5 لحظات لا تُنسى شهدتها بطولة كأس آسيا قطر 2023

اختتمت منافسات كأس آسيا قطر 2023™ في الدوحة أخيرا بتتويج المنتخب القطري باللقب القاري على حساب نظيره الأردني. ودخلت قطر بهذا الانتصار التاريخ بتحقيقها لقب البطولة في مناسبتين متتاليتين، لتكتب فصول قصة شكّلت مصدر إلهام للكثيرين خلال النسخة الـ 18 من البطولة الآسيوية الأبرز.

وشهدت بطولة هذا العام سلسلة كبيرة من المفاجآت والمشاركات الأولى القوية واللقطات الحابسة للأنفاس حتى اللحظات الأخيرة، والتي جرى بثها مباشرة في 21 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر قنوات beIN SPORTS باللغتين العربية والإنجليزية.

ومع اختتام البطولة في استاد لوسيل ومغادرة اللاعبين الضيوف قطر لاستئناف المنافسات مع أنديتهم، نسلط الضوء على خمس من أبرز اللقطات التي سجّلتها الكاميرات خلال الشهر الماضي.

أكرم عفيف المتألق يعزز رصيد قطر التهديفي

لم يتأخر الجناح القطري أكرم عفيف في تسجيل أول أهداف قطر في البطولة عندما تألق في المباراة الافتتاحية أمام المنتخب اللبناني في 12 يناير. وكان عفيف، لاعب نادي السد، قد سجّل الهدف الختامي للنسخة الماضية من كأس آسيا عام 2019، حيث هز الشباك من ضربة جزاء في وقت متأخر من المباراة ليضمن اللقب التاريخي الأول لقطر. وافتتح عفيف التسجيل هذا العام قبيل نهاية الشوط الأول من المباراة بإنهاء متقن ببطن القدم ليمهد الطريق لفوز مريح بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، ويمنح الفرق المنافسة لمحة عمّا ينتظرها عند مواجهة حامل اللقب ونجمه المتألق. وأنهى عفيف البطولة برصيد ثمانية أهداف ضمنت له الحصول على جائزة الحذاء الذهبي، لا سيما بعد تسجيله الثلاثية المذهلة في المباراة النهائية، ليتقدم على العراقي أيمن حسين الذي سجّل ستة أهداف. كما سجل العنّابي أجمل هدف في البطولة في المباراة ضد الصين في مرحلة المجموعات، عندما سدّد حسن الهيدوس الكرة قبل ارتدادها من الأرض بعد الضربة الركنية التي نفذها عفيف. وسجل المنتخب القطري الهدف رقم 100 في البطولة خلال المباراة التي حقق فيها الفوز أمام فلسطين بنتيجة 2-1 في دور الـ 16.

المنتخب الفلسطيني يقدم أداءً استثنائياً

لم تعقد الجماهير آمالاً كبيرة على المنتخب الفلسطيني قبل بداية البطولة، لا سيما مع ظروف الحرب وفقدان لاعبي المنتخب لأحبائهم أو محاصرة أفراد عائلاتهم في غزة واضطرار المنتخب للتحضير للبطولة خارج فلسطين. وتلاشت هذه الآمال الضئيلة لاحقاً مع بداية مباراتهم الافتتاحية أمام إيران، حيث وجد لاعبو فلسطين أنفسهم متأخرين بثلاثة أهداف بعد مرور 38 دقيقة فقط. ومع ذلك، تلقى منتخب فلسطين دفعة قوية من الجماهير الداعمة له لينجح في اقتناص تعادل مهم من المنتخب الإماراتي، قبل أن يحقق الفوز ضد هونغ كونغ بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في مباراته الأخيرة في دور المجموعات، ليتأهل إلى دور خروج المغلوب للمرة الأولى في تاريخه. وصعّب المنتخب الفلسطيني مهمة قطر في دور الـ 16، وتقدّم على حامل اللقب قبل أن يتلقى الهدف الأول من ضربة جزاء نفذها أكرم عفيف في بداية الشوط الثاني. وقد أشار مكرم دبوب، مدرب المنتخب الفلسطيني، إلى لاعبيه بالأبطال بعد خسارة المباراة لا سيما بعد الأداء الاستثنائي الذي قدموه على مدار البطولة.

