كاسبرسكي تقدم تحديثاً لبرنامج الشركاء United
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
قدمت كاسبرسكي تحديثاً رئيسياً لبرنامج الشركاء الخاص بها، United. ومع زيادة عدد شركائها العالميين، حددت الشركة أربع أساليب جديدة لمن يبيعون، أو ينشرون، أو يقدمون الخدمات المُدارة أو يبنون الحلول باستخدام منتجاتها. لدفع هذا النهج الجديد، تمت مراجعة برنامج الشركاء، كما تم تعديل الميزات والحوافز لتتماشى بشكل أفضل مع نماذج أعمال شركاء كاسبرسكي.
كاسبرسكي هي شركة مزود خدمة يقودها الشركاء وتقوم بمعظم أعمالها من خلال قناة شركاء عالمية، وتعمل مع مجموعة متنوعة من الشركاء الذين لديهم نماذج أعمال وعمليات متنوعة. لذا يتطلب هيكل الشراكة المعقد نهجاً أكثر تخصيصاً حيث يغطي احتياجات وتوقعات كل نوع من الشركاء. ومن هذا المنطلق، ينقسم برنامج الشركاء United من كاسبرسكي حالياً إلى أربع مسارات تركز على نماذج الأعمال: البيع، والنشر، والإدارة، والبناء.
يقول سامر ملك، رئيس قنوات التوزيع لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا: «نبحث باستمرار عن فرص جديدة لدعم شركائنا، حيث نصغي باهتمام إلى ملاحظاتهم ونواكب الأحداث الجديدة واتجاهات السوق الناشئة. يقدم التحديث الأخير لبرنامج شركائنا أربع مسارات عمل مصممة لتتكيف مع نماذج أعمال شركائنا، ولتمكينهم، ولزيادة ربحيتهم أثناء عملهم مع حلول كاسبرسكي الأعلى تقييماً.»
برنامج شركاء SELL
بفضل موقعهم الفريد في السوق وإمكانية الوصول إلى العملاء، كان بائعو التجزئة، وشركات دمج الأنظمة، وبائعو القيمة المضافة المحركات الرئيسية لتوزيع تقنيات كاسبرسكي وإعادة بيعها. يعد برنامج Sell تطوراً لبرنامج United، والذي لطالما استمتع بترحيب الشركاء. حيث حافظ على وضوحه وشفافيته. وتم تبسيط برنامج الخصم وتوسيعه ليشمل المجموعة الكاملة من منتجات كاسبرسكي.
برنامج شركاء DEPLOY
كان التحول من بيع حلول مزودي الخدمة إلى مساعدة العملاء والشركاء على حل تحدياتهم اتجاهاً أساسياً في مجال الأمن السيبراني. وقد صُمِّم برنامج شركاء Deploy لتوسيع شبكة الشركاء الخبراء الذين يفهمون تقنيات الأمن السيبراني للشركة، ويمتلكون القدرة على البيع المسبق، ويستطيعون تقديم عرض أولي وإثبات المفهوم لعملائهم. وسيحصل هؤلاء الشركاء على دعم فني إضافي وقدرات تمكينية ومزايا مالية، بما في ذلك برنامج الخصم التنافسي الجديد.
برنامج شركاء MANAGE
صُمم برنامج Manage الجديد لتطوير ودعم مزودي الخدمات المُدارة، أي الشركاء الذين يقدمون خدمات احترافية وحلولاً مُدارة من خلال نماذج الاستهلاك المرنة. فهم يقدمون خدمات الأمان للعملاء من مركز عمليات الأمان، أو يبنون الحلول بالاستناد إلى خدمات كاسبرسكي. وبالنسبة لهؤلاء الشركاء، تقدم كاسبرسكي برامج خصم مخصصة، وتمدد فترة الدعم الفني، كما تراعي مواءمة البحث والتطوير (R&D) لدعم نمو أعمال الخدمات المُدارة.
