عقدت رابطة كاريتاس لبنان مؤتمرا صحافيا في مركزها الرئيسي في سن الفيل أطلقت في خلاله حملة الصوم 2024 تحت شعار من"إيدك لـ باب السما"، شارك فيه وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، رئيس الرابطة الأب ميشال عبود الكرملي والمشرف العام على أعمالها راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، في حضور نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس مجلس إدارة "تيلي لوميير" جاك كلاسي وممثلين عن مؤسسات اعلامية محلية وعربية واعضاء مجلس ادارة كاريتاس ومديرين وموظفين وشبيبة.



وقال المطران بو نجم، إن "موضوع حملة رابطة كاريتاس لهذه السنة هو من إيدك لباب السما. عادة نقول "من تمّك لباب السما" بمعنى أن نترجّى ونطلب إن يسمع الرب صلاتنا ويقبل أن يحقق لنا طلبنا. أمّا أن نقول من إيدك لباب السما، فلأننا نؤمن أن ما نعطيه من خلال أيدينا يقبله الله مثل الصلاة. كل أعمال المحبة هي صلاة. بصلاتنا كل مساء في مزمور 141 نقول: لتقم صلاتي كالبخور أمامك ورفع يديّ كتقدمة المساء: يداي المليئتان خدمة ومحبة ومجانية هما اللتان أرفعهما كل مساء للرب وهو يقبل. لا نستطيع أن نفصل الشركة الروحيّة عن الشركة الماديّة، ويسوع سيؤكد على هذه الحقيقة ويطوّرها: كل شيء تعملونه وتعطونه لإخوتي الصغار فلي تعملونه... الصلاة والعمل".

أضاف: "نريد أن نعيش هذه السنة مع كاريتاس وبعمق روحانيّة العطاء. فعندما تُعطي مَن هو بحاجة تقترب أكثر من باب السما ومن الله الساكن في السماء".

وختم: "فمن إيدينا لباب السما لتستمر كاريتاس برسالتها، رسالتها الانجيليّة، رسالة المحبّة، رسالة العطاء، رسالة الفرح والسلام والاخوّة".

بعد ذلك تحدّث الوزير المكاري فقال: "مسرورٌ بوجودي معكم لإطلاق حملة التبرُّع السنويّة التي تحمل عنوان: من إيدك لباب السما. سيّدُ السماء يسوع المسيح أوصى بالعطاء بلا حدود في قوله: من سألك فاعطه، ومن أرادَ أن يقترضَ منك فلا ترده"، وأوضح أن "الكتاب المقدّس يشجع على العطاء طوعاً ويظهِر أنّ العطاء يُفيد الذي أعطى والذي تلقّى معاً. قال يسوع: السعادة في العطاء أكثر منها في الأخذ، وأنا على يقين أنّ سعادتكم لا توصف ولا تُعبّر عنها كلمات. تُعطونَ بفرح والله يُحبّ المُعطي المسرور".

أضاف: "تلعبون في كاريتاس دوراً استثنائياً في هذه الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي يعاني منها الشعب اللبناني. تُفيد الدراسات أنّ أكثر من نصف اللبنانيين باتوا تحتَ خطِّ الفقر، ويتعذَّر على عائلات كثيرة تغطية نفقاتها من خلال دخلها. توسّعت رقعة الفقر بسبب النزوح السوري المفروض علينا منذ العام 2011، وقد رقّته الأمم في السنوات الأخيرة إلى رتبة اجتياح. يُقيم السوريون في أرضنا رغماً عنّا، وأبناؤنا يقتلعون من أرضهِم بفعلِ هذا النزوح ـ الاجتياح. مليونا نازح سوري يأكلون من هويّتنا ومن جغرافيّتنا ومن اقتصادنا وأمننا وبيئتنا، والفاتورة باهظة آنياً ومستقبلياً، فيما نحتفل نحن منذ عام ونصف بجمهوريّة الرأس المقطوع".

أضاف: "يؤسفني أن أقول بأنّ أتباع مارون الذين احتفلوا قبل أيام بعيده، لا يحافظون على الأمانة. الأرزة التي تجذّرت في هذه الأرض المقدّسة منذ مئات السنين، تقتلع جذوها بيدِها، ونكاد نصبح هنوداً حمر، ومع ذلك هناك من لديه ترف التلهّي بجنس الرئيس. بقاء المسيحيين في هذه الأرض اقترن بلحظاتِ ألمٍ وكفاح، وقد حوّل أسلافنا الجبال القاحلة إلى حياة عندما سكنوها، ونحن الذين ندّعي حبّ الحياة، لا نعي ماذا نفعل بأنفسنا. مرّة نشنّ حروباً ساخنة على بعضنا بالنارِ والبارود، وعندما تتعذّر الحروب الساخنة نشنّ حروباً باردة بمدافع كلامية وحرتقات سياسيّة. لم يسعَ أسلافنا إلى المناصب، ونحن شهيتنا على السلطة لا حدودَ لها. وللتذكير، الكنيسة المارونية تأسّست على اسم راهبٍ ناسك، لا على اسم محبّ وطالب للسلطة".

