تقرير :مع مخاوف إعادة انتخاب ترامب .. ألمانيا تناقش إنشاء مظلة نووية أوروبية
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
برلين "أ ف ب": بعد عامين من التحول المفاجئ الذي حققته ألمانيا في سياستها الدفاعية والذي أتى كرد فعل على الحرب في أوكرانيا تتعامل البلاد مع موضوع كان يعدّ أيضا من "المحرّمات الاستراتيجية"، وهو إنشاء مظلة نووية أوروبية، في مواجهة شبح إعادة انتخاب دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية.
قالت كاتارينا بارلي، العضو في الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي يتزعمه أولاف شولتس، إنه مع احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن درعا ذرية أوروبية "قد تطرح على الطاولة".
وأثارت هذه التصريحات جدلا وطنيا مشحونا بالمشاعر في بلد مناهض بشدة للسلاح النووي ودائما ما جعل الشراكة مع الولايات المتحدة الأولوية المطلقة.
وساهمت التصريحات الصادمة لدونالد ترامب الذي هدد بعدم ضمان حماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مواجهة روسيا إذا لم تدفع التزاماتها المالية، في تسريع نقاش كان قد بدأ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي ديسمبر تحدث وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر عن إنشاء قوة ردع نووي أوروبية.
وقال فيشر، العضو في حزب الخضر الذي نشأ من معارضة النووي "هل ينبغي لألمانيا أن تملك أسلحة نووية؟ كلا، أوروبا؟ نعم، لأن العالم تغير".
الأمور تغيّرت
والثلاثاء، قال وزير المال كريستيان ليندنر إنه من الضروري البحث في إنشاء قوة ردع نووي أوروبية بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا، وهما القوتان النوويتان في القارة.
وتساءل زعيم الحزب الليبرالي في مقال في صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ"، "بأي ظروف سياسية ومالية ستكون باريس ولندن على استعداد للحفاظ على قدراتهما الاستراتيجية أو تطويرها من أجل الأمن الجماعي؟ وفي المقابل، ما هي المساهمة التي نحن على استعداد لتقديمها؟".
وبسبب عدم رؤيتها بديلا للشراكة عبر الأطلسي، كانت الحكومات الألمانية أقل حماسة عندما سارع شركاؤها، وفي مقدمهم فرنسا، إلى تعزيز استقلالية قوة الدفاع الأوروبي.
"لا أرى جدوى"
قال أولاف شولتس في ديسمبر "لا أرى جدوى من هذه المناقشة اليوم"، وقد أعاد الناطق باسمه ستيفن هيبسترايت تأكيد الأمر نفسه الأربعاء.
لكن ماركوس كايم، خبير الأمن الدولي في معهد SWP الألماني قال لوكالة فرانس برس إن الأمور تغيّرت موضحا "قبل عشر سنوات، كان هناك إجماع في برلين على أن الأسلحة النووية عديمة الفائدة".
مظلة موسعة
واعتبر الخبير أن تشارك منظومة دفاع نووي بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "لا يمكن أن ينجح" لأنه من سيقرر على سبيل المثال الوقت الذي تستخدم فيه الأسلحة النووية؟ رئاسة المفوضية الأوروبية أم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أم عواصم الدول الأعضاء الـ27 مداورة؟.
وقالت الباحثة في العلاقات الدولية في جامعة ستوكهولم ليديا فاكس "هذا الخيار يفترض خطوة هائلة نحو تكامل الاتحاد الأوروبي، وهو أمر ما زالنا بعيدين عنه".
أما البديل الآخر فهو حماية فرنسا، العضو الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي يملك أسلحة نووية منذ خروج بريطانيا من التكتل.
هل سيكون الفرنسيون على استعداد لتشارك السيطرة على أسلحتهم النووية مع حلفائهم؟ وهل سيكون الألمان الذين ما زالوا متأثرين بأهوال الحرب العالمية الثانية على استعداد للتفكير في رد نووي؟
وأشارت فاكس إلى أن توسيع المظلة النووية الفرنسية لتشمل أوروبا برمّتها "أمر غير واقعي من وجهة نظر سياسية وعسكرية وتقنية".
وأوضحت "أولا، يجب على باريس أن تظهر بصدق أنها مستعدة لقبول تدمير نفسها للدفاع عن حلفائها. وثانيا، يجب عليها تطوير ترسانتها النووية بشكل كبير وتعديل استراتيجيتها، وهو أمر يستغرق وقتا ويتطلب استثمارات".
في العام 2020، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دول الاتحاد الأوروبي "حوارا استراتيجيا" حول "دور الردع النووي الفرنسي في أمننا الجماعي".
من جهتها، اعتبرت صحيفة "هاندلسبلات" أن ألمانيا لم تعد قادرة على تجاهل منطق الردع النووي قائلة "لنأمل بأن يفوز بايدن في الانتخابات أو بألا تتدهور الأمور كثيرا إذا انتخب ترامب".
بقلم صوفي ماركيس
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی على استعداد
إقرأ أيضاً:
مخاوف إسرائيلية من تكرار سيناريو أمستردام في ألمانيا
تزداد التحذيرات والمخاوف في ألمانيا من تكرار أحداث أمستردام، وذلك قبل أيام من مواجهة مكابي تل أبيب الإسرائيلي وألبا برلين الألماني في الدوري الأوروبي لكرة السلة، وفق تقارير عبرية.
ومن المقرر أن يستقبل ألبا برلين فريق مكابي تل أبيب الخميس المقبل، ضمن الجولة الـ12 من مرحلة الدوري.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الجالية الإسرائيلية تشعر بالخوف من حضور المباراة بسبب احتمال حدوث ما سمتها "سيناريو أمستردام 2".
