قال زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي -اليوم الخميس- إن الجماعة ستواصل هجماتها البحرية، في وقت أفادت فيه هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بوقوع حادث على بعد 85 ميلا بحريا شرق ميناء عدن اليمني.

وأوضح عبد الملك الحوثي -في كلمة تلفزيونية- أن هجماتهم ستتواصل "طالما استمر العدوان الإسرائيلي الذي يمارس أبشع الجرائم في قطاع غزة".

وأضاف أن "الأميركي هو المسؤول الأول عن مستوى الدمار والإجرام في غزة واستمراره كل هذه المدة، ولم يكن الإسرائيلي ليلحق بغزة كل هذا التدمير والجرائم الرهيبة، لولا الدعم الأميركي".

وسبق أن قال زعيم الحوثيين إن ما وصفها بجبهة اليمن "أصبحت فعالة ومؤثرة بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، ووصولا إلى الإجراء المؤثر على اقتصاد وتجارة الأعداء الصهاينة بمنع السفن" المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف الحوثي أن الولايات المتحدة وبريطانيا "فشلتا في عملياتهما التي تستهدف الاعتداء على الشعوب بعناوين مخادعة"، وأن الأميركيين والبريطانيين لا يستطيعون حماية سفنهم، بما فيها السفن الحربية، وفق قوله.

حادث بحري وقصف جوي

من جانب آخر، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية في بريطانيا -اليوم الخميس- إنها تلقت بلاغا عن انفجار بالقرب من سفينة على بعد 85 ميلا بحريا شرقي ميناء عدن اليمني.

وأكدت الهيئة البريطانية أن السفينة وأفراد طاقمها بخير.

في المقابل، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن غارة أميركية بريطانية استهدفت منطقة الجاح الأسفل بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.

ويأتي ذلك بعد أن قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن الحوثيين أطلقوا صاروخين -الاثنين الماضي- باتجاه سفينة الشحن "ستار أيريس" المملوكة ليونانيين والتي كانت ترفع علم جزر مارشال وكانت تعبر البحر الأحمر محملة بالذرة من البرازيل.

وجددت الولايات المتحدة ضرباتها مؤخرا ضمن عمليات تحالفها "حارس الازدهار" على أهداف لجماعة الحوثي في وقت قالت فيه مصادر بالجماعة إنها لن تسمح بما سمته استباحة الأميركيين للبلاد، وإن "الرد على الهجمات سيتواصل".

كما قال الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع مرات عدة، إنهم استهدفوا سفنا بالبحر الأحمر، وأجبروا أخرى على تغيير مسارها، مؤكدا استمرار عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية "حتى إيقاف العدوان على غزة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بسبب تغير المناخ.. قناة بنما تواجه مشكلة كبيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالة للدكتور هوجان الذى يُدرِّس فى برنامج التاريخ والأدب فى جامعة هارفارد، وتتركز أبحاثه على أمريكا الوسطى والولايات المتحدة فى القرنين التاسع عشر والعشرين.

وقال أنه فى عام ٢٠٢٣، وخلال رحلة بحثية إلى بنما، حجزت جولة ليوم واحد لزيارة قناة بنما. توقعت أن أسمع القصة المعتادة عن بناء القناة الملحمي، وأهميتها فى التجارة العالمية، وتوسيعها الناجح لاستيعاب السفن الحديثة الأكبر حجمًا. ما لم أتوقعه هو الشعور الغامر بالقلق، بل وحتى الذعر، بين الأشخاص الذين تعتمد معيشتهم على القناة.

كان ذلك فى يوليو، منتصف موسم الأمطار فى بنما. لكن الأمطار كانت شحيحة، ومستويات المياه فى القناة انخفضت إلى مستويات مقلقة. وشرح مرشدنا أن الأقفال فى القناة لا يمكنها العمل دون المياه العذبة القادمة من الأمطار.

تذكرت تلك الزيارة عندما قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب مؤخرًا إن الصين تهدد مصالح أمريكا فى القناة، وألمح إلى إمكانية استعادة السيطرة الأمريكية على الممر، الذى أُعيد إلى بنما قبل ٢٥ عامًا تمامًا.

كانت معاهدات تسليم القناة إنجازًا بارزًا للرئيس جيمى كارتر، الذى توفى يوم الأحد الماضي؛ وتعليقات ترامب تأتى فى سياق انتقادات طويلة الأمد ترى أن تسليم القناة كان خطأً استراتيجيًا.

