زيارة تحمل الخير | تبادل تجاري بـ 2 مليار دولار بين مصر والبرازيل.. وهذا ما يسعى إليه البلدان
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره البرازيلي في قصر الاتحادية، صباح اليوم، في مستهل زيارته إلى القاهرة، التي تتزامن مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.
كلمة الرئيس السيسيأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتفاقه مع الرئيس البرازيل "لولا دا سيلفا" على أهمية إيقاف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمسجونين وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع بأكبر حجم ممكن حفاظاً على أرواح المدنيين وصولاً لإطلاق مرحلة ما بعد الحرب من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مشيرًا إلى أن البرازيل من الدول التى أعترفت بالدولة الفلسطينية .
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى بالمؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره البرازيل لولا دا سيلفا عقب جلسة جلسة مباحثات بينهما بمقر قصر الاتحادية بحضور وفدي البلدين .
واستهل الرئيس السيسى كلمته بالترحيب بالرئيس البرازيلى ولقاءه فى مصر ، مضيفاً : أسمحوا لى أن أسجل كل التقدير والاحترام لشخص الرئيس دا سيلفا فهو شخصية عظيمة جداً و خلال حكم دولة البرازيل على مدار 120 سنة لم يختار الشعب البرازيلي رئيسًا لولاية ثالثة إلا الرئيس دا سيلفا ، مشيراً إلى أن ذلك يعكس أنه شخصية ملهمة ومقدرة ولها مكانة دولية عظيمة لدى الشعب البرازيلي والعالم كله .
وتقدم الرئيس السيسى بالشكر للرئيس البرازيلى على المباحثات الثنائية التى أجراها معه، حيث تأتى الزيارة بمناسبة مرور 100 سنة على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
كما وجه الرئيس السيسى الشكر للرئيس البرازيلي على الإرادة الحقيقية التي عكستها المباحثات التى تمت على تطوير العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات ، متابعًا:"المباحثات الثنائية والموسعة اتفقنا على تطوير العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والزراعية والثقافية وهذا الأمر خلال زيارتى للبرازيل بعد الدعوة الكريمة التى تلقيتها من الرئيس البرازيلي لحضور قمة مجموعة العشرين التى ستعقد خلال العام الجاري ، تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لتنسيق موضوعات التعاون والأهداف التى سنعمل على تحقيقها من خلال هذه اللجنة المشتركة" .
وأوضح الرئيس السيسى أن مباحثاته الثنائية مع نظيره البرازيلى عكست حجم التوافق بين البلدين فى المجالات المختلفة والقضايا الدولية ، مضيفًا:"لازم أسجل هنا بأن البرازيل اعترفت بالدولة الفلسطينية.. وبرحب بفخامة الرئيس وأشكره على وجوده في مصر وعلى إرادته السياسة في تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة وتقديري واحترامي لشخصكم وسعيد بالزيارة وهبقى سعيد أكثر بزيارة البرازيل".
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، إن المباحثات ستتناول العلاقات الثنائية المتميزة، والتنسيق المشترك في المحافل الدولية، في ضوء الثقل الإقليمي لكل من الدولتين وجهودهما المشتركة لتطوير وإصلاح منظومة الحوكمة الدولية، لتعكس بشكل أكثر عدالة مصالح دول الجنوب، وكذلك في ضوء عضوية البلدين في مجموعة بريكس، بالإضافة إلى رئاسة البرازيل مجموعة العشرين هذا العام ودعوتها لمصر للمشاركة كضيف في اجتماعات المجموعة.
كلمة الرئيس البرازيليوجه الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا" الشكر لمصر على تقديم المساعدة للبرازيل حتى تمكنت من إجلاء مواطنيها الذين كانوا عالقين فى قطاع غزة، عبر التنسيق مع السفارة البرازيلية بالقاهرة، حيث تم إجلاء حوالى 2000 شخص، وضمان عودتهم بسلام إلى البرازيل.
وقال رئيس البرازيل: "إن مصر تلعب دورًا مهمًا لإيجاد حل للصراع الفلسطينى الإسرائيلي"، معربًا عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى على مساعدته فى إجلاء المواطنين البرازيليين من قطاع غزة.