ضمن برنامج Manage ، تتوفر ثلاثة مستويات للشراكة. MSP هي شراكة للمبتدئين ممن يقدمون الحلول السحابية وحلول السوق الشامل. بينما المستوى الثاني هو MSP Advanced، وهو مصمم لشركاء MSP المتقدمين الذين يمتلكون أحجام مبيعات عالية وخبرة مبيعات متقدمة. وأخيراً، صُممت شراكة MSSP لأولئك الذين يرغبون في إضافة قدرات الأمن السيبراني المتقدمة إلى مجموعة الخدمات التي يقدمونها لعملائهم. ويقدم كل مستوى هيكلاً مختلفاً للفوائد، بما في ذلك برنامج الخصم الخاص وكذلك الدعم الفني والتسويقي المتقدم الذي يلبي احتياجات كل نوع من الشركاء على أفضل وجه.
برنامج شركاء BUILD
صُمم برنامج شركاء Build مباشرةً للعدد المتزايد من شركاء كاسبرسكي، وذلك للاستفادة من خبرة 27 عاماً في التعاون مع شركات منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات الرائدة في تنفيذ برنامج شراكة مبسط. يتيح هذا البرنامج لشركاء كاسبرسكي إثراء عروضهم بخبرة الشركة المعروفة عالمياً وتقليل الوقت اللازم للتسويق لإطلاق منتجاتهم وخدماتهم. سوف تساعد كاسبرسكي شركاءها في برنامج Build في تضمين المنتجات، كما ستوفر الوصول إلى خبراء البحث والتطوير في كاسبرسكي، وقد تقدم الدعم التسويقي (على أساس كل حالة على حدة)، وذلك بالإضافة لمزايا أخرى. يشتمل برنامج Build على مستويين من الشراكة: التكنولوجيا والاستراتيجية.
يقول تيمور بياشويف نائب الرئيس التنفيذي لأعمال الشركات في كاسبرسكي: «بصفتنا شركة تركز على الشركاء، فإننا نولي اهتماماً خاصاً لتطوير شبكة شركائنا، ونبذل قصارى جهدنا لجعل الشراكة معنا ملائمة ومربحة لشركائنا. إذ يتعامل برنامج شركاء United من كاسبرسكي شركاء الشركة وفقاً لنموذج أعمالهم. ومن خلال تقديم مزايا متباينة، بما في ذلك الدعم الفني والتسويقي الموسع بالإضافة إلى برامج الخصم الخاصة بالشركاء، أصبح من السهل الآن فهم العائدات ورفعها للحد الأقصى.»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برنامج الشرکاء برنامج شرکاء
إقرأ أيضاً:
مرايا الوحي : المحاضرة الرمضانية الثانية للسيد القائد
( المحاضرة الرمضانية الثانية )
"يجلس الدكتور أحمد مع نجليه صلاح ومنير على أريكة غرفة المعيشة، يتابعون قناة المسيرة.
الدكتور أحمد، أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، يتابع محاضرات السيد القائد منذ ثلاثة أعوام، وقد أعجب منذ العام الأول بطريقة سرد السيد القائد لقصص القرآن الكريم وربطها بواقع الأمة الحالي.
أما نجَلاه صلاح ومنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها.
وقد بدآ متابعة المحاضرات منذ العام الماضي، حيث انجذبا إليها بسبب الموقف اليمني الداعم لمظلومية أهل غزة.
يتحدث الدكتور أحمد إلى نجليه قائلًا: «أشار السيد القائد في محاضرة الأمس إلى أنه سيبدأ اليوم بسرد قصص القرآن الكريم، وكلنا شوقٌ لمعرفة القصة الأولى في سلسلة هذا العام !
انطلقت المحاضرة للتو وتسمر الثلاثة لمتابعتها بكل شغف واهتمام :-
ماذا أتى في القرآن الكريم نماذج معينة من القصص والأحداث التاريخية، وما يميِّز العرض القرآني والتقديم القرآني لما قصه من قصص عن الماضي، ونبهنا أن القرآن الكريم هو كتاب هداية، وفي الأساس ليس كتاباً تاريخياً، أو يُقدِّم العرض والسرد التاريخي كما هي الكتب التاريخية، أو يقدم القصص كذلك كما هي الكتب المتخصصة في هذا المجال، ولكنه أكبر وأهم من كل ذلك، القرآن الكريم هو كتاب هداية؛ ولذلك فما قدَّمه من نماذج متنوعة من القصص والأحداث التاريخية، قدمه كأسلوب من أساليب الهداية، ولذلك ضمَّنه الكثير من الدروس والعبر، وعرض فيه الكثير من الحقائق المهمة جداً، ولذلك فهو غنيٌ بمحتواه من الدروس، ومن العبر، ومن الحقائق، ومن المفاهيم العظيمة، التي هي كلها تندرج تحت عنوان الهداية، فيها هدايةٌ لنا نحن في واقعنا، في ظروف حياتنا، في ديننا، استلهام القيم العظيمة والأخلاق العظيمة، عندما نسمعها ونراها متجسدةً في الواقع، فيما عرضه الله لنا من النماذج الراقية من أوليائه من الأنبياء، والرسل، والمؤمنين... وهكذا.
