اعلام اسرائيلي : ما الانتصار في أن نرى السنوار يتحرك داخل نفق
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
#سواليف
تناول الإعلام الإسرائيلي تطورات الحرب على قطاع غزة وما يصاحبها من عرقلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صفقة تبادل الأسرى، والتصعيد على الجبهة اللبنانية بعدما قصف حزب الله لأول مرة منطقة صفد التي تقع على بعد 30 كيلومترا من الحدود.
وفي حديث لتلفزيون “كان” الرسمي، قال رئيس المجلس الأمني السابق اللواء احتياط يعكوف عميدرور إن إسرائيل أغضبت حزب الله على ما يبدو بعملية فرضت عليه ضرورة الرد لكي يقول “عليكم أن تتوقفوا”.
وأشار عميدرور إلى أن ما جري على حدود لبنان هو “حوار بالنار يقول فيه كل طرف للآخر: احذر لقد تجاوزت حدودك”.
مقالات ذات صلة جيش الاحتلال يعلن قتل قيادي بحزب الله 2024/02/15وأضاف “نحن نشعر أنهم تجاوزوا حدودهم، لكنني لا أعرف إن كنا فعلنا شيئا دفعهم للقول إننا أيضا تجاوزنا حدودنا” لافتا إلى أن هناك فوارق بين الطرفين في طريقة إيصال هذه الرسائل.
وقال عميدرور إن إسرائيل تلجأ لطريقة استهداف المسؤولين الكبار أو الأهداف النوعية، مضيفا “رجال الاستخبارات هم من يعرفون لماذا رد حزب الله بهذا الشكل” مؤكدا أنها المرة الأولى منذ 1948 التي يتم فيها إخلاء مستوطنات الشمال المجاورة للبنان.
وأكد أنه عندما سأل عن سبب الإخلاء قيل له إنها تعليمات الجيش، مضيفا “لا أعرف أن كانت تعليمات الجيش أم تعليمات شخص آخر، لكنها أكثر القرارات الخاطئة التي صدرت”.
تعقيد تبادل الأسرى
وفيما يتعلق بتطورات صفقة التبادل، يقول مراسل الشؤون السياسية في قناة “كان” سليمان مسودة إنه توصل لمعلومات تفيد بأن رئيسي جهازي الموساد والشاباك -إلى جانب الجنرال احتياط نيتسان ألون- قاموا ببلورة مقترح جديد لصفقة التبادل وعرضوه على نتنياهو لكنه رفضه، وهو ما دفع ألون (المسؤول عن ملف الأسرى) من السفر إلى القاهرة لحضور المفاوضات.
كما أكدت موليا وولبيرغ المراسلة العسكرية لقناة 13 أن مصادر أخبرتها بأن نتنياهو أرسل مستشاره السياسي لاجتماع القاهرة للتأكد من أن رئيس الموساد ديفيد برنيع لن يتجاوز التفويض الممنوح له، وأنه سيستمع فقط دون تقديم أية مقترحات.
وقالت المراسلة إن الجيش نشر الفيديو الذي يقول إنه يظهر زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الداخل يحيى السنوار وهو يتحرك في أحد الأنفاق، من أجل الضغط على الحركة.
أما نوعام دان (قريبة أحد الأسرى) فقالت للقناة الـ13 “من المحرج أن نجد رجلا يفترض أنه يقود دولة ذات سيادة لتحقيق أهدافنا بينما نجده منشغلا بأنهم (حماس) لا يريدون، أو لم يقدموا ردا” مضيفا “كيف نعرف أنه انتصار مطلق؟ هل التنازل عن حياة البشر (الأسرى) هو الانتصار المطلق؟”.
وأضافت “ما هو الانتصار في أن نرى السنوار يتحرك داخل الأنفاق؟ أي اكتشاف عظيم هذا؟ ما أهميته؟”.
وقالت أيضا إن هذا الفيديو “يشير إلى مدى العجز والانكشاف الذي وصلنا إليه في ميادين أخرى”.