لكن ترامب يسيء فهم التهديد الحقيقى للتجارة الأمريكية عبر بنما. إذا كان الهدف هو ضمان الوصول الميسور إلى هذا الممر على المدى الطويل، فإن ما يجب أن يقلق صناع السياسة الأمريكيين هو التغير المناخي، وليس النفوذ الصيني.

وإليكم السبب: عبور سفينة واحدة عبر أقفال القناة يمكن أن يستهلك حوالى ٥٠ مليون جالون من المياه، معظمها مياه عذبة يتم جمعها من بحيرة جاتون وهى بحيرة اصطناعية كبيرة تقع فى جمهورية بنما، وتشكل جزءا رئيسيا من القناة، تحمل السفن لمسافة ٣٣ كم خلال عبورهم خلال برزخ بنما.

ورغم أن القناة تعمل حاليًا بكامل طاقتها، فإن المناخ الأكثر جفافًا وزيادة الطلب على مياه الشرب أديا فى السنوات الأخيرة إلى تقليص حجم المياه المتاحة. وقد أجبرت هذه الظروف هيئة قناة بنما، التى تديرها الدولة، فى بعض الأحيان على تقليل عدد العبور اليومى للسفن عبر القناة، وصل فى إحدى المرات إلى نسبة ٤٠٪.

ومع انخفاض هطول الأمطار، تمتلئ الخزانات بوتيرة أبطأ، مما يعنى توفر كمية أقل من المياه لتشغيل الأقفال، وبالتالى عدد أقل من السفن يمكن أن يعبر.

لهذا السبب، أدى الجفاف فى عامى ٢٠٢٣-٢٠٢٤، الذى يُعد من بين الأسوأ فى السجلات، إلى إبطاء العبور ورفع أسعار المرور، مما تسبب فى تأخيرات طويلة، وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وزيادة عدم الاستقرار فى مسارات الشحن. ربما كانت هذه الزيادات هى ما أشار إليه السيد ترامب بوصفها «عملية احتيال».

وتعتبر قناة بنما ثانى أهم ممر مائى صنعه الإنسان بعد قناة السويس، وهى من أعظم الإنجازات الهندسية فى القرن العشرين، حيث تربط بين المحيطين الأطلسى والهادئ، وافتتحت فى عام ١٩١٤، وسجلت مرور أكثر من مليون سفينة.

ويبلغ طولها ٧٧ كيلومترًا، وتمتد من خليج ليمون فى المحيط الأطلسى إلى خليج بنما على المحيط الهادئ، ويقع أضيق جزء منها فى معبر جايلارد، بعرض يبلغ نحو ١٥٠ مترًا، أما أوسع أجزائها فيقع فى بحيرة جاتون الاصطناعية، التى تغطى مساحة تصل إلى ٤٢٢ كيلومترًا مربعًا.

تحيط بالقناة من الجهتين بحيرات عدة مثل بحيرة جاتون، التى تمثل مخزنًا رئيسيًا للمياه اللازمة لعمل القناة، وتمتاز تلك المنطقة بطبيعة غنية بالغابات المطيرة والتنوع البيئي.

وتعد قناة بنما شريانًا للاقتصاد والتجارة الأمريكية، حيث أن الولايات المتحدة هى أكبر مستخدم للقناة. وتمثل السفن الأمريكية نحو ٧٣ فى المئة من حركة القناة، وتمر ٤٠٪ من إجمالى حركة الحاويات الأمريكية عبر القناة كل عام.
 

مقالات مشابهة

  • بسبب تغير المناخ.. قناة بنما تواجه مشكلة كبيرة
  • ترامب يستعد لحربه الجديدة في اليمن وإسرائيل تقدم اقتراحات بتشكيل تحالف جديد لردع الحوثيين وإيران
  • منتسبو معهد العلوم الإدارية يؤكدون الجهوزية لمواجهة أي تصعيد أمريكي صهيون
  • المشاركون في ملتقى الأعيان والحكماء يؤكدون دعمهم لاستمرار المجلس الرئاسي في إنجاز مشروع المصالحة الوطنية
  • وسائل إعلام أمريكية: ارتفاع عدد قتلى هجوم نيو أورليانز إلى 15 قتيلا
  • المشاركون في «ملتقى الأعيان» يؤكدون دعمهم المطلق للمجلس الرئاسي
  • ماذا قالت ابنة كارتر لكاتب سلط الضوء على دعم والدها لحقوق الفلسطينيين؟
  • الأحوال الجوية تتسبب في إغلاق ميناء العريش البحري
  • كيف تفاعل مغردون مع مواصلة الحوثيين قصف إسرائيل؟
  • أبناء مديرية بني مطر بصنعاء يؤكدون الجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني