بعد سقوط أكبر عدد من الضحايا في لبنان.. "حزب الله" يتوعد إسرائيل: ستدفعون الثمن
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
◄ استشهاد 10 أشخاص في عدوان إسرائيلي على لبنان
◄ القصف الإسرائيلي يأتي بعد مقتل جندية
◄ لبنان يعتزم رفع شكوى جديدة إلى مجلس الأمن
بيروت- الوكالات
توعد حزب الله اللبناني اليوم الخميس، إسرائيل بـ"دفع الثمن" بعد عدوان شنتها على قرى في جنوب لبنان أسفرت عن استشهاد عشرة أشخاص بينهم خمسة أطفال، وهو أكبر عدد من المدنيين يسقط في يوم واحد خلال أربعة أشهر من الأعمال القتالية على حدود اللبنانية الإسرائيلية.
وحثت الأمم المتحدة على وقف ما وصفته بأنه "تصعيد خطير" للصراع الذي دار رحاه تزامنا مع حرب غزة وأذكى مخاوف من مواجهة أوسع نطاقا بين الجماعة المتحالفة مع إيران وبين إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قياديا في وحدة الرضوان التابعة لجماعة حزب الله ونائبه ومقاتل آخر في "غارة جوية دقيقة" في النبطية، دون أن يتحدث عن مقتل مدنيين.
وقالت الجماعة اللبنانية إن ثلاثة من مقاتليها قتلوا لكن لم تحدد تسلسلهم القيادي، وهو الأمر الذي كانت تفعله في السابق.
وقالت مصادر في لبنان إن سبعة مدنيين قتلوا في وقت متأخر من مساء الأربعاء في هجوم إسرائيلي أستهدف مبنى متعدد الطوابق في النبطية. والقتلى من عائلة واحدة كبيرة ومن بينهم ثلاثة أطفال.
وجاء هذا الهجوم في أعقاب هجوم آخر في وقت سابق أسفر عن مقتل امرأة وطفليها في قرية الصوانة الحدودية، والذين شُيعت جنازاتهم اليوم الخميس.
وكُفن الطفلين بكفنين خضر وتوافد الناس لتقديم العزاء. واحتضن الأب جثماني الطفلين قبل دفنهما بينما انتحب رجل آخر على كتفه.
وقال حسن فضل الله القيادي بجماعة حزب الله لرويترز "ما قام به جيش الاحتلال من جرائم ضد المدنيين اللبنانيين لن تزيدنا إلا تصميمًا على الدفاع عن بلدنا ومواجهتها بالصمود والمقاومة، والعدو سيدفع ثمن هذه الجرائم".
وأضاف "المقاومة ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن شعبها ولن تتوانى في القيام بما يلزم لحمايته".
وقال مهند الحاج علي نائب مديرة المركز لشؤون الأبحاث في مركز مالكوم كير– كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت، وهو مصدر مطلع على تفكير حزب الله، إن الهجوم على النبطية يمثل تصعيدا لكنه لا يزال ضمن "قواعد الاشتباك" غير المكتوبة التي قصرت أعمال العنف على المناطق القريبة من الحدود.
وقال الحاج علي إن إسرائيل فيما يبدو "تختبر حدود" قواعد الاشتباك تلك، لكن حزب الله يشير إلى أنه "يريد إبقاء هذا الأمر في حدود ضيقة قدر الإمكان".
وقال آفي هيمان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن "رسالة إسرائيل إلى حزب الله كانت وستظل دائمًا ‘لا تختبرونا’. وكما قال وزير الدفاع جالانت في بداية الحرب، سنستنسخ ما فعلناه في غزة لحماس (حركة المقاومة الإسلامية) وننفذه في لبنان".
وقال الجانبان إنهما لا يسعيان إلى حرب شاملة.
وذكرت إسرائيل أنها ردت على إطلاق صاروخ من لبنان أسفر عن مقتل جندية ونقل ثمانية آخرين إلى المستشفى في مدينة صفد بشمال إسرائيل على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
ولم تعلن جماعة حزب الله مسؤوليتها عن الهجوم.