المصدر : الجزيرة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
سلاحُ الموت وفلسفةُ الانتصار
الشّيخ علي حمادي العاملي
وصل حزبُ الله في ترسانته إلى أسلحة نوعية، صواريخ بالستية، مسيّرات، ولكنه رغم كُـلّ ذلك عاد في لحظة المواجهة الكبرى إلى سلاحه الاستراتيجي الأول الخارق للتوازن، والذي امتلكه يوم انطلاقته عندما كان المقاومون يملكون بضعة بنادق متواضعة.. سلاح الموت.
الموت سلاحٌ في عقيدة انتصار الدم على السيف. سلاحٌ لا يُضرب حين يكشف العدوّ مخازنه أَو منصاته، بل يُفعّل في تلك اللحظة بالتحديد. الروح لا تموت في جدلية الحياة والشهادة.. فـ”عندما نستشهد ننتصر“. بهذه الفلسفة سيخرج الملايين في تشييع سيد شهداء الأُمَّــة.
في مفصل تاريخي يحاول الأعداء طمس القضية الفلسطينية، وإنهاء الخصوصية الوحيدة لبلدٍ تصغر سيادته وتتوسّع السفارة الأمريكية بالتوازي.. سيكون تجديد البيعة والعهد. فكما احتملت المقاومة القتال بلحمها الحيّ عن جيوش عربية مدجّجة، كذلك فَــإنَّ شعبها الواعي والمدرك يملأ اليوم فراغ شعوبٍ نائمة. حضوره الهادر ليس فقط رسالةً سياسية وشعبيّة، هو دستورٌ تكتبه شعوبٌ وأقوامٌ عديدة قدِمت من أقطار الأرض، لتسير خلفَ نعشٍ ما زال صاحبه يؤثّر في توجيه الأحداث، ويخاطب بروحه “أشرف الناس“، وهو يثق أنهم يعرفون كيف وأين يوجهون عواطفهم الصادقة.
هؤلاء الذين كانت الحروب تحمل لهم مع صواريخها الحارقة فكرة وخيار الهزيمة أسوة بإخوانهم العرب.. اقبلوها ولو في قيدٍ من ذهب!. لكن هؤلاء ولدوا أحرارًا مطهّرين من رجس الأفكار الانهزامية، ثم تمرّدوا على هامشية الحياة، وسخروا من القائلين بعبثية الوجود، وأرادوا الغوص في عمق المعاني السامية فتفرّدوا في هُويّتهم “أشرف الناس”، وتبلوروا في قيادتهم “الأسمى”.
في كُـلّ موت يولد عندهم تصميمٌ وعزمٌ جديد.. تمامًا مثل حتمية الموت، لا بد أن يولد.. إنها فلسفة الانتصار. الثورة التي تكمن في نفوسهم هي التي ترهب العدوّ.
لا تستغربوا القلق الداخلي من التشييع.. هم يعلمون أنه ليس مُجَـرّد مواراة قائدٍ في الثرى.
إنها تشكيل لوحدة جديدة حيّة من ألوان الشهادة وزيتها.. لوحة تُبرز قيم الجمال والنضال والاستعداد للفداء في مجتمعٍ مبدعٍ سوف “يدهش العالم من جديد”.
إذًا، هي حرب البقاء المعنوي أَيْـضًا. وأمام الحشد الهائل والمهيب ستتقهقر خطوط العدوّ مجدّدًا إلى الوراء، في السياسة والإعلام والحرب النفسية.
التشييع اليوم استكمال للمعركة الحضارية الطويلة ضد الصهاينة والمتصهينين. المعركة لم تنتهِ بعد.. هذه رسالة أبناء السيد.. ولن تنتهي إلا بالنصر الحاسم والكبير.. هذا وعد السيد.
قبضاتُ الملايين في التشييع ستحمل هذه الرسالة.. يمشون خلف النعش وخطواتهم فعلٌ عباديٌّ يرقى إلى مستوى الاقتداء الفكري والقلبي، وفي نيّة المشيّعين أن كُـلّ خطوة من خطواتهم.. إنما هي.. على طريق القدس.
* كاتبٌ وباحثٌ لبناني