وأكدت أن جماهير الفريق الإسرائيلي والمشجعين الموجودين في ألمانيا يرفضون حتى اللحظة شراء تذاكر المباراة، إذ اقتنى 20 مشجعا فقط تلك التذاكر مقارنة بشراء المئات منها في السابق لحضور فعاليات رياضية مماثلة.
شعارات معادية لفلسطين وتمزيق لأعلامها.. استفزازات أشعلت اشتباكات قبل وبعد مباراة كرة قدم بين فريق إسرائيلي وهولندي في أمستردام. pic.twitter.com/XvnzCDr7De
— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) November 9, 2024
وقالت الصحيفة "رغم أن مئات الإسرائيليين يعتزمون حضور المباراة، فإن التحذيرات من خطورة ذلك تزايدت خلال الأسبوع الماضي".
وبالتزامن مع هذه المباراة، كان من المخطط أن ينظم الإسرائيليون مظاهرة في ألمانيا للتضامن مع المحتجزين الإسرائيليين في غزة كما حدث العام الماضي، لكن هذه المرة لن تكون هناك فعالية تضامنية كما أنه من المحتمل ألا يكون هناك مشجعون من الأساس، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
وأبرزت الصحيفة تصريحات مسؤولين في الجالية الإسرائيلية بألمانيا قالوا فيها إن "هناك حالة من الخوف الشديد قبل المباراة. جماهيرنا لم يشتروا التذاكر، ويفضّلون مشاهدة المباراة في المنزل عبر شاشات التلفزيون".
وتخشى ألمانيا من تعرض الجماهير الإسرائيلية لما وصفته الصحيفة "بالهجوم عليها من قبل أشخاص معادين للسامية"، أو إظهار الكراهية لإسرائيل من قبل المؤيدين للقضية الفلسطينية.
وكانت العاصمة الهولندية أمستردام شهدت في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري اشتباكات بين مشجعي فريق مكابي تل أبيب وأنصار فريق أياكس أمستردام لكرة القدم، في أعقاب أعمال شغب للمشجعين الإسرائيليين في شوارع المدينة قبل المواجهة.
وأعلنت الخارجية الإسرائيلية في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إصابة 10 إسرائيليين وفقد الاتصال باثنين آخرين بعد تعرضهم لما وصفتها بحوادث عنف في أمستردام، وهو ما تخشى إسرائيل حدوثه مرة أخرى.
5 مصابين واعتقال العشرات بعد شغب مشجعين إسرائيليين بهولنداhttps://t.co/aYrL8ITIj7 pic.twitter.com/73izlteNre
— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) November 8, 2024
حينها، قالت الشرطة الهولندية إنها اعتقلت 62 شخصا بعد قيام مشجعي الفريق الإسرائيلي بفوضى وأعمال تخريب بأمستردام، وفي الوقت نفسه توجهت طائرة إسرائيلية إلى العاصمة الهولندية لإجلاء مشجعي الفريق من هناك الذين قدرت إسرائيل عددهم بـ2700 شخص.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت الأحداث والمناسبات الرياضية عديدا من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية، والمنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، لوّح مشجعو فريق باناثينايكوس اليوناني بالأعلام الفلسطينية على مدرجات ملعب أوكا الأولمبي خلال مباراة فريقهم ضد مكابي تل أبيب بالذات بالدوري الأوروبي لكرة السلة، كما رفعوا لافتة عملاقة كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية، الحرية لفلسطين".
“STOP GENOCIDE. Freedom to Palestine”
Panathinaikos basket Ultras displayed a giant banner tonight as their team faced Maccabi Tel Aviv in the Euroleague.
Fans across all sports say no to Israeli warcrimes. pic.twitter.com/Kll0rj0GQ2
— leylahamed.bsky.social (@leylahamed) November 12, 2024
كما رددوا شعارات تندد بالممارسات الإسرائيلية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، من بينها "المشجعون في الألعاب الرياضية كافة يقولون لا لجرائم الحرب الإسرائيلية" في غزة ولبنان.
جماهير فريق باناثنايكوس اليوناني، يرفع أعلام فلسطين، ولافتات ضخمة تدعو إلى وقف العدوان على قطاع #غزة و #لبنان، خلال مباراة مع فريق مكابي حيفا "الإسرائيلي" ضمن منافسات الدوري الأوروبي لكرة السلة. pic.twitter.com/8E83i32RbH
— الساهرة (@alsahera_ar) November 12, 2024
ورفعت جماهير باريس سان جيرمان الفرنسي لافتة كبيرة خلال مباراة فريقها ضد أتلتيكو مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم كُتب عليها "الحرية لفلسطين" ورفعوا العلمين الفلسطيني واللبناني.
جماهير باريس سان جيرمان تدعم فلسطين خلال مواجهة أتليتكو مدريد بدوري أبطال أوروبا pic.twitter.com/GAZCUhKDmR
— شبكة رصد (@RassdNewsN) November 6, 2024
كما حمل مشجعو غلطة سراي التركي لافتات داعمة لفلسطين قبل انطلاق مباراة فريقهم ضد توتنهام في الدوري الأوروبي لكرة القدم كُتب عليها بالإنجليزية "فلسطين حرة" و"الإبادة الجماعية في فلسطين" و"اتركوا أطفال غزة يعيشون".
Galatasaray taraftarları Tottenham maçında “Özgür Filistin” pankartı açtı../ pic.twitter.com/Wju1j8eGmu
— Kenan Kıran (@kenan_kiran) November 7, 2024