المنتخب العراقي يفاجئ الساموراي الياباني

كان المنتخب الياباني، حامل اللقب الآسيوي في أربع مناسبات والذي بلغ المباراة النهائية لبطولة 2019، من أبرز المرشحين للفوز بلقب كأس آسيا قطر 2023™، لا سيما وأنّه يضم في صفوفه باقة من النجوم العالميين، مثل قائد المنتخب واتارو إيندو من ليفربول؛ وصانع ألعاب برايتون المتألق كاورو ميتوما؛ والظهير الأيمن لدى أرسنال تاكيهيرو تومياسو. ومع ذلك، كان للمنتخب العراقي رأي آخر، فبعد فوز الفريقين على إندونيسيا وفيتنام في دور المجموعات، كان لا بد من تحديد متصدر المجموعة في المواجهة المباشرة بينهما. وكان الفوز العراقي بهدفين مقابل هدف بلا شك واحداً من مفاجآت البطولة، لا سيما في ضوء ما حققته اليابان من إنجازات على مدى الأعوام القليلة الماضية، بما في ذلك الفوز على ألمانيا وإسبانيا في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™. ونجح النجم العراقي أيمن حسين في تسجيل هدفين من رأسيتين في بداية ونهاية الشوط الأول ليسير المنتخب العربي على خطى إنجازه التاريخي بحصد لقب كأس آسيا في عام 2007. وبرغم تسجيل المنتخب الياباني لهدف تقليص الفارق في الوقت الإضافي، تمسك المنتخب العراقي بتقدمه، وتأهل إلى الدور الثاني في صدارة مجموعته قبل أن يخسر أمام المنتخب الأردني. ومن ناحية أخرى، فازت اليابان على البحرين قبل أن تخسر أمام المنتخب الإيراني في الدور ربع النهائي.

طاجيكستان تبهر الجميع في مشاركتها الأولى

لم تمنع ظروف المشاركة الأولى لمنتخب طاجيكستان في كأس آسيا لاعبيه من دخول أجواء المنافسات بشكل تدريجي، حيث نجحوا في المضي قدماً نحو دور خروج المغلوب بعد تحول متأخر مذهل في مسار مباراتهم الأخيرة في دور المجموعات ضد لبنان. ومع سجل خالٍ من الأهداف في أول مباراتين بتعادل سلبي ضد الصين وخسارة بهدف مقابل لا شيء أمام قطر، نجح منتخب طاجيكستان في افتتاح سجله التهديفي بعد تأخره في بداية الشوط الثاني من المباراة الأخيرة في دور المجموعات، والتي كانت بمثابة مباراة تأهيلية للدور الثاني من البطولة. ودخل بارفيزدجون عمرباييف التاريخ بتسجيل ركلة حرة مذهلة ليحقق التعادل قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، قبل أن يحقق نور الدين حمروكولوف الهدف الثاني برأسية رائعة في الوقت الإضافي، لتعمّ الاحتفالات بين أفراد الطاقم الإداري وبدلاء المنتخب الطاجيكي بقيادة بيتار سيجرت. وواجه منتخب طاجيكستان نظيره الإماراتي في دور الـ 16، لتنتهي المباراة بوقتها الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لهدف، قبل أن تنتهي بفوز طاجيكستان بركلات الترجيح 5-3 لتتأهل إلى دور الثمانية. وانتهت رحلة طاجيكستان في البطولة أمام المنتخب الأردني بالخسارة بهدف مقابل لا شيء سجلّه لاعب المنتخب الطاجيكي بالخطأ في مرماه.

الهيمنة القطرية تتواصل بالفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي

حققت قطر فوزاً كبيراً على المنتخب الأردني بنتيجة 3-1 في المباراة النهائية التي شهدت حضوراً قياسياً من الجمهور المضيف، لتظفر بلقبها الثاني على التوالي في البطولة. وقدّم النجم القطري أكرم عفيف أداءً كبيرا ليُسجل ثلاثية من نقطة الجزاء ويقود المنتخب للفوز بالمباراة النهائية، ويضمن حصوله على جائزة الحذاء الذهبي بتسجيله ثمانية أهداف خلال البطولة. ولعبت مساهمات عفيف دوراً محورياً في نجاح قطر، وأهلته للفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة. وكان هذا الانتصار بمثابة دليل على هيمنة قطر الكروية، فبرغم الأداء الاستثنائي الذي قدمه المنتخب الأردني، إلا أنه لم يكن قادراً على مجاراة حامل اللقب. ومن جانبه، فاز مشعل برشم، حارس مرمى المنتخب القطري، بجائزة أفضل حارس في البطولة نظراً لدوره الكبير في ضمان الفوز لفريقه، مما يسلط الضوء على الرصيد الكبير من المواهب في صفوف المنتخب القطري. ويؤكد هذا الفوز على مكانة قطر المتنامية في كرة القدم الآسيوية، لا سيما مع انضمام المنتخب إلى قائمة من خمسة منتخبات نجحت في الدفاع عن لقبها على مدى 68 عاماً من تاريخ كأس آسيا.

المصدر: العرب القطرية