عقب التصعيد في جنوب لبنان.. هل يقترب الاحتلال من حرب مفتوحة ضد حزب الله؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
استعرض مقال للكاتب الصحفي الإسرائيلي يوآف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم"، التصعيد شمال الأراضي المحتلة في ضوء القصف المتبادل يوم أمس.
وقال ليمور "إن التصعيد استمر في الشمال أمس أيضا في الإصابة الدقيقة لموقع عسكري قتلت فيه مجندة واصيبت ثمانية، وفي رد حاد نسبيا تمثل بقصف بضعة اهداف عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان حيث بلغوا عن بضعة قتلى ينضمون الى اكثر من 220 نشيطا من حزب الله قتلوا في المعارك حتى الان".
وأضاف ليمور، "أن عدد الخسائر العالي بين رجاله دفع حسن نصرالله لأن يلقي خطابا متشددا أول أمس وأن يأمر بالهجوم أمس، ويحتمل أن يكون استخدم هنا سلاحا دقيقا دخل الآن المعركة منعا لإصابة عشوائية للمدنيين وبهدف ضمان الإصابة للهدف العسكري".
وتابع، "ذلك يبدو جزءا من سياسة المعادلات التي يحرص نصرالله على ابقاءها الان أيضا، وفي إطارها يسعى لأن يركز الإصابات على منشآت عسكرية وجنود".
وأردف، "لقد أوضح نصرالله في خطابه بانه سيواصل القتال طالما كانت إسرائيل تقاتل في غزة هو يتصرف على هذا النحو منذ 7 أكتوبر، كجزء من مساهمته في المحور الذي تقوده ايران بمشاركة حماس، وفي نفس الوقت حرص على الا ينجر مع إسرائيل إلى حرب شاملة ليست مريحة في هذا الوقت له ولاسياده الإيرانيين".
واستدرك ليمور، "نصر الله لا يخشى فقط من ضربة شديدة تلحق بمنظمته بل أساسا من ضربة على نمط غزة لمدن لبنان ومواطنيه مما سيوجه له انتقادا داخليا شديدا في بلاده، وهو يفهم بأن إصابة مقصودة لأهداف مدنية في إسرائيل ستؤدي بالضرورة إلى إصابة موازية في المدن اللبنانية، ويسعى لان يمتنع عن ذلك وإن كان (أصاب أول أمس بجراح مواطنين إسرائيليين اثنين في كريات شمونه).
في خدمة إسرائيل".
ووفقا للكاتب، "فإن سياسة حزب الله تخدم في الوقت الحالي إسرائيل"،، متسائلا فهل تسمح لها بالابقاء على لبنان كساحة فرعية ومواصلة تركيز الجهود على غزة لاجل هزيمة حماس؟.
وبين، "أن الخوف الدائم من التصعيد في الشمال يلزم الجيش الإسرائيلي بالابقاء على تأهب ذروة دائم له تداعيات فورية على المعركة في غزة أيضا".
وأشار إلى أن "اثنين من مثل هذه التداعيات برزا في الأسابيع الأخيرة هما تخفيف عدد القوات في القطاع بما في ذلك نقل فرقة 36 إلى الشمال والتي بعض من قواتها حلت منذ الآن محل قوات الاحتياط في الحدود اللبنانية و "تقنين الذخيرة"، والذي في إطاره يمتنع الجيش من استخدام مبالغ فيه للقذائف والقنابل من أنواع مختلفة لاجل الإبقاء على الذخيرة لاحتمال حرب في لبنان".
وأوضح، "أن الضرر الأساس الذي بحق بإسرائيل هو في الجانب المدني، فصحيح أن لبنان يدفع ثمنا موازيا حين فرغت الكثير من قرى الجنوب من سكانها الذين فروا الى الشمال لكن ليس في هذا مواساة، فحقيقة ان عشرات آلاف الإسرائيليين يسكنون منذ أربعة اشهر خارج بيوتهم إضافة الى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية، بالاعمال التجارية والزراعية تعطي حزب الله إنجازا هاما حتى بدون معركة شاملة".
مناوشات حسب القواعد
وقال ليمور، "لقد سبق لإسرائيل أن أوضحت بانها لن تعود إلى الواقع الذي ساد في الحدود الشمالية حتى 7 أكتوبر، والهدف المعلن هو إبعاد قوة الرضوان وراء نهر الليطاني وتفكيك قدرات حزب الله في قرى جنوب لبنان".
"وتعمل محافل دولية مختلفة بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا على بلورة اتفاق بهذه الروح يتضمن مرابطة قوة دولية معززة في جنوب لبنان مع محاولة لأن تنهي في إطاره الخلاف الذي لم يسوى بعد بين الطرفين على خط الحدود بين إسرائيل ولبنان"، وقفا للكاتب.
وأكد، "يخيل أنه رغم تصعيد الأيام الأخيرة فان فرص مثل هذه التسوية لا تزال بعيدة عن فرص فتح معركة واسعة، كما أسلفنا، فإن إسرائيل معنية بالتركيز على غزة حتى هزيمة حماس وإعادة المخطوفين، وحزب الله معني بمساعدة الجهد الفلسطيني دون أن يدفع على ذلك ثمنا باهظا".
