: نتنياهو يترصد للرئيس الفرنسي بسبب مطالبته بإنهاء الحرب
  • بسبب الارتباط.. أمير المصري يتصدر التريند
  • مخاوف الحرب النووية.. الصين تدعو روسيا للتهدئة بدفع من الرئيس الفرنسي
  • أرض الحضارات.. الممثل الأمريكي تيري كروز ينبهر بالآثار الإسلامية في شارع المعز
  • جولة شرق أوسطية لبوريل تشمل لبنان الأحد