"وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأوسع لتثقيف الأبناء".. ندوة بإعلام الداخلة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
نظم مركز اعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد حلقة نقاشية تحت عنوان "بناء ثقافة النشء في ظل تحديات التكنولوجيا الحديثة" ضمن الحملة الاعلامية التي أطلقها قطاع الاعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات بهدف تنمية الأسرة المصرية تحت شعار "أسرتك ثروتك" تحت رعاية رئيس الهيئة الدكتور ضياء رشوان وتوجيهات رئيس قطاع الاعلام الداخلي الدكتور أحمد يحيى وذلك بمدرسة موط الثانوية الزراعية بالداخلة وأدار الحلقة النقاشية محسن محمد مدير مركز اعلام الداخلة
أوضح محسن محمد مدير مركز إعلام الداخلة دور وسائل التواصل الاجتماعي في تثقيف الأبناء في غياب التواصل الواضح بين الآباء والأبناء
وأكد محسن بأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من الوسائل الرئيسية لتثقيف الأبناء والشباب في المجتمع، خاصة مع انشغال الآباء والمربين.
وأشار محسن إلى أن التكنولوجيا الحديثة قدمت تحديات جديدة تشمل كيفية بناء ثقافة النشء في ظل هذا التطور والتغيير المستمر.
وأضاف محسن علينا الاعتراف بأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الشباب، وأنها تلعب دورًا كبيرًا في تكوين ثقافتهم وتشكيل نظرتهم للعالم من حولهم. ومن هنا يجب أن نتأكد أن الشباب يتلقون المعلومات والتوجيه الصحيح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بالعمل على تثقيف الآباء وتسليط الضوء على أهمية المراقبة الإيجابية والتوجيه السليم لأبنائهم في استخدام هذه الوسائل بشكل صحيح ومفيد.
وتم تسليط الضوء خلال الندوة على تحديات التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على بناء ثقافة النشء. وتم التأكيد على أهمية توجيه وتثقيف الأبناء بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مناسب وآمن.
وأكد مدير إعلام الداخلة بأن وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت الوسيلة الأوسع لتعليم الأبناء وإثراء ثقافتهم، وذلك بسبب انشغال الآباء في أعباء الحياة وصعوبة التواصل المباشر بينهم وبين أولادهم
ونوه مدير مركز إعلام الداخلة بإنه يجب على الآباء والمربين أن يكونوا على دراية بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وأن يتابعوا نشاطات أبنائهم على هذه الوسائل ويقوموا بتوجيههم بشكل مناسب
وقد أشاد المشاركون في الندوة بدور المدارس والمراكز التربوية في تعزيز ثقافة النشء وتوجيههم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سليم. وتم التأكيد على أهمية التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور لتعزيز التوعية بمخاطر استخدام غير سليم لوسائل التواصل الاجتماعي وانتقد المتحدثون في الندوة الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لتعليم الأبناء ونشر المعلومات الصحيحة.
وقد شارك في الحلقة النقاشية مدير المركز التكنولوجي بإدارة الداخلة التعليمية كامل يوسف البسط والشيخ موسى محمد عبد الواحد إمام وخطيب بإدارة أوقاف الداخلة والدكتورة هدير عصام عبدالمنعم وحدة تنظيم الأسرة بإدارة الداخلة الصحية ومدير مدرسة موط الثانوية الزراعية عربي سليمان وحضرها عدد من طلاب وطالبات المدرسة وأعضاء هيئة التدريس فيها
وأوضح مدير المركز التكنولوجي كامل يوسف بأنه في ظل الانتشار المتسارع للتقنية الحديثة وما تنطوي عليه من فوائد جمة ومخاطر عديدة وتغلغل العالم الرقمي في مجال التربية وبناء الثقافة للأجيال الناشئة وبات من الضروري الالتفات جيدا لهذا الأمر من أجل تحقيق أقصى إستفادة ممكنة من هذه التقنية الحديثة وتجنب مخاطرها قصيرة وطويلة الأمد
وأكد كامل في هذا الصدد على أهمية التوعية في هذا المجال ومشيدا بدور الحملة الاعلامية للهيئة العامة للاستعلامات لتنمية الأسرة المصرية من خلال التوعية بالمخاطر العديدة التي تحدق بالأسرة وتنال من إستقرارها
وأضاف كامل بأنه في ظل تزايد مخاطر التكنولوجيا يوم بعد يوم وأصبح من الأهمية بمكان التوعية والتثقيف لإبراز الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا وتعظيم الاستفادة منها وتجنب أضرارها على الأسرة والمجتمع