وأضاف، "أن هذا يسمح للطرفين بمواصلة المناوشات وفقا لقواعد لعب محددة، جنود نعم، مدنيين لا؛ جنوب لبنان والجليل الأعلى والغربي نعم، عمق لبنان وعمق إسرائيل لا، دون التدهور الى مطارح خطيرة اكثر وتحت السيطرة اقل".
وكلما طالت الحرب في غزة والثمن تصاعد، من شأن الطرفين أن يغريهما رفع مبلغ الرهان وفقدان السيطرة.
إدارة مخاطر، حاليا
أوضح رئيس الأركان ك هرتسي هليفي في لقائه مع رؤساء السلطات في الشمال بانه سيستغرق وقت حتى تحقيق هدف إبعاد حزب الله عن الجدار وإعادة الهدوء إلى الحدود، وأن الطريق إلى هناك كفيلة بأن تمر أيضا بحرب شاملة يستعد الجيش لها.
وبالتوازي "يعنى الجيش أيضا ببلورة مقترح إطار للنشاط والدفاع المستقبليين على الحدود الشمالية يتيح عودة السكان الى بيوتهم، ويتضمن هذا تغييرات كثيرة في عدد القوات وشكل النشاط مقارنة بالوضع الذي كان سائدا في الجبهة عشية الحرب" وفقا لكاتب المقال.
ويرى ليمور، "أن الاختبار الأساس لمثل هذا الترتيب لن يكون في لحظة التوقيع عليه بل في اليوم التالي، فحزب الله كفيل بأن يوافق عليه كي يمتنع عن الحرب ويسمح لسكان جنوب لبنان بالعودة إلى بيوتهم، لكن تجربة الماضي تدل على أن احترام الاتفاقات ليس الجانب القوي لديه".
وتابع، "أن قرار 1701 من الأمم المتحدة، والذي يمنع تسليحه أو تواجده في جنوب لبنان، خرقه بقدم فظة، دون رد من جانب إسرائيل، كما أن الاختبار الإسرائيلي الآن سيكون في منع تدهور مشابه في المستقبل. أي، في جباية ثمن من حزب الله على كل خرق للاتفاق حتى بثمن استئناف القتال المحدود".
وبحسب ليمور، "فإن الامر سيتطلب وقتا إلى أن يكون الطرفان ناضجين للتسوية، وحزب الله لا يمكنه على أي حال أن يوقع على تسوية كهذه طالما كانت إسرائيل تقاتل في غزة بقوى عالية ما يعني أن في الاسابيع القادمة أيضا وربما في الأشهر القادمة، ستتواصل الأمور على شفا الحرب فيما أن الطرفين يسعيان للامتناع عنها".
وختم، "بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفع أمس، فإن إسرائيل تفعل هذا حتى الآن بنجاح في الشمال، وإن كان الاختبار الأساس إبعاد التهديد عن الحدود بشكل دائم لا يزال امامها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية القصف لبنان حزب الله غزة نصر الله لبنان غزة قصف حزب الله الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی جنوب لبنان فی الشمال حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تعلن استعدادها لوقف إطلاق النار في غزة.. الكرة في ملعب الاحتلال
أكد مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأربعاء أن الحركة "جاهزة" لابرام اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن هدنة في قطاع غزة، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله في لبنان.
وقال القيادي لوكالة فرانس برس إن وقف إطلاق النار في لبنان "انتصار وإنجاز كبير للمقاومة".
وتابع أن الحركة أبلغت "الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن حماس جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزم الاحتلال، لكن الاحتلال يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الإبادة".
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال في الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي للبنان.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان جنوب لبنان إلى عدم التحرك صوب القرى المخلاة.
وقالت هيئة البث العبرية، إن الجيش سيخطر سكان جنوب لبنان بالموعد الآمن لعودتهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إنه مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ سيبقى الجيش منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان.
66 يوما
وتصدت المقاومة اللبنانية على مدى شهرين لقوات الاحتلال التي توغلت برا في لبنان، حيث دارت مواجهات عنيفة بين حزب الله وقوات الاحتلال على مختلف المحاور، خصوصاً في مدينة الخيام، حيث أفشلت المقاومة مخططات الجيش الإسرائيلي باحتلالها، كما تصدت المقاومة لمحاولات العدو التقدم بريا في عند محور بلدة شمع طيرحرفا.
وكبدت المقاومة قوات الاحتلال خسائر كبيرة تعدت 100 جندي ومستوطن إسرائيلي، كما دمرت عشرات الدبابات والآليات المختلفة.
وضربت صواريخ حزب الله قواعد الاحتلال في تل أبيب وفي حيفا وفي معظم مدن الشمال، ووصلت بصواريخها إلى قاعدة أشدود البحرية على بعد (150 كلم) عن الحدود اللبنانية.
كما نفذت عدة ضربات نوعية، وأبرزها عملية استهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في قيساريا، وقاعدة بلماخيم ومعسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا، حيث جرى استهداف الجنود في غرفة طعامهم.
ومن الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر الكرياه في تل أبيب، والذي يضم مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و823 شهيدا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، بحسب البيانات اللبنانية الرسمية المعلنة.