بوتين يقول إنه يفضل بايدن على ترامب لرئاسة الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
فبراير 15, 2024آخر تحديث: فبراير 15, 2024
المستقلة/- قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا تفضل فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن بولاية ثانية، و وصفه بأنه أكثر خبرة و قابلية للتنبؤ من دونالد ترامب, على الرغم من أن موسكو لا تتفق بشدة مع سياسات الإدارة الحالية.
و كانت تعليقات بوتين خلال مقابلة مع التلفزيون الحكومي الروسي يوم الأربعاء هي الأولى له حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، و التي من المرجح أن تضع بايدن في مواجهة ترامب.
و قال بوتين عندما سئل عن المرشح الأفضل لروسيا: “بايدن، إنه أكثر خبرة، و أكثر قابلية للتنبؤ به، إنه سياسي من الطراز القديم. لكننا سنعمل مع أي زعيم أميركي يثق به الشعب الأميركي.”
و حاول ترامب سعى على الفور إلى تحويل ذلك لصالحه في تجمع انتخابي ليلة الأربعاء، مشيدًا بالبيان باعتباره “مجاملة عظيمة”.
و كثيرا ما أشاد ترامب و بوتين ببعضهما البعض في الماضي، و خلصت وكالات المخابرات الأمريكية إلى أن الزعيم الروسي أمر بحملة خفية للتأثير على الانتخابات الأمريكية عام 2016 لصالح ترامب. و قد رفض كلا الزعيمين هذه الأتهامات.
و انتقد بوتين أيضًا سياسة البيت الأبيض تجاه روسيا، واصفًا إياها بأنها “معيبة و خاطئة للغاية”.
و هناك خلافات عميقة في الولايات المتحدة حول الطريقة الأفضل لمواجهة روسيا و مساعدة أوكرانيا.
و زعم بوتين أنه أرسل قوات إلى أوكرانيا لحماية الناطقين بالروسية هناك و لمنع التهديد الذي يواجه أمن روسيا من جراء محاولة أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. و نددت أوكرانيا و حلفاؤها الغربيون بتصرفات موسكو و وصفتها بأنها عمل عدواني غير مبرر. و أرسلت العديد من دول الناتو، و على رأسها الولايات المتحدة تحت قيادة بايدن، أسلحة و مساعدات عسكرية أخرى إلى كييف لصد القوات الروسية.
و في الوقت نفسه، شكك ترامب مؤخرًا في التمويل الأمريكي لأوكرانيا، و قال إنه حذر ذات مرة من أنه سيسمح لروسيا أن تفعل ما تريد للدول الأعضاء في الناتو التي “تتأخر” في الاستثمار في دفاعها. أرسلت هذه التعليقات موجات من الصدمة عبر أوروبا، حيث يستعد بعض القادة لوقت لا تلعب فيه الولايات المتحدة الدور المحوري الذي تلعبه الآن في حلف شمال الأطلسي.
و يتناقض بيان ترامب بشكل حاد مع تعهد بايدن “بالدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو”. و اتهم بايدن ترامب يوم الثلاثاء بـ”الانحناء أمام دكتاتور روسي”.
و في المقابلة، أشار بوتين إلى أن وجهة نظر ترامب للعلاقات مع حلفاء الناتو تتفق مع نهجه خلال رئاسته، على الرغم من اختلاف الأوروبيين بشكل حاد.
و وصف الرئيس الروسي حلف شمال الأطلسي بأنه “أداة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة”، مضيفًا أنه “إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أنها لم تعد بحاجة إلى هذه الأداة، فالأمر متروك لها لاتخاذ القرار”.
و ردا على سؤال حول التكهنات بشأن القضايا الصحية لبايدن، أجاب بوتين: “أنا لست طبيبا و لا أعتبر أنه من المناسب التعليق على ذلك”. و أضاف أن بايدن بدا في حالة جيدة عندما التقى الزعيمان في سويسرا في يونيو 2021.