وأشار كامل بأنه في السابق كان الأب والأم والمدرسة مصادر المعرفة الأساسية للأبناء وبناء ثقافتهم ، بيد أن هذا الأمر إختلف الآن في ظل اهتمام الابناء كثيرا بوسائل التقنية الحديثة وجلوسهم لساعات طويلة أمام هذه الوسائل
ونوه كامل بأنه للأسف الشديد أصبح أبناؤنا يكتسبون ثقافتهم اليوم من وسائل التواصل الاجتماعي في ظل إنشغال الآباء والأمهات بجانب الإنفاق المالي على حساب بناء ثقافة الأبناء والجانب المعرفي وشدد على أهمية متابعة الآباء والأمهات لأبنائهم وتخصيص جانب من وقتهم للمتابعة والتأكد مما يتابعونه عبر وسائل التقنية الحديثة والتخفيف من استخدامهم لهذه الوسائل
وتابع كامل بأنه ينصح الآباء والأمهات بتشجيع أبنائهم على شغل فراغهم من خلال ممارسة الرياضة والدخول في دورات تعليمية ورياضية وبناء ثقافتهم من خلال الكتب ومتابعة البرامج التلفزيونية الهادفة
وأكد الشيخ موسى محمد عبدالواحد عن أهمية بناء ثقافة الأجيال الناشئة من خلال الاستعانة بالمصادر المشروعة والنافعة كالكتاب والسنة وحث الأبناء على الاقتداء وأخذ العبرة من تجارب الشخصيات البارزة في الإسلام والشخصيات الوطنية وأشار إلى دور الآباء في رعاية وتوجيه الأبناء
وكانت الحلقة قد شهدت نقاشا موسعا دار بين الحضور من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وبين المحاضرين وشملت الأسئلة المواجهه "فوائد وسلبيات التكنولوجيا الحديثة وكيفية الاستغلال الأمثل للفوائد ودور التكنولوجيا في تربية النشء ونصائح للآباء للحد من إدمان التكنولوجيا وأضرار إدمان التكنولوجيا والبدائل الأفيد لبناء ثقافة النشء بشكل سليم
جانب من ضيوف الندوة جانب من ضيوف الندوة جانب من ضيوف الندوة جانب من ضيوف الندوةالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أخبار الوادي الجديد الوادي الجديد مركز إعلام الداخلة الهيئة العامة للاستعلامات محافظة الوادي الجديد الداخلة بلاط الفرافرة وسائل التواصل الاجتماعی التکنولوجیا الحدیثة على أهمیة کامل بأنه من خلال
إقرأ أيضاً:
طلائع ديسمبر وثورة وسائل التواصل الاجتماعي- بين قلق السلطة وأمل التغيير
يعيش السودان مرحلة حاسمة، حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي منبرًا قويًا للتعبير، وصوتًا صارخًا للمطالب الشعبية التي تطالب بإحداث تغييرٍ حقيقي في المجتمع والسياسة. أصبحت طلائع ديسمبر حركة شبابية رمزية تعبّر عن سخط السودانيين من البطش والتهميش وتسلّط النخب التقليدية على السلطة والثروة، ما يثير قلق حكومة الأمر الواقع والجماعات الإسلاموية التي ترى في وسائل التواصل سلاحًا قد ينقلب ضدها.
وسائل التواصل الاجتماعي في عصر الطلائع وسيلة مقاومة جديدة
على مدار السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي قلب الثورة النابض في السودان، حيث تجاوزت الحركات السياسية التقليدية، وتجلّت فيها أصوات الشباب الطامح نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. لم تعد هذه المنصات مجرد أدواتٍ للتعبير الشخصي، بل تحوّلت إلى أدوات فاعلة لتوجيه الرأي العام، والتحفيز على الاحتجاج، وتشكيل وعي جماعي يعكس التطلعات الشعبية. اليوم، تلعب وسائل التواصل دورًا محوريًا في تحفيز الحراك السياسي ونشر الوعي، الأمر الذي جعلها مصدر قلق كبير للحكومة والنخب المحافظة، باعتبارها تُفقدهم السيطرة على سردياتهم المعتادة وتتيح للمواطنين مساحةً حرّة لتداول الآراء والأفكار بشكل مباشر.
قلق الحكومة والإسلاميين من قوة الوعي الشعبي
يثير صعود الوعي الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف السلطات التي تسعى إلى إرساء نظامٍ قمعي شامل يرفض كل أشكال التفكير النقدي ويحاول ترويض المعارضة من خلال القمع والتنكيل. بدلًا من الاستجابة لمطالب الشعب ودراسة سبل بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على التغيير، تتمسك السلطة بتكتيكات تقليدية تعتمد على البطش واعتبار الشعبوية والبروباغندا أدواتٍ لتوجيه الرأي العام. وهنا تبرز "طلائع ديسمبر" كحركة مقاومة تستمد قوتها من هذا الوعي الشعبي، لا من الانتماء الحزبي أو العقائدي، مما يجعلها عصية على الاحتواء ويعزز من قدرة الشباب على إحداث تغيير حقيقي بعيد عن قيود النخب أو الانتماءات الحزبية.
