الشهيد الصماد الموقف وصدق الكلمة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أحمد يحيى الديلمي
عند الحديث عن شخصية بعظمة وشموخ الشهيد المناضل صالح علي الصماد “طيب الله ثراه” لا بد أن نبدأ الكلام بالحديث عن من هو الأعظم والأكثر قدرة وعطاء والأستاذ المعلم لهذه الشخصية كما كان الشهيد يردد قائلاً (ما أنا إلا تلميذ صغير في أعظم مدرسة أطلقها الشهيد المناضل العلامة المجتهد حسين بدر الدين الحوثي في الزمن الحديث)، إنها فعلاً المدرسة التي ربطت بين معاني الدين والارتقاء بشؤون الحياة بجوانبهما المختلفة، أي تبنت التغيير بمعناه الجذري والشمولي، ومن ثم نعرف كيف بدأت حياة الشهيد الصماد حتى وصل إلى ما وصل إليه من السمو وعظمة الأخلاق والتمسك الصادق بالدين والقيم، فالرجل نهل فكره ومعارفه من هذه المدرسة العظيمة التي أسسها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “قدس الله روحه الطاهرة في الجنة وأعلى مقامه” وهي المدرسة الواسعة بأفقها الأخلاقي والقيمي الممتدة إلى أبعاد عميقة في الدين وسمو السلوك وعظمة الارتباط بهذا الدين الحنيف.
كان الشهيد الصماد يُردد دائماً (أتمنى أن أموت شهيداً في فلسطين الجريحة على يد الصهاينة )، ولقد نال ما تمنى عندما استهدفته أقذر دولة في العالم وهي أمريكا ومن يتبعونها القذة بالقذة من العملاء والخونة، كما قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” في كلمة التأبين الأخيرة للشهيد الصماد حيث قال ( لقد ضاقت أمريكا وعملاؤها ذرعاً بقوة الحضور الذي حققه الشهيد الصماد في زمن قياسي ومستويات التأثير التي بلغها في نفوس الناس فخططوا للخلاص منه بذلك الأسلوب الهمجي الحقير، غير مُدركين أنهم أنما حققوا رغبة للشهيد في نيل الشهادة والارتقاء إلى أعلى عليين مع الشهداء والصديقين )، واليوم ها هو الموقف الذي اتخذته القيادة من غزة يُقدم دليل آخر على معنى الارتباط بالدين وبالقرآن الكريم وبمعنى التوكل على الله سبحانه وتعالى باعتباره الناصر والمؤيد والسند لعباده المؤمنين، وهذا هو دأب الشهيد الصماد وديدنه الذي ظل يتمنى الوصول إليه، لأن فكرة الثورة عند الشهيد القائد كما قلنا أساسها التغيير وبناء الذات لامتلاك القدرة على تحقيق الانتصارات العظيمة وسحق الأعداء المتربصين بالأوطان والبشر، كما هو حال الصهاينة ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا وما يقترفونه من مجازر بشعة في الأرض المحتلة .
إذاً لتهنأ أيها الشهيد الصماد وتقر عيناً وأنت في المقام الرفيع الذي اختاره الله سبحانه وتعالى لك وندب أحقر عباده لكي يحققوا لك تلك الرغبة العظيمة، واليوم رفاقك الأبطال من المجاهدين من باعوا نفوسهم لله يترجمون رغباتك واحدة تلو الأخرى سواءً بشكل مباشر أو عن طريق منع السفن الصهيونية أو المتعاملة مع الكيان الصهيوني من المرور في البحرين الأحمر والعربي وهي الخطوة التي أفزعت أمريكا وبريطانيا وتحولت إلى شبة حرب عالمية ضد اليمن، الكل يتسابقون لإثناء القيادة عن هذه المواقف وأنّى لهم ذلك، لأن الهدف الانتصار للشعب الفلسطيني حتى يستعيد حقه السليب من الصهاينة إخوان القردة والخنازير، هذه العبارة الأخيرة أوردتُها لأن الرئيس الصماد كان دائماً يُرددها، واليوم والشعب اليمني بقيادته الحكيمة يُشارك في هذا المخاض العظيم المتمثل في مواجهة أصلف وأشرس عدو عرفه التاريخ المتمثل في الصهاينة وأمريكا وبريطانيا والكثير من دول أوروبا .