- هل لاحظتم يا ولديّ الهدف من القصص القرآني كما اشار لهما السيد وهما :-
- الهداية والإرشاد، وليس مجرد سرد تاريخي.
- تقديم دروس وعبر تُساهم في فهم واقع الأمة واستلهام القيم.
الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}[الإسراء:89]، فكان من ضمن ذلك هو ما أتى به من القصص والأنباء في نماذج معينة مختارة بهداية الله، بعلمه، بحكمته، يختار لنا احسن القصص التي تتضمن دروساً مهمة نحن في أمسِّ الحاجة إليها، وتعرض لنا حقائق مهمة، وتعرض لنا السنن الالهية، وهذا من أهم ما في القصص القرآني.
أيضا هي- كما أشرنا في شهر رمضان المبارك من العام الماضي- هي من معالم الرسالة الإلهية؛ لأنها من أنباء الغيب، وأوحاها الله إلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وهو أميٌّ في مجتمعٍ أميٍّ، لم يكن يعلم شيئاً عن ذلك؛ ولهـذا قال الله "جَلَّ شَأنُهُ": {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}[هود:49].
هي أيضاً ملهمةٌ في مقام التأسي والاهتداء، كما ذكرنا عن قصص الأنبياء والمؤمنين، وقال الله "جَلَّ شَأنُهُ": {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}[هود:120].
المميزات للقصص القرآني مميزات عظيمة ومهمة، الله "جَلَّ شَأنُهُ" قال: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[يوسف:3]، في مقدمة هذه المميزات: أنه من الله، الذي قصَّ علينا تلك النماذج من القصص هو الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ وبالتالي فهي حقٌّ، كل ما ورد فيها من تفاصيل وحقائق، ليس فيها أي شائبة من الشوائب التي يتعرض لها الكثير من القصص التاريخية، والأحداث التاريخية، والكتب التاريخية؛ أمَّا ما قدَّمه الله لنا في القرآن الكريم فهو حقٌّ خالص، ليس فيه أي شيءٍ من الزيف، ولا من الخرافات، ولا من الأساطير، ولا من الروايات غير الصحيحة، فهو يأتي لنا بالحق في ذلك، وبالحقيقة الخالصة النقية التي لا يشوبها أي شائبة؛ ولهذا يقول: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ}[الكهف:13].
ثم أيضاً الاختيار من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، اختار لنا؛ لأن سجل التاريخ هو سجلٌ كبيرٌ جداً، ونحن آخر الأمم، حتى على المستوى التخصصي، لا يستطيع الإنسان أن يستوعب كل الأحداث التاريخية على كثرتها، لو أمضى كل عمره، لكن الله اختار لنا بعلمه، بحكمته، وهو العليم بما نحتاج إليه أكثر شيء، وما هو الأكثر فائدةً لنا، فقدَّم لنا نماذج
- هذه نقطه غاية في الاهمية يا ابنائي وهي مميزات القصص القرآني التي اشار لها السيد عبدالملك وهي :-
- مصدرها إلهي(حقٌّ خالص منزه عن الزيف والخرافات).
- اختيار حكيم لنماذج متنوعة تتناسب مع حاجات البشر.
- عرضٌ نفسي عميق يكشف الدوافع والحالات الداخلية.
فالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" باختياره لنا من سجل التاريخ الهائل نماذج معينة، تتناسب مع ظروف حياتنا، حتى لا يحتاج الإنسان أن يمضي كل عمري، ولا يصل بعد إلى استقراء الحقائق والأحداث التاريخية والقصص في التاريخ، اختار نماذج معينة، متنوعة، مهمة، مفيدة جداً، وإذا كان الاختيار هو من الله، فهل هناك أحد يمكن أن يكون أكثر دقةً وحكمةً في هذا الاختيار نفسه؟ معاذ الله!
