حذرت الأمم المتحدة، من شنّ هجومٍ عسكري إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لافتا إلى أن مثل هذه العملية سيشكّل "كارثة إنسانية"، ويمكن أن "يؤدي إلى مذبحة"، وسيدفع الفلسطينيين إلى اجتياز الحدود مع مصر.

ويتكدس أكثر من 1.3 مليون فلسطيني في رفح عند الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يعيش الكثيرون في مخيمات وأماكن إيواء مؤقتة بعد الفرار من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى من غزة.

ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يريد إخراج المسلحين الفلسطينيين من مخابئهم في رفح وتحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك، منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكنه لم يقدم تفاصيل عن خطة مقترحة لإجلاء المدنيين.

حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، الخميس، من احتمال نزوح الفلسطينيين المكدسين في رفح إلى مصر، في حال شنت إسرائيل عملية عسكرية برية على المدينة الحدودية.

وقال غريفيث، في كلمة الخميس بالأمم المتحدة في جنيف، إنّ فكرة انتقال الأفراد في غزة إلى مكان آمن محض "وهم"، مؤكداً أن احتمالية نزوح الفلسطينيين إلى مصر "حقيقة ماثلة أمام أعيننا في رفح".

ولفت إلى أن إن إجلاء اللاجئين في رفح إلى "منطقة آمنة" مجرد وهم، حيث لا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

ستراتفور: سلامة الأسرى الإسرائيليين مستحيلة مع اجتياح رفح.. وانقسام حماس سيناريو وارد

وقال غريفيث: "نحن بالتأكيد ننطلق من مبدأ أن النقل القسري للسكان محظور بموجب القانون الدولي، لكن الأمر الواقع على الأرض في غزة هو أنه قد تم بالفعل تهجير اللاجئين في رفح عدة مرات".

وتابع: "إن إجلاء اللاجئين في رفح إلى منطقة آمنة هو مجرد وهم، فلا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة".

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن الموجودين في رفح، مثل جميع سكان غزة، ضحايا اعتداء لا مثيل له في كثافته ووحشيته ونطاقه.

ومرة أخرى اليوم، يدق المسؤول الأممي ناقوس الخطر قائلا إن "العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة، وقد تترك العملية الإنسانية الهشة بالفعل- على أعتاب الموت".

وأشار إلى أن المجتمع الدولي حذر من العواقب الخطيرة لأي غزو بري في رفح. وقال: "لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه الدعوات".

واختتم بيانه بالقول إن التاريخ لن يكون رحيما، مشددا على أهمية إنهاء هذه الحرب.

فيما قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الخميس، إنّ طواقم الوكالة لن تكون قادرة على مواصلة العمل إذا ما كان هناك هجوم بري في المدينة التي تقع جنوبي قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

بيان مشترك.. كندا وأستراليا ونيوزيلندا تدعو لوقف النار بغزة وتحذر من ضرب رفح

كما حذرت القائمة بأعمال مدير المكتب الإعلامى لـ"أونروا" في قطاع غزة إيناس حمدان، الخميس، من خطورة الأوضاع فى مدينة رفح الفلسطينية، واصفة إياها بـ"المأساوية" على جميع المستويات.

وقالت حمدان إن "طواقم أونروا لا تزال تقدم المساعدات الإنسانية في ظل استمرار عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن الأمور ستأخذ منحى سيئا وستزداد كارثية إذا اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة بريًا، وهو ما تحذر منه كل مؤسسات الأمم المتحدة.

وأوضحت أن الأوضاع المعيشية صعبة جدا فلا يوجد شبكات صرف صحي، ولا يستطيع النازحون الحصول على مياه نظيفة، فضلا عن نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية.

من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن شن هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح، سيتسبب في "كارثة لا يمكن تصورها" ويزج بالنظام الصحي في القطاع، ليقترب أكثر من حافة الهاوية.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن، إن "العمليات العسكرية في هذه المنطقة المكتظة، ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصورها… بل وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال".

وقال المسؤول الأممي "ترى الخوف الذي يواجه الناس. يأتون إليك باستمرار بأسئلة مثل ماذا عسانا أن نفعل؟".

ونبه بيبركورن إلى أن هذا التطور يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه مرافق المستشفيات "مثقلة بالأعباء وعاجزة تماما عن العمل، وتقترب من حافة الانهيار".