نقول لتهنأ أيها الرئيس الصماد وقد ارتقت روحك الطاهرة إلى بارئها شهيداً من قبل نفس الأعداء وأشرس الخلق الأشد عداوة للإسلام والمسلمين، لا بد أنك سعيد بهذه المشاركة وهذا الدور العظيم من قبل رفاق سلاحك الأبطال الذين لا يزالون يناضلون في الميدان وهم يحملون رؤوسهم على أكفهم غير عابئين بإرهاصات العملاء والخونة الذين يخوِّفون العالم بأمريكا وبريطانيا ويحاولون وضع الكثير من الأشواك على طريق المجاهدين للحيلولة دون مشاركتهم في نصرة الشعب الفلسطيني، لأنهم لم يدركوا معنى الجهاد في سبيل الله ونيل الشهادة في أشرف مواقع الكرامة و التضحية، الرحمة والمغفرة للشهيد الصماد وكل المجاهدين الأبطال الذين ساروا على دربه ورووا درب المسيرة بالدماء الزكية، وإننا إن شاء الله على موعد مع النصر المبين والتغلب على أعداء الأمة أجمعين طالما أننا نسير على خطى الشهداء وفي المقدمة شهيد الحقيقة وثورة التغيير السيد المجاهد حسين بدرالدين الحوثي “قدس الله روحه الطاهرة في الجنة” ومن نصر إلى نصر، والله من وراء القصد.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أمریکا وبریطانیا الشهید الصماد الدین الحوثی
إقرأ أيضاً:
زيارة السوداني إلى إيران وبريطانيا في دائرة الضوء
آخر تحديث: 21 يناير 2025 - 10:41 ص بقلم: سعد الكناني
هناك من قال ان زيارة السيد محمد السوداني إلى بريطانيا تكون جزءاً من استراتيجية حكومة السوداني لتجنب الوقوع تحت تأثير طرف واحد، سواء كان في الشرق أو في الغرب، مما يعزز استقلالية القرار العراقي في السياسة الدولية. وهناك من وصف الزيارة لشراء الصوت البريطاني من أجل حماية القرار الولائي ومصالح إيران وتخفيف التوتر بين واشنطن وطهران وكذلك تخفيف التشديد البريطاني على الملف النووي الإيراني بصفتها عضوًا في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى محاولة الحصول على الدعم الدولي في مجالات متعددة لمساعدة العراق في تجاوز تحدياته الداخلية والإقليمية. والإتفاقيات التي وقعها السوداني مع الحكومة البريطانية نحو (20) اتفاقية في مجالات مختلفة من باب ” تأسيس شراكة إستراتيجية”، السؤال: هل تلتزم حكومة السوداني بهذه الإتفاقيات إذا وقفت بريطانيا ضد إيران؟.
زيارة السوداني إلى بريطانيا جاءت بعد زيارته لطهران ولقائه بالرئيس الإيراني بزشكيان وخامئني لتكريس النفوذ الإيراني في العراق ، وقد أتفق الطرفان على ذلك ، سواء بتوقيع الاتفاقيات أو غيرها، من ضمنها رفض خامئني حل الحشد الشعبي عندما قال للسوداني ” إن الحشد يشكل قوة النظام السياسي في العراق ومحور المقاومة ويجب تعزيز قدرته وتطويره ” ، والسوداني عندما طلب من خامئني الموافقة على تأجيل الانسحاب الأمريكي من العراق رد عليه منتهكا السيادة العراقية ” يجب إخراج القوات الأمريكية من العراق لأن إيران مهتمة بأمن العراق وتدافع عنه”. هذا الكلام ليس الأول، بل تأكيدا، وهو بمثابة أمر مُلزم التنفيذ من قبل الحكومة الاطارية سواء بالطرق الناعمة أو الخشنة. ورفض خامئني والسوداني على حل الحشد يتعلق بالعملية السياسية حيث يعتبر الحشد الضامن الرئيسي لاستمرارها بقيادة الأغلبية الشيعية، فهو يحمي النظام السياسي من أي مخاطر محتملة من ضمنها اضطرابات داخلية بتأثير عوامل خارجية.