وأضاف الرئيس البرازيلى، فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم بقصر الاتحادية:" البرازيل تدعم الدعوة التى حركتها جنوب أفريقيا فى محكمة العدل الدولية، ونحن على يقين بأنه لن يكون هناك سلام دون إقامة دولة فلسطينية".
كما أكد على أن البرازيل تدعم مبادرة مصر بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووى، مشيرًا إلى أن هناك مبادرة مشابهة لها فى أمريكا الجنوبية.
وشدد الرئيس البرازيلى على أن الأمم المتحدة لا تمتلك القوة الكافية لوقف التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة، وقال إنه ليس هناك أى مبرر لرد الفعل الإسرائيلى فى غزة، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلى النساء والأطفال فى غزة بشكل غير مسبوق.
ونوه الرئيس البرازيلى بأن الحرب فى أغلب الأحيان تتخذ بقرارات مجنونة ولدينا مثلًا الحرب بين روسيا وأوكرانيا، "وليس لدى أى تفسير لهذه الحرب"، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها أى قوة كافية لتجنب هذه الحرب وتجنب المؤامرات لأن الحروب عادة لا تخدم أى طرف ولكنها تسبب المزيد من المعاناة والضحايا.
وتابع الرئيس البرازيلى:"فى الوقت الذى كان ينبغى على العالم أن يتحدث عن إنتاج الغذاء للعالم، وعن التنمية الاقتصادية وتوزيع الدخل وخلق فرص عمل، للأسف يتحدث عن الحرب..يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يدرج بلدانًا أخرى ليحقق تمثيلًا فى أفريقيا وفى أمريكا الجنوبية وأن تكون هناك جيوسياسية جديدة فى المجلس ويجب أن نقضى على حق الفيتو المستخدم من عدة بلدان ويجب على أعضاء الأمم المتحدة أن يدافعوا عن السلم وعدم تشجيع الحرب".
وأشار الرئيس البرازيلى، إلى أن الحروب الأخيرة التى شهدناها مثل غزو العراق، لم يكن هناك استشارة لأى عضو من مجلس الأمن، كذلك غزو ليبيا لم يتم استشارة أى عضو من الأمم المتحدة، وكذلك الأمر عندما غزت روسيا أوكرانيا، والمجلس ليس فى حوزته أى قرار أو أى وسيلة لإيقاف الحرب، لذلك ما علينا إلا أن نطلب السلام وندافع عن السلام.
وأضاف:"ولكن على ما يبدو أن إسرائيل تنتهك كل القرارات التى يتم أخذها من الأمم المتحدة لذلك يجب علينا أن نتخذ القرارات"؛ متابعًا:"المؤسسات المتعددة الأطراف التى نشأت لحلحلة هذه المشاكل فهى لا تعمل على ذلك للأسف، لذلك فإن البرازيل تعول على الدعم المصرى لكى نقوم بتحقيق التغييرات الضرورية فى مسألة الحوكمة الدولية".
كما أعرب الرئيس البرازيلى عن دعمه لنتائج مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) الذي استضافته مصر فى شرم السيخ، خاصة مبادرة التحالف الدولي ضد الجوع والفقر والتعبئة الدولية ضد التغير المناخى. وقال "دا سيلفا" إننا نحتاج خبرة مصر التي نجحت في استضافة (COP 27) في تنظيمنا لمؤتمر المناخ (30 COP) في البرازيل عام 2025".
وأوضح الرئيس البرازيلى أن مصر تعد من أهم الشركاء للبرازيل في إفريقيا وأن حجم الاستثمارات بين البلدين في ازدياد، مؤكدًا أن البلدين يعملان على تشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية من أجل السلام والأمن.
وحول انضمام مصر إلى "بريكس"، قال الرئيس البرازيلى، إن دخول مصر في منظمة "بريكس" سيعطي الفرصة للبلدان للمشاركة في مسيرة التنمية وتحقيق عالم متعدد العلاقات وتجنب الاعتماد على عملة واحدة.