اقرأ أيضاً

ماكرون يعبر لنتنياهو عن معارضته الشديدة للهجوم على رفح

وعلى نفس الصعيد، أصدرت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس نديريتو، الأربعاء، بيانا رددت فيه المخاوف التي أعرب عنها مسؤولون آخرون في الأمم المتحدة بشأن احتمال وقوع توغل عسكري كامل في رفح، "والذي من المؤكد تقريبا أنه ستكون له عواقب كارثية بالنسبة للمدنيين في المنطقة".

وقالت نديريتو، إنه من الضروري إعطاء الأولوية لحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات.

وأضافت أن خطر ارتكاب جرائم وحشية في حالة حدوث توغل عسكري كامل في رفح "هو خطر جدي وحقيقي ومرتفع".

وشددت أيضا على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى دون قيد أو شرط، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، وتسريع جميع السبل الممكنة للحوار حتى يمكن منع المزيد من العنف، وتطبيق وقف دائم لإطلاق النار.

فيما حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن "توسع الأعمال العدائية بمدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة يهدد بكارثة إنسانية، وعرقلة عمليات الإغاثة".

وقال البرنامج الأممي، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "رفح ملجأ لأكثر من مليون شخص، وهي أيضًا نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات إلى قطاع غزة".

اقرأ أيضاً

نتنياهو يتوعد بعملية قوية في رفح ويؤكد: لن نخضع لشروط حماس

وأشار إلى تمكنه من مواصلة عمليات توزيع المساعدات في رفح حتى الآن.

وشدد برنامج الأغذية العالمي على أن "توسع الأعمال العدائية برفح يهدد بحدوث كارثة إنسانية وعرقلة عمليات الإغاثة".

وفجر الخميس، بحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، هاتفيا، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، متطلبات عملية عسكرية محتملة في رفح على الحدود مع مصر، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".

وتتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات كارثية لاجتياح إسرائيلي محتمل لرفح، حيث يوجد ما لا يقل عن 1.4 مليون فلسطيني، بينهم 1.3 مليون نازح جراء حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحتى الخميس، قتل الجيش الإسرائيلي في غزة 28 ألفا و663 فلسطينيا وأصاب 68 ألفا و395، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.

كما تسبب في دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة، مع شح إمدادات الغذاء والماء والدواء، ونزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب الأمم المتحدة.

وللمرة الأولى منذ قيامها في 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً

كاتبة تهاجم الأمم المتحدة بسبب تفاعلها مع مجزرة رفح: متواطئة في تهجير الفلسطينيين وقتلهم

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة رفح كارثة مصر نازحون إسرائيل حرب غزة الأمم المتحدة کارثة إنسانیة إسرائیلی على منطقة آمنة اقرأ أیضا قطاع غزة إلى أن فی رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي صادم.. جرائم العنف الأسري تقتل امرأة كل 10 دقائق و85 ألف قُتلت عام 2023!

ذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك، أن ” 85 ألف امرأة وفتاة قُتلت على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن على أيدي افراد عائلاتهن”.

وأضاف التقري أن “أن بلوغ جرائم قتل النساء “التي كان يمكن تفاديها” هذا المستوى “ينذر بالخطر”.

ولاحظ التقرير أن “المنزل يظل المكان الأكثر خطورة” للنساء، إذ أن 60 في المئة من الـ85 ألفا اللواتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا “لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ”.

وأفاد التقرير “بأن هذه الظاهرة “عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية”، مشيرا إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وإفريقيا هي الأكثر تضررا، تليها آسيا، وفي قارتي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفراد من عائلاتهنّ”.

وبحسب التقري، “أبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان”.

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي صادم.. جرائم العنف الأسري تقتل امرأة كل 10 دقائق و85 ألف قُتلت عام 2023!
  • مسؤول أممي: شتاء غزة يعني موت الفلسطينيين بردا وليس بقصف إسرائيلي فقط
  • تحذير أممي من عنف جنسي وبائي ضد النساء في السودان
  • «الأمم المتحدة»: لبنان يواجه أعنف فترة منذ عقود وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة
  • تحذير أممي صارخ.. السودان أمام “عنف جنسي ممنهج”
  • ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية
  • مسؤول أممي يدعو إلى اهتمام دولي بـ«الأزمة مذهلة الأبعاد» في السودان
  • تقرير أممي: مقتل امرأة كل 10 دقائق في أنحاء العالم في ظاهرة عنف عالمية
  • هجوم سياسي على مبعوث الأمم المتحدة: محاولات للالتفاف على الشرعية اليمنية
  • تقرير أممي: مقتل امرأة كل 10 دقائق بأيدي شريكها أو أحد أقاربها