و عمل فريق بايدن على تخفيف مخاوف الديمقراطيين بشأن التحذيرات التي أثارها مستشار خاص بشأن عمر بايدن و ذاكرته.
و ردا على سؤال حول انطباعاته من المقابلة التي أجراها الأسبوع الماضي مع مضيف قناة فوكس نيوز السابق تاكر كارلسون، قال بوتين إنه يتوقع أن يكون كارلسون أكثر عدوانية. و استخدم بوتين المقابلة لتعزيز روايته بشأن القتال في أوكرانيا، و حث واشنطن على الاعتراف بمصالح موسكو و الضغط على كييف لإجراء محادثات.
و قال بوتين: “كنت أتوقع منه أن يكون عدوانيا و يطرح ما يسمى بالأسئلة الصعبة، و لم أكن مستعدا لذلك فحسب، بل أردت ذلك لأنه كان سيمنحني فرصة للرد بشكل حاد”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كيف يتعامل ترامب مع أوكرانيا عبر فن الصفقة والتخلي لصالح بوتين؟
نشر موقع "ذا هيل" تقريرًا يتناول فيه طريقة تعامل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع القضايا الدولية، مثل حرب أوكرانيا، من خلال مفهومه الخاص بـ "الصفقات"، مشيرًا إلى أن ترامب يفتقر إلى التعاطف والفهم المعقد للوضع، ما يجعله مستعدًا للتخلي عن بعض القيم الأساسية لتحقيق صفقات سريعة.
وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن أنصار الرئيس ترامب يزعمون في كثير من الأحيان أن قوته تكمن في براعته التجارية، التي اكتسبها خارج الساحة السياسية التي فقدت مصداقيتها. ويقدمونه كصانع صفقات جريء وذو حدس قوي، قادر على النظر إلى ما وراء الحكمة التقليدية وإيجاد حلول عملية للمشكلات المستعصية.
واستند الموقع في ذلك إلى اتفاقات إبراهيم لسنة 2020، حيث وافقت البحرين والإمارات على إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل، وكان ذلك تحت رعاية ترامب، وربما كان التاجر الكبير قد بدأ مرحلة جديدة وإيجابية في المنطقة.
وأفاد الموقع بأن صورة صانع صفقات هذه مبينة على أسس مشكوك فيها. والواقع أن مفهوم الرئيس نفسه لـ"الصفقة" يمكن أن يكون غامضًا، كما تكتشف أوكرانيا، والتي تدفع ثمنًا باهظًا لذلك. فقد يكون ترامب مهووسًا بالتوصل إلى اتفاق لدرجة أنه قد يتجاهل أي اعتبارات فردية. والجانب الآخر من انغماسه في ذاته هو الافتقار إلى التعاطف، وهي صفة حيوية للمفاوض الفعال.
وذكر الموقع أن سمعة ترامب تستند إلى دليل أعماله/ مذكراته الصادر سنة 1987، "فن الصفقة"، وهو كتاب حقق مبيعات ضخمة وساهم في جعله اسمًا معروفًا. ولكن "فن الصفقة"، سواء بطبيعته أو ما يمثله، يقدم صورة مغرية لكنها مضللة.
وحمل الكتاب اسم ترامب ونُسب إلى "دونالد ج. ترامب مع توني شوارتز". وكان شوارتز، الصحفي في مجلة نيويورك، قد تم تعيينه لكتابة الكتاب بشكل غير رسمي في سنة 1985، وهو عرض كان مغريًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن رفضه. وفي سنة 2019، قال إنه أكبر ندم في حياته وأشار إلى أن حقوق الملكية بأنها "مال ملوث بالدم".
ويزعم شوارتز أن ترامب لم يُساهم تقريبًا بأي شيء ذو قيمة في النص، مضيفًا أن الكتاب يجب أن يُعاد تصنيفه على أنه "خيال".
