شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن الروائي العربي واسيني الأعرج يكتب لـ “أثير” مِحْنَةُ كُونْدِيرَا الوُجُودِيَة، بْراغْ بعيدة، وبَارِيس مُسْتَعْصِية؟، أثير – الروائي العربي واسيني الأعرجميلان كونديرا. ليس من الهين فهم ميلان كونديرا الكاتب والإنسان. شخصية مركبة وذات أوجه متعددة، ومن .،بحسب ما نشر صحيفة أثير، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الروائي العربي واسيني الأعرج يكتب لـ “أثير”: مِحْنَةُ كُونْدِيرَا الوُجُودِيَة، بْراغْ بعيدة، وبَارِيس مُسْتَعْصِية؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

الروائي العربي واسيني الأعرج يكتب لـ “أثير”:...

أثير – الروائي العربي واسيني الأعرج

ميلان كونديرا. ليس من الهين فهم ميلان كونديرا الكاتب والإنسان. شخصية مركبة وذات أوجه متعددة، ومن الصعب ضبط مسافاتها وحدودها. من الروائي الكبير الذي أخطأ نوبل بإنش واحد، القاص، المسرحي، العازف على البيانو والمحب للموسيقى والفنون، الباحث، الفيلسوف بطريقته، إلى الشخصية الغامضة التي لا حدود لسلطانها الأدبي والثقافي لدرجة أن نطرح السؤال الذي ينتابنا عفويا: هل كان كونديرا سعيدا في حياته؟

الطبيعي أن يكون كذلك بعد الشهرة التي حققها، لكن المتتبع لسيرته سيكتشف نقاطا في تلك الحياة التي عاشها وتستحق الاهتمام والتقدير. لماذا يكره السيرة؟ بل لماذا رفض تدوين سيرته وترك الناس يعبثون بها ويرونها على طريقتهم؟ هل هو مجرد قرار شخصي لكيلا يُستهلك بالخصوص عندما رفض الصحافة والظهور على الشاشات التي هي حلم أغلب الكتاب والفنانين في زمن الصورة وميلتيميديا. أم في السيرة ما يتعبه أو يرهق ضميره وذاكرته؟ لماذا اختار في أواخر حياته أن يقدم الطبعة الإيطالية على الطبعة الفرنسية ويسافر إلى روما ويعلن عن كتابه هناك بدل باريس، ولا تُنشر الطبعة الفرنسية في غاليمار إلا بعد مدة؟ هل هي نزعته الأوروبية التي ظلت تشغله، أم هو غضب من اللغة الفرنسية، وفرنسا التي استقبلته في أصعب ظروفه الحياتية، لكنها تركته ينتظر لسنوات قبل أن يحصل على الجنسية الفرنسية. كان يريد أن يكون أوروبيا لكنه أدرك بسرعة أن الحلم الأوروبي ما يزال بعيدا. ثم ما قصته مع الشاب الذي اتهمه بالوشاية عنه للبوليس السري التشيكوسلوفاكي في 1950، عندما كان في الحزب الشيوعي، ويحكم على الشاب بالسجن لمد ربع قرن نافذة. التقرير الذي كتبه كونديرا (بحسب غرفة الاتهام) ضد الشاب، نشرته إحدى الصحف التشيكية؟ أم أن ذلك كله لا يعدو أن يكون واجهة عامة وأن منتهى هذه التجربة التي تكاد تكون صوفية، هو أن يذهب وراء الكتابة دون التفاتة إلى الوراء، لدرجة التلاشي فيها. تلك كلها أسئلة لا يمكن تفاديها لأنها أساسية في الكاتب وفي حياته.

لهذا، لم تكن وفاته حدثا عابرا. بل على العكس من ذلك، فقد كانت حدثا عالميا حرك كل العواصم ثقافيا من خلال تشكيلة آراء متضاربة في مجملها، ولكنها أجمعت كلها على جدارة هذا الرجل بتمثل العصر روائيا. فقد كُتبَ عنه بعد وفاته، الكثير، والكثير جدا، لدرجة أنه لم يُترك مديح إلا وطاله، ولا سؤال حائر، إلا وطرح. الأمر طبيعي، فالرجل الذي ترجم إلى أربعين لغة، عظيم، وعالمي، ومد البشرية بأرقى النصوص وأكثرها عمقا وسخرية أيضا من عالم يسير نحو حتفه لا يمكن إلا أن يواجه بمزيد من العبثية “أدركنا منذ زمن بعيد أنه لم يكن بالإمكان قلب هذا العالم ولا تغييره للأفضل ولا إيقاف جريانه البائس للأمام، لم يكن هناك سوى مقاومة وحيدة ممكنة، ألاّ تأخذه محمل الجد”: رواية حفلة التفاهة (حفلة اللاّجدوى). عالم خان مبادئ حداثته ودخل دائرة الوهم معتبرا نفسه “المركز” و”النموذج” الوهمي. اختار كونديرا الحياة الخاصة التي كثيرا ما يختارها “المنشقون” للعيش بعيدا عن الأضواء والإثارات.

“المنشق” هو النعت الذي أطلقه عليه الرئيس فرانسوا ميتيران للتدليل على أصالة الرجل. فقد رفض بصرامة الظهور على شاشات التليفيزيون على مدار 35 سنة، وأعطى ظهره للإعلام المكتوب والسمعي والمرئي بلا ندم. ومارس هذا الخيار لدرجة المحو الإعلامي لولا منتجه الروائي. فقد أصبح شبحا يتخفى وراء سحنة تشبه ظلا مديدا بلا أي ملمح. لم يكن خيارا عاديا بالخصوص لإنسان يحمل أفكارا كثيرة وإشكالية ويريد إيصالها لجمهور محتمل عبر العالم. كان يحمل شيئا عميقا في داخله يتبدى واضحا على ملامح وجهه الصلب والبارد. فـ”براغ” مدينته الأولى، أصبحت بعيدة حتى بعد استرجاع جنسيته التي سلبت منه، بينما “باريس” على الرغم من قربها، كانت كل يوم تبتعد أكثر إلى درجة الصمت وربما الغضب، وتقديم كتبه الأخيرة خارجها، في إسبانيا وفي إيطاليا، بهذا المقياس أصبحت باريس ثانوية بالخصوص بعد محدودية بيع روايته ما قبل الأخيرة. الأمر الذي يشي بخلاف خفي مع “دار غاليمار” التي تبنته حتى قبل أن ينتقل إلى باريس. المشكلة الكبرى هي أنه لا أحد، من الذين كتبوا عنه، تحدث عن صمته، أو حاول اختبار هذه المساحة البكر التي تضج بها رواياته التي تمزج بين السخرية واللاجدوى. تكاد تكون لازمة. السمة الكبيرة عند كونديرا. الصمت أو اللاّجدوى، محصلة وليست خيارا. لغة داخلية مشحونة ومثقلة بالصمت Le non-dit. فقد كان يعيش تحت ضغط خيبة نيتشه، وانهيار أحلام سيرفانتيس، وعدمية كافكا، المثلث الذي يتجاذبه ويتوغل في كتاباته الإبداعية بقوة لدرجة أن صبغها ببعض تشاؤمه من زمن لا شيء فيه يوحي بأنه استفاد من تجاربه. هذا الصمت صنع الكاتب وصاغ داخله.

أتذكر أني طوال إقامتي في باريس، التقيت به ثلاث مرات، الأولى قبل فت

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر

مصر تستحق الشكر والتقدير .رسميا وشعبيا . لانها كانت على المستويين واضحة ومساندة وليس مطلوبا منها أنها تقدم كشف حساب بتفاصيل التفاصيل لما فعلت للرأي العام . وأظن أن من بعض الوفاء أن يحفظ الناس لها هذا وإن كانت هناك جوانب نقص في بعض التفاهمات يمكن جبرها في الموقف الكلي أو معالجتها بالتصويب في مظانها . كتبت قبل ثلاثة أعوام أنه قياسا على شواهد خارجية ليس للسودان خيار سوى التنسيق والتقارب الشديد مع مصر لإدراكي أن أخطاء جسيمة وقصر نظر سيسلم السودان إلى هذا الوضع المرهق .

وليس مصر وحدها رغم مقتضيات تمييزها .بل أظن أن على السودان رغم مواقف بعض الدول والحكومات أن يحرص على توظيف ولو نسبة الواحد بالمئة من فرص تحسين العلاقات والتحييد إن لم يكن التحالف حتى مع العواصم التي مواقفها ضده .خاصة أن مواقف تلك الحكومات يبدو أقرب الى تقديرات مصادمة للروح العامة لشعوبها أو وقائع الظرف الإقليمي الذي بحسابات واقعية يجعل الخطر الذي على السودان ولو بعد حين ضدها .

تشكيل الرأي العام في القضايا المرتبطة بالأمن القومي يحتاج إلى وعي وبعد نظر . وتتبع العقل وليس العاطفة

محمد حامد جمعة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العباقرة عائلات.. مواجهة قوية وتحد جديد مع الروائي عصام يوسف
  • ليون: بن العمري هو اللاعب العربي الوحيد الذي حمل الرقم 3
  • ليون :”بن العمري اللاعب العربي الوحيد الذي حمل رقم 3 “
  • داليا مصطفى تفتح النار على بعض المنصات .. تروج لأفكار بعيدة عن عادات المجتمع
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • داليا مصطفى: بعض المنصات تروج لأفكار بعيدة عن عادات المجتمع وتعاليم الدين
  • زيلينسكي: نهاية الأزمة الأوكرانية بعيدة للغاية
  • حبيبتي غزة.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • الخيل الأمريكي الأعرج يفقد البوصلة