وردا على سؤال بخصوص الهجوم على النبطية، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه في انتظار المزيد من المعلومات.
وقالت إسرائيل إنها استهدفت عشرات المواقع لجماعة حزب الله في جنوب لبنان اليوم الخميس.
ويندر وقوع هجمات على مناطق حضرية كثيفة السكان بعيدة عن الحدود مثل تلك التي وقعت في النبطية أمس الأربعاء.
وقال أندريا تيننتي، المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل)، إن القوات لاحظت "تحولا مثيرا للقلق في تبادل إطلاق النار، تضمن استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق"، وذلك في إشارة إلى خط ترسيم الحدود الحالي بين البلدين.
وتشن جماعة حزب الله هجمات يومية على أهداف إسرائيلية على الحدود منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر في أعقاب هجوم مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول الجماعة اللبنانية إن حملتها لن تتوقف حتى تنهي إسرائيل هجومها على قطاع غزة الذي أودى بحياة أكثر من 28 ألف فلسطيني حتى الآن وفقا لما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
وأدى القصف عبر الحدود إلى مقتل ما يزيد عن 200 شخص في لبنان، بينهم أكثر من 170 من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى نحو 12 جنديا إسرائيليا وخمسة مدنيين إسرائيليين، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف من الجانبين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله عن مقتل
إقرأ أيضاً:
بعد سقوط الأسد..سوريا تتعهد بالتخلص من مخزون الأسلحة الكيميائية
شدد وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني اليوم الأربعاء، على التعهد بالتخلص سريعاً مما تبقى في البلاد من أسلحة كيميائية بعد سقوط حكومة بشار الأسد، وناشد المجتمع الدولي تقديم المساعدة في ذلك.
وأدلى الشيباني بهذه التصريحات في اجتماعات مغلقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، ليصبح أول وزير خارجية سوري يتحدث للمنظمة المعنية بنزع السلاح.
وانضمت سوريا بقيادة الأسد إلى المنظمة بعد اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، ودُمر 1300 طن من الأسلحة الكيميائية والمُركّبات الأولية، بعد هجوم بغاز السارين، أسفر عن مقتل مئات في 2013.
لكن ثلاثة تحقيقات خلصت إلى أن قوات الحكومة السورية بقيادة الأسد استخدمت غاز السارين، وبراميل الكلور في هجمات خلال الحرب الأهلية التي أسفرت عن مقتل أو إصابة الآلاف.
وقال الشيباني للوفود المشاركة "سوريا مستعدة... لحل هذه المشكلة المستمرة منذ عقود والتي فرضها علينا نظام سابق".
وأضاف "الالتزامات القانونية الناتجة عن الانتهاكات هي إرث ورثناه ولم نقم به. ومع ذلك، نلتزم بتفكيك ما قد تبقى منه، ووضع حد لهذا الإرث المؤلم وضمان أن تصبح سوريا دولة متوافقة مع المعايير الدولية".
ووصف رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس في وقت سابق من اليوم الأربعاء التحول السياسي في سوريا بأنه "فرصة جديدة وتاريخية للحصول على توضيحات بشأن مدى ونطاق برنامج الأسلحة الكيماوية السوري بالكامل".
وقال الشيباني إن التخطيط بدأ بالفعل، لكن مساعدة المجتمع الدولي ستكون حاسمة، وذكر أن سوريا ستحتاج إلى المساعدة الفنية واللوجستية، وإلى بناء القدرات، وتوفير موارد وخبراء على الأرض.
وقال: "رغم أن نظام الأسد تأخر لسنوات عديدة، نتفهم الحاجة إلى التحرك بسرعة، لكننا نتفهم أيضاً ضرورة إتمام ذلك بشكل شامل، لا يمكن أن ننجح بمفردنا في تحقيق ذلك".
وخلص مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن مخزون سوريا المعلن من الأسلحة الكيماوية لم يعكس أبداً الوضع على الأرض بدقة.
ويريد المفتشون الآن زيارة نحو 100 موقع مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية الذي تبناه الأسد على مدى عقود.