وبحسب الصحيفة؛ فإذا فشلت أي صفقة، فإن ترامب سريعًا ما يتنصل منها. وقد هاجم ترامب سقوط كابول في آب/ أغسطس 2021 ووصفه بأنه "أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخ الولايات المتحدة"، محملاً إدارة بايدن مسؤولية ذلك بسبب ضعفها. والحقيقة هي أن بذور الانسحاب المهين من أفغانستان، الذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا، كانت قد زرعها ترامب ومستشاروه في شباط/ فبراير 2020.
وأضاف الموقع أن الصفقة التي أبرمتها إدارة ترامب مع طالبان في الدوحة كانت ثنائية، دون مشاركة الحكومة الأفغانية. ونصت على انسحاب القوات الأمريكية بحلول أيار/ مايو 2021 ورفع العقوبات عن طالبان. باختصار، قدمت الصفقة مخرجًا لترامب من الحملة العسكرية في أفغانستان التي استمرت 20 سنة، متجاهلًا الحقائق على الأرض وأملًا في الأفضل.
وفي مفاوضاته بشأن أوكرانيا، يستبعد ترامب الحكومة في كييف لأنه يرى فلاديمير بوتين كبوابة أسهل لتحقيق ما يريد. ولم تتميز المفاوضات الأولية بين الولايات المتحدة وروسيا بحكم متقلب، حيث تم التنازل عن أوراق المساومة دون مقابل.
وقبل أن تبدأ المفاوضات بشكل جدي، استبعد وزير الدفاع بيت هيغسميث فعليًا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وألمح ترامب بشكل قوي إلى أن روسيا لن تتخلى عن الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا في أوكرانيا، كما وضع المسؤولون الأمريكيون لأنفسهم مهلة صعبة بشكل غير ضروري، حيث أعربوا عن أملهم في التوصل إلى تسوية بحلول عيد الفصح.
وأشار الموقع إلى أن هذه تمثل بعض أهداف بوتين من الحرب، لكن ترامب تنازل عنها لأنها بدت غير مهمة له أو للولايات المتحدة. كما أنه مدفوع بكراهية شديدة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي وصفه بـ "الدكتاتور" رغم عدم وجود دليل على ذلك. واتهم ترامب أوكرانيا بالتسبب في الحرب قائلاً: "كان يمكن تسويتها بسهولة. ولم يكن يجب أن تبدأوها أبدًا. كان يمكنكم إبرام صفقة."
الواقع أن ترامب يحب بوتن ويكره زيلينسكي. ولم يكن له أي مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا، وهو يقدس "الصفقة"؛ ونتيجة لهذا، فمن غير المفهوم بالنسبة له أن تقاوم أوكرانيا روسيا لمدة ثلاث سنوات ملطخة بالدماء. إن احتمال خروج بوتن من الحرب بعدوانه مكافأ أمر لا مفر منه ببساطة في النظام البيئي العقلي لترامب من الأقوياء والفائزين والخاسرين.
وقال الموقع إن ترامب يحب بوتين ويكره زيلينسكي، ولم يكن له مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا. فهو يقدس "الصفقة"، لذا يصعب عليه فهم مقاومة أوكرانيا لروسيا. بالنسبة له، من المحتمل أن يخرج بوتين من الحرب منتصرًا على عدوانه، وهو أمر متوقع في رؤيته للعالم الذي يفضل الأقوياء والفائزين.
واعتبر الموقع أن انتهاء الحرب بالشروط التي وافقت عليها الولايات المتحدة بالفعل سيكون نجاحًا باهرًا في السياسة الخارجية لبوتن.
وبين الموقع أن ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتي يتفوق بشكل مريح على مطور عقاري متهور لعب دورًا كاريكاتيريًا لنفسه في برنامج "ذا أپنتيس". ولا يولي ترامب أي قيمة لأوكرانيا سوى ما يمكنه استخراجه منها. ببساطة، هو يريد أن تنتهي الحرب مهما كان الثمن.
واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن أوكرانيا قد تدفع هذا الثمن في البداية، ولكن ستكون هناك عواقب طويلة الأمد جراء إظهار أن العدوان العسكري ينجح. وربما يجب أن نسمّي ذلك "الصفقة الجديدة" لترامب.