وختم: "أتمنّى أن يعود القيّمون على شؤون المسيحيين إلى القيمِ المسيحيّة وأن ينتخبوا في أسرعِ وقتٍ رأساً لرأسِ الجمهورية، رأساً يُعيد النازحين إلى بلادهم ويُعيد الانتظامَ إلى مؤسسات الدولة التي ترهّلت بفعلِ الشغور. ومن تمّي لباب السما".

بدوره قال الأب عبود: "من بنى الحضارات وقاد التطور وبالعلمِ وصل إلى المجرات وعاد، واكتشف ما تحت المياه وما فوق الجبال، هذا الإنسان، كائن البعد الذي فعل كل ذلك، أيُعقل أن تنتهي حياتُه كمشة تراب في القبور؟ لذلك، نؤمن أن ما بعد هذه الحياة حياة، وتسمى هذه الحياة السماء، وعبور السماء يكون في الفقير، وهذا ما اوضحه يسوع بقوله: تعالوا يا مباركي ابي ورثوا الملكوت المعد لكم منذ انشاء العالم. لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وعريانا فكسوتموني، وسجينا فزرتموني، وكل ما فعلتم لأحد اخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد فعلتموه"، فكانت الرسالة أن السماء تبدأ في الأرض. بعد ان أوصانا: أكنزوا لكم كنوزًا في السماء. لذلك كان عنوان الحملة: من ايدك لباب السما".

اضاف: "ولدت كاريتاس من رحم الكنيسة، تعمل من دون كلل منذ نشأتها في لبنان منذ خمسين سنة وتشارك بما لديها مع أبنائها، لذلك تطلق في كل سنة حملتها السنوية، حملة المشاركة. لسنا وحدنا من يعطي، ولسنا وحدنا من يأتينا فقراء، وإنما نعلَم ونُعلم أن العدد الكبير من الفقراء اللبنانيين يأتون إلينا، المحتاجون يقرعون أبوابنا، فنجاوبهم بالعطاء في كل الأقاليم والاقسام والبرامج. لا نقبل إلاَّ أن نعطي كل ما وصَلَنا. فلا لتكديس الاموال والمواد، ولا للخوف من المستقبل، فمّن اهتمَّ بنا على مدار السنوات الماضية، هو يعيلنا في الوقت الحاضر. فما وصل الآن، هو للفقير اليوم، والغد نتركه تحت عناية الرب. ربما قال قائل وهو يتمشى في اروقة بيروت وجبل لبنان، وبعض المناطق اللبنانية، وهو يزور ال "مولات" والمطاعم ويجدها تعج بالزبائن، يقول: جلس البلد والناس تأقلمت. نعم نشكر الله على ذلك. ولكن مازال الكثيرون ممن يرزحون تحت ثقل الفقر والعوز، يتألمون في الخفاء".

ولفت الى أن "عدد الذين يطرقون بابنا وخصوصا الفقراء الجدد، فاق توقعاتنا وقدراتنا، فما وصل الينا لم يعد كافياً، الله الذي يهتم بالعصافير ولا يدعها تجوع، لا يترك لها الطعام في العش، فعلينا العمل. لذلك أردنا أن نرفع الصوت عالياً وندقّ باب كل قلب معطاء. هناك من يريد ان يُعطي ولا يعرف اين هم الفقراء الحقيقيون، نقول له ان اسماءَهم في ملفاتنا، واصواتَهم في آذاننا. إلينا تأتي الام الثكلى والارملة لتطلب لأولادها الأيتام، الذي غادرهم ابوهم وهو كان يعمل كعامل يومي، لا معاش له ليتركه لهم. إلينا يأتي الآباء المنهكون في نهاية النهار بعد عمل شاق براتبٍ زهيد لم يعد يكفي لعائلاتهم الا لأيام، فيقفون منحني الرؤوس، والدمعة في عيونهم مرددين الكلمات نفسها: هذا ما فعلته بنا هذه الأيام. إلينا يأتي من يستنجد ليخلّص أمه أو أباه أو ابنه او ابنته او اي احد من افراد عائلته من خطر الموت وهم على ابواب المستشفيات، عاجزاً عن دفع تكاليف الاستشفاء.فنقف أمام هذا الواقع، أحياناً لا نقدر أن نسدد كل شيء وإنما نسدد قسطًا من الشيء، بما نقدر عليه. أمامنا وأمام مراكزنا الطبية، يتجمَّعون بالعشرات، بل بالمئات، ينتظرون حبة الدواء، ومعاينة الطبيب، وكل علاج عاجزون أن يجدوه في مكان آخر، فيأتون إلينا ونحن نفعل ما نقدر لكي نسدد حاجاتهم".