وعبر الرئيس البرازيلي عن سعادته بتواجده في مصر في هذه اللحظة المهمة والوضع الراهن في السياسة الدولية، مضيفًا:"يسعدنى أن أعود إلى القاهرة بعد مرور 20 عامًا على زيارتي كأول رئيس برازيلي يقوم بزيارة لمصر ، وأعود الآن للاحتفال بالذكري المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية ، فأنا أول رئيس برازيلي يزور لبنان وبلدان أخري بالشرق الأوسط، ولم يكن للبرازيل سابقا إرادة للقيام بالسياسة الدولية مع المناطق الأخري، وبالتالي بعد حكومتي بدأنا نزور بلدان أخرى، لذلك أنا أعود لمصر للاحتفال بالذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا".
وأضاف رئيس البرازيل :"اليوم على غرار عام 2003 تهدف زيارتي إلى تعزيز العلاقات بين البرازيل وبلدان إفريقيا والشرق الأوسط، وتلعب العلاقات مع مصر دورا مهما وفريدا فى هذه الاستراتيجية، وناقشت خلال مباحثات مع الرئيس السيسي، الموضوعات والإجراءات التى من شأنها أن تجعل تعاوننا ينمو مرة أخرى فى المجال الثنائي ويتوسع في المحافل متعددة الأطراف".
وقال الرئيس البرازيلى، إنه اقترح على الرئيس السيسى "أن نقوم بالارتقاء بعلاقتنا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، لأن بلداننا نامية وبها عدد متنام من السكان، ويجب عليهما القيام بعلاقات كبيرة، كما يجب أن نوطد من العلاقات الثنائية فى كل المجالات الممكنة مثل الثقافة والدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم، وأن نقوم بتحقيق ديمقراطية التشغيل فى الأمم المتحدة في ميدان الثقافة والتربية".
وقال الرئيس البرازيلى، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ مليارى دولار وهو رقم ضئيل بالنظر لأهمية اقتصاد البلدين وحجم الشعبين، مضيفًا: "نريد بناء علاقة تجارية يستفيد منها الطرفان تعود بالفائدة على البلدين، وأن تكون هناك حركة للبيع والشراء مع مصر، لتكون النتيجة الأخيرة مفيدة لصالح البلدين".
لولا دا سيلفا برفقة زوجتهالشريك التجاري الثاني للبرازيليشار إلى أنه كان قد بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 2.8 مليار دولار في عام 2023 ، منها 489 مليون دولار من المنتجات المصرية التي استوردتها البرازيل و1.83 مليار دولار من المنتجات البرازيلية المصدرة.
وتتوقع الحكومة البرازيلية زيادة التجارة بين البلدين خلال السنوات المقبلة، بعد فتح السوق المصرية أمام مختلف المنتجات البرازيلية في عام 2023، مثل الأسماك والمنتجات السمكية والدواجن والقطن والموز والجيلاتين والكولاجين.
وفي عام 2024، أصبحت مصر عضوا في مجموعة البريكس، وهي كتلة تجمع الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وستشارك الدولة الإفريقية أيضًا في مجموعة العشرين بدعوة من الحكومة البرازيلية، التي تترأس حتى ديسمبر كتلة أكبر 20 اقتصادًا في العالم.
ومن الجدير بالذكر أنه كان قد بدأ الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ، زيارته لمصر أمس الأربعاء ، وبدأ رحلته بزيارة الأهرامات والمتحف الكبير برفقة زوجته جانجا ، حسبما قالت وكالة باهيا البرازيلية.
وأشارت الوكالة البرازيلية إلى أن دا سيلفا استهل جولته الافريقية بزيارة مصر ، وتوجه إلى الاهرامات فور وصوله إلى البلاد ، وذلك برفقة زوجته جانجا.
وأشارت الوكالة إلى أن زيارة لولا دا سيلفا الى مصر تتزامن بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين البرازيل ومصر، وتعد البلاد حاليا الشريك التجارى الثانى للبرازيل فى أفريقيا.
وهذه هي الزيارة الرسمية الثانية للرئيس إلى القارة الأفريقية خلال فترة ولايته الثالثة، وفي أغسطس من العام الماضي، زار لولا ثلاث دول أخرى: جنوب أفريقيا وأنجولا وساو تومي وبرينسيبي.