السوداني يعمل ضمن الإطار والأخير مؤمن لدرجة اليقين بما يسمى محور المقاومة الإسلامية “المشروع الإيراني” المستند على نظرية ” أم القرى “الاستعمار الإيراني لبسط نفوذه على الدول العربية وفرض الاجندات الإقليمية والدولية. وبغداد أصبحت في ظل الحكم الإطاري القلب النابض للمشروع الإيراني، ومكاتب ما يسمى محور المقاومة تشهد في منطقة الجادرية وشارع فلسطين وسط بغداد.
ولتحفيز ذاكرة القارئ، فقد وقع السوداني مع إيران (22) إتفاقية اقتصادية ومالية وأمنية ، هذا الرقم ناتج جمع (14) إتفاقية خلال زيارة الرئيس الإيراني بزشكيان إلى بغداد يوم 11/9/2024 و(8) إتفاقيات خلال زيارته إلى طهران يوم 8/1/2025،تتجاوز قيمة هذه الاتفاقيات وفق مصادر سياسية نحو (63) مليار دولار، وحكومات الإطار لا تعلن أرقام المبالغ المالية لكل اتفاقياتها مع إيران لأنها بأسعار مبالغ فيها لمواصلة دعمها بعناوين مختلفة على حساب العراق الذي يعاني من عجز مالي في كل موازناته بما فيها ( 2025 ) نحو( 40% ) جراء الفشل والفساد والأفراط في الانفاق الحكومي وبيئة طاردة للاستثمار الحقيقي وليس الاستثمار ” المستثنى ” من القوانين والضوابط لغايات معينة.
العجيب ولا عجب في العراق أن ايران مستمرة بقطع المياه عن العراق وتحويل مسارات (42) رافدا داخل أراضيها خلافا للقوانين الدولية وعلاقات دول الجوار اخرها انشاء سد يدعى (شريف شاه) على منحدرات وادي حران، أحد أهم الوديان الحدودية التي تستقبل سنويًا كميات كبيرة من السيول القادمة من عمق الأراضي الإيرانية باتجاه العراق .هذا السد الذي يبعد عن الحدود العراقية نحو (30) كم يمتص نحو(70% ) من مياه السيول الموسمية التي كانت تتدفق باتجاه محافظة ديالى ، وسبق للبنك الدولي، أكد على أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام(2050) نسبة( 20%) من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة(80%)، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
أما الموقف العراقي الإيراني فهو واحد تجاه المتغير السوري الجديد ولن تتعامل كل من بغد وطهران مع حكومة (أحمد الشرع) لكونها تتصف بـ “الضبابية” وفق تفسير العاصمتين. حتى الحراك العراقي من أجل عقد مؤتمر في بغداد بشأن الوضع السوري كان بمشورة إيرانية. وفي السياق نفسه، قال رئيس البرلمان الإيراني (محمد باقر قاليباف) في حديث متلفز، أن” خسارة إيران لسوريا يشكل هزيمة قاسية مقارنًا إياها بالهزيمة العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأشار الى ان هذه الخسارة تعد مثلبة كبيرة ومؤلمة لإيران إلا أنه أكد أن طهران لن تترك سوريا!!”. خلاصة الموضوع، عافية العراق تستعيد بالخلاص من النفوذ الإيراني وميليشياته من خلال تشكيل حكومة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة تعزز من استقلالية البلد وبناء علاقات متوازنة إقليميا ودوليا وتحقيق إصلاحات شاملة من أجل استقرار العراق وإسعاد المواطن وأحترام كرامته.