كذلك العرض القرآني عرض راقٍ جداً، على مستوى الأسلوب، والتعبير، والطريقة، وعرض فيه هداية بكل ما تعنيه الكلمة، وسليم من كل المؤثرات السلبية، يعني: حتى عندما يعرض حقائق فيها جوانب سلبية كحقائق، كوقائع حصلت، هو يُقدِّمها بشكلٍ يبعدها عن التأثير السلبي، وأنت تسمعها، أو تتلوها في القرآن الكريم، فأنت لا تتأثر سلباً؛ وإنما يقدمها بطريقة راقية جداً، وذكرنا أمثلة لذلك في العام الماضي، ونذكر- إن شاء الله- أمثلة لذلك في هذه المحاضرات إن شاء الله.
كذلك في غناها بالدروس والعبر، في عرض الحقائق، في عرض المفاهيم، في تصحيح التصورات، في الجانب التربوي لها، في جوانب كثيرة ومهمة في بيان السنن الإلهية، ولـذلك يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[يوسف:111]، لـذلك فمسألة أن مسألة التركيز على موطن العبرة من القصة هي مسألة أساسية في العرض القرآني؛ لأنه- كما قلنا- كتاب هداية.
التنوع في القصص القرآني هو كذلك مهمٌ، وغنيٌ، ومفيدٌ جداً، نماذج من قصص الأنبياء، مجموعة كبيرة من أنبياء الله ورسله، وكذلك حتى هذا الجانب في قصص الأنبياء، فيه أيضاً نماذج لظروف مختلفة، وأحوال مختلفة، ومقامات متنوعة:
نماذج من قصص النساء، على مستوى الجانب الإيماني: مثلما في قصة الصديقة الطاهرة مريم ابنت عمران، وباسمها سورة في القرآن الكريم، وتحدث القرآن عنها في مواضع متعددة، وكذلك عن غيرها.
نماذج عن الأقوام والأمم: قوم نوح، عاد، ثمود، قوم فرعون... وغيرهم.
نماذج عن التجار.
نماذج عن المزارعين.
نماذج عن العلماء.
نماذج عن الملوك... وهكذا.
- تنوع الموضوعات في القصص القرآنية قصص الأنبياء، المؤمنين، الأمم، التجار، الملوك، وغيرهم.
في هذا الشهر المبارك، نبدأ مشوارنا مع القصص القرآني، مع نبي عظيمٍ من أبرز رسل الله وأنبيائه، ورد ذكره في القرآن الكريم تسعاً وستين مرة، وتحدث القرآن الكريم عنه في خمسٍ وعشرين سورة في قصصٍ عنه، وحقائق مهمة تتعلق به، منها سورةٌ باسمه في القرآن الكريم، (سورة إبراهيم).
الحديث عن نبي الله ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلام، فيما قصه القرآن الكريم عنه، متنوعٌ تنوعاً مفيداً، في أحوالٍ وظروفٍ متنوعة، ومقاماتٍ متعددة، وكلها غنيةٌ بالدروس والعِبر، ومسيرة حياته مدرسةٌ متكاملة في الهداية، في الأخلاق، في القيم، في الحكمة، في الرشد، في العلاقة مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"... في جوانب كثيرة، نتحدث عن الكثير منها إن شاء الله، بقدر ما يوفقنا الله له.
إبراهيم عليه السلام منحه الله الوسام الرفيع، والحديث عنه في القرآن الكريم يبيِّن لنا عظيم مقامه، ورفيع منزلته ودرجته العالية، الله قال عنه: واتخذ الله إبراهيم خليلاً، هذا وسام رفيع جداً من أعلى وأعظم الأوسمة، التي تبيِّن منزلته الرفيعة عند الله "جَلَّ شَأنُهُ".