وأشارت صحيفة فولها دى ساو باولو إلى أن مكافحة عدم المساواة والجوع، والتحول في مجال الطاقة، وتغير المناخ، وإصلاح المؤسسات الدولية، فضلا عن توسيع التجارة بين البرازيل والدول الأفريقية، هي بعض القضايا التي يجب على الرئيس لولا أن يعالجها في هذه الرحلة إلى القارة، والتي تتضمن أيضًا زيارة إلى إثيوبيا.
كما قالت صحيفة اوبسيربادور البرازيلية إنه من المتوقع أن توافق الحكومة المصرية قريبا على مسالخ جديدة لتجهيز اللحوم الصادرة من البرازيل ، بالإضافة إلى فتح أسواق مشتركة بين البلدين ، في عدة قطاعات ، كما سيتم مناقشة فتح خط جوي بين البلدين يربط ساو باولو بالقاهرة.
ونقلت الصحيفة قول جيلسون فونسيكا ، مدير معهد التاريخ والتوثيق الدبلوماسي (CHDD)، التابع لوزارة الخارجية البرازيلية إن العلاقات الجيدة مع أفريقيا تعتبر أمرا أساسيا لصورة البرازيل على المستوى الدولي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس السيسي الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا رئيس البرازيل البرازيل ومصر البريكس العلاقات الدبلوماسیة بین الرئیس البرازیلی الرئیس البرازیل الرئیس السیسى رئیس البرازیل الأمم المتحدة لولا دا سیلفا العلاقات بین بین البلدین قطاع غزة إلى أن رئیس ا
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش قوة البرازيل الاقتصادية في أمريكا اللاتينية
استضافت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور الدبلوماسية الثقافية، ندوة بعنوان البرازيل القوة الاقتصادية في أمريكا اللاتينية، وذلك بحضور سفير البرازيل بالقاهرة باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو (Paulino Franco de Carvalho Neto)، والدكتور محمد أحمد مرسي، والسفير وائل أبو المجد، وأدارت الندوة الإعلامية منى الدالي.
وفي بداية الندوة، تحدثت الإعلامية منى الدالي حول أهمية المحور الثقافي والتعاون المثمر بين وزارة الخارجية ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأهمية الدور الثقافي لوزارة الخارجية في التعريف بالثقافات المختلفة للشعوب، لافتةً إلى أهمية وجود باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو سفير البرازيل لدى القاهرة، والسفير وائل أبو المجد سفير مصر السابق في البرازيل، والدكتور محمد أحمد مرسي أستاذ العلوم السياسية ومقرر لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة.
السفير البرازيلي بالقاهرة: العلاقات بين مصر والبرازيل تعود لأكثر من مائة عام
وأكد السفير البرازيلي بالقاهرة، باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو، خلال كلمته، على عمق العلاقات بين مصر والبرازيل، مشيرًا إلى أننا نمر بمرحلة مهمة في العلاقات المصرية البرازيلية، حيث احتفلنا في العام الماضي بمرور مائة عام على العلاقات المصرية البرازيلية، والتي تأسست عام 1924. وتميز الاحتفال بالعديد من الفعاليات التي أبرزت العلاقات المشتركة والزيارات المهمة بين الجانبين، ومنها مشاركة وزير خارجية البرازيل في قمة السلام العام الماضي. كما تم اللقاء مؤخرًا بين الرئيس البرازيلي والرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم توقيع اتفاقيتين للتعاون بين مصر والبرازيل، بالإضافة إلى الاتفاق على إنشاء خط طيران مباشر بين البلدين.
وأشار إلى توقيع اتفاقية شراكة وتبادل تجاري بين الدولتين، حيث بلغ حجم الاستثمارات أكثر من 4 مليارات دولار. كما أكد أن البرازيل تترأس هذا العام مجموعة البريكس، وهي سعيدة بانضمام مصر إلى البريكس، معربًا عن أمله في زيارة الرئيس السيسي لحضور قمة البريكس هذا العام، ومؤكدًا على تطلع البرازيل إلى المزيد من التعاون مع الجانب المصري. كما أوضح أن البرازيل تعمل على تشجيع مبادرات التنمية المستدامة، خاصة في دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات التكنولوجية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي. ولفت إلى أن البرازيل تستعد لاستضافة قمة التغير المناخي، كما ألقى الضوء على طموحات وأهداف البرازيل في قمة البريكس القادمة، وأهمية العمل على تحقيق التنمية المستدامة.