البروباغندا: سلاح النظام لإسكات أصوات المعارضة
إن البروباغندا تمثل أحد أساليب السيطرة على العقول، حيث تستخدم الحكومة والنخب المتحالفة معها هذا السلاح لتوجيه الرأي العام نحو أهدافٍ محددة، وتُبقي المواطنين في إطار سردياتٍ مغلقة تكرر أفكارًا لا تعبر عن آمالهم وتطلعاتهم الحقيقية. من خلال وسائل الإعلام الحكومية، تُمارس السلطة تزييف الحقائق وصياغة خطاباتٍ شعبوية ترتكز على الخوف والتخويف من "الفوضى" و"التآمر"، وتبرر بذلك سياساتها القمعية وتكميم الأفواه، محاولةً تصفية أي صوت مخالف أو منتقد.
غير أن طلائع ديسمبر ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم تفوقت على هذه الاستراتيجيات. لقد بدأ السودانيون في استخدام أدوات جديدة لكسر حاجز الصمت، فقد كشفوا عن وجوه النظام المستترة وسلّطوا الضوء على الفساد والممارسات القمعية التي تسعى إلى إسكاتهم. وقد أثبتت وسائل التواصل قدرتها على تجاوز الحواجز، وباتت منصة بديلة يثق بها الشباب كأداة للتنظيم والتعبير.
كيان شعبي بامتياز قُدرة طلائع ديسمبر على الاستقلالية
رغم الضغوط، تبرز طلائع ديسمبر كحركة شعبية تستمد قوتها من الجماهير، وليس من قياداتٍ حزبية تقليدية. هذا الكيان الشعبي الممتاز ينأى عن الانقسامات السياسية، ويتجنب الاصطفاف خلف شخصياتٍ بعينها، بل يتركز حول أهدافٍ سامية تتعلق بالعدالة والحرية وبناء مجتمعٍ ينعم بالكرامة. هذه الاستقلالية هي ما جعلت الحركة عصية على الاحتواء أو التشويه، وأكسبتها احترام الشارع السوداني الذي يرى فيها أملًا لتحطيم قيود البروباغندا والنخبوية التي أودت بالبلاد إلى الهلاك.
نحو مجتمع أكثر وعيًا وإبداعًا: حاجة السودان لتطوير نظمٍ جديدة للتفكير
في هذه المرحلة، يحتاج السودان إلى تغييرٍ حقيقي لا يُختزل في إسقاط الأفراد أو النظم فحسب، بل في ابتكار نظمٍ جديدة للتفكير والمساءلة. إن وسائل التواصل، كما أثبتت طلائع ديسمبر، هي جزء من الحل، ولكنها لا يمكن أن تكون كل الحل. لا بد من تعزيز الوعي المجتمعي وبناء ثقافة مدنية تُؤمن بالمشاركة وتحترم الاختلافات وتعزز من قدرة الأفراد على التفكير النقدي.
هذه الحركة الشبابية تُلهم النخب الجديدة وتدفعها للنظر في سبل بناء مجتمع يعي حقوقه ويسعى وراءها بطرق مدروسة، متجاوزًا عقبات التهميش الفكري والسياسي. على السودان أن يتعلم من هذه الحركة أهمية تمكين الشباب وتبني نظمٍ حرة تتيح لهم المشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل بعيدًا عن الهيمنة الفكرية للنخب القديمة، ودون الاعتماد على القيود العقيمة أو تكتيكات التنكيل الموروثة من العهود السابقة.
وطلائع ديسمبر أصبحت رمزا لقوة التغيير الشعبي، فهي ليست مجرد حركة احتجاجية، بل صوتٌ جديدٌ يعبر عن إرادة الشارع السوداني الطامح نحو الحرية والكرامة. يترجم هذا الحراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرفض الشعبي للسلطة الشمولية ولأدوات القمع الفكري والسياسي، ويجسد رغبة السودانيين في تأسيس مجتمع يتمتع بالوعي والاستقلالية. هذه القوة الشعبية التي تحررت من الهيمنة، وأصبحت قادرة على تحدي البروباغندا وتفادي الحيل التي اعتمدتها الحكومات لعقود، قد تكون هي المفتاح لتغيير مستدام يبني مجتمعًا يحقق التطلعات دون أن يرتكب أخطاء الماضي.
zuhair.osman@aol.com