وسأل: "كم من المرضى توقفت حياتهم وغادروا الارض قسراً، لأنهم لم يتمكنوا من متابعة علاجهم؟ كم من التلاميذ وخصوصا الجامعيين توقفوا عن الدراسة لانهم لم يعُد بمقدورهم دفع المتوجب عليهم؟"، وقال: "في المراكز التربوية لذوي الاحتياجات الخاصة، يقصدنا تلاميذ قست عليهم الطبيعة فاعاقت نموهم الفكري، حيث يجدون فريقاً متخصصا، يحضنهم ويساعد عائلاتهم للاندماج في المجتمع، ليكونوا فاعلين كغيرهم. لم تكن كاريتاس لتستطيع ان تَفعَل ما فعلته وتفعله ما لم تجد قلوبًا تنبض بالكرم والعطاء. هنا نقف معجبين مذهولين أمام كرم اللبنانيين من داخل لبنان وخارجه. ونشدد، خارج الوطن في بلاد الاغتراب، مِن مَن تركوا لبنان، ولكن لبنان لم يتركهم بل سكن قلوبهم. هناك مواطنون من عدة بلدان أخرى، سمعوا عن وجع وطننا وأرادوا أن يقفوا إلى جانب شعبه المنكوب والمنهوب والدامع، فاقاموا النشاطات في الرعايا والمدن وارسلوا المساعدات".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ة التی

إقرأ أيضاً:

ضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان» وصول الدفعة الثانية من هدية «أم الإمارات» إلى أمهات لبنان

وصلت إلى مطار بيروت طائرتان محملتان بـ 80 طناً من المستلزمات والاحتياجات الخاصة بالنساء، كدفعة ثانية من هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، دعماً للأمهات اللبنانيات في ظل الأزمة الحالية، ليصل حجم المساعدات ضمن هدية سموها وفي إطار حملة «الإمارات معك يا لبنان»، إلى 4 طائرات، حملت 160 طنا من المساعدات والإمدادات الخاصة بالأمهات اللبنانيات.

وتأتي هذه الإمدادات ضمن الجهود المستمرة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الدعم الإغاثي الإنساني العاجل للشعب اللبناني الشقيق، ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وإشراف سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.

وفي هذا الصدد، أكد سعادة سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية عضو مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، أن دولة الإمارات تواصل القيام بمسؤولياتها الإنسانية والتزاماتها الدولية تجاه مختلف المجتمعات والشعوب انطلاقاً من الإرث الإنساني للأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) نحو إثراء العمل الإنساني، من خلال الاستجابة العاجلة للمتأثرين جراء الكوارث والأزمات والحروب والصراعات.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد: دبي تتصدر التصنيفات العالمية كوجهة رائدة للاستثمار وجودة الحياة COP28.. مفاوضو الإمارات يسطرون قصة نجاح ملهمة نحو «اتفاق الإمارات» التاريخي

وأوضح سعادته أن الدفعة الثانية من هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية تحتوي على المستلزمات الأساسية والضرورية التي تحتاجها أمهات لبنان في الوقت الراهن، مُنوهاً إلى الاهتمام البالغ من سموها بتمكين النساء في شتى المجالات والقطاعات حول العالم، والتضامن معهن في مثل هذه الظروف الطارئة، والعمل باستمرار وبشكل مستدام لضمان حصولهن على المواد الأساسية الخاصة بهن.

وأشار سعادته إلى أن المساعدات الإغاثية الإماراتية ستستمر بالوصول إلى كافة المتضررين والجرحى والمصابين من الشعب اللبناني الشقيق إزاء الأوضاع الحرجة والأوقات الصعبة التي تشهدها المنطقة، حيث تعمل كافة فرق المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية الإماراتية المانحة مع مختلف الجهات الدولية ذات العلاقة نحو توفير كافة المواد الطبية والطرود الغذائية والمستلزمات الإيوائية لضمان سرعة التعافي المبكر وتحقيق الأمن والاستقرار.
تجدر الإشارة إلى أن الدفعة الأولى من هدية سمو «أم الإمارات» وصلت إلى أمهات لبنان دعماً لهن في أواخر شهر أكتوبر الماضي، حيث استقبل مطار بيروت طائرتين إغاثيتين حملتا 80 طناً من المواد والمستلزمات الخاصة بالنساء.

مقالات مشابهة

  • سفيرة النروج بعد لقائها الوزير المكاري: نعمل على وقف لاطلاق النار في غزة ولبنان
  • دوي صفارات الإنذار في 40 بلدة بالجليل الغربي جراء صورايخ أطلقت من لبنان
  • «بوابة السماء» أغرب كهف بالعالم.. اشتهر في الصين بمدخل العالم الآخر
  • جيش الاحتلال: نحو 60 قذيفة أطلقت من لبنان على الجليل الغربي وخليج حيفا
  • الاحتلال الإسرائيلي: 60 قذيفة أطلقت من لبنان على الجليل الغربي وخليج حيفا
  • السماء فوق غزة متخيلة في المرخية بالدوحة
  • قائد الجيش عرض الاوضاع مع المكاري.. والتقى درغام
  • ضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان» وصول الدفعة الثانية من هدية «أم الإمارات» إلى أمهات لبنان
  • موقع مذبحة القلعة.. «صدى البلد» يرصد صورا لباب العزب الأثري| صور
  • ميقاتي هنأ ترامب بانتخابه رئيساً لأميركا: لوقف الحرب على لبنان وتطبيق القرار 1701