كما تناول السفير البرازيلي الدور الثقافي للبرازيل، مشيرًا إلى ترجمة بعض الأعمال الأدبية البرازيلية، ومشاركة البرازيل في العديد من المهرجانات المصرية، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان كايرو جاز. كما تم عرض الفيلم البرازيلي الحاصل على جائزة الأوسكار في مهرجان القاهرة الدولي. وأكد أن هناك الكثير من مجالات التعاون الثقافي بين مصر والبرازيل، منها البعثات الأثرية البرازيلية وعرض بعض المقتنيات الأثرية المصرية في المتاحف البرازيلية، بالإضافة إلى اتفاق التبادل الطلابي بين البلدين.
وفي ذات السياق، أكد السفير وائل أبو المجد، مساعد وزير الخارجية، على سعادته بالتواجد في هذه الندوة، حيث تحدث عن تجربته كسفير مصري في البرازيل، مؤكدًا على التشابه الكبير بين البلدين، والرؤية المتشابهة بينهما في القضايا الدولية المختلفة.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية البرازيلية تمتد إلى المجالات السياسية والثقافية، مشيدًا بالدعم البرازيلي للقضايا العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية، حيث أظهر الموقف البرازيلي دعمًا واضحًا لها. كما لفت إلى أهمية الزيارات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بينهما في أفضل حالاتها.
وعن الجانب التجاري بين البلدين، أوضح السفير أبو المجد أن هناك تبادلًا تجاريًا كبيرًا بين مصر والبرازيل، خاصة في القطاعين الغذائي والزراعي، حيث نجحت البرازيل، بفضل البحث العلمي، في تطوير القطاع الزراعي. كما شدد على ضرورة تطوير التعاون في العلاقات التجارية ليشمل الاستثمارات، بحيث لا تقتصر فقط على عمليات البيع والشراء، وإنما تمتد إلى شراكات اقتصادية حقيقية، مع تعظيم فرص التعاون في مختلف المجالات.
كما أشار إلى أهمية وجود خط طيران منتظم بين البلدين، مما سيساهم في تعزيز حركة السياحة وتسهيل أعمال رجال الأعمال، خاصة أن عدم وجود خط طيران مباشر يجعل الرحلات طويلة ومعقدة، مما يؤثر على التعاون الاقتصادي والتجاري.
من جانبه، لفت الدكتور محمد أحمد مرسي إلى أن العلاقات بين مصر والبرازيل أقدم بكثير من مائة عام، مشيرًا إلى أن أول حاكم للبرازيل زار مصر عام 1871، وأعجب بها، كما جاء ضمن البعثات التي درست الخط الهيروغليفي.
وأكد أن البرازيل هي "دولة الفرص"، وأن شعبها يتميز بروح الفرح والبهجة، حيث يرتبط اسم البرازيل عالميًا بمشاعر السعادة والطاقة الإيجابية. وأضاف أن ما حققته البرازيل اقتصاديًا واجتماعيًا دفع الباحثين والأكاديميين إلى دراسة أمريكا اللاتينية، مما ساهم في زيادة الأبحاث والدراسات التي تهتم بهذه المنطقة الحيوية.
وأشار إلى أنه أجرى العديد من الدراسات حول البرازيل باعتبارها قوة شاملة، حيث نجحت المؤسسات البرازيلية في تعزيز قوتها الاقتصادية والاجتماعية، مما شجع العديد من الدول على التعاون معها. كما سلط الضوء على المبادرات الثرية التي أطلقتها البرازيل، والتي يمكن لمصر الاستفادة منها، مثل مبادرات التنمية البشرية، والبرامج الاجتماعية التي عززت تماسك المجتمع، ورفعت مستوى التعليم، وساعدت في خفض معدلات الفقر.
وأضاف أن التجربة البرازيلية في خفض الفقر وزيادة نسبة التحاق الأطفال بالمدارس تشبه إلى حد كبير مبادرة "تكافل وكرامة" في مصر، وكذلك مبادرة "حياة كريمة" التي تهدف إلى تطوير القرى المصرية، مشيرًا إلى التشابه الكبير بين التجربتين المصرية والبرازيلية في البرامج التنموية.