مقامه أيضاً بين الأنبياء والرسل، هو من أرفعهم مقاماً، ومن أفضلهم، ومن أعلاهم منزلة، فمنزلته بينهم هم كأنبياء ورسل منزلة عالية جداً؛ لأن مقامات وفضل الأنبياء يتفاوت في مستوى منزلتهم، وكمالهم، وأدوارهم، كما قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[البقرة : 253]، وكما قال "جَلَّ شَأنُهُ": {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ}[الإسراء:55]،
- - لاحظوا كيف قدم السيد عبدالملك قصة نبي الله ابراهيم وركز عليها كبداية القصص لهذا العام باعتباره خليل الله وإمام الناس ورمزيته العالمية
كان أُمَّةً في دوره العظيم، الذي قام به في إرساء دعائم الحق والخير والهدى، وفي تصديه للطغيان والضلال، وما بذله من جهدٍ في ذلك، بالرغم من أنه بدأ بمفرده، لكنَّ حجم هذا الدور الذي نهض به بما تنهض به أُمَّة، إلى هذا المستوى
قَانِتًا لِلَّهِ}، هذه مواصفات مهمة، مجموعة من المواصفات تندرج تحت عنوان (قَانِتاً لِلَّهِ)، كان خاضعا لله، مطيعاً له؛ ولـذلك ففي قوله "جَلَّ شَأنُهُ": {قَانِتًا لِلَّهِ حَنِفًا} كم يجتمع لنا؟ يجتمع لنا أنه كان نموذجاً عظيماً في المحبة لله تعالى، والإخلاص له، والاستقامة على نهجه، وفي الخضوع التام لله، وفي الخشوع لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وفي الثبات على نهج الله، كل هذه العناوين تجتمع تحت قوله تعالى: {قَانِتًا لِلَّهِ حَنِفًا}،
عرض القرآن الكريم عنه أيضاً أنه كان رمزاً عظيماً في التسليم لله تعالى والإسلام له: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[البقرة:131]، في القصص عنه سيأتي نماذج في واقعه العملي عن هذا الإسلام، والتسليم لله "جَلَّ شَأنُهُ":
قدَّمه على أنه نموذج راقٍ في المصداقية، {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}[مريم: 41]، (صِدِّيقًا): مصدقاً بكلمات الله تعالى، وكانت مصداقيته في أقواله، في انتمائه، في أعماله، تامة وراقية جداً.
نموذج في اليقين، وسيأتي الحديث عن ذلك.
في الشكر: {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ}[النحل:121]، يُقدِّر نعم الله عليه، ويُعظِّم نعم الله عليه، ويشكر الله على نعمه في أقواله، في أفعاله، وفي أعماله، بقلبه وسلوكه، وسيأتي أيضاً تفاصيل عن هذا الموضوع، وهذا العنوان.
في الرشد، والعلم، والحجة، والحكمة، والبصيرة كذلك: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}[الأنبياء:51]، كان راشداً، حكيماً، على بصيرة، على معرفة، على علم، {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}[ص:45]، فهو من المتمسكين، والمقدمين، والمسهمين، في إقامة الحق، وفي مسيرة النبوة والرسالة أعطى دفعاً كبيراً للحق والهدى، استمر لأجيالٍ طويلة، {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}[الأنعام:83].
في الحلم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}[التوبة:114]، وفي آيةٍ أخرى: {لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}[هود:75]، فهو من ذوي الحلم، ونموذج في الحلم، وستأتي التفاصيل، وتعريف هذا العنوان ودلالاته.
- لقد اشار السيد عبدالملك لصفات إبراهيم عليه السلام وهي :
- القنوت لله خضوعٌ تام وطاعة مطلقة.
- الحلم والأوَّاهية: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114].
- التسليم المطلق أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 131].
- **الشكر**: ﴿شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ﴾ [النحل: 121].
العناوين كثيرة، والتفاصيل كثيرة، وكثيراً من العناوين نأتي اليها مع المفاهيم، مع الحقائق، مع الدروس، مع العبر، في سياق القَصَص الذي قصه الله عنه، وقدَّم في ذلك القصص- كما قلنا- نماذج من ظروف متنوعة، وشؤون مختلفة، وأحوال متعددة.
- انتهت المحاضرة وبدأ الدكتور احمد بالحديث لولديه قائلا : تعلمنا من محاصرة السيد عبدالملك ان قصة إبراهيم تُظهر عمقَ الرؤية القرآنية في ربط العقيدة بالواقع، خاصةً في ظل التحديات التي تواجه الأمة اليوم. اختيار الله له كخليل يؤكد أن القرب الإلهي يُكتسب بالإخلاص والعمل لا بالادعاء .